حالة من الارتباك والخلافات السياسية تضرب "العراق" حول دستورية قرار المحكمة الاتحادية العليا بإقالة رئيس المجلس، "محمد الحلبوسي"، من منصبه بمرسوم لا رجعة فيه، بالإضافة إلى حتمية انتخاب رئيس جديد للمجلس وعدم بقاء نائبه "الحلبوسي" وهو شيعي في المنصب بسبب الحساسيات الطائفية ولمخالفته نظام المحاصصة المعتمد في تقسيمات الحكم.

ويُعيد القرار خلط الأوراق السياسية في مشهد مضطرب يُكابد لبلوغ حالة الاستقرار، بينما تستعد القوى لخوض انتخابات مجالس المحافظات وهي انتخابات مفصلية تحدد وتعزز مواقع النفوذ للنخب الحزبية، وفي أحدث تطور في قضية رئيس مجلس النواب، أعلن محمد الحلبوسي المبعد من منصبه، عن رفضه لقرار المحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضويته البرلمانية، مُعتبرًا أنه ليس من صلاحيات المحكمة النظر بعضوية النائب، بالتوازي مع تحركات القوى السياسية لبحث تداعيات القرار على المشهد عموما وعلة انتخابات المجالس المحلية القادمة خصوصًا.

وقررت المحكمة الاتحادية العليا التي تعدّ أعلى سلطة قضائية في العراق، إنهاء عضوية الحلبوسي، بناء على دعوى "تزوير" تقدم بها النائب ليث الدليمي. واعتبر القرار  غير القابل للاستئناف بمثابة إنهاء لمسيرة أحد أقوى السياسيين السنة في العراق وربما يمهد الساحة لصراع على من سيخلفه.

وقال الحلبوسي خلال مؤتمر صحفي "واجب المحكمة الاتحادية الالتزام بالدستور وتطبيق نصوصه بنحو غير قابل للاجتهاد". وأضاف "المحكمة الاتحادية بقرارها -إنهاء عضوية الحلبوسي- خالفت الدستور وهذا أمر خطير، إذ لا يحق للمحكمة النظر بصحة عضوية نائب إلا بعد قرار من مجلس النواب".

وتأتي الإطاحة بالحلبوسي قبل ما يزيد قليلا على شهر من انتخابات مجالس المحافظات التي أجريت آخر مرة قبل عشر سنوات، فيما يقول مصادر مطلعة أنها ستغير ميزان القوى السياسية.

إنهاء عضوية الحلبوسي

ويقول متابعون أن استقالة وزراء التخطيط والصناعة والثقافة الذين أعلنوا عنها إثر إنهاء عضوية الحلبوسي، ستؤدي إلى زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي تولى السلطة قبل عام بدعم من ائتلاف تقوده مجموعة من الأحزاب الشيعية ولكنه يضم أيضا عربا من المسلمين السنة وأكرادا.

وأقام الحلبوسي علاقات جيدة مع الشيعة والأكراد الذين ساعدوه على الفوز بمنصب رئيس البرلمان. لكنه فقد الدعم في الآونة الأخيرة داخل الإطار التنسيقي العراقي بعد أن حاول تشكيل حكومة مع خصوم لأعضاء ذلك التحالف بعد الانتخابات البرلمانية عام 2021. وانضم في نهاية المطاف إلى الإطار التنسيقي، لكن أعضاءه ينظرون إليه على أنه غير جدير بالثقة.

ويسعى الإطار التنسيقي منذ أشهر لإزاحة الحلبوسي من رئاسة البرلمان وتعويضه بشخصية سنية موالية لها.

وقال حزب تقدم العراقي في بيان إن ثلاثة وزراء يحظون بدعم رئيس مجلس النواب العراقي المخلوع محمد الحلبوسي قرروا الاستقالة من مناصبهم بعد أن أنهت المحكمة الاتحادية بالعراق فترة ولاية الحلبوسي.

وأضاف البيان أن الحزب سيقاطع أيضا اجتماعات الائتلاف الحاكم وسيستقيل نوابه من اللجان البرلمانية وسيشارك في "مقاطعة سياسية" للبرلمان. ووصف الحزب قرار المحكمة بأنه غير دستوري وأنه استهداف سياسي واضح.

وأنهت المحكمة الاتحادية بهذا القرار المسيرة المهنية لأقوى سياسي مسلم سني في العراق وربما يمهد الساحة لصراع على من سيخلفه.

كما تُؤدي استقالة وزراء التخطيط والصناعة والثقافة إلى زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي تولى السلطة قبل عام بدعم من ائتلاف تقوده مجموعة من الأحزاب الشيعية ولكنه يضم أيضا عربا من المسلمين السنة وأكرادا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن قرار المحكمة الاتحادية بالعراق، وهو نهائي وغير قابل للاستئناف، جرى اتخاذه بناء على دعوى قضائية ضد الحلبوسي هذا العام، دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

وقالت وسائل إعلام محلية ونواب ومحللون إن القرار مرتبط بتزوير مزعوم من جانب الحلبوسي. ولم يتسن الاتصال بمكتب الحلبوسي للتعليق.

وكان الحلبوسي يقضي فترته الثانية رئيسا للبرلمان، وهو المنصب الذي تولاه لأول مرة في عام 2018.

ويعد هذا المنصب هو الأعلى الذي يمكن أن يتقلده مسلم سني وفق النظام السياسي الطائفي العراقي الذي تأسس بعد الغزو الأميركي عام 2003.

وبموجب نظام الحكم المعمول به منذ إقرار الدستور عام 2005 في فترة ما بعد صدام حسين، يكون رئيس الوزراء شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا، ورئيس البلاد كرديا، لكن طبيعة الحكم الطائفية والحساسة تتعرض غالبا لضغوط شديدة بسبب جداول الأعمال المتنافسة وتقاسم ثروات النفط الهائلة بين فصائل قوية، في الوقت الذي فشلت فيه في وقف إراقة الدماء أو توفير خدمات أساسية للمواطنين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحلبوسي العراق المحكمة الاتحادية العليا بوابة الوفد إنهاء عضویة الحلبوسی المحکمة الاتحادیة قرار المحکمة فی العراق

إقرأ أيضاً:

رسالة غامضة من إسلام صادق بشأن نجم الزمالك تثير الجدل | تفاصيل

اثار الإعلامي والناقد الرياضي إسلام صادق جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي برسالة غامضة .

وكتب إسلام صادق عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك: "نفس السيناريو يتكرر !!".


وشهدت الساعات الماضية حالة كبيرة من الجدل على السوشيال ميديا بين جماهير قطبي الكرة المصرية الفارس الأبيض ونادي الأهلي بسبب أحمد سيد زيزو لاعب نادي الزمالك.

ومن المقرر أن ينتهي عقد زيزو مع الزمالك، بنهاية الموسم الجاري، وسط تقارير تشير لاحتمالية انتقاله إلى الغريم التقليدي، الأهلي.

محاولات وتحركات عاجلة في الزمالك للجلوس مع زيزو ووالده | تفاصيلياسر ريان: زيزو سيستمر مع الزمالك.. والأهلي سيصعد لنصف نهائي أبطال إفريقياإبراهيم فايق: زيزو قطع التواصل مع الزمالك.. ووالده غاضب من تسريبات التفاوضعمرو أديب لـ زيزو : اقعد في الزمالك علشان تبقى سيد الناسإعلامي: زيزو كان يرغب في الانضمام للعين.. ومقربون منه نصحوه بالأهلي

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء فرنسا: رسوم جمركية أمريكية قد تُهدد النمو الاقتصادي في البلاد
  • رسالة غامضة من إسلام صادق بشأن نجم الزمالك تثير الجدل | تفاصيل
  • كشف غموض إنهاء حياة مُسنّة على يد عاطل داخل شقتها بالإسماعيلية | تفاصيل
  • رئيس وزراء فرنسا: دعم ترامب لمارين لوبان تدخل في الشؤون الداخلية
  • لوقف تمدد الصين..رئيس وزراء الهند يزور سريلانكا
  • ‏⁧‫رسالة‬⁩ من نوع آخر إلى ( ⁧‫صدر الدين الگبنچي‬⁩) الذي يريد يقاتل أمريكا من العراق دفاعا عن ايران !
  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية
  • رئيس وزراء لبنان: قصف صيدا اعتداء صارخ وخرق للقرار 1701 والاتفاقات الأمنية
  • المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية تعزل الرئيس.. وفتح باب الترشح لخلافته
  • كوريا الجنوبية.. المحكمة الدستورية تحسم الجدل بشأن عزل الرئيس يون سوك يول