المستوطنون يستغلون حرب غزة لتشديد قبضتهم على الضفة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن هدف المستوطنين بات واضحاً بشكل جلي خصوصاً بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وهو توسيع المستوطنات وترسيخ قبضة إسرائيل المشددة بالفعل على الضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن حاييم سيلبرشتاين وهو مستوطن يهودي، يرى رداً واحداً فقط على هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ترسيخ القبضة الإسرائيلية على الضفة الغربية، حيث قال في مقابلة في مسقط رأسه بيت إيل: "دعونا نستفيد من هذا لتقوية أنفسنا وتنمية مجتمعاتنا وتعميق جذورنا في وطننا.. يجب أن يكون هذا هو ردنا الأساسي على هذا العدوان".
سيلبرشتاين هو واحد من حوالي 500,000 مستوطن يهودي في الضفة الغربية، أكبر منطقة فلسطينية، والتي شهدت تصاعداً هائلاً في العنف في الأسابيع التي تلت هجوم حماس في جنوب إسرائيل والذي أشعل كذلك الحرب في غزة. هجوم حماس.. فرصة! وقالت الأمم المتحدة إن 167 فلسطينياً قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب، بينما قتل ثمانية آخرون على أيدي المستوطنين. وقتل ثمانية آخرون يوم الثلاثاء، سبعة منهم في اشتباكات خلال غارة بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وفقاً لمسعفين فلسطينيين ووسائل إعلام محلية. وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 1000 شخص أجبروا على مغادرة قراهم.
وقالت ديانا بوتو، المحامية الفلسطينية البارزة، إن "المستوطنين يرون في هجوم حماس فرصة.. إنهم يستخدمون العنف للاستيلاء على الأرض ويعرفون أنه لا أحد يهتم، لأن كل الأنظار تتجه نحو غزة".
وقالت ميري معوز عوفاديا، التي تعيش في مستوطنة نيف تسوف إن "الهجوم يعزز رسالتنا بأن المعركة هنا لا تتعلق فقط بالأرض بل إنه صراع ديني بين اليهودية والإسلام".
وقالت: "كان اليسار يعتقد دائما أنه إذا انسحبت إسرائيل فقط من يهودا والسامرة [الاسم العبري للضفة الغربية] وأعطتها للفلسطينيين، فإن ذلك سيحل المشكلة.. لكن حماس غزت إسرائيل. وهذا يدل على أنهم لا يستطيعون قبول واقع اليهود الذين يعيشون في هذه المنطقة وأن نهاية لعبتهم هي تدميرنا جميعا".
يشعر بعض المستوطنين الآن بالجرأة لدرجة أنهم يتصورون التوسع في غزة، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005. تحدثت دانييلا فايس، رئيسة منظمة ناشالا الاستيطانية المتطرفة، في مقابلة مع صحيفة "نيويوركر" هذا الشهر عن "جهود حركتنا للعودة إلى غزة، غزة بأكملها، وبناء المستوطنات". مضاعفة المستوطنات حلم فايس غير مطروح على نطاق واسع. لكن في الضفة الغربية، تتوسع المستوطنات التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية تدريجياً، والتي يقول الفلسطينيون إنها تدمر كل أمل في حل الدولتين.
وتقول الصحيفة إن تصاعد العنف منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) متعدد الأوجه، مع اشتباكات متكررة بين الجيش الإسرائيلي والجماعات الفلسطينية المسلحة، ومواجهات بين الجنود والمتظاهرين، وبين المستوطنين والقرويين المحليين.
This is not Gaza, this is West Bank!
Israeli army has gas bombed a hospital in the West Bank. An organized ethnic cleansing is ongoing in the West Bank by Israeli forces and illegal settlers. pic.twitter.com/XjEYhrJk0H
ويعترف قادة المستوطنين بأن الجيش الإسرائيلي كان أكثر نشاطاً، لكنهم يزعمون أن هذا يرجع إلى ما يعتبرونه تهديداً متزايداً. وقال عوديد ريفيفي، عمدة بلدة إفرات الاستيطانية: "لا أحد على استعداد لاتخاذ المزيد من الفرص".
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت الضفة الغربية، التي كانت تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، تعاني من أسوأ أعمال عنف منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005، مع قيام القوات الإسرائيلية بغارات شبه يومية على الأراضي الفلسطينية.
ومع وجود المزيد من القوات الآن، ازداد خطر الاشتباكات. وقال أوهاد تل، وهو مستوطن وأيضا عضو في البرلمان عن الحزب الصهيوني الديني المتطرف: "بالطبع يساهم الوجود العسكري المتزايد في التوتر المتزايد الذي يأتي مع الإقليم.. لكنه يخلق أيضا الردع".
وأشار إلى غارة إسرائيلية هذا الشهر أسفرت عن مقتل أربعة أعضاء في خلية متشددة مزعومة في الضفة الغربية، قالت الشرطة إنهم يخططون لتنفيذ هجمات نيابة عن حماس. عنف واسع لكن العنف الأخير لا يعود فقط إلى وجود موسع للجيش الإسرائيلي، إذ تنسب الأمم المتحدة وغيرها الكثير منها إلى المستوطنين المتشددين.
Israeli occupation forces kill 7 Palestinians in Tulkarm, occupied West Bank. pic.twitter.com/9tDx0qr9pn
— TIMES OF GAZA (@Timesofgaza) November 14, 2023 وقال دبلوماسي غربي: "في السابق كان هناك شعور بإطار قانوني يقيدهم، لكن هذا بدأ يتآكل. نحن نرى أيضا عدم وضوح الانقسام بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، الذين غالبا ما يرافقهم جنود يرتدون زي الجيش الإسرائيلي".كما أنهم مدعومون بوجود المستوطنين في الحكومة الإسرائيلية، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ومن بين هؤلاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن الشعب الفلسطيني غير موجود. وقال الدبلوماسي "منذ تولي هذه الحكومة السلطة، تمتع المستوطنون بإفلات شبه كامل من العقاب".
وقد أبلغت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان مؤخراً عن حوادث اعتداء المستوطنين على السكان الفلسطينيين، "في بعض الحالات تهديدهم تحت السلاح أو إطلاق النار عليهم"، فضلا عن إتلاف الممتلكات، وسرقة الماشية، وقطع الأشجار، وتخريب خزانات المياه.
قال تقرير صدر مؤخراً عن موقع النزاع المسلح، وهي منظمة غير حكومية "بتشجيع من دعم شخصيات يمينية متطرفة في الحكومة الإسرائيلية، من المرجح أن يستغل المستوطنون الفرصة وسط الحرب المستمرة في غزة لدفع جهودهم للسيطرة على أراض إضافية في الضفة الغربية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربية الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 50 فلسطينيا خلال عملياته في الضفة الغربية
فلسطين – واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة في شمال الضفة الغربية، حيث أسفرت الغارات الجوية والهجوم عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، ودمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك، أن “العملية العسكرية الجارية في شمال الضفة، والتي تركزت في مناطق جنين وطولكرم ومحيطهما، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 فلسطينيا، بينهم 15 على الأقل في غارات جوية، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 100 شخص، ومصادرة عشرات الأسلحة، وتدمير مئات العبوات الناسفة”.
وقال الجيش الإسرائيلي والشاباك في بيان: “خلال عملية مشتركة مع شرطة حرس الحدود لإحباط الإرهاب في شمال السامرة (ألضفة الغربية)، قتل أكثر من 50 إرهابيا حتى الآن، بما في ذلك أكثر من 15 في غارات جوية”.
وأضاف البيان: “أفيد أيضا بإلقاء القبض على أكثر من 100 مطلوب ومصادرة عشرات الأسلحة وتدمير مئات العبوات الناسفة. كما تم توسيع العملية صباح اليوم لتشمل قرية تامون الفلسطينية في لواء منشي بالقرب من مدينة طوباس”.
وفي سياق متصل لقي اليوم الأحد المسن وليد محمد علي لحلوح (73 عامًا) مصرعه برصاص قوات الجيش عند مدخل مخيم جنين، كما قتل شاب آخر (27 عاما) في مخيم العروب شمال الخليل، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في مختلف أنحاء الضفة.
وشنت القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام واسعة في جنين وطولكرم، حيث فجرت مربعا سكنيا يضم عدة مبانٍ في جنين، مما خلف دمارا هائلا وأدى إلى نزوح العديد من العائلات. كما اقتحم الجيش مخيم الفارعة وبلدة طمون، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين الفلسطينيين.
وفي طولكرم، يستمر الهجوم الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي، حيث يفرض الجيش حصارا مشددا على المخيم، مدعوما بالقناصة المنتشرين على أسطح المباني، فيما تشهد المدينة عمليات اقتحام للمنازل وتدمير ممنهج للبنية التحتية، ما تسبب في انقطاع الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، إضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
ومن جانبها، أعلنت كتيبة جنين أن “مقاتليها يخوضون مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، مؤكدين تحقيق إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية”. كما شهدت مناطق مختلفة من الضفة اشتباكات مسلحة ومواجهات مع القوات الإسرائيلية، التي عززت وجودها العسكري في العديد من المدن والمخيمات.
وفي السياق ذاته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن “قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى مريض قلب في مخيم الفارعة، كما صادرت مفاتيح سيارة الإسعاف، في انتهاك واضح للقوانين الإنسانية”.
وفي ظل استمرار العمليات الإسرائيلية، أعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس تعليق الدراسة في بلدة طمون ومخيم الفارعة ومحيطهما، حفاظا على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية.
ومع استمرار الهجوم الإسرائيلي، ارتفع عدد القتلى في محافظة جنين إلى 24 مواطنا خلال 12 يوما، إضافة إلى عشرات الإصابات.
يأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد في الأراضي الفلسطينية، وسط دعوات دولية لوقف العنف وتخفيف معاناة المدنيين، إلا أن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته متجاهلًا الدعوات الدولية ومفاقما الأزمة الإنسانية في الضفة الغربية.
المصدر: RT