دبي: يمامة بدوان
تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر توجيهات ورؤى قيادتها الرشيدة، من تعزيز مكانتها على خارطة السياحة البيئية العالمية، حيث تتميز الدولة بمناظرها الطبيعية الخلابة وتضاريسها المتنوعة، وتمتد بها الصحارى الرملية، التي تحتضن أجمل الكثبان الرملية، والواحات كما تنتشر فيها السلاسل الجبلية، والوديان، والشواطئ، وأشجار المانغروف والسهول، كما تتوافر في الدولة البيئة المناسبة لأنواع مختلفة من النباتات والحيوانات، وهو ما يسهم في جذب السائحين والزائرين.

وترجع أهمية تبني مفهوم السياحة البيئية إلى ما يحمله من فوائد ومكاسب متعددة، حيث يساهم في الحفاظ على البيئة عبر إقرار منظومة تشريعية وقانونية، تعزز من استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطن التنوع البيولوجي، كما تدعم تحقيق منظومة الاستدامة في قطاعات عدة، ويعزز عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ويحد من معدلات التصحر والتلوث، وأيضاً تعزيز الناتج المحلي المستدام.

أجندة تنموية

ويشكل قطاع السياحة المستدامة أولوية في أجندة الدولة التنموية، وهو ما يعكسه إطلاق وزارة التغير المناخي والبيئة للمشروع الوطني للسياحة البيئية، من خلال «كنوز الطبيعة في الإمارات»، بهدف الترويج لمقومات السياحة البيئية بالدولة، ورسم مكانتها على خارطة السياحة البيئية على المستوى العالمي.

ويتكون المشروع الوطني للسياحة البيئية من 3 مراحل، حيث وفرت المرحلة الأولى مواد معلوماتية، وصوراً وأفلاماً للمحميات الطبيعية البالغ عددها نحو 50 محمية في الدولة، وتمثل نحو 16% من إجمالي مساحة الدولة، بينما تضم المراحل التالية الوصول إلى المواقع السياحية البيئية في المناطق البحرية والمنتجعات الصحراوية ومناطق الغوص والمناطق الجبلية.

ويضم المشروع حوالي 205 مواقع موزعة على ما بين 50 محمية طبيعية، و27 مزرعة سياحية، و24 حديقة طبيعية، و40 موقعاً طبيعياً موزعاً ما بين المنتجعات الطبيعية والفنادق، والمواقع الأثرية والتاريخية، التي اعترفت بها المنظمات العالمية المعنية، مثل الموقع الأثري في جزيرة صير بني ياس وقلعة الجاهلي في أبوظبي، وقلعة فلج المعلا في أم القيوين، ومنتجع شيراتون شاطئ الجميرا في دبي، ومركز مليحة للآثار في الشارقة، وقلعة ضاية في رأس الخيمة وغيرها، إضافة إلى 47 موقعاً طبيعياً للغوص، و17 سوقاً بيئية شعبية.

الصورة

فرص استثمارية

ونظراً لأهمية المحميات الطبيعية، تحرص الدولة على زيادة عددها، لما لها من دور في المحافظة على الكائنات الحية والنظم الإيكولوجية والموائل الطبيعية، حيث تقدم مواقع المحميات الطبيعية فرصاً استثمارية واعدة، بإمكانها الإسهام في رفد الاقتصاد المحلي، ودعم صحة أفراد المجتمع، والريادة الدولية في مجالات استدامة البيئة، مثل فرص الاستثمار الاقتصادي، والسياحة البيئية، والبحث العلمي والابتكار.

وتدعم استراتيجيات المحميات الطبيعية تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية التي تتضمن حماية التنوع البيولوجي، وإدارة الموائل الطبيعية، وتعزيز القدرة على التكيّف مع آثار التغير المناخي، من خلال الحفاظ على أنظمة بيئية برية وبحرية في حالة جيدة، وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال التخطيط المتكامل لاستخدامات الأراضي، وتشجيع الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وتوفير خدمات النظام البيئي من أجل حياة أفضل للجميع، والربط بين صحة المجتمع والتواصل مع الطبيعة.

ووفقاً للأمم المتحدة، تُعرف السياحة البيئية بأنها أحد أنواع السياحة المستدامة، التي تساهم بشكل أساسي في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، وفي العقدين الأخيرين شهد مفهوم السياحة البيئية نمواً كبيراً، كونه يستهدف فئة السائحين الذين يبحثون عن رحلات سياحية، تساهم في تسليط الضوء على أهمية المحافظة على البيئة قدر الإمكان.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات السياحة البيئية السیاحة البیئیة

إقرأ أيضاً:

منتدى مستقبل الصناعات الغذائية: خارطة طريق لتحقيق أهداف إستراتيجية

منصة الإمارات للأغذية وتوطين صناعة الأغذية والمشروبات

دعا منتدى مستقبل الصناعات الغذائية، في ختام فعاليات دورته السادسة بدبي، إلى تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز الابتكار والاستدامة في صناعة الأغذية بدولة الإمارات من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية منصة الإمارات للأغذية التي تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع الأغذية في قطاع الأغذية بمقدار 10 مليارات دولار أمريكي بحلول العام 2030.
وعقد المنتدى، الذي تنظمه مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات برعاية وزارة الاقتصاد وشراكة إستراتيجية مع غرفة دبي ووادي تكنولوجيا الغذاء، ودعم مركز أبوظبي للأغذية وموانئ دبي العالمية، تحت شعار “مستهلك المستقبل، وحكومة المستقبل، وغذاء المستقبل”، واستعرض أهمية الاستثمار في المواهب الوطنية لضمان تعزيز الابتكار وريادة قطاع الأغذية.
وشهد اليوم الثاني لمنتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 إعلان مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات عن فعاليات الدورة الأولى من قمة الأمن الغذائي العالمي، التي ستعقد في أبوظبي بمشاركة أبرز الخبراء العالميين في الأمن الغذائي والمسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص وقادة المجتمع المدني من أجل مناقشة سبل تعزيز الأمن الغذائي.

واستضاف المنتدى حفل توزيع جوائز برنامج “إشراق” الذي يهدف لجعل قطاع الأغذية والمشروبات من أكثر الخيارات المهنية جاذبيةً للمواطنين الإماراتيين في قطاع الأغذية والمشروبات لكونه أحد الصناعات الإستراتيجية في الإمارات.
وكرّم الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، خريجي برنامج “إشراق”، وقال: “يجب على الشركات تطوير نهج استباقي وإستراتيجي من أجل تهيئة البيئة لمواطني الدولة للعمل في القطاع الخاص. ونجح برنامج إشراق، الذي يلعب دوراً أساسياً في جهود التوطين، في تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة للحصول على وظائف مناسبة وقيادة التغيير. واستناداً إلى نجاح البرنامج، يسعدنا الإعلان عن برنامج تحدي الابتكار في الأغذية والمشروبات بالتعاون مع مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات. وتهدف هذه المبادرة إلى إلهام وتمكين الشباب الإماراتي للمساهمة بأفكار وحلول مبتكرة لقطاع الأغذية والمشروبات، ودفع عجلة النمو والتنمية في المنطقة”.
وقدم آندري دفويشينكوف المدير العام لشركة “نيلسن آي كيو” في شبه الجزيرة العربية وباكستان، عرضاً سلط فيه الضوء على كيفية مساهمة تركيز المستهلك المتزايد على المنتجات الصحية على تطوير المنتجات عبر الصناعات، وكشف عن الاتجاهات الرئيسية في قطاع الأغذية. وقال: “يولي المستهلكون في دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبيرة بشكل متزايد للصحة والراحة في عادات التسوق الخاصة بهم. وتكتسب العلامات التجارية الأصغر زخماً مع نمو مبيعات إجمالي السلع الاستهلاكية بمقدار الضعف، لا سيما من خلال التجارة الإلكترونية. علاوةً على ذلك، فإن أكثر من 30% من المستهلكين على استعداد لإنفاق المزيد على المنتجات التي تقدم مزايا الصحة والعافية وتحقيق الراحة، وغالبا ما يقومون بتبديل المتاجر للوصول إلى هذه المنتجات”.
واستعرضت الجلسات الرئيسية في المنتدى الأتمتة والممارسات المستدامة عبر سلسلة الإمدادات الغذائية؛ وأكد الدكتور داريوس نجو من يوكوغاوا، على أهمية أنظمة التصنيع القابلة للتركيب في تحقيق إنتاج غذائي مستدام، ما يتيح قدراً أكبر من المرونة والقدرة على التوسع. كذلك، استعرضت حلقة نقاش حلقة نقاش حول “الطريق إلى التخلص من هدر الطعام” إمكانات المنصات الرقمية وحلول الذكاء الاصطناعي للحد من هدر الطعام من خلال ربط فائض الطعام من الشركات بالمجتمعات. وأشارت جلسة حركة الملصقات النظيفة إلى الطلب المتزايد على منتجات الملصقات النظيفة وأهمية الشفافية في وضع العلامات الغذائية، حيث ناقش المتحدثون التحديات والفرص المتاحة للمصنعين في تلبية توقعات المستهلكين مع الالتزام بالمتطلبات التنظيمية.
وقال السيد/صالح لوتاه، رئيس مجلس إدارة مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات: “في ختام فعاليات الدورة السادسة لمنتدى مستقبل الصناعات الغذائية، نشعر بالتفاؤل بشأن مستقبل هذه الصناعات، حيث وفر المنتدى منصة لاستكشاف حلول مبتكرة ومناقشة الاتجاهات الناشئة، والاحتفاء بإنجازات القطاع. وفي ظل التركيز على تعزيز التعاون والاستفادة من التكنولوجيا، والاستثمار في المواهب المحلية، يمكننا بناء نظام غذائي أكثر استدامة ومرونة للأجيال القادمة. وكلي ثقة بأن الأفكار المكتسبة من هذا الحدث ستقود إلى تغيير هادف وتسهم في قطاع غذائي مزدهر ومستدام في المنطقة. ولنواصل العمل معاً من أجل مستقبل يكون فيه الغذاء وفيراً ومتاحاً ومغذياً للجميع”.
وأعرب عن شكره وتقديره للشركاء الإستراتيجيين والجهات الراعية التي تضم عدداً من الشركات مثل أغذية والغرير للأغذية ومزارع العين و(إفكو) والمراعي و(بي آر إف) و(تيترا باك) والمؤسسات المتخصصة مثل (إي إف بي إيه).


مقالات مشابهة

  • منتدى مستقبل الصناعات الغذائية: خارطة طريق لتحقيق أهداف إستراتيجية
  • وزيرة البيئة تبحث دعم التنمية السياحية البيئية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء
  • "مصدر" الإماراتية تعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • “البيئة” تؤكّد أهمية التوسّع في الزراعة العضوية بدون تربة للتغلب على التحديات البيئية ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي
  • مطارات دبي تعزز التزامها بالاستدامة البيئية وتوسع استخدام الطاقة الشمسية لخفض بصمتها الكربونية
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • مكتوم بن محمد: الإمارات ترسخ مكانتها واحدة من المراكز المالية الرائدة عالمياً
  • دراسة: المناعة الطبيعية من الإنفلونزا تعزز فعالية اللقاحات المستقبلية
  • وزيرة البيئة والأميرة عالية بنت الحسين ومحافظ الفيوم يناقشون مستجدات الاستثمار بالمحميات الطبيعية