البلاد ــ الرياض

اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، المبادرة السعودية “أطلس الأغذية الدولي والمنصة الرقمية لصون الأساليب الغذائية وتعزيزها ونقلها إلى أجيال الغد”، والتي ستُطلقها هيئة فنون الطهي بشكلٍ رسمي خلال النسخة الـ 18 من مؤتمر صوْن التراث الثقافي غير المادي المُقام في بوتسوانا ديسمبر المقبل.

وتُعنى المبادرة، التي تعد نتاجاً للعمل المشترك بين وزارة الثقافة، والصندوق السعودي لدى اليونسكو، وهيئة فنون الطهي، بالحِفاظ على التراث الثقافي وصوْنه وتوثيقه، لضمان انتقاله بين الأجيال بشكلٍ مستدام،انطلاقاً من أهمية التراث الثقافي في حياة المجتمعات المحلية كونه يجسّد جذورها التاريخية، ويعكس التنوع الثقافي بين أطيافها المختلفة.

ويهدف هذا التعاون لتعميم تجربة المملكة في حصر المأكولات التقليدية، والعادات والممارسات ذات الصلة عبر بناء منصة رقمية بالتعاون مع اليونسكو تُعنى بتسجيل المأكولات التقليدية لدى المجتمعات المحلية للدول الأعضاء، بما يتوافق مع مبادئ ومعايير المنظمة الخاصة باتفاقية 2003م لصون التراث الثقافي غير المادي.

وتأتي مبادرة “أطلس الأغذية الدولي والمنصة الرقمية لصون الأساليب الغذائية وتعزيزها ونقلها إلى أجيال الغد” ضمن مساعي المملكة في توفير موارد اقتصادية جديدة ومستدامة، وستُمكّن الدول الأعضاء من استكشاف الفرص المتاحة؛ لتعزيز التعاون في مجال صوْن التراث الثقافي غير المادي.


كما تدعم رغبة الطهاة الممارسين في الاعتراف العالمي بمهنتهم، بوصفِها جزءاً من التراث الحي للبشرية، وكمصدر فخر واعتزاز لدى المجتمعات المحلية. إلى جانب صوْن التراث الثقافي غير المادي، والمحافظة عليه على المستوى الدولي بواسطة منظمة اليونسكو، لإبراز إبداعات وفنون الإنسان، وتنوع ثقافاته من حول العالم.

وتستمد المبادرة فكرتها الرئيسية من كون “الطعام والتقاليد تعد أدوات مهمة للتواصل والتقارب بين مجتمعات الأرض وشعوبها؛ مما يعزّز أواصر المحبة والسلام”، وتسعى في هذا السياق إلى المحافظة على هذه التقاليد المحلية من المتغيّرات الاجتماعية والاقتصادية، من خلال إنشاء منصة دولية تكون بمثابة شبكة دولية لتوثيق التراث الطهوي المشترك للعمل، لترسيخ لغة الحوار بين شبكة واسعة من المجتمعات المحلية حول العالم، وخصوصاً الدول الأعضاء التي صادقت على اتفاقية صوْن التراث الثقافي غير المادي 2003م، وتغطية مجالات التراث الثقافي غير المادي الخمسة، والذي يُعد دليلًا على تكامل المجالات الخمسة، وارتباطها ببعضها، إضافةً إلى العمل على ممارسة المهارات، والمعارف المرتبطة بفنون الطهي، واستدامتها للأجيال القادمة.


كما تعمل المنصة على إثراء جانب الإبداع الإنساني لدى ممارسي فنون الطهي حول العالم مما يتيح لهم الاستعانة بتجارب المجتمعات المحلية في تلك الدول، وحصر التهديدات المحتملة لاستدامة ممارسة المهارات والمعارف المرتبطة بفنون الطهي، والذي بدوره سيساعد على قياس تلك التهديدات والعمل مستقبلًا على وضع المزيد من إجراءات الصوْن، وكذلك تصميم وتطوير نموذج الأطلس بنسخته الحالية على عدة مراحل لتحديد الاختلافات بين ثقافات الشعوب من خلال الاستعانة بفريق من المختصين المحليين والدوليين لتغطية جميع الجوانب ذات الصلة.


وعملت هيئة فنون الطهي عبر مشروع “توثيق فنون الطهي في المملكة العربية السعودية بنطاقاته الأربعة”، على حصر جميع الأطباق التقليدية في المطبخ السعودي بجميع مناطق المملكة البالغ عددها 13 منطقة، عن طريق وضع منهجية مُحكَمة تُحدد هذه الأطباق لصوْنها، والمحافظة عليها، وترويجها على المستويين المحلي والدولي.

ويشتمل المشروع على وصف المنتج، والمعلومات الغذائية، والمنشأ، وتقنيات الإنتاج، وأساليب التحضير، ومعلومات تفصيلية عن حاملي عناصر التراث الثقافي، والممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، والعوامل المهددة لاستدامتها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المجتمعات المحلیة فنون الطهی

إقرأ أيضاً:

«الجناح الإماراتي».. أيقونة تراثية بـ«موسم طانطان الثقافي 2024»

لكبيرة التونسي (طانطان)
بفعالياته الثقافية والتراثية والترفيهية المتنوعة، حقق «الجناح الإماراتي» في موسم طانطان الثقافي 2024 الذي يختتم أنشطته غداً الأحد، نجاحا باهراً ضمن حدث يُعتبر واحداً من أكبر المهرجانات الثقافية - التراثية الصحراوية في العالم، حيث يُعد «موسم طانطان الثقافي» تراثاً لا مادياً للإنسانية الذي يجمع بين التقاليد العتيقة والأصالة والتنوع الثقافي والاحتفاء بالفنون والصناعات والممارسات الحية.

فنون شعبية إماراتية تبهر جمهور موسم طانطان الثقافي

تراث غني
شكلت فعاليات «الجناح الإماراتي» التفاعلية نقطة جذب للزوار، بثراء وتنوع فعالياته وبرامجه التي شاركت بها جماهير غفيرة من مختلف الجنسيات القادمة لمتابعة العروض والفعاليات الثقافية والتراثية المميزة، ضمن أجواء تستحضر الحياة الإماراتية قديماً، أهازيج تراثية، وعروض حية عن الحرف الإماراتية الأصيلة، حيث يعمل الجناح على تعزيز ثقافة صون التراث الإماراتي المعنوي والاعتزاز به، من خلال أنشطة وفعاليات تسلط الضوء على تفاصيل الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، وترصد غنى التراث الثقافي لدولة الإمارات وجهودها البارزة في مجال حفظ التراث المعنوي، كما يعرِّف الجناح الزوار بعناصر التراث الإماراتي ومنها «القهوة العربية، المجالس، سباق الهجن، حداء الإبل، العيالة، التلّي، السدو، الصقارة، التغرودة، الرزفة، العازي، النخلة، والألعاب والأكلات الشعبية وغيرها».

عروض حية
شكّلت فعاليات الجناح، الذي تشارك به «هيئة أبوظبي للتراث»، بالتعاون مع عددٍ من المؤسسات المعنية بصون التراث، بفعاليات «موسم طانطان الثقافي» الذي يقام تحت شعار «20 عاماً من الصون والتنمية البشرية»، نقطة جذب للزوار الذين تفاعلوا مع ما يقدمه من أنشطة وفعاليات ومسابقات، وتعرفوا على عادات وتقاليد البلدين، عبر الكثير من المعارف والممارسات والعروض الحية، من صناعات يدوية وأسواق شعبية وأزياء نسائية وطهي وألعاب شعبية، إلى جانب مسابقات إعداد القهوة الإماراتية والشاي المغربي، ضمن استعراضات حية أمام الزوار، بينما استمتع الأطفال بالألعاب الشعبية المغربية والإماراتية وتعرفوا على القواسم المشتركة بهما، كما تم فتح المجال للجمهور لتعلّم بعض الصناعات اليدوية ضمن ورش مفتوحة عبر أروقة الحرفيات وحاميات التراث، اللاتي تبادلن الخبرات مع مختلف نساء المدينة من خلال مسابقات طهي الطعام وتبادل الأطباق. 

أخبار ذات صلة «موسم طانطان الثقافي 2024».. فعاليات تراثية تضيء على التقاليد الإماراتية والمغربية الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار "موسم طانطان"

ألعاب شعبية
قال سعيد الزعابي، مشرف الفنون والألعاب الشعبية بالجناح الإماراتي، إن فعاليات الألعاب الشعبية استقطبت الأطفال من القبائل المشاركة في «موسم طانطان الثقافي»، حيث تعرفوا على الألعاب الشعبية الإماراتية، ولمسوا مدى التشابه بينها وبين الألعاب الشعبية المغربية، مع اختلاف المسميات، موضحاً أن الألعاب الشعبية الإماراتية تمثل جانباً مهماً من تراث الدولة وعادات المجتمع التي تتوارثها الأجيال، فهي إحدى عناصر الثقافة التي تكونت وتطورت من مئات السنين وحتى يومنا هذا، وأبرز هذه الألعاب «الكرابي، طاقية القفز، اليونية أو اليواني والرنج، وغيرها».

أطفال يمارسون ألعاباً شعبية

من جهته، قال مازيو محمود من إحدى الجمعيات التراثية في مدينة طانطان «نشارك اليوم لإحياء هذه العادات والتقاليد واستدامتها لدى أجيال المستقبل، وذلك من خلال 12 لعبة شعبية مغربية، منها ألعاب خاصة بالفتيات وأخرى بالفتيان وأهمها «خميسة، مريبعة، لعبة الخيش، قاشقاش»، وسواها من الألعاب، التي جذبت أطفال المنطقة ورسمت البهجة على وجوههم. 

فعاليات متنوعة مرتبطة بأهل الصحراء

فنون تراثية
أتحفت الفنون الشعبية الإماراتية جمهور طانطان، حيث اطلع الزوار على عمق رسالة هذه الفنون وقصصها، وساهمت في إبراز جانب من التراث الإماراتي، حسبما قال مبارك العتيبة رئيس فرقة جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، موضحاً أن الفنون في الإمارات والمغرب متشابهة في بعض جوانبها، حيث هناك بعض الفروق في اللحن والايقاع المستخدم، ولكن المضمون واحد، فمثلاً العيالة هي عبارة تحميس للجيوش أثناء الحروب، كما أن هناك فنوناً مشابهة، مثل استخدام السيوف والبنادق ببعض الفنون التراثية، والتي تعتبر مناداة وتشجيعا للفرسان في الحروب، وهذه الفنون تنمي روح الانتماء للوطن والحكام، وتعتمد على المدح والثناء والولاء والانتماء للوطن، مضيفاً أن المهرجان يتضمن عروض عدد من الفنون الشعبية، ومنها العيالة، النهمة، والآهلّة، وهذه الفرق شاركت في «كرنفال طانطان»، وهو استعراض يجوب شوارع المدينة ويمتع الجمهور.

أطفال طانطان يمارسون الحرف التراثية الإماراتية

حرف تراثية
أما ليلى القبيسي، من لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية، ومسؤولة في «موسم طانطان الثقافي»، فتقول إن عدد المشاركات الإماراتيات بالمهرجان يصل إلى 15 سيدة، يمثلن جميع الحرف التراثية، ومنها «التلي، الخوص، السدو، وغزل الصوف، وغيرها» ويقدمن جانباً من العادات والتقاليد الإماراتية، مثل العرس الإماراتي، والزهبة، وحنة العروس، إضافة إلى المطبخ التراثي الذي يتضمن أكلات «اللقيمات والبلاليط والعصيد الخبيص»، وغيرها من الطبخات التراثية الشهيرة، مؤكدة أن الجناح هذه السنة شهد أيضاً مشاركة «السوق الشعبي» الذي اشتمل على عدة محلات تعرض «الدخون والعطور والملابس النسائية وعتاد الإبل والدكان القديم»، إضافة إلى  الحرف اليدوية التي تفاعل معها الجمهور، وتحولت إلى ورشات مفتوحة لتعليم الأطفال والنساء، وإطلاعهم على جانب من الموروث الثقافي الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"
  • سؤال برلماني حول خطة الحكومة للحفاظ على التراث السيناوي
  • باحثون وكُتّاب: للإمارات دور محوري في حفظ التراث العربي
  • «الجناح الإماراتي».. أيقونة تراثية بـ«موسم طانطان الثقافي 2024»
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول الحفاظ على تقاليد الطعام العربية
  • «الثقافة» تستضيف ورشة عمل دولية حول حماية وصون التراث غير المادي
  • الثقافة تستضيف ورشة عمل دولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام العربية"
  • “حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي