صحيفة الاتحاد:
2024-07-03@12:39:19 GMT

الحديد الأخضر.. «فتح بيئي» جديد

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «البصمة البيئية» خطوة ضرورية لاقتصاد أكثر استدامة «الاستدامة».. مُحرك الإبداع مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

يقترب فجر الحديد الأخضر من البزوغ.. وبحلول عام 2030 من المرجح أن تحتضن أوروبا لما يقارب 50 مشروعاً لإنتاج حديد يتميز بأقل انبعاثات كربونية، بينما تمتلك أميركا 2 من هذه المشاريع حالياً.


وبوصفه واحداً من أكثر الصناعات للحد من التلويث للبيئة في العالم، تبذل أوروبا جهوداً مقدرة، لإنتاج الحديد الأخضر. ومن ضمن العوامل التي تحفز القارة على إنتاج هذا النوع من الحديد، تبني سياسات تتضمن آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون، التي دخلت مرحلة التجربة في الأول من أكتوبر الماضي. 
ومن المتوقع، أن يشكل الحديد الأخضر، 25% من حاجة أوروبا، بنهاية العقد الحالي، في حين لا تزيد النسبة عن 10% في أميركا. وبلغ إنتاج أوروبا من الحديد، 136 مليون طن متري، بالمقارنة مع 80 مليون طن لأميركا، في العام الماضي 2022، بحسب وول استريت جورنال. 
وربما تكون أوروبا، أكثر حاجة للتحوّل لأنظمة تقليص الكربون، حيث يتم إنتاج 57% من الحديد عبر أفران تعمل بالفحم، بينما البقية باستخدام أفران القوس الكهربائي، في حين تقل النسبة في أميركا، عند 30% للفحم و70% لأفران القوس.
لكن ونظراً إلى أن معظم الطواحين في أميركا تعتمد في تشغيلها على الكهرباء المنتجة بالوقود الأحفوري، تساعد الاستثمارات الأوروبية، القارة في اعتلاء الصدارة في إنتاج الحديد الأخضر. 
للإيفاء بأهداف المناخ، من الضروري نظافة هذا القطاع، خاصة وأن الحديد يتم استخدامه بكثافة في تطوير البُنى التحتية والتقنيات، المطلوبة لتحقيق تحول الطاقة. ويشكل قطاع الحديد، 7% من الانبعاثات الكربونية العالمية، بحسب وكالة الطاقة الدولية. وبينما تتوافر التقنيات المطلوبة لإنتاج الحديد الأخضر، ينبغي زيادة السعة الإنتاجية لتقليل التكلفة. وتسير الاستثمارات في أوروبا، بوتيرة متسارعة، نظراً لتسعير الكربون وصرامة سياسات الانبعاثات، فضلاً عن ارتفاع طلب المستهلك.
في غضون ذلك، وقعت شركة أتش2 جرين ستيل السويدية، اتفاقيات لتوريد حديد أخضر لكل من إيكيا وشركة سكانيا لصناعة الشاحنات. وتمكنت الشركة، من الحصول على تمويل بأكثر من 5 مليارات يورو (5.3 مليار دولار)، عبر الأسهم الخاصة ومصادر الدين. 
ولتقليص الانبعاثات الكربونية، تستخدم أتش2، طاقتي الرياح والكهرومائية، لتوفير الكهرباء اللازمة لإنتاج الحديد، الذي من المتوقع أن يبدأ في نهاية العام 2025. ونجحت الشركة، في خفض انبعاثات صناعة الحديد، من 2.6 ألف كيلو من ثاني أكسيد الكربون للطن الواحد، إلى 400 كيلو للطن. كما شجعت الشركة، عملائها من صانعي السيارات وغيرهم، على خفض انبعاثات الإنتاج. 
وتؤكد شركة مرسيدس بنز، على ضرورة استخدام الموارد الخضراء للحديد، لتحقيق أهدافها في صناعة أسطول جديد من السيارات خال من الكربون بحلول العام 2039.  لكن من المتوقع، زيادة تكلفة إنتاج الحديد الأوروبي قليل الانبعاثات. وفي الوقت، الذي تحتل فيه أوروبا المقدمة، يوفر قانون خفض التضخم، حوافز ضريبية ضخمة، مقابل تأسيس مرافق لإنتاج الحديد الأخضر. كما يشجع القانون، استثمارات الحديد الأخضر، التي تُمكن من إنتاج 8 ملايين طن من الحديد منخفض الانبعاثات، أو ما يعادل 10% من الطلب الأميركي، بحلول العام 2030.
ربما تتحول البحيرات العظمى وولاية تكساس ومناطق شمال غرب المحيط الهادي، لمراكز لإنتاج الحديد الأخضر، بمساعدة استغلال الطاقة النظيفة. وبالمقارنة مع أميركا، من المتوقع أن يشكل ارتفاع تكلفة الطاقة، عبئاً على معدلات الإنتاج في أوروبا.  وفي حين تعتبر أميركا وأوروبا، من المراكز الهامة لإنتاج الحديد في العالم، يأتي معظم الإنتاج العالمي، من الصين. وتعتمد الصين في الوقت الحالي، على الأفران التي تعمل بالفحم لإنتاج ما يزيد عن 90% من الحديد، النسبة التي من المتوقع تراجعها لنحو 75% بحلول العام 2030، ما يعني استمرار هيمنة الفحم والغاز.

المنطقة العربيةً
المنطقة العربية مؤهلة لقيادة سوق الحديد الأخضر عالمياً، بفضل إمكاناتها في إنتاج الغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، إحدى الطرق الأساسية في إنتاج ذلك النوع منخفض الكربون، وتمتلك الدول العربية، مع نجاحها في ضخ وجذب استثمارات ضخمة، مشروعات عديدة لإنتاج الطاقة النظيفة تدعم موقفها عالمياً في تأدية دور رئيس بسلاسل توريد الحديد الأخضر، بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، ذلك الوقود الأحفوري الذي يُصنَّف بأنه انتقالي نحو التقنيات النظيفة.

الإمارات وعمان
تأتي الإمارات وعمان في مقدمة الدول العربية، التي تتنافس على إنتاج الحديد الأخضر، مع سعي كل منهما في أداء دور رئيس بسلاسل توريد الحديد منخفض الانبعاثات عالمياً، وجاءت نقطة البداية للحديد الأخضر في الإمارات مع توقيع شركة «حديد الإمارات أركان»، خلال سبتمبر 2022.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ الانبعاثات الكربونية انبعاثات الكربون خفض انبعاثات الكربون من المتوقع من الحدید

إقرأ أيضاً:

«كاوست» تحقق تقدماً بحثياً في تسريع إزالة خصائص ثاني أكسيد الكربون لخدمة المزايا البيئية والإنشائية

حققت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" تقدماً بحثياً في تسريع إزالة خصائص ثاني أكسيد الكربونCO2" "؛ من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من المزايا البيئية والإنشائية؛ والذي يأتي في إطار دعم رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء؛ حيث يفسح هذا البحث المجال أمام تحقيق المزيد من التطور في التركيبة الخرسانية الخاصة بشركة بارتانا بغية تعزيز آثارها الإيجابية المعروفة في امتصاص الكربون.

ويعمل هذا الإنتاج البحثي الذي جرى بالتعاون مع " بارتانا جلوبال" المتخصصة في علوم المواد، والحاصلة على براءة اختراع في العملية التي ابتكرتها لإنتاج الخرسانة؛ خلال 12 شهرًا على دمج التركيبة المملوكة لشركة بارتانا حصريًا مع تقنية التقاط الهواء المباشر "DAC" التي ابتكرتها "كاوست"؛ إذ تتميز خرسانة بارتانا بأنها "تتنفس مثل شجرة" بامتصاصها ثاني أكسيد الكربون "CO2" من الغلاف الجوي مباشرة على مدار دورة حياتها، مع تجنب إطلاق انبعاثات كربونية أثناء الإنتاج.

ويركز البحث على استخدام مادة رابطة مصنعة من مزيج خاص من المكونات الطبيعية والمعاد تدويرها المتوفرة في أرجاء المملكة، بما في ذلك المحلول الملحي، ويُعالج هذا المزيج عند درجة حرارة الغرفة ما يعني تجنب الحاجة إلى عملية "الكلنكر" أو التسخين الصناعي، وعن طريق البدء في تفاعل كيميائي، تحتوي المادة الرابطة التي تنتجها شركة بارتانا على مركبات تتفاعل مع جزيئات ثاني أكسيد الكربون "CO2" الموجودة في الغلاف الجوي ثم تمتصها.

وأوضح أستاذ علوم الكيمياء بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" البروفيسور محمد الداودي؛ أن هذا الابتكار البحثي يصب في تطوير مواد البناء المستدامة الأكثر كفاءة؛ مشيراً إلى أن احتجاز ثاني أكسيد الكربون "CO2" يعكس نهجًا استباقيًا للتخفيف من الآثار الناجمة عن تغير المناخ؛ حيث إن عملية دمج المادة الرابطة المبتكرة السلبية للكربون مع عمليات تصنيع الخرسانة الحالية، ما يثبت فعاليتها ويمثل قفزة إلى الأمام في ممارسات قطاع البناء المستدام.

وبين الرئيس التنفيذي لـ"شركة بارتانا جلوبال" ريك فوكس؛ أن تطوير مثل هذه المواد المتعلقة بحالة الخرسانة لتحويل المباني إلى إنشاءات معالجة للبيئة الطبيعية بدلاً من أن تضر بها؛ لافتاً إلى أن التعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" يحقق أقصى استفادة من تركيبة الخرسانية السلبية للكربون بالفعل، مع المواصلة في إثبات جدوى تغيير الطريقة التي يشيد بها العالم مبانيه.

مقالات مشابهة

  • «كاوست» تحقق تقدماً بحثياً في تسريع إزالة خصائص ثاني أكسيد الكربون لخدمة المزايا البيئية والإنشائية
  • «معلومات الوزراء»: الممرات الخضراء تسهم في الحد من تكاليف إنتاج الوقود الأخضر
  • «الوزراء» يستعرض الممرات الخضراء حول العالم: منظومة متكاملة لخفض الانبعاث
  • مركز المعلومات: الحراك العالمي بدأ نحو تبني مشروعات الممرات الخضراء
  • خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي
  • «معلومات مجلس الوزراء» يستعرض دور الممرات الخضراء في الحد من الانبعاثات الكربونية
  • الذهب الأخضر
  • اتفاقية لتطوير "كهف مجلس الجِن" ضمن مشروع سياحي بيئي
  • 24 مليار يورو لمشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بمنطقة جرجوب
  • وزير الزراعة: شركات القطاع الخاص لديها تجارب تطبيقية ملموسة لإنتاج تقاوي البطاطس