منير شفيق: أميركا وإسرائيل تريان الحرب الحالية ولادة ثانية للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال المفكر السياسي منير شفيق إن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد الآن لتحمل الخسائر في الدبابات والمدرعات والجنود مهما كانت، بسبب التعويض اليومي والسريع من أميركا وأوروبا، ولأنه ينظر إلى المعركة الحالية في قطاع غزة بوصفها حرب وجود وولادة ثانية لدولة الكيان الصهيوني، وسيمضي إلى نهايتها مهما كلفه ذلك.
وأضاف شفيق -في حوار خاص للجزيرة نت- أن هناك شبه اعتراف عام -حتى من قبل محللين وسياسيين إسرائيليين- بأن "جيش الاحتلال حتى اليوم لم يحقق إنجازا عسكريا واحدا يمكن أن يذكر أو يبنى عليه في الحرب البرية" التي شنها على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتأسف ضيف الجزيرة نت على الموقف العربي، وقال "أستغرب من موقف الدول العربية، التي لا تسمع لها صوتا، ولا يكون لها تأثير، رغم ما تملكه" من مقدرات وعناصر قوة، كما أشار إلى أن العقلية الأميركية والصهيونية لم يسبق أن كانت بهذه الحالة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "لقد فقدوا الصواب، وفقدوا أي إحساس بالسياسة، وفقدوا أي حسابات للمستقبل".
وإلى تفاصيل الحوار..
كيف تنظر إلى الحرب في غزة بعد مضي نحو 40 يوما على اندلاعها؟
أنا في الحقيقة أعتبر أن الذي يحدث في غزة هو عمليا حربان، وليست حربا واحدة:
الحرب الأولى، حرب ضد المدنيين بصورة خاصة، وهي المؤلمة، وهي المتفوق فيها العدو مؤقتا، لأنني أعتبر في النهاية أنها ستنقلب عليه لأن الدماء هذه لن تذهب سدى، فالدماء لها صوت عال جدا، وستدفع أميركا ثمنا غاليا بالتواطؤ والموافقة على هذه المذبحة، المتواصلة يوميا وساعة بعد ساعة، وعلى مدار نحو 40 يوما بلا توقف.ومع أن الألم قوي، فلا يجب ألا نجعل رؤية الضحايا والدمار والظلم هذا يفقدنا إيماننا بالمقاومة، أو نفقد معنوياتنا بالانتصار، فنحن دخلنا في حرب يجب أن ننتصر فيها.
والحرب الثانية هي الحرب البرية، التي أرى أنها ستحسم المعركة، وفيها تتحرك القوات على الأرض، وتسيطر على أماكن تشكل ملامح المعركة ونتائجها.وبشكل عام، حتى الآن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمقاومة كسبوا معركة الرأي العام العالمي، وهذه مسألة مهمة جدا وليست بسيطة، ونتائجها ستكون كبيرة جدا، حتى لو لم تفض إلى قرار بوقف إطلاق النار حتى الآن.
المقاومة كسبت معركة الرأي العام العالمي، وهذه مسألة مهمة جدا، ونتائجها ستكون كبيرة، حتى لو لم تفض إلى قرار بوقف إطلاق النار
وأضف إلى ذلك أن ما خسرته إسرائيل في هذه الحرب لم يحدث من قبل في تاريخ صراعها مع المقاومة الفلسطينية في حروب 2009 و2012 و2014، وفي حرب "سيف القدس"، وذلك لأن خسائرها في ما سبق لا تعادل ربع معشار ما خسرته في هذه الحرب حتى الآن، ومع ذلك كانت تسارع إلى وقف الحرب. ولكن الجرح الذي حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا يتصوره عقل، وتذكر كيف انهار الجيش الصهيوني، وكيف سارع الرئيس الأميركي جو بايدن والرؤساء الأوروبيون لمساندته، حتى لا يقع على الأرض.
ما الآفاق التي تنتظر الحرب على غزة؟ وإلى أي مدى يمكن أن تصل المقاومة الفلسطينية؟هناك شبه اعتراف عام حتى من جانب محللين وسياسيين في الكيان الصهيوني بأن جيش الاحتلال لم يحقق حتى اليوم إنجازا عسكريا واحدا يمكن أن يذكر ويبنى عليه موقف في الحرب البرية، كل الذي حصل حتى الآن يقتصر على تقدم جيش العدو في عدد من النقاط داخل قطاع غزة، ولكنها في معظمها مناطق زراعية أو خالية أو مهدمة نتيجة القصف الذي مسح أحياء بأكملها أو سواها بالأرض.
ولعل أهم ما وصل إليه في هذه النقاط هو وصوله إلى مجمع الشفاء بعد وضعه تحت النيران والقصف، هذا كله طبعا لا يعد إنجازا عسكريا مهما، وإن كان الاحتلال حصل على مواقع ميدانية قد يستفيد منها في تقدمه اللاحق.
وهذا التدخل من ناحية أخرى كانت له سلبية على إسرائيل وإيجابية في الوقت نفسه للمقاومة التي اتسمت بالدفاع المفكّر فيه جيدا، وهو ما يعبر عنه في علم الحرب "بالدفاع الإيجابي"؛ أي الدفاع الذي ينتقل إلى الهجوم بعد استيعاب هجوم العدو كليا أو جزئيا، ووفقا لكل حالة.
وفي حالة الحرب في غزة، فإن لها خصوصية تميزها، لأن الاشتباك الصفري في مصلحتها، ويحقق لها ما تسعى إليه، ومن ثم فإن ما تحقق من نتائج عسكرية منذ بدأ جيش الاحتلال الاقتحام والاقتراب من المقاومة هو خسارته الدبابات والمدرعات والجنود، وكان ذلك بما يعادل نحو 10 مدرعات يوميا، وإذا حسبت في كل آلية من جنود وضباط بمعدل 3 أفراد تكون الحصيلة اليومية بين 20 و30 قتيلا وجريحا، وهي نسبة عالية ما كان الجيش الصهيوني يحتمل عُشرها في ما عرف عنه في الحروب السابقة مع المقاومة في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية، أو في لبنان.
أما بعد انهيار الجيش الصهيوني في غلاف غزة مع عملية طوفان الأقصى، وما نجم عن ذلك من ردة فعل أميركية وأوروبية، وفي القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية، فأصبح مستعدا لتحمل الخسائر في الدبابات والمدرعات مهما كانت بسبب التعويض الأميركي الأوروبي السريع اليومي، كما لو أنه جسر جوي، وكذلك الحال في احتمال الخسائر في الأفراد، لأنهم يعتبرون الحرب الحالية حرب وجود وولادة ثانية لدولة الكيان الصهيوني.
فالعقلية الحالية أميركيا وصهيونيا هي الحاجة إلى استعادة الاعتبار والهيبة والانتقام غير المحدود من أهل غزة ومقاومتها، وهذه العقلية هي التي تجعلهم يتحملون ما كابدوه من خسائر في الحرب البرية حتى الآن.
فإذا بنينا تقديرنا للموقف على نتائج الحرب البرية حتى الآن، فإن انتصار المقاومة محقق ومؤكد، وطبعا مع احتساب ما أظهرته عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي من قدرة عالية جدا في القيادة والتخطيط والتدبير والتنفيذ، وما ظهرت عليه المقاومة من درجة عالية من الإقدام والشجاعة والتدرب والذكاء.
العقلية الحالية أميركيا وصهيونيا بحاجة إلى استعادة الاعتبار والهيبة والانتقام غير المحدود من أهل غزة ومقاومتها، وهذه العقلية هي التي تجعلهم يتحملون ما كابدوه من خسائر في الحرب البرية حتى الآن
أما على مستوى كيف سيكون وقف إطلاق النار، وكيف سيكون ما يسمى اليوم التالي أو ما يقال عن تهجير أو ترحيل أو ترتيب الوضع في القطاع، فكله يدخل الآن إما ضمن الحرب النفسية التي توحي بأن أميركا والقيادة الصهيونية سينتصران، أو توحي بأن ما بعد الحرب هو ما يتوهمه وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن. وهذا كله لا أهمية له الآن، ويدخل في لعبة عقلية السيناريوهات والافتراضات، لأن ما سيكون بعد الحرب يقرره توزع القوى بعد انتهائها كما يحصل في كل الحروب.
لماذا تدخلت الولايات المتحدة بأسلحتها وجنودها إلى جانب جيش الاحتلال على نحو غير معهود في حروب سابقة؟أرى أن العقلية الأميركية عامة وعقلية بايدن خاصة وكذلك العقلية الصهيونية لم يسبق أن كانت بهذه الحالة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقد فقدوا الصواب، وفقدوا أي إحساس بالسياسة، وفقدوا أي حسابات للمستقبل.
نعرف أن العدو قد يكون مجرما، ولكن تكون لديه عقلانية وعنده حسابات لموازين القوى وحسابات الخسائر والمكاسب، أما الآن فقد فقدوا الصواب وكل هذه الحسابات، وإلا كيف يدخلون هذه الحرب ضد المدنيين بالصوت والصورة، وعلى هذا النحو الذي دمر سمعتهم عالميا، ومع ذلك هم مصرون على إكمال الحرب حتى النهاية.
أستغرب من موقف الدول العربية التي لا تسمع لها صوتا ولا تأثير لها، رغم ما تملكه من بترول وظهير قوي يتمثل في العالم الإسلامي الذي يهب للوقوف وراءها
نقطة أخرى مهمة، فأميركا دخلت مع إسرائيل في هذه الحرب ضد حماس، وتركت الحرب في أوكرانيا وصراعها مع الصين وروسيا، وتريد أن تنتصر على المقاومة، وعلى فرض أنها نجحت في ذلك، فما النتيجة العالمية التي ستترتب على ذلك؟ ستبقى روسيا وستبقى الصين وستبقى الحرب في أوكرانيا، فهل تحولت حماس إلى قوة عالمية يمثل الانتصار عليها تغيرا في ميزان القوى العالمية؟ هذا ما أقول إنه الحقد الذي ملأ قلوبهم بعد ما حدث في عملية "طوفان الأقصى".
كيف تقيم الموقف العربي بعد القمة الاستثنائية الأخيرة؟
أنا مؤمن بالوحدة العربية، لكنني أستغرب من موقف الدول العربية، التي لا تسمع لها صوتا، ولا يكون لها تأثير، رغم ما تملكه من بترول وظهير قوي يتمثل في العالم الإسلامي الذي يهب للوقوف وراءها. هذا شيء مؤسف، وتبقى أي جهود صدرت حتى الآن خطوة غير كافية وأقل من المطلوب بكثير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الحرب البریة جیش الاحتلال هذه الحرب الحرب فی حتى الآن قطاع غزة فی هذه
إقرأ أيضاً:
أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
قال الصحفي والناشط الحقوقي الأوكراني مكسيم بوتكيفيتش الذي قضى أكثر من عامين في الأسر الروسي ليورونيوز: "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".
أمضى الصحفي الأوكراني وأحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في البلاد، مكسيم بوتكيفيتش، أكثر من عامين في الأسر الروسي.
التحق بالجيش الأوكراني في فبراير 2022، عندما بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا. شارك بوتكيفيتش في الدفاع عن كييف، وعندما أُبعدت القوات الروسية عن العاصمة، أُرسل إلى شرق البلاد.
في يونيو 2022، أسره الجيش الروسي بالقرب من بلدتي زولوتي وهيرسكي المحتلتين في منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا.
نشرت وسائل الإعلام الروسية خبر القبض عليه في 24 يونيو، ونشرت مقطع فيديو دعائي لعملية استجوابه. وفي سبتمبر من العام نفسه، اعترفت وزارة الدفاع الروسية رسميًا باحتجازه.
حكمت السلطات الموالية لروسيا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك المحتلتين على بوتكيفيتش بالسجن لمدة 13 عامًا بتهم ملفقة في مارس 2023.
في 18 أكتوبر 2024، عاد إلى أوكرانيا في إطار عملية تبادل لأسرى الحرب.
وبعد فترة قصيرة من إعادة التأهيل لمدة أربعة أسابيع، عاد بوتكيفيتش إلى ما كان يرغب دائمًا في القيام به: وهو الدفاع عن حقوق الإنسان. إذ يركز على حماية حقوق المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني وأسرى الحرب، ومكافحة الدعاية الروسية وخطاب الكراهية.
التقت يورونيوز مع بوتكيفيتش في بروكسل في اليوم الذي عقدت فيه روسيا والولايات المتحدة أول لقاء مباشر بينهما حول صفقة محتملة حول أوكرانيا - دون أوكرانيا، "وهو ما يصب في صالح الأيديولوجية الروسية"، كما قال بوتكيفيتش.
ويضيف: "الأيديولوجية الروسية الحديثة، وقد رأيتها من الداخل، سواء في السجن أو في الأسر، هي: كل شيء تقرره الدولة وقادة الدولة. الناس مجرد مواد مستهلكة وأدوات لا إرادة لهم. والواقع أن المقاومة التي أبدتها أوكرانيا في بداية الغزو الشامل كانت تثير غضب الروس".
ويقول بوتكيفيتش: إن روسيا تحاول نشر رواية أن أوكرانيا والأوكرانيين "أداة" يتحكم فيها الأمريكيون والأوروبيون. وفي الوقت نفسه، تعتقد روسيا أنها تابعة لموسكو وتحاول استعادتها تحت سيطرتها.
"والأداة، هذه الأداة أظهرت إرادتها فجأة. أصبحت الأداة فجأة مستقلة ونشطة وقالت إنها مجتمع من الناس الذين يريدون أن يكونوا أحرارًا."
هذا الواقع، كما يقول، يتعارض مع أيديولوجية "روسكي مير"، أو "العالم الروسي"، حتى أنه تسبب في غضب حراس السجون الروسية في طريقة تعامل حراس السجون الروس مع الأوكرانيين.
ويوضح بوتكيفيتش: "حقيقة أن الشعب هو المسؤول عن اتخاذ القرارات، الشعب المسؤول عن مستقبله، تسبب سوء الفهم والغضب بين أولئك الذين أسرونا وأولئك الذين يحرسوننا".
اجتماعات حول أوكرانيا لكن دون أوكرانيا.. "نهج امبريالي"وقال: "أخشى أن الجهات الفاعلة الدولية الأخرى واللاعبين الدوليين الذين يعاملون أوكرانيا بهذه الطريقة الآن يظهرون نفس النهج - دعنا نسميه ما هو عليه - النهج الإمبريالي الذي يحرم أوكرانيا، والأوكرانيين من ذاتيتها".
"وفي هذه النظرة إلى العالم، هم قريبون جدًا من (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، مجرم الحرب، الذي قام بأسوأ مذبحة وأكثرها دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."
ولهذا السبب يرى أسير الحرب السابق إنه لا يمكن إجبار أوكرانيا على أي تنازلات إقليمية فيقول: "إذا وافقنا على إعطاء أجزاء من الأراضي المحتلة حاليًا إلى الدولة المعتدية، فإننا في الواقع سنكون قد هزمنا النظام الأمني الذي تم إنشاؤه في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية."
ستكون هذه حالة "ناجحة" لدولة تغزو أراضي دولة مجاورة، "وتقتل العديد من الأشخاص، وتستولي على أجزاء من الأراضي وتحتفظ بها لنفسها. والجميع يوافق على ذلك."
لكن بالنسبة لبوتكيفيتش، الذي يحمل اسمًا حركيًا هو "موسى"، فإن الأرض ليست أكبر مخاوفه. إذ أوضح قائلاً: "ليس لديّ ولع بالأراضي"، مضيفًا أن قلقه الأكبر هو على ملايين الأوكرانيين الذين يعيشون على هذه الأراضي.
لقد كان بوتكيفيتش محتجزًا في مستعمرة عقابية في منطقة لوهانسك، وانطلاقًا مما رآه، خاصةً فيما يتعلق بالمدنيين المحتجزين لدى الروس، فإن "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".
هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون في ظروف يمكن أن يُحرَموا فيها من حريتهم في أي وقت ويمكن أن تُنتهك فيها حقوقهم.
وقال بوتكيفيتش: "يمكن أن يحدث هذا على مستوى نظامي، ولا يحصلون على أي حماية". وعلاوة على ذلك، يمكن لآليات حقوق الإنسان أن تنقلب رأسًا على عقب، وربما ستُستخدم ضدهم، كما يقول.
Relatedالكرملين: بوتين مستعد للحوار مع زيلينسكيروبيو يزور السعودية لبحث إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وزيلينسكي في الإمارات لكنه غير مدعو للتفاوض؟لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي زيلينسكي: لن أبيع بلديالأسرى الأوكرانيون لدى روسياأكثر من 90% من أسرى الحرب الأوكرانيين لا يتلقون أي زيارات من المؤسسات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتالي لا توجد أي مراقبة لظروف الاحتجاز.
وقد كشف مكتب المدعي العام الأوكراني العام الماضي أن ما يصل إلى 90% من جميع أسرى الحرب العائدين ذكروا أنهم تعرضوا للتعذيب في السجون الروسية.
يقول بوتكيفيتش إنه والأوكرانيين الآخرين في نفس المستعمرة العقابية تم إخبارهم بشكل مباشر، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من احتجازهم، أنه لا أحد يستطيع الوصول إليهم سوى حراس السجن.
"لقد استخدموا ذلك كوسيلة لإضعاف معنوياتنا وأنهم يستطيعون فعل أي شيء معنا. فلن يعلم أحد بذلك، ناهيك عن محاسبتهم على ذلك. وكنا نعلم أن ذلك هو الحقيقة".
يقول بوتكيفيتش إنه في صيف عام 2022، بعد القبض عليه مباشرة، التقى بممثل بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وقبل الزيارة، تلقى الأسرى الأوكرانيون تعليمات و"تهديدات بعدم التفوه بشيء خاطئ".
ولم يلتق قط بممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو يقول إن أسرى الحرب كانوا يأملون في البداية أن يجتمعوا بهم.
يعود بوتكيفيتش بذاكرته قليلا إلى الوراء فيقول: "أخذنا الأمر على سبيل المزاح ويعني زيارة الصليب الأحمر، لأنها ربما كانت المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي كان من المفترض أن تزورنا وهي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي ينص القانون الدولي الإنساني على تفويضها. وهذا لم يحدث أبدًا".
ووفقًا للمتحدث، فإن الروس لا يذكرون اتفاقية جنيف إلا "كأداة للتنمر وتوجيه الاتهامات الباطلة".
وقد سمع بوتكيفيتش نفسه عن ذلك مرتين؛ يتذكر: المرة الأولى عندما تم نقله مع الجنود الأوكرانيين الآخرين إلى المستعمرة العقابية في منطقة لوهانسك.
قال: "أخبرنا الضباط الروس أننا لسنا أسرى حرب في الوقت الحالي، وأننا اختفينا للتو في منطقة الحرب وسنصبح أسرى حرب عندما يتم نقلنا إلى وجهتنا، وهذا يعني أننا يمكن أن نختفي ببساطة إذا تصرفنا بشكل غير لائق".
ويقول الأسير السابق إنه سمع للمرة الثانية عن اتفاقية جنيف عندما تم اتهامه زورًا بانتهاكها. "كانت هذه هي المرة الثانية التي أرى فيها إشارة إلى اتفاقية جنيف، والمرة الرابعة التي أرى فيها إشارة إلى معاملة المدنيين في لائحة الاتهام في القضية الملفقة ضدي وفي الحكم الصادر بحقي".
"أي أنني اتُهمت بانتهاك اتفاقية جنيف، وعلى أساسها تم إقراري وإدانتي كمجرم حرب. هذا هو الشيء الوحيد الذي يستخدمون اتفاقية جنيف من أجله."
الأسرى المدنيونقال بوتكيفيتش لـ"يورونيوز" إن تركيزه وأولويته الأولى هي المدنيون الأوكرانيون الأسرى في الأراضي التي تحتلها روسيا.
"إذا أخذنا في الاعتبار جميع أولئك الذين يبحثون عن أحبائهم ويكافحون من أجل العثور عليهم، فإن مئات الآلاف من الناس مهتمون بضرورة إطلاق سراح مواطنينا المدنيين الذين يقعون في الأسر. يجب إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن من خلال عملية تبادل أو غير ذلك".
وحتى ذلك الحين، كما يقول، يجب أن تكون هناك آلية مراقبة مستقلة للتحقق من ظروف احتجازهم "لأنني، للأسف، أعرف ظروف الاحتجاز عن كثب من خلال تجربتي الخاصة". وقد أخبر البرلمان الأوروبي عن هذه التجربة في بروكسل.
"روسيا تريد تدمير القانون الإنساني الدولي"قال بوتكيفيتش: "يهدف النشاط الروسي الآن إلى تأكيد وتدمير أسس القيم الأساسية وما تبقى من نظام القانون الإنساني الدولي ونظام الأمن الدولي، وهو أمر مهم لجميع الدول الأخرى في العالم".
"ولهذا السبب تحتاج أوكرانيا إلى المساعدة في حماية قيم هذا النظام."
قبل ثلاث سنوات، كان معظم العالم يظن أن أمام أوكرانيا بضعة أيام فقط قبل أن تسقط في يد روسيا.
ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، "فاجأ الأوكرانيون الجميع مرات عديدة بالفعل، ولديهم موارد هائلة ليفاجئوا أي شخص لديه ذاكرة قصيرة"، كما أشار بوتكيفيتش.
ولكن هناك نقطة أخرى، كما يقول، أقل تفاؤلًا، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الدول الأوروبية فيقول: "إذا افترضنا وفشلت أوكرانيا، في تحقيق أهدافها دون مساعدة من الخارج، فإن هذا يعني أن "العالم الروسي" سيأتي إليهم، وسيتفاجأون بذلك، ولكن بعد فوات الأوان".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السعودي أجهزة الأمن الإسبانية والبرتغالية تكشف عن شبكة غسيل أموال تابعة للمافيا الروسية محادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياأسرىالحرب في أوكرانيا حقوق الإنسان