يمانيون – متابعات
يظل يوم السابع من أكتوبر 2023م، محطة فارقة في تاريخ الصراع الإسلامي – اليهودي منذ أكثر من قرن من الزمن على وعد بلفور الذي منح الحركة الصهيونية العالمية أرض فلسطين لإنشاء كيان لها، تبنت تنفيذه حينها بريطانيا التي كانت مهيمنة على المنطقة.

وفي لمحة مختصرة لمحطات تاريخية عن الأحداث المأساوية التي مر بها الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة حتى القرن الحادي والعشرين، وتحديداً منذ عام 1948م، بإعلان بريطانيا إقامة إدارة “يهودية” في جزء من المنطقة الخاضعة لانتدابها، هاجر مئات الآلاف من اليهود إلى فلسطين، ما أثار امتعاض أبناء فلسطين الذين ثاروا دفاعاً عن أرضهم ومقدساتهم.

وبالرغم من أن قضية الشعب الفلسطيني، احتلت المشهد العربي والإسلامي، إلا أن الأنظمة العربية والإسلامية المتعاقبة لم تكن عند مستوى وحجم المسؤولية في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة أرضه وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك لتماهي قيادات تلك الأنظمة مع قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وبريطانيا الراعية الرئيسية للكيان الصهيوني في المنطقة.

وبنظرة عاجلة على مواقف الدول العربية والإسلامية، نجد خلال العقود الماضية تفاوت في المواقف، خاصة الشعبية منها والداعمة للشعب الفلسطيني، والمساندة للمقاومة الباسلة التي توّجت صمودها وثباتها اليوم في معركة “طوفان الأقصى”، لما مثلته من خطة محكمة لتلقين العدو الصهيوني الدروس القاسية التي ستظل شاهدة على ضعفه وهشاشته وسقوطه المدوّي وداعميه في معركة نوعية ستبقى خالدة في ذاكرة الزمن.

وبعد مضي 39 يوماً من العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة، وبالرغم مما يمتلكه من ترسانة عسكرية ودعم أمريكي وغربي، ما تزال المقاومة الفلسطينية تواصل تصديها للصهاينة بكل بسالة وتكبدهم هزائم نكراء وخسائر فادحة في العديد والعتاد.

وفي حين تقف الأنظمة المطبّعة موقف الإدانات والشجب الذي اعتادت عليه على مدى عقود من الصراع الإسلامي – الصهيوني، يتصدر اليمن اليوم المشهد في الوقوف بكل شجاعة وفخر إلى جانب فلسطين ومشاركته معنوياً من خلال الخروج الجماهيري الملفت للنظر في العاصمة صنعاء والمحافظات للتضامن مع الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول لحرب الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي غربي بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة.

ولم يقتصر الموقف اليمني عند حدود المظاهرات والمسيرات والأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية المكرسة لنصرة الأقصى وفلسطين، والمؤيدة لعملية “طوفان الأقصى”، والمساندة للمقاومة الفلسطينية، بل تجاوز ذلك بمشاركة القوات المسلحة اليمنية في جولات متعاقبة لاستهداف العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه، أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رجل القول والفعل، لفت في خطاب سابق له إلى أن المشكلة في مساندة الشعب اليمني لأشقائهم في فلسطين ومدّهم بمئات الآلاف من الرجال، تتمثل في الجغرافيا، غير أنه استدرك في خطابه الأخير بدعوة الدول المجاورة لفلسطين، إلى فتح طريق لعبور اليمنيين وتمكينهم من مساندة أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة كيان العدو الغاصب.

وبغض النظر عن رؤية من يشكك في مواقف الشعب اليمني المساندة للشعب الفلسطيني، خاصة مشاركة القوات المسلحة اليمنية بزخات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي استهدفت عمق الكيان الصهيوني، باعتراف إعلام العدو ذاته، إلا أن ذلك لا يهم بقدر أهمية وصول الرسالة التي وعد بها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن اليمن سيضطر إلى المشاركة عسكرياً في هذه المعركة وهو ما تحقق بالفعل.

خلاصة القول: إن اليمن يتوّج مواقفه الرسمية والشعبية بمناصرة فلسطين ليس بالقول فقط، وإنما بالفعل على الواقع من خلال المشاركة العسكرية، بالرغم من البُعد الجغرافي، ما يتطلب من الدول العربية والإسلامية العمل في هذا المسار، حينها ستحظى بالثناء والإشادة.

سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

لقاءات قبلية في ذمار إعلاناً للنفير والجهوزية لمواجهة العدوان على اليمن

يمانيون/ ذمار عقدت في مديريات، جبل الشرق، وجهران، وعتمة، وضوران، بمحافظة ذمار، اليوم، لقاءات قبلية موسعة إعلاناً للنفير العام لمواجهة تصعيد العدو الأمريكي والصهيوني.وندد المشاركون في اللقاءات، بجرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والتصعيد الأمريكي ضد اليمن واستهدافه المنشآت والأعيان المدنية، مؤكدين ثبات الموقف اليمني في نصرة غزة والقضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات.

وجددوا العهد على مواصلة السير في درب الشهداء، والاستعداد للمشاركة في ميادين الدفاع عن الوطن، وانتصاراً لفلسطين، حتى يتحقق النصر..مشيدين بعمليات القوات المسلحة ضد العدو الصهيوني والبوارج الامريكية.

كما جددوا، التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ الخيارات والقرارات المناسبة لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة والدفاع عن الوطن.

وأشارت بيانات عن اللقاءات، إلى استمرار التعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والتأهيل والتدريب في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

ولفتت إلى أن العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، ومظلومية غزة التي تعد جريمة العصر.

ودعت، قبائل اليمن لإعلان النفير والجاهزية لمواجهة أعداء الأمة الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعوب الحرة، في ظل صمت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة.

وأكدت البيانات أنَّ القبيلة اليمنية ستظل الصخرة التي تتحطم أمامها كل مخططات الأعداء، وتمتلك من المهارات القتالية والعُدّة والعتاد، ما يُمكنها من خوض جولات الصراع مع العدو الصهيوني والأمريكي، والتصدى لكل المحاولات الرامية إلى ثني اليمن عن موقفه المُساند للشعب الفلسطيني .

وحثت القوات المسلحة على المزيد من الضربات الموجعة ضد الأهداف الصهيوني والبوارج الامريكية وعلى مواكبة مسار التعبئة العامة لمواجهة التصعيد بالتصعيد ، والالتحاق بدورات التدريب العسكرية، والخروج في الساحات والمسيرات، والمُقاطعة الإقتصادية للأعداء، والدفع بالأجيال للمدارس الصيفية، لتنمية قدراتهم ومهاراتهم علميا وثقافيا وبدنيا، وتحصينهم من الحرب الناعمة.

وحملت المجتمع الدولي مسؤولية تمادي العدوان الأمريكي في ارتكاب الجرائم في اليمن، وكذا استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية في قطاع غزة.. داعية أحرار العالم للوقوف في وجه الغطرسة الصهيوامريكية و الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في مواجهة الاحتلال وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني.

مقالات مشابهة

  • الحوثي: موقف اليمن داعم لفلسطين نموذج يحتذى به.. ويكشف عن 7 ضربات صاروخية ناجحة تجاه العمق الإسرائيلي 
  • قبائل الطويلة وحفاش والخبت بمحافظة المحويت تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
  • العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات
  • قبائل مديريات المحويت تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
  • لقاءات قبلية في ذمار إعلاناً للنفير والجهوزية لمواجهة العدوان على اليمن
  • الحديدة.. وقفة في باجل لإعلان النفير دعماً لفلسطين وإدانةً للعدوان الأمريكي الصهيوني
  • العدو الصهيوني يشيد بالغارات الأمريكية على اليمن
  • حماس: الجرائم الصهيونية لن تُثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة
  • العدو الصهيوني يفجر منزل عائلة الشهيد الفلسطيني محمد شهاب في الرام شمال القدس
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني