صحيفة الاتحاد:
2025-01-19@08:34:08 GMT

الحديد الأخضر.. «فتح بيئي» جديد

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «البصمة البيئية» خطوة ضرورية لاقتصاد أكثر استدامة «الاستدامة».. مُحرك الإبداع مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

يقترب فجر الحديد الأخضر من البزوغ.. وبحلول عام 2030 من المرجح أن تحتضن أوروبا لما يقارب 50 مشروعاً لإنتاج حديد يتميز بأقل انبعاثات كربونية، بينما تمتلك أميركا 2 من هذه المشاريع حالياً.


وبوصفه واحداً من أكثر الصناعات للحد من التلويث للبيئة في العالم، تبذل أوروبا جهوداً مقدرة، لإنتاج الحديد الأخضر. ومن ضمن العوامل التي تحفز القارة على إنتاج هذا النوع من الحديد، تبني سياسات تتضمن آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون، التي دخلت مرحلة التجربة في الأول من أكتوبر الماضي. 
ومن المتوقع، أن يشكل الحديد الأخضر، 25% من حاجة أوروبا، بنهاية العقد الحالي، في حين لا تزيد النسبة عن 10% في أميركا. وبلغ إنتاج أوروبا من الحديد، 136 مليون طن متري، بالمقارنة مع 80 مليون طن لأميركا، في العام الماضي 2022، بحسب وول استريت جورنال. 
وربما تكون أوروبا، أكثر حاجة للتحوّل لأنظمة تقليص الكربون، حيث يتم إنتاج 57% من الحديد عبر أفران تعمل بالفحم، بينما البقية باستخدام أفران القوس الكهربائي، في حين تقل النسبة في أميركا، عند 30% للفحم و70% لأفران القوس.
لكن ونظراً إلى أن معظم الطواحين في أميركا تعتمد في تشغيلها على الكهرباء المنتجة بالوقود الأحفوري، تساعد الاستثمارات الأوروبية، القارة في اعتلاء الصدارة في إنتاج الحديد الأخضر. 
للإيفاء بأهداف المناخ، من الضروري نظافة هذا القطاع، خاصة وأن الحديد يتم استخدامه بكثافة في تطوير البُنى التحتية والتقنيات، المطلوبة لتحقيق تحول الطاقة. ويشكل قطاع الحديد، 7% من الانبعاثات الكربونية العالمية، بحسب وكالة الطاقة الدولية. وبينما تتوافر التقنيات المطلوبة لإنتاج الحديد الأخضر، ينبغي زيادة السعة الإنتاجية لتقليل التكلفة. وتسير الاستثمارات في أوروبا، بوتيرة متسارعة، نظراً لتسعير الكربون وصرامة سياسات الانبعاثات، فضلاً عن ارتفاع طلب المستهلك.
في غضون ذلك، وقعت شركة أتش2 جرين ستيل السويدية، اتفاقيات لتوريد حديد أخضر لكل من إيكيا وشركة سكانيا لصناعة الشاحنات. وتمكنت الشركة، من الحصول على تمويل بأكثر من 5 مليارات يورو (5.3 مليار دولار)، عبر الأسهم الخاصة ومصادر الدين. 
ولتقليص الانبعاثات الكربونية، تستخدم أتش2، طاقتي الرياح والكهرومائية، لتوفير الكهرباء اللازمة لإنتاج الحديد، الذي من المتوقع أن يبدأ في نهاية العام 2025. ونجحت الشركة، في خفض انبعاثات صناعة الحديد، من 2.6 ألف كيلو من ثاني أكسيد الكربون للطن الواحد، إلى 400 كيلو للطن. كما شجعت الشركة، عملائها من صانعي السيارات وغيرهم، على خفض انبعاثات الإنتاج. 
وتؤكد شركة مرسيدس بنز، على ضرورة استخدام الموارد الخضراء للحديد، لتحقيق أهدافها في صناعة أسطول جديد من السيارات خال من الكربون بحلول العام 2039.  لكن من المتوقع، زيادة تكلفة إنتاج الحديد الأوروبي قليل الانبعاثات. وفي الوقت، الذي تحتل فيه أوروبا المقدمة، يوفر قانون خفض التضخم، حوافز ضريبية ضخمة، مقابل تأسيس مرافق لإنتاج الحديد الأخضر. كما يشجع القانون، استثمارات الحديد الأخضر، التي تُمكن من إنتاج 8 ملايين طن من الحديد منخفض الانبعاثات، أو ما يعادل 10% من الطلب الأميركي، بحلول العام 2030.
ربما تتحول البحيرات العظمى وولاية تكساس ومناطق شمال غرب المحيط الهادي، لمراكز لإنتاج الحديد الأخضر، بمساعدة استغلال الطاقة النظيفة. وبالمقارنة مع أميركا، من المتوقع أن يشكل ارتفاع تكلفة الطاقة، عبئاً على معدلات الإنتاج في أوروبا.  وفي حين تعتبر أميركا وأوروبا، من المراكز الهامة لإنتاج الحديد في العالم، يأتي معظم الإنتاج العالمي، من الصين. وتعتمد الصين في الوقت الحالي، على الأفران التي تعمل بالفحم لإنتاج ما يزيد عن 90% من الحديد، النسبة التي من المتوقع تراجعها لنحو 75% بحلول العام 2030، ما يعني استمرار هيمنة الفحم والغاز.

المنطقة العربيةً
المنطقة العربية مؤهلة لقيادة سوق الحديد الأخضر عالمياً، بفضل إمكاناتها في إنتاج الغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، إحدى الطرق الأساسية في إنتاج ذلك النوع منخفض الكربون، وتمتلك الدول العربية، مع نجاحها في ضخ وجذب استثمارات ضخمة، مشروعات عديدة لإنتاج الطاقة النظيفة تدعم موقفها عالمياً في تأدية دور رئيس بسلاسل توريد الحديد الأخضر، بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، ذلك الوقود الأحفوري الذي يُصنَّف بأنه انتقالي نحو التقنيات النظيفة.

الإمارات وعمان
تأتي الإمارات وعمان في مقدمة الدول العربية، التي تتنافس على إنتاج الحديد الأخضر، مع سعي كل منهما في أداء دور رئيس بسلاسل توريد الحديد منخفض الانبعاثات عالمياً، وجاءت نقطة البداية للحديد الأخضر في الإمارات مع توقيع شركة «حديد الإمارات أركان»، خلال سبتمبر 2022.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ الانبعاثات الكربونية انبعاثات الكربون خفض انبعاثات الكربون من المتوقع من الحدید

إقرأ أيضاً:

رويترز: أميركا ستفرض عقوبات على البرهان

نقلت وكالة رويترز، اليوم الخميس، عن 3 مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مالية على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وأشارت المصادر إلى أن العقوبات تهدف لإظهار استهداف الولايات المتحدة لطرفي الصراع بالمثل، ودفعهم باتجاه العودة إلى "مسار حكم بقيادة مدنية".

وكانت واشنطن -في وقت سابق من هذا الشهر- قد اتخذت إجراءات عقابية ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ونقلت رويترز أن الجيش السوداني لم يرد على طلبها للتعقيب على ما أشارت إليه مصادرها، كما لم يرد متحدثون باسم وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين على طلبات للحصول على تعليق حول هذه المسألة.

البرهان في ود مدني

ويأتي هذا الخبر بعد ساعات من وصول رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، لمدينة ود مدني بعد سيطرة الجيش السوداني على المدينة التي خضعت لسيطرة الدعم السريع على مدى عام كامل.

وللمفارقة، فإن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني كان قد أشار -في كلمة بثتها قناة الجزيرة- إلى العقوبات التي تسعى جهات دولية لفرضها على قادة الجيش، وقال وهو محاط بمجموعة من الجنود المتواجدين في ود مدني "أي عقوبات تفرض علينا مقابل خدمة البلد فنحن نرحب بها".

إعلان

وأضاف " القانون والدولة هي المسؤولة عن حماية الناس، ومحاسبتهم أيضا".

وأفاد البرهان بأنه "واثق من انتصار الجيش في معركته التي يخوضها ضد قوات الدعم السريع"، في إشارة للمعارك الدائرة في مناطق مختلفة في السودان.

وأضاف البرهان أنه وجّه والي ولاية الجزيرة بالإسراع في استعادة الخدمات بمدينة ود مدني.

وطالب البرهان مواطني ولاية الجزيرة بالتعايش السلمي وعدم السماح بانتشار الفتنة في أواسطهم، وقال إن "السودان سيسع الجميع".

مصر والسودان

على صعيد آخر، التقى وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، اليوم الخميس، مجموعة من الوزراء السودانيين في بورتسودان وبحث معهم مسألة إعادة الإعمار بعد التوصل لوقف إطلاق النار في السودان، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وبحسب بيان نشرته وزارة الخارجية، فقد عبر الجانبان عن تطلعهما "لانعقاد الملتقى الثاني لرجال الأعمال في السودان خلال الفترة المقبلة، وذلك لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين".

جاء ذلك بعد لقاء جرى، أمس الأربعاء، بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مدينة بورتسودان شرقي السودان.

وكان الجانبان قد ناقشا قضية المياه والتحديات التي تواجه البلدين في هذا المجال، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الحقوق المائية لـ"الدول المتشاطئة". وأشار عبد العاطي إلى التنسيق الكامل بين مصر والسودان في المحافل الإقليمية والدولية بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل السد.

وتشهد السودان حربا ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. كما أدت الحرب إلى أزمة إنسانية كبيرة، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية عاجلة بعد 20 شهرا من الصراع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مجموعة عمل استشارية للإشراف على وحدات خفض الانبعاثات الكربونية
  • تيك توك تقول إنها ستوقف تطبيقها في أميركا غداً
  • تسمم 6 أشخاص بغاز أحادي أكسيد الكربون ببرج بوعريريج
  • حقن "فيلر" أم تأثير بيئي؟.. سمكة بشفاه ضخمة تثير ضجة
  • «قطارات الاتحاد» تطلق شهادات تجنب وخفض الانبعاثات الكربونية
  • الرقابة المالية: سوق الكربون الطوعي يدعم مخططات مصر نحو الاستدامة
  • رويترز: أميركا ستفرض عقوبات على البرهان
  • الحكومة تمنح الرخصة الذهبية لشركتين متخصصتين في صناعة الخمائر والألياف
  • حصول شركة لوسافر مصر لصناعة الخمائر (LSE) على الرخصة الذهبية
  • خبير بيئي: متوقع تزايد حرائق الغابات لتخطي درجة الحرارة معدلاتها الطبيعية