تروج لطواجن ومشويات.. سخرية وغضب من دعاية لدار الهيئة الهندسية للجيش المصري
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
عبر عديد الناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي في مصر عن سخرية غاضبة من إعلان لدار الهيئة الهندسية للجيش المصري، يروج لـ "طواجن ومشويات"، واعتبروه علامة على ما وصل إليه حال المؤسسة العسكرية في البلاد، وذلك قبل أن يتم حذف الإعلان من صفحة الهيئة على فيسبوك.
وتضمن إعلان دار الهيئة الهندسية ترويجا لأحد المطاعم الذي يقدم "أشهى المأكولات الشرقية من طواجن وصواني ومشويات شرقية"، في وقت يتعرض فيه أمن مصر القومي لتهديد جدي مع تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
واعتبر المعلقون الإعلان دليلا جديدا على انحراف بوصلة المؤسسة العسكرية وعدم تقديرها لحجم التحدي الذي يواجه البلاد، فضلا عن إصرارها على الهيمنة على كل الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وكتب الإعلامي، أسامة جاويش، ساخرا، عبر منصة إكس: بطولات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية لا تنتهي. بعد إبداعات سلاح المهندسين في اقتحام خط بارليف وصناعة التاريخ في نصر أكتوبر، النهاردة بيعلنوا عن طواجن العروسة والمندي مع دروس الزومبا الشهيرة".
اقرأ أيضاً
"دابسي" الجيش المصري.. سبوبة جديدة لاقتسام كعكة "أوبر" و"كريم"
فيما كتب الصحفي، جمال سلطان: "أيام الملك فاروق، الذي انقلب عليه العسكر بدعوى الفساد، أرسلت مصر جيشها إلى فلسطين للدفاع عن شعبها والمقدسات، رغم أن مصر كانت محتلة والجيش الإنجليزي في شوارعها، ولما حكم العسكر وضعت مصر جيشها على أطراف سيناء لحماية إسرائيل من أي هجوم وحاصرت الفلسطينيين في غزة حتى الموت جوعا ومرضا".
ودعا كثير من المعلقين المسؤولين عن منشورات صفحة "دار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة" على فيسبوك إلى "مراعاة الوقت والظروف والحس العام" وأن لا يكون "المكسب المادي" هو المحرك الوحيد لهم.
فيما أبدى آخرون اندهاشهم من علاقة هكذا إعلانات بتخصص "الهيئة الهندسية"، وأكدوا أن استمرار هكذا أوضاع يفسد الجيش والاقتصاد معا.
يذكر أن الجيش يهيمن على نسبة كبيرة من اقتصاد مصر، تصل إلى 50% في بعض التقديرات الدولية، ولذا تتركز أغلب اشتراطات صندوق النقد الدولي لإقراض الحكومة المصرية حول فك تلك الهيمنة لإتاحة منافسة عادلة بالسوق.
لكن الجيش المصري يبدو متمسكا بنشاطاته الاقتصادية حتى الآن، رغم الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.
ادخلى ارند الجيش المصري انهارده او اكتبي دار الهيئة الهندسية...شوفي على موقعهم عارضين ايه...اشتراك رقصات الزومبا ولا الزومبي دي..واعلان تاني على طواجن ومشوي ومقلي...بدل تعرضلنا انجازاتها الهندسية..
— ꧁⚔️ماشيين بالعلاج⚔️꧂ (@Bora1120943451) November 15, 2023
دار الهيئة الهندسية في الجيش المصري منزلين منيو شرقي شرقي عبارة عن طواجن و صينية العروسة ، خيبكم الله يا ولاد الأحبة
— Amr???????????? (@Amrnour1712) November 15, 2023
أيام #السيسي ????
" بطولات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية لا تنتهي ... "
اعلان عن طواجن العروسة و دروس الزومبا الشهيرة ????????️????#المصريين_جاهزين_لأي_تحدي#انقذوا_مستشفي_الشفاء #السيسي_مشارك_في_الابادة
L'Autorité d'ingénierie des Forces Armées Egyptiennes ???? https://t.co/qtWuskz9dk pic.twitter.com/HAZybw7Zfn
https://www.facebook.com/tarek.ismail.184/posts/pfbid02qybBxXaWZKsL6etzL3mpQ4ZhfX11FbrKf8KN2SCEBLejjL3hGQSsmqD5RFVdrrtkl
https://www.facebook.com/aldin.shraf/posts/pfbid02XsKLxhw2GSmkoF5GyuPMNqmNxhouiv8zgRgHHE9zv5keGoWVo9b6MwhpzD5u8GwKl
https://www.facebook.com/HanyAlsmmak/posts/pfbid08gcYXF96qytDD4LhiovEGERJ3PcE76dyMnh6dQ8GHWdP211a7yiAkjHiL4Nws9wYl
اقرأ أيضاً
قادة «الجمبري» و«سلاح السمك» بالجيش يثيرون سخرية المصريين
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الجيش المصري
إقرأ أيضاً:
هل تسهم المهرجانات الفنية في تعزيز الإبداع أم تروج للسلعة الثقافية؟
تعتبر المهرجانات الفنية أحد أهم الأحداث التي تجمع الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تقديم أعمال فنية متنوعة في مجالات السينما، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والمسرح، وغيرها. ولكن مع ازدياد عدد المهرجانات الفنية وانتشارها في كافة أنحاء العالم، تطرح العديد من الأسئلة حول دور هذه الفعاليات: هل تسهم المهرجانات في تعزيز الإبداع الفني وتطويره، أم أنها أصبحت مجرد منصات تروج للسلعة الثقافية وتتحول إلى سوق تجارية؟ وبين هذه الأسئلة المعقدة، يظهر تساؤل أساسي: هل المهرجانات الفنية قادرة على حفظ قيم الفن الأصيلة أم أنها تسهم في تسليع الثقافة وتحويلها إلى منتج استهلاكي؟
في الأصل، كانت المهرجانات الفنية تهدف إلى تقديم الإبداع الفني في مجالاته المختلفة، ومنح الفنانين منصة لعرض أعمالهم وتبادل الأفكار والخبرات. كانت هذه المهرجانات تسهم في فتح أفق الجمهور على أشكال جديدة من الفن والثقافة، وتساهم في تعزيز الحوار الثقافي بين مختلف الشعوب والمجتمعات. ومن خلال هذه المهرجانات، كان يتم تسليط الضوء على أعمال فنية مبتكرة تساهم في تطوير الصناعة الفنية وتوسيع نطاق التأثير الفني على المجتمعات.
على سبيل المثال، مهرجان كان السينمائي أو مهرجان فينيسيا للأفلام يعكسان دور المهرجانات في دعم السينما والفنانين المستقلين، وتقديم فرصة لهم للوصول إلى جمهور عالمي. بينما المهرجانات الموسيقية مثل "مهرجان كوتشيلا" أو "غلاستونبري" توفر منصات للموسيقيين والفنانين الشباب لتقديم موسيقاهم، مما يعزز التنوع الثقافي ويسهم في خلق حوار بين مختلف الأجيال والأساليب.
مع مرور الوقت، وتحت ضغوط العولمة والتجارة، بدأت المهرجانات الفنية تتحول بشكل تدريجي من منصات إبداعية إلى سلع ثقافية تُروج وتُسوق. في العديد من الحالات، أصبحت المهرجانات تركز بشكل أكبر على جذب السياح والمستثمرين أكثر من تسليط الضوء على الفن نفسه. كما أن بعض المهرجانات تروج لنجوم الفن العالميين وتعرض أعمالًا تركز على جذب الجمهور، في حين تُغفل الأعمال الفنية المستقلة أو التجريبية التي لا تملك القدرة على جذب حشود ضخمة أو تحقيق إيرادات كبيرة.
هذه التحولات قد تؤدي إلى فرض قيود على الإبداع، حيث يصبح الفنانون مجبرين على تقديم أعمال تناسب متطلبات السوق وتواكب الاتجاهات السائدة. وبدلًا من أن تكون المهرجانات مساحة مفتوحة للابتكار والتجديد، تتحول إلى فعاليات تروج لمنتجات ثقافية تُسوق بطريقة تجارية.
إن أحد أبرز التحديات التي تواجه المهرجانات الفنية في العصر الحالي هو التوازن بين الفن والربح. فبينما يُعد الجانب التجاري جزءًا من أي حدث كبير في العصر الحديث، فإن المهرجانات الفنية التي تركز بشكل أكبر على الربح قد تؤدي إلى تهميش الفنون التي لا تجذب الانتباه الجماهيري أو التي لا تملك القدرة على تحقيق أرباح ضخمة.
المهرجانات التي تُركز على استعراض الأسماء الكبيرة، سواء في السينما أو الموسيقى أو المسرح، قد تساهم في تعميم فكرة أن الفن هو مجرد منتج قابل للاستهلاك. بدلًا من تكريم الأعمال التي تسعى لإحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي، يتم تقديم الأعمال التي تتوافق مع الذوق العام وأذواق الجماهير الواسعة، مما يجعل المهرجانات أقل إبداعًا وأقل تحفيزًا للفنانين الجدد أو المبتكرين.
علاوة على ذلك، فقد تحول بعض المهرجانات إلى مناسبات تجارية موجهة نحو السياحة، حيث يهيمن الجانب التجاري على التنظيم والبرمجة. في هذا السياق، يتم التركيز على جلب الزوار، مما قد يؤدي إلى تقليص فرص الفنانين المحليين أو الجدد في عرض أعمالهم في تلك الفعاليات.
رغم هذه الانتقادات، تبقى المهرجانات الفنية أماكن مهمة لتسليط الضوء على التميز الثقافي والفني. فهي توفر فرصة للفنانين والمبدعين للتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع جمهور عالمي، مما يعزز فهم الثقافات المختلفة. بعض المهرجانات، مثل "مهرجان القاهرة السينمائي" و"مهرجان دبي السينمائي"، على سبيل المثال، لعبت دورًا هامًا في دعم السينما العربية وتقديم أعمال مستقلة تحكي قصصًا متنوعة وتنقل رسائل قوية حول قضايا مجتمعية وإنسانية.
وتعتبر المهرجانات أيضًا منصات لتقديم الفنون التي تعكس الهويات الثقافية المختلفة وتساعد على الحفاظ عليها من الاندثار. ومن خلال التفاعل بين الفنانين والجمهور، يتم تبادل القيم الثقافية والفنية بين المجتمعات المختلفة، مما يساهم في بناء جسر من الفهم المتبادل.
على الرغم من الضغوط التجارية التي تواجهها المهرجانات الفنية، يمكن أن تسهم هذه الفعاليات في تعزيز الإبداع بشرط أن تبقى المهرجانات ملتزمة بمهمتها الأصلية في دعم الفن والفنانين بعيدًا عن الضغوط التجارية. يمكن للمهرجانات أن تخلق مساحة للفنانين الجدد والمبتكرين، وتساعد في تقديم أعمال فنية تثير النقاش والتفكير النقدي لدى الجمهور. في هذا السياق، فإن المهرجانات التي تركز على الجودة الفنية وتركز على تقديم أعمال متنوعة تجذب الجمهور من خلال الإبداع، لا تجلب الفائدة للفنانين وحسب، بل تساعد أيضًا في تطوير الثقافة والفنون في المجتمع.
من خلال توفير منصات لعرض الأعمال المستقلة والمبتكرة، قد تسهم المهرجانات في تحفيز الحوار بين الأجيال المختلفة، وتعزيز التنوع الثقافي. كما يمكن أن تركز المهرجانات على تسليط الضوء على الفنانين الذين يتناولون قضايا اجتماعية أو بيئية هامة، مما يساهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال الفن.
المهرجانات الفنية، في مجملها، تظل ساحة حيوية يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز الإبداع الثقافي والفني. ومع ذلك، فإنها لا تخلو من التحديات التي قد تؤثر في توازنها بين الفن والربح. إذا كانت المهرجانات تهدف إلى أن تكون منصات للفن الحقيقي والابتكار، فإنها بحاجة إلى الالتزام برسالتها الأصلية والتركيز على دعم الأعمال الفنية ذات القيمة الثقافية والفكرية، بدلًا من الاكتفاء بالتجارة والربح السريع. وفي النهاية، تظل المهرجانات الفنية بحاجة إلى التوازن بين إرضاء الجمهور وتحقيق الأرباح وبين الحفاظ على الأصالة الفنية وتشجيع الإبداع المتجدد.