زيادة الإنتاجية الزراعية: تحسين السلالات وتفعيل برنامج التقاوي وتوفيرها للمزارعين
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
إلى جانب مشروعات التوسع الأفقى التى اعتمدتها الدولة لزيادة الرقعة الزراعية والعمرانية، التى كانت أحد روافد زيادة الصادرات الزراعية المصرية، فقد توسعت الدولة أيضاً فى مشروعات تحسين أصناف وسلالات المحاصيل؛ لزيادة الإنتاجية ولمقاومة آثار التغير المناخى على المحاصيل، وهو ما صب فى صالح زيادة صادراتنا الزراعية.
وعلى سبيل المثال، فقد تم التوسع فى توفير التقاوى المعتمدة للمحاصيل الاستراتيجية من خلال استنباط أصناف وهُجن من المحاصيل قصيرة العمر عالية الإنتاجية ومبكرة النضج ومقاومة للإجهادات الحيوية والبيئية والموفرة للمياه للمحاصيل الاستراتيجية: (القمح - الذرة - الأرز - القطن - الفول البلدى)، حسبما جاء فى الكتاب الصادر حديثاً عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بعنوان «حكاية وطن»، فى الجزء المتعلق بقطاع الزراعة.
وبالإضافة لما سبق، فقد تم إعداد ونشر الخريطة الصنفية التى تناسب ظروف مناطق الزراعة من ناحية طبيعة التربة والظروف المناخية والاحتياجات المائية وزيادة نسبة التغطية من التقاوى المعتمدة للمحاصيل الاستراتيجية، وتحديداً من القمح والذرة.
وقد تم كذلك تفعيل البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر من خلال استنباط وتسجيل 26 من الهُجن والأصناف الجديدة لمحاصيل الخضر للتداول التجارى فى السوق المصرية لـ10 محاصيل. بالإضافة إلى تدشين المشروع القومى لتطوير قصب السكر من خلال زراعة القصب بالشتل من خلال البدء فى إنشاء محطتى كوم أمبو ووادى الصعايدة بطاقة إنتاجية نحو 200 مليون شتلة سنوياً وبتكلفة نحو 360 مليون جنيه.
وبجانب ما سبق، تم التوسع فى المشروع القومى للصوب لـ100 ألف فدان صوب زراعية، الذى يهدف إلى إنتاج محاصيل عالية الجودة والإنتاجية، مع توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين. وتحقيق إنجاز كبير بالمشروع القومى للنخيل (2.5 مليون نخلة).
وقد احتاجت زيادة الإنتاجية الزراعية إلى مشروع مكمل لتخزين الحبوب والغلال، فتم تنفيذ المشروع القومى للصوامع، ما أدى إلى زيادة قدرة الدولة التخزينية لترتفع من 1.4 مليون طن فى 2014 إلى 5.5 مليون طن حالياً.
ويعد المشروع القومى للصوامع واحدة من خطط الدولة للحفاظ على الغذاء وتأمين المخزون الاستراتيجى منه؛ وذلك للتغلب على أزمة قلة أماكن التخزين، إلى جانب تقليل نسبة الهدر والتى تصل إلى 15٪ وزيادة مدة التخزين لتصل إلى سنة أو سنة ونصف باشتراطات تخزين وجودة عالية. ويتضمن المشروع إنشاء نحو 50 صومعة، بسعة تخزينية تقدر بنحو 1.5 مليون طن، موزعة على 17 محافظة، لتخزين القمح والغلال. وتضم مصر الآن نحو 70 صومعة على مستوى محافظات الجمهورية، مصممة بأحدث أسلوب وتكنولوجيا وتقنيات موجودة فى العالم.
ويضاف لما سبق ما خصصته الدولة من برامج تمويل لصغار المزارعين، حيث يبلغ إجمالى التمويل الموجه للمحاصيل الزراعية 6 - 7 مليارات جنيه سنوياً، بدعم من الدولة يصل إلى نحو 500 مليون جنيه سنوياً. وذلك بخلاف تمكين المزارعين والفلاحين من الاستفادة من مبادرة تأجيل الأقساط المستحقة عليهم، وقد استفاد من هذه المبادرة نحو 330 ألف مُزارع بإجمالى مديونية قدرها 8.9 مليار جنيه حتى يونيو 2022.
من جانبه، أكد الدكتور وهبة الجزار، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين، ومدير البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر، أن التوسع الرأسى كان له دور واضح فى زيادة الإنتاجية ومن ثم زيادة الصادرات الزراعية، مشيراً فى هذا السياق إلى أن البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر كان على سبيل المثال إحدى وسائل هذا التوسع الرأسى، وذلك من خلال إنتاج «هُجن» تختلف عن أصناف الخضر القديمة من حيث أن محصولها أعلى، بمعنى أن نفس وحدة المساحة المزروعة أصبحت تعطى محصولاً أعلى، بالإضافة إلى صفات الجودة العالية.
وقال مدير «البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى» إنه نتيجة للهُجن ذات الجودة العالية الموجودة لدينا الآن أصبح الفلاح يُنتج محاصيل ذات جودة عالية وصالحة للتصدير، علماً بأننا من خلال برامج تربية الهُجن التى نقوم بها نحرص على توافر المواصفات الخاصة بالتصدير، وقد بدأنا نعمل على إنتاج مواصفات ملائمة للسوق الأوروبية، والمواصفات المطلوبة للتصدير بشكل عام. بالإضافة لذلك، حسبما يضيف «الجزار»: «بدأنا نربى أصنافاً تتحمل التغيرات المناخية التى طرأت، وهو ما أعطانا ميزة على الشركات العالمية المُنتجة للتقاوى والتى تربى فى بيئة غير بيئتنا، وبعد ذلك يأتى ليقيم منتجه عندنا، وهناك احتمال لأن ينجح أو لا ينجح، بينما نحن عملنا من الألف للياء تحت الظروف المناخية المصرية».
«الجزار»: ننتج «هُجن» عالية الإنتاجية بالمواصفات المطلوبة للتصدير.. نربى أصنافاً و«هُجن» تتحمل تغير المناخ وملوحة التربة وتقاوم «ديدان النيماتودا»وإلى جانب ما سبق، كما يتابع «الجزار»: فقد بدأنا العمل على البيئات المختلفة فى التربة وتعظيم إنتاجيتنا منها، مثل منطقة شمال الدلتا ذات الملوحة المرتفعة، حيث بدأنا برامج تربية لإنتاج أصناف وهُجن تتحمل الملوحة، وفى بداية مصر العليا وبالاتجاه نحو الصعيد هناك ارتفاع فى ديدان النيماتودا فى التربة (وهى التى تؤثر سلباً على النبات وإنتاجيته)، بدأنا نربى أصنافاً تتحمل وتنتج فى ظل وجود «النيماتودا»، وفى وسط مصر نبحث عن المحصول العالى والثمار والجودة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الزراعة الصادرات المصرية الانتاج الزراعي زیادة الإنتاجیة المشروع القومى من خلال ما سبق
إقرأ أيضاً:
تأجيل محاكمة 37 متهما في خلية التجمع بـ 17 مايو
قررت الدائرة الأولى إرهاب، المنعقدة ببدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، تأجيل محاكمة 37 متهما، فى القضية رقم 38 لسنة 2023، جنايات أمن دولة، والمعروفة بـ"خلية التجمع"، لجلسة ١٧ مايو لمرافعة الدفاع.
جاء فى أمر الإحالة، أنه فى الفترة من 2013 وحتى 19 مارس 2023، انضم المتهمون جميعا إلى جماعة إرهابية بأن انضموا لجماعة داعش، التى تهدف إلى ارتكاب جرائم الإرهاب وتدعوا لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على الأفراد والمنشآت العامة بغرض تعطيل أحكام الدستور والقانون، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحريات الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، وكان الإرهاب من الوسائل التى تستخدمها هذه الجماعة فى تحقيق أغراضها، وتلقى المتهمون الأول والثانى والرابع والثلاثين والسادس والثلاثين تدريبات لتحقيق أهداف تلك الجماعة.