خبراء: اقتحام الشفاء فشل جديد لإسرائيل والمستشفى ليس غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال لم يقتحم مجمع الشفاء الطبي بناء على معلومات وإنما بناء على أهداف، في حين قال الخبير في الشأن الفلسطيني إيهاب جبارين إن القوات الإسرائيلية لا تقدم أبدا على اقتحام مكان بداخله مقاتلون.
وخلال الوقفة التحليلية "غزة.. ماذا بعد؟"، التي تقدمها الجزيرة، قال الدويري إن إسرائيل منحت مجمع الشفاء بعدا رمزيا حتى تحقق نصرا في حرب لم تحقق فيها أي نصر فعلي منذ 40 يوما.
ولفت الخبير العسكري إلى أن الأمر وصل إلى حد تشبيه معركة المستشفى بمعركة مطار بغداد عام 2003، في إشارة إلى أن سقوط "الشفاء" يعني سقوط قطاع غزة، وهو أمر غير صحيح بالمرة لأن هذا المجمع ليس غزة ومدينة غزة نفسها ليست القطاع، حسب قوله.
وبالتالي، فإن كل ما سوف يقدمه الاحتلال من روايات مفبركة عما وجده داخل المجمع لن ينطلي على أحد، بما في ذلك الرواية الأخلاقية التي يحاولون الترويج لها بالحديث عن اصطحاب حليب وحضانات للخدج لأن هؤلاء كانوا بحاجة للوقود وليس للحضانات، كما يقول الدويري.
وفيما يتعلق بعدم تقديم الاحتلال دليلا عن وجود قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل المستشفى بعد مرور يوم كامل تقريبا على اقتحامه، قال جبارين إن الهدف الأساسي من الاقتحام كان تأكيد مقولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه لا مكان في غزة بعيد على إسرائيل.
لا نتائج عسكرية حتى الآنأما عن النتائج، فإن هناك خيبة أمل داخل إسرائيل نفسها من النتائج التي تحققت خلال 40 يوما من الحرب، لأنها مدنية بحتة وليس فيها هدف عسكري واحد، حسب جبارين.
إلى جانب ذلك -يضيف الخبير في الشأن الإسرائيلي- فإن إسرائيل لا تقدم أبدا على اقتحام مكان داخله مقاتلون، لأنها تبتعد تماما عن الاشتباكات المباشرة، بدليل أنها قصفت مقر الشرطة في سديروت عندما سيطر عليه مقاتلو المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم تقتحمه رغم أنها تمتلك كل خرائطه.
وفيما يتعلق بسلوك الاحتلال الذي يفضي لموت الجرحى والأطفال، قال الدويري إن جيش الاحتلال يتحرك في كل هذه الجرائم من منطلق عقائدي، لأن كل مجند له حاخام يخبره بأن كل طفل فلسطيني هو مقاتل في المستقبل وبالتالي يجب قتله.
ولو لم يكن الأمر كذلك، لكان كافيا إرسال قوة من ضابط برتبة ملازم و30 جنديا لدخول المستشفى، لكنه دخل ودمر حتى الأجهزة والأدوية من منطلق عقائدي، كما يقول الدويري.
وحتى من الناحية العسكرية، فإن إسرائيل لم تقدم دليلا موثقا على تحقيق نصر ولو صغير ضد حماس، وفق الدويري، الذي أكد أن دخول غزة لا يعني السيطرة عليها وإنما يعني دخول منطقة الاشتباك.
واعتبر الخبير العسكري دخول عمق القطاع بالدبابات والجرافات أمرا عاديا بالنظر إلى فارق القوة في المعدات بين إسرائيل والمقاومة، لكنه في الوقت نفسه أكد أن السيطرة على الأرض لا تزال بعيدة.
وبناء على ذلك كله، فإن ما يجري برأي الدويري وجبارين، ليس إلا محاولة لافتعال مسرح مزيف وتحميل مسؤوليته لحماس.
واستند جبارين في هذا الحديث على إجبار جيش الاحتلال الصحفيين الأجانب والإسرائيليين على توقيع تعهد بعدم نشر أي خبر دون المرور على الرقابة العسكرية التي يحق لها إجراء أي تعديلات تراها على الخبر.
ويعكس هذا السلوك -برأي جبارين- فشل وركاكة الدعاية الإسرائيلية، لكنه أيضا يؤكد أنها تتحرك من منطلق أنها تمتلك الحقيقة وحدها دون غيرها، وأن على العالم كله الاستماع لما تقول.
ومع ذلك، فإن الدويري يرى أن ثمة تراجع في الدعم الأميركي والغربي عموما بشأن الرواية الإسرائيلية، لأن هذه الدول عندما استيقظت على ما حدث في عملية طوفان الأقصى شعرت كأن إسرائيل على وشك الزوال، وهو ما أصابها بالارتباك كما حدث في إسرائيل نفسها.
هذا الارتباك -برأي الخبير العسكري- هو ما دفع واشنطن والغرب لتبني الروايات والمقاربات الإسرائيلية كما هي وفي كل شيء من أجل تثبيت أركانها.
لكن طول أمد الحرب دفع هذه الدول للتراجع واكتشاف حقيقة أنها تجاوزت الحدود في مسألة المظلومية الإسرائيلية، خصوصا أنها لا تقدم أي دليل على ما تقول، وهو ما أدى لظهور تضارب في التصريحات الأميركية المتعلقة بالحرب خلال الأيام الأخيرة حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخبیر العسکری
إقرأ أيضاً:
ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟
أرسل جهاز المخابرات الإسرائيلية مؤخرا عشرات آلاف الرسائل النصية القصيرة على هواتف سكان قطاع غزة يدعوهم فيها للتواصل بهدف تنسيق لقاء مع ضباط إسرائيليين في موقع تتمركز فيه قوات الجيش داخل القطاع.
وتزامنت الرسائل مع حملة إلكترونية مكثفة بث فيها الجيش الإسرائيلي عشرات المنشورات الممولة على شبكات التواصل الاجتماعي لحث الفلسطينيين على التواصل معه، بزعم تقديم مساعدات أو تسهيلات للسفر.
وتمكنت الجزيرة نت من الحصول على تفاصيل ما دار في مقابلات استجاب لها بضع شبان بهدف مساعدتهم في السفر، وكيف تحول مسار اللقاء إلى تحقيق أهداف أخرى.
محور اللقاءوتواصل الشاب "م ق" الذي يقطن في محافظة وسط القطاع من خلال تطبيق واتساب مع الرقم الذي وصل إلى هاتفه المحمول عبر رسالة نصية، قاصدا الحصول على مساعدات غذائية وتسهيل عملية سفره حال رغبته مغادرة غزة.
وما كان من الضابط الإسرائيلي -حسب المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت- إلا أن حدد موعدا للشاب قرب نقطة للجيش تقع ضمن المناطق الشرقية عند "محور نتساريم" الذي يسيطر عليه الاحتلال.
وأجبر الجنود الإسرائيليون الشاب على التعرِّي قبل وصوله إلى خيمة المقابلة مع الضابط، وقطع مسافة للوصول للمكان المخصص للقاء، وفور جلوسه قدَّم له الضابط "ساندويتش شاورما" وعبوة كولا وسيجارة، في استغلال واضح لحالة المجاعة التي يفرضها الاحتلال على غزة، حيث يمنع دخول المساعدات الغذائية والصحية ويغلق المعابر منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
إعلانوعلى الفور، بدأ الضابط الإسرائيلي بسؤال الشاب عن أسباب تفكيره بالهجرة، وأبلغه أنه في حال غادر غزة فلن يعود إليها، لينتقل باستفساراته بعد ذلك عن أشخاص يقطنون في الحي الذي يقيم فيه الشاب وطبيعة تحركاتهم في المنطقة، ثم طلب منه المغادرة، وأخبره أنه سيعاود الاتصال به لاحقا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ومن ثم انصب الجهد الإسرائيلي لتشجيع تنفيذها، وهو ما قوبل برفض واسع في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية.
أدوات "رخيصة"
من جهته، حذَّر مسؤول في جهاز الأمن الداخلي في غزة -فضل عدم الكشف عن هويته- من المضامين "الكاذبة والمضللة" التي تحتويها رسائل المخابرات الإسرائيلية، بهدف استدراج المواطنين واستجوابهم لجمع معلومات حول مواقع المقاومة وشخصيات وطنية.
وقال المسؤول الأمني للجزيرة نت إن الحملة الإسرائيلية محاولة فاشلة لاستغلال حاجة الناس وظروفهم الصعبة لتحقيق أهداف أمنية "قذرة"، وتعكس درجة اليأس والاستهتار لدى الاحتلال بأرواح الفلسطينيين، واستخدامه الأدوات "الرخيصة" لاختراق النسيج الوطني الفلسطيني.
وكشف أن ضباط الاحتلال تعاملوا بأسلوب تهديدي واستجوابي "فج" مع من تمت مقابلتهم، وطرحوا أسئلة "أمنية حسَّاسة ومباشرة"، ووصل الأمر إلى تهديد بعضهم بالتصفية الجسدية والقتل إن لم يُدلوا بمعلومات عن شخصيات معروفة.
وحسب المسؤول الأمني الفلسطيني فإن الانهيار الأمني والاستخباري للاحتلال دفعه للجوء إلى أسلوب قديم جديد بإجراء المقابلات بهدف كسر حاجز التعامل معه تمهيدا لتجنيد عملاء له.
وتساءل: كيف سيُسهِّل الاحتلال سفر أشخاص دون وجود جهة لاستقبالهم، ولا يملكون تأشيرات دخول لأي دولة، وليس لديهم إقامات، ولا معاملات جمع شمل؟
رهان الوعي
وأكد المسؤول الأمني أن هذه الممارسات تؤكد أن الحديث عن "تسهيلات إنسانية" ليس إلا غطاء لأجندات استخباراتية، ومحاولة إحداث خرق أمني في الجبهة الداخلية الفلسطينية.
إعلانولفت إلى أن استجابة بضع أفراد فقط للقاء ضباط المخابرات من بين عشرات آلاف تلقوا رسائل، يعكس وعي المواطنين، رغم ما يعانوه من جوع وحصار وإبادة، ويعد صفعة مباشرة لأجهزة الاحتلال الإسرائيلي.
ووجه المسؤول في الأمن الداخلي نداء للمواطنين في قطاع غزة بعدم التعامل مع أي رسائل مشبوهة تصل إلى هواتفهم أو في مواقع التواصل، لما تشكله من خطر مباشر على حياتهم، وتعد محاولة لاستدراجهم نحو الفخ الأمني.
ويذكر أنه في إطار محاولات المخابرات الإسرائيلية التواصل مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ألقت طائرات مسيرة إسرائيلية قبل أيام منشورات ورقية على مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، تحمل أوراقا نقدية فئة 20 شيكل (الدولار يساوي 3.7 شواكل) كتب عليها أرقام للتواصل مع ضابط يدعى "أبو هيثم"، ومرفقا معها شرائح إلكترونية تتبع شركات اتصالات إسرائيلية.