«الأدب العبري المعاصر» شاهد على تزييف الإسرائيليين للتاريخ
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
أصدر الكاتب أحمد فؤاد أنور كتابه "الأدب العبري المعاصر” الصادر عن الهيئة العامة للكتاب قدم خلاله مقارنة بين مضمون مقرر المواطنة والقيم اليهودية، وكشف من خلاله عن كذب اليهود وتزويرهم للتاريخ فالتاريخ يعتبر مرجعًا لمختلف العلوم التجريبية منها أو النظرية، كما لا تقتصر دراسة التاريخ على دراسة السجلات والوثائق القومية، بل امتدت لتشمل كل ما أبدعه الإنسان من تصورات ورؤى، بل وتشمل كل ما حلم به.
يقول الكاتب أحمد فؤاد أنور، إن الصهيونية حرصت على تصوير مختلف المجتمعات اليهودية في صورة المجتمعات الخاملة التي لا تختلط إلا فيما ندر بالمجتمعات المحيطة بها، وكان تصوير المجتمعات على هذا النحو يهدف إلى الإيحاء بأن أنشطة هذه المجتمعات كانت تتمركز حول الحفاظ على خصوصيتها وتفردها من جهة، وحول حالة الحنين الغيبي إلى أرض الميعاد من جهة أخرى.
وأضاف أن كتب المواطنة الإسرائيلية تحرص على تثبيت هذه الرؤية الصهيونية في أذهان طلابها في كتبهم التعليمية، وتعمل على رعاية هذه الرؤية والترويج لها ومنها أنهم حذفوا من المقرر ما أشار فيه تقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة "جولدستون"، الذي رأى ما جرى في عملية “الرصاص المصبوب” ضد غزة "جرائم حرب"، إلى جانب تحريف ما جرى في فترة زمنية سابقة.
يتجاهل المقرر الدراسي الحقائق التاريخية فلفظة "حلف" المقترنة بالأمم المتحدة ترجع إلى عام 1942 حيث تأسس تحالف يضم 26 دولة ضد ألمانيا والفاشية، وبالطبع لم تكن إسرائيل عضوًا في هذا التحالف والإعلان لأنها ببساطة لم تكن تأسست بعد في محاولة لإضفاء عمق تاريخي لعضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وهذا يعد تناقضًا عن النص السابق مع حقيقة أن الأمم المتحدة لم تضم دولة إسرائيل سوى في عام 1949 أي بعد تأسيس المنظمة بأربع سنوات لتصبح الدولة رقم 59 في الأمم المتحدة وهي العضوية التي تمت بمناورة وخديعة دبرتها السلطات الإسرائيلية بمعاونة أمريكا وصلت إلى حد التهديد والوعيد وذلك من أجل تغيير موقف مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى أن وافقت الأغلبية مقابل تعهد إسرائيل بتنفيذ قراري تقسيم فلسطين الصادر عام 1947 وقرار إعادة اللاجئين والتعويض عليهم 1948، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل ويستوجب عقوبات ضدها تصل إلى حد الطرد من عضوية المنظمة الدولية، وهذا بجانب أن المنظمة لا تضم شعوبا بل تضم دولا أعضاء.
يذكر الكاتب أيضًا أنه بعد عام من حرب “الرصاص المصبوب” التي قتلت فيها إسرائيل ما يقرب من 1400 شخص كثيرون منهم مدنيون، ترسخ تل أبيب وتديم وضع الهدم والمعاناة فالمقرر يعترف بمسئولية إسرائيل عن مقتل عدد كبير من المدنيين واستمرارها في نفي السياسات العدائية تجاه الأراضي المحتلة وحصار واعتداءات مستمرة وكذلك يقر بالحق الفلسطيني والثوابت التاريخية ولم يذكر أن عدد القتلى الفلسطينيين في هذه الأحداث برصاص البريطانيين والعصابات الصهيونية أكبر من عدد قتلى الصهاينة وفي هذا تلوين للحقائق وتخفيف من حدتها.
يبين الكاتب أن التعليم الإسرائيلي يسعى لغرس قيم محددة تتحقق من خلالها أهداف مرجوة فيبرز مواضع وأفكارا بعينها ويتجاهل أخرى حتى لو تعارضت مع قيم وردت في فقرات العهد القديم، والمواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن، المنزل تقيم به وهو موطن الإنسان ومحله، أما في العبرية مواطنة من مواطن وإذا كانت وردت في أسفار التوراة بمعنى فرد في جماعة بني إسرائيل نقي النسب، فهي في الوقت نفسه اسم نبات ذو جذور ممتدة في الأرض والمقصود الشخص المقيم بشكل دائم وليس ذلك العابر في الأرض أي أن ليست قديمة في اللغة العبرية مقارنة بكلمة وطن في العبرية، وهذا يعني أن العبرية لم تعرف مفهوم المواطنة بينما في العربية الاشتقاق قديم ومباشر من “وطن” حيث وردت في التنزيل الكريم لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، وهي مرادف لكلمة دار ومعها ديار أو موضع أو مواضع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التاريخ أحمد فؤاد أنور
إقرأ أيضاً:
ضربة نفسية.. فيديو الأسيرة ليري ألباج يترك أثرًا عميقًا على إسرائيل| شاهد
ذكرت قناة “كان” العبرية أن فيديو الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج، المجندة التي تم أسرها من قبل كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، يُعتبر من أكثر الفيديوهات تأثيرًا على إسرائيل منذ بداية الحرب، وذلك لعدة أسباب رئيسية.
وأوضحت القناة أن الفيديو حظي بانتشار واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية نظرًا للجدل الذي أثير حول التسجيلات التي تم تقديمها لعائلات المجندات والمجندين الأسرى، التي تكشف عن آخر اللحظات التي تم التقاطها قبل أسرهم. وقد تم التركيز على الحالة النفسية للأسيرة ليري ألباج، التي ظهرت في الفيديو بموقف ضعيف جدًا، ما شكل صدمة معنوية كبيرة للجمهور الإسرائيلي.
وقال الخبر إن ظهور ليري ألباج في هذا الوضع الهش كسر صورة المجندات والجنود في الميدان، ما أحدث تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على الجنود في الخدمة العسكرية، وكذلك على السياسيين والعسكريين الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة.
فيديو ألباجوأمس، السبت، أصدرت حركة "حماس" مقطع فيديو جديدا لألباج، توجه رسالة إلى الحكومة الاسرائيلية وتحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش الإسرائيلي.
ويوضح الفيديو الذي نشرته حركة حماس على قناتها في تطبيق تيليجرام، ومدته 3 دقائق و34 ثانية، الفتاة الإسرائيلية التي تدعى ليري ألباج، قائلة: "نحن لسنا في سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا".
وطالبت ألباج الحكومة الإسرائيلية بإيقاف الحرب: "أسألكم يا حكومة إسرائيل، إذا كان أحباؤكم هم الذين في الأسر، هل كانت الحرب ستستمر حتى الآن؟ هل تريدون قتلنا؟".
وأضافت: "حتى العالم بدأ ينسانا.. بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا".
وشددت الفتاة الإسرائيلية: "لن تستطيعوا إخراجنا أحياء من هنا بالعمليات العسكرية، هذا لن ينجح وأنتم تعرفون ذلك".
الأسيرة الإسرائيلية "ليري الباج" لــ "الحكومة الإسرائيلية": هل تريدون قتلنا؟#ملحق pic.twitter.com/OplFTWDyik
— Mulhak - ملحق (@Mulhak) January 4, 2025 ردود فعل غاضبةوتواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على الفيديو الذي نشرته كتائب القسام.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنه يجب إتمام الصفقة وإعادة "ليري الباج" وباقي المحتجزين من غزة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن جميع الأطراف تعمل لإعادة المحتجزة "ليري الباج" إلى منزلها في أقرب وقت ممكن مع باقي المحتجزين.
وفي فيديو نشره والدها، أوضح أنه تم التواصل مع كبار المسئولين الإسرائيليين للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادتها، داعين رئيس الحكومة إلى ضرورة إنهاء المفاوضات بنجاح.
عائلة ألباج أصدرت بيانًا تؤكد فيه أهمية اتخاذ قرارات حاسمة لإعادتها، مشددة على أنها على قيد الحياة وتستحق العودة.
من جانبها، كتبت أغام جولدشتاين ألموغ، التي كانت أسيرة مع ألباج، متسائلة عن دور الحكومة والمسئولين في إعادتها، مطالبة بالتحرك الفوري لإنقاذ الأسرى.
كما دعت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ميتان، إلى إتمام صفقة شاملة لإعادة الأسرى، مهاجمة رئيس الحكومة نتنياهو لتقاعسه في إنهاء الحرب وإتمام الصفقة.
وأكدت أن استمرار الحرب لن يسهم في تحسين الوضع بل سيعيق أي تقدم.
وفي هذا السياق، انتقدت يفعات كالديرون، ابنة عم الأسير عوفر كالديرون، التأخير المستمر في المفاوضات، مطالبة بإتمام الصفقة الشاملة بدلاً من التمسك بشروط قد تؤخر الحل.
وأضافت أن معظم الجمهور وأجهزة الأمن تدعم إنهاء الحرب وإعادة الأسرى في صفقة شاملة.
في النهاية، أشار ممثلو عائلات الأسرى إلى أن حياة ألباج هي دليل على ضرورة الإسراع في إعادة جميع الأسرى، معتبرين أن كل يوم في غزة يشكل تهديدًا للأسرى الأحياء ويصعب المفاوضات.
إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات ونتنياهو يتصل بعائلة الأسيرةمن جانبه، أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث مساء أمس، السبت، مع عائلة المجندة الأسيرة ليري ألباج، في وقت أكدت فيه تل أبيب استئناف المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين.
وذكر البيان أن نتنياهو تحدث مع والدي الأسيرة ليري ألباج، متعهدًا بمواصلة الجهود لإعادتها، وذلك عقب نشر حركة حماس لفيديو يظهرها.
وأكد نتنياهو في الاتصال أن "من يحاول المساس بالمحتجزين سيكون مصيره الموت".
كما أضاف البيان أن نتنياهو وعد العائلة بأن إسرائيل تواصل العمل بلا توقف من أجل إعادة ليري وجميع الرهائن، وأن هذه الجهود مستمرة في الوقت الحالي.