«الوطن» داخل أول مصنع لإنتاج «الفلنكات الخرسانية» للقطار الكهربائي السريع
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
على مساحة 40 ألف متر مربع بمنطقة كورنيش النيل المعصرة بحلوان، أنشأت وزارة النقل مُمثلة في الشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل والمطارات، مصنع إنتاج الفلنكات الخرسانية للقطار الكهربائي السريع، ليكون أول مصنع متخصص لهذه النوعية من القطارات، التي تعمل الوزارة على تنفيذها في مصر، كوسيلة نقل حضارية خضراء صديقة للبيئة.
أجرت «الوطن» جولة في المصنع، الذي جرى تشغيله رسميا يوم 5 نوفمبر الماضي، من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للوقوف على آليات إنتاج الفلنكات في جميع مراحلها، وتجهيزات المصنع، فضلاً عن البداية الأساسية للإنشاء، خاصة وأن هذه المنطقة كانت شبه خالية.
المهندس مصطفى توفيق مسؤول تنفيذ بالمصنع، روى القصة الكاملة حول إنشاء أول مصنع لإنتاج الفلنكات الخرسانية: «بدأنا تجهيز المصنع بالحفر والتكسير في المنطقة كتمهيدها للإنشاء ثم حفر أرضية المصنع نفسها وهنا التربة كانت ضعيفة لذلك تم عمل إحلال لها أكثر من مرة ثم بعد ذلك عملية إشاء القواعد الخرسانية والخرسانة المسلحة».
مراحل الإنشاءعقب الانتهاء من الجزء الأرضي للمصنع وصب الأرضيات بإجهاد عالي، بدأت الشركة المصرية في إنشاء الهيكل الحديدي والأسطح، والتشطيبات النهائية، حيث استغرق الإنشاء ما يقرب من 6 أشهر بحسب «توفيق».
وبالحديث عن عمليات إنتاج الفلنكات الخرسانية، بدأ المهندس مصطفى شلقامي، مدير المصنع، شرح آليات الإنتاج، موضحاً أن المصنع ينتج 550 ألف فلنكة سنوياً بخامات مصرية 100%، سواء من الأسمنت أو الحديد.
المصنع عبارة عن خلاطة خرسانية ملحقة بخط الإنتاج لتغزيته بالخرسانة المسلحة، وهنا وضح «شلقامي» عملية الإنتاج بالتفصيل، والتي تبدأ بتجهيز قوالب خرسانية يشتمل كل قالب منها على 4 فلنكات وذلك بالتسليح والشبك، ثم رش هذه القوالب بمادة عازلة.
تبدأ المرحلة التالية في مرحلة الشد للفلنكة الخرسانية نفسها بإجهاد حراري قوته «320 بار» وهي وحدة قياسه، ثم الدخول في منطقة الصب وتُحمل الفلنكات بأوناش أوتوماتيكية لغرف البخار وهنا تستقر فيها لمدة تصل إلى 8 ساعات.
مرحلة الاختباراتيصل عمر الفلنكات المُنتجة، بحسب ما رواه مصطفى شلقامي، إلى 40 و50 سنة، وتتحمل سرعة قطار 240 كيلومتر في الساعة، واصفاً هذه السرعة بالـ «كبيرة»، وكذل ذلك طبقاً للمواصفات والمعايير المعروفة عالمياً، فضلاً عن الاختبارات والتي تتم على نطاقين.
النطاق الأول للاختبارات نطاق داخلي، داخل المصنع نفسه، والنطاق الثاني بحسب توضيح مدير المصنع، هو نطاق خارجي مع الطرف الثالث أو ما يُسمى بالـ «عميل»، حيث يُنتج المصنع يوميا 1400 فلنكة وحد أقصى 1800، على أن تُورد بعدها بـ 28 يوماً إلى الهيئة القومية لسكك حديد مصر لاستخدامها فعلياً.
حصل مهندسو المصنع على تدريبات مكثفة للوقوف على آليات الإنتاج العالمية، واستفاد منها بشكل جيد المهندس أحمد سعيد، مدير إنتاج بالمصنع، مؤكداً أن التدريب تمكنهم من إنتاج الكميات المطلوبة وفق المواصفات والمعايير العالمية.المصنع مُجهز بنظم إلكترونية حديثة.
وعلى سبيل المثال الخلاطة التي تُتسخدم في تجهيز الخرسانة لصب الفلنكات، والمسئول عنها المهندس بيتر سمير: «الخلاطة تعمل بنظام إلكتروني في تجهيز الكمية المطلوبة من الرمل والظلط والأسمنت»، موضحاً أنها تُنتج 40 طن في الساعة.
استفاد المهندس بيتر سمير، من التدريبات المكثفة التي تم توفيرها لمهندسي المصنع، في عمليات الإنتاج وكيفية التشغيل الجيد للماكيانات التي تعتبر هي الأحدث على مستوى العالم.
وجود عمليات الصيانة، أمر مُهم للغاية، وهو ما وفرته إدارة المنصع بشكل جيد، ومسئول عنه المهندس أبانوب كرم، موضحاً أن الصيانة تتم بشكل يومي وأسبوعي، لجميع المكن مثل مكن الصب والشد والفك ومكن تجهيز الأسياخ الحديدية وأخيراً مكن الفصل لفصل الفلنكات عن القوالب الخرسانية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصنع الفلنكات الفلنكات القطار الكهربائي السريع القطار الكهربائي الفلنکات الخرسانیة إنتاج الفلنکات
إقرأ أيضاً:
"معلومات مجلس الوزراء" داخل مصنع 200 الحربي.. أحدث الصناعات العسكرية بأياد مصرية
نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء سلسلة من الفيديوهات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لقاءات وجولات من داخل مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات "مصنع 200 الحربي"، الذي يصنع المركبة "سيناء 200"، أول مركبة على جنزير مضادة للتفجيرات، وكذلك راجمة الصواريخ المجنزرة "رعد 200".
استعرضت الفيديوهات جولة داخل المصنع، حيث تم تسليط الضوء على المدرعة "سيناء 200"، وهي ناقلة جنود مدرعة صُممت وطُورت بأيادٍ مصرية. تمتاز المدرعة بمحرك قوي بقوة 385 حصانًا، ومصنوعة من صلب مصري مطور محليًا، مما يجعلها خفيفة الحركة. أثبتت المدرعة كفاءتها على الطرق الممهدة وغير الممهدة، وتوفر أعلى درجات الأمان في الظروف الصعبة بفضل تقنيات الحماية المتطورة التي تجعلها مقاومة للتفجيرات والألغام الأرضية. كما تحتوي على نظام إخماد حرائق تلقائي، وتُستخدم في مهام متعددة مثل القتال، الإسعاف، إطلاق الصواريخ، القيادة والسيطرة، والحرب الإلكترونية.
وأوضح المهندس وفيق مجدي، رئيس مجلس إدارة مصنع 200 الحربي، أن المصنع يُعد إحدى قلاع الصناعة العسكرية المصرية في الشرق الأوسط، وأحد أكبر المصانع لتصنيع السلاح. أنشئ المصنع عام 1987، واكتمل بناؤه عام 1992. وأشار إلى أن "راجمة الصواريخ رعد 200" تُعد أحدث المنتجات العسكرية للمصنع، وهي منتج مصري بالكامل بنسبة 100%، حيث تم تصميمها وتصنيعها بأياد مصرية. وأضاف أن المنتج اجتاز بنجاح اختبارات اللجان العسكرية بالقوات المسلحة.
وكشف المهندس وفيق مجدي أن المركبة "سيناء 200" تُعتبر أول مركبة على جنزير مضادة للتفجيرات، وقد تم تصميمها وتصنيعها بالكامل داخل المصنع. وأكد أن هذا الإنجاز يُعد مصدر فخر لمصر، إذ يعكس قدرتها على تصميم وتطوير مركبات عسكرية بالكامل. وتتنوع إنتاجات المركبة لتشمل ناقلات جنود، مركبات مضادة للتفجيرات والألغام، مركبات إسعاف، ومركبات لمراكز القيادة.
كما تناولت الفيديوهات استعراض راجمة الصواريخ المجنزرة "رعد 200"، التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الصناعات الدفاعية المصرية. تتميز الراجمة بنسبة مكون محلي تصل إلى 65%، وهي مزودة بمنظومة إطلاق صواريخ متطورة مع نظام تحكم آلي من داخل الكابينة يتميز بالدقة والسرعة، إلى جانب محرك ديزل بقوة 385 حصانًا وجنزير متين يجعلها قادرة على اجتياز أصعب التضاريس.
وضمن جولة الإنتاج الحربي، سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الضوء على أحد الابتكارات البيئية بمصانع الإنتاج الحربي، حيث تم إنشاء "المجمع النموذجي لتدوير مخلفات زراعات الموز" لإنتاج عبوات كرتونية صديقة للبيئة.
يعمل المجمع بتكنولوجيا متطورة وخط إنتاج أوتوماتيكي لتحويل 50 ألف طن من مخلفات الموز سنويًا إلى 60 مليون عبوة كرتونية في مرحلته الأولى. المشروع، الذي تم بالتعاون مع إحدى الشركات، يستهدف السوق المحلي والعالمي، ويُعد بديلاً مستدامًا للبلاستيك، مما يساهم في تقليل 10 آلاف طن من استخدام البلاستيك سنويًا.
وبحسب المسؤولين، فإن هذا الإنجاز البيئي لا يقتصر على حماية البيئة فقط، بل يدعم الاقتصاد من خلال توفير أكثر من 110 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بتكلفة استثمارية بلغت 40 مليون جنيه للمرحلة الأولى. كما يمثل المشروع منظومة مبتكرة لتحويل 12 مليون طن من المخلفات الزراعية السنوية إلى موارد تخدم قطاعات الأسرة والصناعة.