لجريدة عمان:
2024-07-02@01:23:12 GMT

الإنسانية العالمية في مرآة غزة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

الإنسانية العالمية في مرآة غزة

تقصف إسرائيل المستشفيات بشكل مباشر فيتطوع قادة الدول الغربية للدفاع عنها وتبرئة ساحتها ويحال الاتهام إلى صواريخ حماس. يستهدف جيش الاحتلال سيارات الإسعاف ويُحَول الجرحى إلى أشلاء متناثرة على الإسفلت فيقول الغرب: كانت تحمل مصابين من حركة حماس! يقتل الجيش الذي لا يقهر آلاف الأطفال والنساء، فتقول الصحف الغربية في تغطيتها الصحفية «حسب ادعاء حماس»، تنشر وكالات الأنباء صورا لمئات الشهداء ملفوفين في أكفان بيضاء تقطر دما فتكتب الصحف الأمريكية: ما بدا للوهلة الأولى أن أطفالا ملفوفون في تلك الأكفان! يقتحم الجيش الذي يخوض حرب «الحضارة»، بحسب وصف نتانياهو، مستشفى الشفاء بعد أن قطع الكهرباء والماء والدواء وقتل الأطفال الذين وضعوا على الأجهزة، والكبار الذين يحتاجون إلى الأوكسجين وكل ذلك أمام شاشات الفضائيات فيصمت الجميع حتى الانتهاء من مونتاج السردية الجديدة التي باتت معروفة، وهي أن جيش الاحتلال قد وجد في وسط المستشفى مخابئ لحماس وأسلحة دمار شامل، وربما شط الخيال بالسردية، ما دامت أساطير إسرائيل لا تنتهي، للقول بأنهم وجدوا أسلحة نووية! فالمطلوب هو سرد مُسوّغ بغض النظر عن صدقه أو حتى منطقيته وإلا فإن الصورة الحقيقية قد باتت واضحة للجميع حول هذه الحرب الغاشمة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.

. ويعرف القادة الغرب كما تعرف وسائل الإعلام الغربية حقيقتها ومسارها وأهدافها.

لقد تحرك ضمير الشعوب في مختلف دول العالم، بعد أن ظن البعض أنه قد مات، وخرجوا في مظاهرات مليونية للتنديد بالمجازر والمحارق الكونية التي يرتكبها الكيان الصهيوني لكن ضمائر القادة الغرب ومؤسساتهم التي تستطيع وقف مجازر إسرائيل لا تستيقظ، ولا يبدو أنها يمكن أن تستيقظ أبدا.. ففكرة المجازر واحدة مات فيها ألف أو عشرون ألفا.

إن ما يحصل في غزة عار سيبقى عالقا على جبين البشرية تتناقله الأجيال جيلا بعد آخر، سيطارد الجميع في منامهم، وعندما ينظرون في أعين أطفالهم، سيحيط بهم ويحاصرهم، كيف كانوا يستطيعون إنقاذ آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة ولم يفعلوا، ولم يحركوا ساكنا، بل مدوا الكيان الغاصب بالدعم والتشجيع وزودوه بالصواريخ والطائرات والآليات العسكرية ورفضوا رفضا قاطعا وقف إطلاق النار أو حتى مجرد طرحه كمبادرة إنسانية.

لقد فضحت وجوه أطفال غزة الغرب وعرته ووضحت قيمه وأخلاقه ومبادئه على المحك، كما فضحت الضعف والخنوع العربي، وساهمت في تشظية ما كان يحاول التماسك. إنه منعطف خطير جدا في تاريخ الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وما بعد غزة، مع الأسف الشديد، سيكون أسوأ بكثير مما كان قبلها فيما لو استمر الوضع على ما هو عليه ولا شيء يشير إلى خلاف ذلك.

هذا هو المشهد الإنساني كما بدا في المرآة ولا عزاء لأحد.. لا عزاء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحرب على غزة وصمود المقاومة

 

د. سالم أحمد بخيت صفرار

تقترب الحرب على غزة من نهاية شهرها التاسع والدخول في شهرها العاشر وقد قلبت هذه الحرب غزة إلى دمار نتيجة الكم الهائل من القنابل التي ألقيت فيها والتي تجاوزت ما ألقي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان في الحرب العالمية الثانية، وهذا لم يحدث بعيدا عن العالم بل شاهد العالم كل هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الجبان لهذا الكيان والذي تجاوز في مدى إجرامه كل الحدود بآليه وعنجهية فاقت كل التصورات وتدوس على كل القيم والأخلاقيات والإنسانية.

كيف لا ولم يترك جيش الكيان الصهيوني جريمة إلا وارتكبها من قتل وتنكيل وتدمير واستهداف المنشآت الممنوعة دوليا حسب القوانين الدولية كالمستشفيات ودور العبادة ومصادر المياه والطواقم الطبية وغيرها، لم ينج منه الأموات فقد جرفت آلياته المقابر تدوس على جثث الشهداء وعاثت خرابا في كل شيء، ووصلت به درجة الإجرام إلى دفن سيارات الإسعاف تحت الركام حتى يخفي جرائمه هذا عوضا عن استهداف المرضى واعتقال الطاقم الطبي واستهدافهم ومنع العلاج وإعاقة حركة مركبات الإسعاف.

بعد تسعة أشهر من الحرب على غزة تبين مدى هشاشة هذا الكيان وجيشه الذي يتغنى به إذ فشل في تقديم أي حقيقة للانتصار، وعوضا عن الفضائح التي مُني بها يصبُ جام غضبه وانتقامه على المدنيين في إبادة جماعية ممنهجة تستهدف النساء والأطفال متذرعاً بوجود المقاومة ويسوق الأكاذيب بلا هوادة بما لا يقبله أي منطق وهو يعلم مدى ما يقدمه من أكاذيب، لا تزال المقاومة تضرب من عدة مواقع في غزة وكل حين يظهر لديها جديد المفاجآت التي أرعبت وأربكت جيش الكيان الصهيوني في تستر كبير على الخسائر البشرية الفادحة من القتلى والجرحى التي تجاوزت الآلاف فضلا عن آلاف حالات الإعاقة النفسية.

الآن هناك تصاعد في وتيرة الأحداث في الشمال بين الكيان الصهيوني وحزب الله والحقيقة الأغرب هنا هل سيفتح هذا الكيان جبهة الشمال مع الهزائم المروعة التي مُني بها في الداخل في غزة وظهور خلافات قادة الكيان لترشح على السطح فهل يعني ذلك أن رئيس وزراء الكيان نتنياهو يعلم ما ينتظره بعد هذا الفشل ولكي ينقذ نفسه سوف يُحاول جرَّ المنطقة إلى حرب إقليمية.

مقالات مشابهة

  • حب الدنيا وكراهية الموت.. استمرار العون من الله
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • مجلة بولندية تشيد بظاهرة فريدة للاقتصاد الروسي
  • وزير الخارجية يلتقي ممثل منظمة الصحة العالمية
  • نيللي كريم مرآة لسحر الثمانينيات في عرض زهير مراد بباريس (صور)
  • «شارة نصر»
  • شبكة إلكترونية داعمة لإسرائيل تستهدف النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في الغرب
  • التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”
  • التعاون الإسلامي تدين بشدة مصادقة حكومة الكيان الصهيوني على شرعنة بؤر استيطانية