جروح لم تلتئم.. معرض لتكريم منفيي استعمار الجزائر في مدينة كان الفرنسية
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
افتُتح في مدينة كان -أمس السبت- معرضا في ذكرى 3 أو 4 آلاف جزائري تم نفيهم إلى قلعة فور رويال في جزيرة سانت مارغريت التي تقع قبالة سواحل المدينة الفرنسية، خلال احتلال الجزائر في القرن الـ19.
ويقول المشرف على المعرض كريستوف روستان دولاتور إنه "إعادة اكتشاف لتاريخ ضائع لجيلين".
في الواقع، بقي الأمر كذلك حتى وقت وقريب، عندما اكتشف عمّال -مكلفون بعملية تنظيف من المكتب الوطني للغابات خلال سبعينيات القرن الماضي- قبور مسلمين بشكل دائرة محددة بحجارة على مستوى الأرض تحت الأعشاب.
وهؤلاء الجزائريون الذين سُجنوا بين عامي 1841 و1884 في هذا المكان، الذي سبقهم فيه سجناء سياسيون فرنسيون أو قساوسة بروتستانت، شكّلوا في أغلب الأحيان أوراقا للمساومة مع احتجازهم رهائن لإجبار معارضي الاستعمار الفرنسي على الاستسلام.
واحتُجز في مدينة كان آنذاك نحو 500 من القريبين للأمير عبد القادر الجزائري، الذي وحّد في أربعينيات القرن الـ19 كل المعارضين للاستعمار الفرنسي، وذلك حتى نهاية عام 1847 عندما قُبض عليه واقتيد إلى أحد السجون بفرنسا.
في السنوات التالية، لقي عدد كبير من المعارضين لمخططات المستعمرين أو عائلاتهم، بعضهم مع خدمهم، المصير نفسه ونُقلوا إلى الجزيرة بشكل تعسفي من دون محاكمة ومن دون تحديد مدة سجنهم.
وبعد عام 1884، توقفت عمليات الترحيل هذه إلى مدينة كان، واختيرت وجهات اعتُبرت أكثر أمانا لإبعادهم، مثل كاليدونيا الجديدة.
مقبرة إسلاميةبين هؤلاء الرجال والنساء والأطفال، الذين احتُجزوا في الجزيرة لسنوات في بعض الأحيان، توفي 274 في المكان كما تكشف مقبرة إسلامية بالقرب من الحصن وتُعدّ مع مدفن أمبواز من أقدم المقابر في فرنسا.
ويروي معرض متحف القناع الحديدي وفورت ريال (Musée du Masque de fer et du Fort Royal)، الذي يستمر حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، الحياة اليومية لهؤلاء السجناء في الجزيرة التي يبلغ طولها بضع مئات من الأمتار، عبر عدد كبير من الوثائق التاريخية ولوحات من ذلك العصر وصور فوتوغرافية.
جزائريو الجزيرة الفرنسيةوأمضت المؤرخة أنيسة بوعيد عاما كاملا في البحث في 15 صندوقا ضخما من المحفوظات، لوضع لائحة بأسماء 274 جزائريا ماتوا ودُفنوا بالجزيرة، وقالت "إنها حالة من نقطة في التاريخ الجزئي تجعل من الممكن مقاربة التاريخ نفسه انطلاقا من مكان ما".
وأضافت أنه "من خلال هذه الوثائق التي جاءت من الجيش الفرنسي مع رسائل سجناء وتقارير أطباء وأخرى تسرد حالات هروب، يمكننا أن نعرف الفئات الاجتماعية التي جُلبت إلى هنا وفي أي ظروف".
و"بمعزل عن العمل التاريخي"، أشارت بوعيد إلى أهمية ذكر أسماء المتوفين الـ274 عبر تسجيل يُبث في أثناء الزيارة "من أجل قضية إنسانية".
وخلال افتتاح المعرض، قال رئيس بلدية كان ديفيد لينار "إنه مشروع بدأناه قبل 5 سنوات، وأبقيناه سرا حتى الآن، لأسباب واضحة تتعلق بحساسية الذاكرة"، وهو ينوي بعد هذا المعرض التكريمي إبراز مقبرة المسلمين في الجزيرة، بمجرد الحصول على موافقة إدارات الدولة.
وأضاف "في الوقت نفسه، حصلنا على موافقة مبدئية من السلطات الجزائرية لإعادة تأهيل مقبرة مسيحية في الجزائر"، معتبرا أن "قول الأشياء هو أفضل وسيلة لتخفيف وطأتها" في الأجواء الحالية من التوتر بين فرنسا والجزائر.
قضية الحركيينوحضر افتتاح المعرض أمس السبت أعضاء من اتحاد جمعيات الحركيين في منطقة الألب ماريتيم (جنوب شرق).
ويطلق مصطلح "الحركيين" في الجزائر على الجزائريين الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم من 1954 إلى 1962، ولطالما تعامل الرأي العام في فرنسا مع "ورثة الهجرة الاستعمارية وفئة ما بعد الاستعمار وأحياء الطبقة العاملة" بنوع من الازدراء وغياب المساواة في الحقوق المدنية والقانونية وغيرها.
وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة نت، قال المؤرخ والأكاديمي الفرنسي أوليفييه لاكور غراندميزون "إذا كانت السلطات الجزائرية تعدّ الحركيين خونة، فهذا رأي شرعي نسبيا، لكن هذا لا يغير حقيقة أن فرنسا عليها الاعتراف بمساعدة الحركيين للجيش الفرنسي في الجزائر، أو تعقبهم لأعضاء جبهة التحرير الوطني (FLN) على الأراضي الفرنسية".
ويضيف غراندميزون أنه على السلطات الفرنسية الاعتراف بجرائم الحرب في مناطق سطيف والمسيلة وخراطة الجزائرية في مايو/أيار 1945، فضلا عن مجزرة 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961 في باريس، إذا أرادت تحسين العلاقات مع الجزائر.
وهو ما أكده المؤرخ الفرنسي ترامور كيمينور، قائلا إنه "ينبغي عدم تفضيل ذكرى عن أخرى، لأن هناك كثيرا من الذكريات المؤلمة في قصة الحرب الجزائرية، وجروحا لم تلتئم بعد".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشهد احتفالية نادي مستشاري النيابة الإدارية لتكريم حفظة القرآن.. صور
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، احتفالية اللجنة العلمية والثقافية لنادي مستشاري النيابة الإدارية لتكريم حفظة القرآن الكريم في الموسم الثقافي الثامن لعام ٢٠٢٤، في إطار جهود وزارة الأوقاف المستمرة لخدمة القرآن الكريم وأهله، وتأكيدًا على التعاون الوثيق مع جميع مؤسسات الدولة الوطنية.
أقيمت الاحتفالية بمقر نادي مستشاري النيابة الإدارية بالقاهرة، بحضور عدد من الشخصيات البارزة. منهم المستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، والمستشار محمد أبو ضيف باشا، الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية، والمستشار عبد الرؤوف موسى، رئيس نادي مستشاري النيابة الإدارية، والمستشار سعد عبد الحليم، عضو المجلس الأعلى للنيابة الإدارية، والمستشار معتز الهلالي، رئيس اللجنة العلمية والثقافية بنادي مستشاري النيابة الإدارية.
حضر أيضًا الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عمرو الورداني، عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور هشام عبد العزيز، رئيس مجموعة الاتصال السياسي بوزارة الأوقاف، والمستشار جلال عبد العاطي، المستشار القانوني بوزارة الأوقاف، والكاتب الصحفي محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف لشؤون الإعلام.
وعبر الدكتور أسامة الأزهري في كلمته عن شكره وتقديره لجميع المستشارين والعلماء والحضور، مقدمًا تحية تقدير إلى لجنة التحكيم التي أشرفت على المسابقة وبذلت جهدًا صادقًا في خدمة القرآن الكريم حسبة لله تعالى.
ودعا الوزير الحضور للوقوف دقيقة حداد على رحيل المستشار عادل قورة، رئيس محكمة النقض الأسبق ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، الذي وافته المنية اليوم السبت ٢٣ من نوفمبر ٢٠٢٤م بعد سنوات طويلة في خدمة الوطن.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن هذا الحفل احتفاء بحفظة القرآن الكريم من أبناء المستشارين وأسرهم، مبينًا أن حبهم للقرآن الكريم وتعلقهم به، وحرصهم على حفظه ودراسته، هو ما جعلهم محل تكريم، فهم أهل الله وخاصته الذين اختارهم الله لحفظ كتابه العزيز.
كما هنأ الوزير أسر حفظة القرآن الكريم على ما بذلوه من جهد في توجيه أبنائهم إلى حفظ القرآن، مؤكدًا أن هذا التكريم إشادة بحرصهم على تعليم القرآن الكريم وحث أبنائهم على حفظه، مما يضيء لهم طريق العلم والتقوى.
وقدم الدكتور أسامة الأزهري تحية خاصة للمستشارين القائمين على المسابقة، مثمنًا دورهم في رعاية هذا الحدث السنوي، داعيًا الله أن يظل هذا العمل المبارك سراجًا ساطعًا إلى يوم القيامة.
كما أشاد الوزير بقرار استحداث فرع فهم القرآن الكريم وتفسيره في المسابقة، معتبرًا أن ذلك يعد خطوة حكيمة نحو تعزيز الفهم الصحيح للقرآن الكريم وتفسيره، بما يساهم في بناء وعي ديني سليم في المجتمع.
وفي ختام الاحتفال أهدى المستشار عبد الرؤوف موسى، رئيس نادي مستشاري النيابة الإدارية، والمستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، درع النيابة الإدارية للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية وعنايته بالقرآن الكريم وحفظته.
1ac525ca-cbf4-4e09-b5d8-b9d57aa0e87f 636bca92-ea0d-4ccf-820d-8c7b20375c50 a3aa374d-c627-4ae2-90b4-a64e9fa0d89d cda72ce4-72cb-4f59-88ed-0b55ff5d140c d71f680f-85ab-4d5f-8d5a-52d8e5529409 dd1ceaca-e611-421e-a1c5-c5213fcf85a3