لماذا تُزاح الأمم المتحدة عن دورها في غزة؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 2 سبتمبر 1945، بهزيمة دول المحور المضادة للدول الأخرى ـ كما نشير ـ واستسلام اليابان وهي إحدى دول المحور بعد إلقاء القنبلة الذرية على مدينتين فيها، قامت الدول المنتصرة في هذه الحرب، التي مثلتها: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفييتي وبعض الدول التابعة لهذه الدول، بتأسيس منظمة الأمم المتحدة في هذا التاريخ، وجاءت هذه المنظمة كبديل لمنظمة عصبة الأمم التي أنشئت وفق معاهدة «فرساي»، التي أنهت الحرب الكونية الأولى في 11 نوفمبر 1918، ومن هذه المنطلقات السياسية للدول المنتصرة، استندت هذه المنظمة الدولية التي انطلقت من أسس رسمية حكومية إلى «النقاط الأربع عشرة للتأسيس، وفق ما نشر عنها عند قيامها والتي عرضها الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت «وودرو ويلسون» في يناير 1918 على الكونجرس الأمريكي».
بعد قيام الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، استبشرت شعوب العالم آنذاك في النصف الأول من القرن العشرين، بهذه المنظمة التي تأسست بعد حرب حصدت عشرات الملايين من القتلى والجرحى، ناهيك عن المفقودين والآثار الأخرى من التدمير في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الخ..، ومما جاء فيها من صياغات وبيانات لحفظ السلم والأمن الدوليين لكل الشعوب في العالم، والتي جاءت في صياغة هذا التأسيس، وهو أنها لحفظ السلام العالمي بصفة عامة، ويسهم هذا في حفظ السلام وإبعاد التوترات والصراعات، وأهمها إبعاد شبح الحرب في مجالاتها وقضاياها التي تسهم في إلحاق الأذى بالبشرية، وتقدم هذه المنظمة بحسب صياغاتها، أفضل وأكثر الأدوات من حيث التأثير والقدرات القانونية لهذه المنظمة ولتقديم كل الإسهامات للسير في الطرق الإيجابية لمنع كل المصاعب والتوترات، التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل. وكما جاء في بياناتها الأولى التي كانت واضحة وصريحة في قضايا السلام والتشديد على أهمية ذلك، وهو أنه ولضرورة القيام بحفظ السلام: «المتعددة الأبعاد اليوم ليس الحفاظ على السلام والأمن فحسب، ولكن لتسهيل العمليات السياسية كذلك، وحماية المدنيين، والمساعدة في نزع سلاح المقاتلين السابقين وتسريحهم وإعادة إدماجهم، ودعم العمليات الدستورية وتنظيم الانتخابات وحماية وتعزيز حقوق الإنسان والمساعدة في استعادة سيادة القانون وبسط سلطة الدولة الشرعية. وتحصل عمليات حفظ السلام على تفويضاتها من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتسهم دول الأعضاء بقواتها شرطتها، وتديرها إدارة عمليات السلام وتدعمها إدارة الدعم التشغيلي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وهناك 12 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منتشرة حاليًا وكان هناك ما مجموعه 71 عملية نشر منذ عام 1948. وفي عام 2019، أطلق الأمين العام مبادرة العمل من أجل حفظ السلام (A4P) لتجديد الالتزام السياسي المتبادل لعمليات حفظ السلام».
وهذا البيانات وغيرها من الصياغات الأخرى الكثيرة، التي لا يختلف عليها أحد على مضامينها السياسية والقانونية والإنسانية، وفق تلك الديباجة التي وُضعت في نظامها، لما لها من إيجابيات لكل الشعوب في العالم، وكما جاء في بعضها أنها لحفظ (الدول المحبة للسلام)، لكن مع مرور الوقت وحدوث الأزمات والتوترات في العالم، فإن هذه المضامين الجيدة في الظاهر، لم تلق القبول الفعلي كتطبيق كما جاء فيها من قرارات، أو أنها تواجه الكثير من العراقيل بسبب صيغة (حق النقض: الفيتو)، أو ما يسمى حق الاعتراض على أي قرار من الدول الدائمة العضوية دون إبداء الأسباب حول هذا الاعتراض، الذي وضعته الدول المنتصرة لنفسها، وهو ما جعل الأمم المتحدة تقلّص قدرتها وصلاحيتها في الحلول العادلة للدول الأعضاء، وغيرها من الدول الأخرى، تجاه القرارات التي تنصف المظلوم في حقوقه في الحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم، ومنها الاعتداء على الآخرين وسلب حريتهم، وهذا ما جرى للكثير من شعوب العالم، ومنها الشعب الفلسطيني الذي بقي تحت الاحتلال ما يقرب من 80 عاما، فبعد حرب فلسطين عام 1948، أي بعد قيام الأمم المتحدة بثلاثة أعوام، كانت النكبة التي وقعت للشعب الفلسطيني كبيرة وصاعقة، وهو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ويطرد منها بالقوة المسلحة من خلال عصابات صهيونية مسلحة وبدعم من دول عربية ومن دول الانتداب، ولم تقم الأمم المتحدة بالدور المنوط بها، وهذا الأمر جعل المنظمة لا تفعل شيئا تجاه مسائل قائمة حتى الآن، والسبب أن بعض الدول الكبرى، هي التي تقف حائلا دون اتخاذ القرارات التي تحفظ حقوق كل الشعوب، دون تمييز بين شعب وآخر، مع أن أول شعار جاء من هذه المنظمة الدولية، عكس ما يجري لها من إعاقات في الواقع، ومما جاء في هذا الكلام الجميل: «نحن شعوب الأمم المتحدة وقد ؟؟ألينا؟؟ على أنفسنا، أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح».
وهذا ما جاء من صياغات واضحة الأهداف عند تأسيس هذه المنظمة الدولية، وهناك الكثير من النصوص التي لا يتسع المقام لسردها بالنص لكثرتها، لكنها كلها تتحدث عن حفظ الحقوق لكل الشعوب، وأن تهدف إلى إرساء التسامح، وتحفظ السلم الدولي دون تمييز، وأن تسهم المنظمة في كفالة المبادئ التي ترسي حقوق الإنسان كافة، وألا تستخدم السلاح في غير المصلحة الإنسانية، وللأسف فإن المنظمة أُبعدت عن أهدافها كما جاء في نصوصها عند تأسيسها، وما أضيف إليها من صياغات لها في العقود التالية تقوية لمهامها، لكن أين هي مما يجري من قرارات تجاه حقوق الشعب الفلسطيني؟ ذلك أن الأمم المتحدة لا تنفذ قراراتها، عدا الاستنكار والقلق عما يجري من قتل وتشريد وتنكيل، وأخيرا الإبادة الجماعية في غزة أمام سمع العالم وبصره، وهو ما يجعل الشكوى للأمم المتحدة مضيعة للوقت، واستخدام القوة هو الطريق المناسب والمنطقي للشعوب التي تريد استرداد حقوقها السليبة. ولذلك فإن النظام الدولي راهنا، تراجع عن دوره في إقامة العدل والإنصاف، وأصبح النظر إلى القضايا والمشكلات القائمة، بنظرة مزدوجة ومقاييس غير عادلة، مما برز لدى كثير من دول ومنظمات ورجال قانون، هو التشكيك والريبة والتوجس من قراراته وتوجهاته في قضايا واضحة ومظالم تجاوزت الحدود إلى جرائم أمام العالم كله والوسائل الإعلامية التي تنقل ما يجري في غزة من إبادة جماعية يوميا، إلى جانب بؤر التوتر والاختلافات السياسية القائمة بين الدول وتأجيجها سياسيا، وكذلك عدم الجدية في طرح وحلحلة المطالب العادلة للشعوب التي تطالب بالاستقلال والحرية، وعلى رأس هذه القضايا قضية فلسطين ـ كما أشرنا آنفا ـ التي لم تحل حتى الآن وهي أقدم البلدان التي بقيت تحت الاحتلال، على الرغم من أن القرارات الدولية واضحة وثابتة، لكن بعض الدول الكبرى تقف دون تحقيقها وتنفيذها.
فهذه المواقف لأسباب سياسية واستراتيجية ومصلحية، نتج عنها تراجع للمنظمة الدولية، وتحجيم لأدوارها الأساسية، وتمت السيطرة على مجلس الأمن من قبل الدول المؤثرة من خلال حق النقض، وجُعلت مجرد صدى لرغبات وميول هذه الدول وتوجهاتها الفكرية والإيديولوجية، وهذه بلا شك نذير خطر على الأمن والاستقرار الدوليين. والواقع أن هذا التوجه الجديد لما سمي بالفوضى الخلاقة التي حلت كبديل للقرارات الدولية، وطُرحت بعد غزو العراق عام 2003، ستجعل الدول نفسها التي تنشر هذه الفوضى، هي التي ستلحقها مثل هذه السياسات المدمرة، لأن الفوضى ـ إذا وجدت كما تفعل إسرائيل في غزة ـ تنتشر وتتوسع مما قد تحلق الضرر بالدول التي أوجدتها أو أشعلتها، مهما كانت الظروف السياسية أو التوقعات غير الدقيقة التي قد يراها أصحاب هذه النظرية (الإبليسية)، من أنها بعيدة عن مصالحهم وبلدانهم، إذ اعتقادهم أنها وجدت لزعزعة استقرار الدول الأخرى ليس إلا.. فالمنظمة الدولية الآن التي يتم إبعادها أو تقليص دورها في الحروب التي تشن والمظالم التي ترتكب، كما حصل ويحصل الآن في غزة، وبذلك سيتحول العالم إلى غابة من الفوضى المدمرة، وستكون هي البديل الفعلي لما يجري من حروب وتوترات وصراعات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنظمة الدولیة الأمم المتحدة هذه المنظمة حفظ السلام کل الشعوب ما یجری فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا سيستمر الاضطراب العالمي الحالي؟
ترجمة: بدر الظفري
تشير الأحداث الجارية في العالم إلى تصاعد الفوضى في النظام الدولي؛ فمجموعة القوانين التي وُضعت قبل عقود لضمان السلام والتعايش والتنمية، باتت اليوم تُنتهك باستمرار، وبصورة فاضحة في كثير من الأحيان.
تُذكّرنا الحروب في أوكرانيا وغزة وساحات أخرى بهذه الحقيقة القاتمة يومًا بعد يوم، وهي أن أسس القانون الدولي آخذة في التآكل، وربما تتدهور أكثر في المستقبل القريب.
في الأيام الأخيرة، قامت إسرائيل بمصادرة قوارب تابعة لعدة دول في المياه الدولية كانت متجهة إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية، كما مدّت سيادتها الفعلية إلى المياه المقابلة لشواطئ غزة، في خرقٍ واضح للقانون الدولي.
من حيث المبدأ، يتفق الجميع على أن قيام نظام دولي عادل ومستقر يتطلب تطبيق معايير موحدة. ويجب أن تُحاسَب الدول على أفعالها غير القانونية، وعلى انتهاكها للسلامة الإقليمية والسياسية للدول الأخرى، سواء عبر التدخل العسكري أو الإكراه الاقتصادي، (استخدام الضغوط الاقتصادية لتحقيق أهداف سياسية.)
لكننا اليوم نشهد تجاوزًا حتى لأقدس مبادئ العلاقات الدولية، وهي حرمة البعثات الدبلوماسية والقنصلية، وحقّ الدول في ممارسة دبلوماسيتها بأمان ضمن حدود قوانين الدولة المضيفة.
ففي حرب كوسوفو عام 1999، قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي السفارة الصينية في بلغراد. ولم تصدّق بكين التبرير الرسمي القائل إن القصف كان «حادثًا». وفي العقد الثاني من الألفية، تبيّن أن سفارة الولايات المتحدة في برلين كانت تضم على سطحها أجهزة تجسس ضخمة استُخدمت لمراقبة مؤسسات الحكومة الألمانية، حتى هاتف المستشارة أنغيلا ميركل الشخصي. وفي العام الماضي، قصفت إسرائيل المقرّ الدبلوماسي الإيراني في دمشق وقتلت عدة أشخاص، ثم أعلنت صراحة مسؤوليتها عن هذا العمل غير القانوني، زاعمةً أن المبنى «منشأة عسكرية» وليس سفارة. مأزق السفارة الصينية
وفي عالم الدبلوماسية المعقد، تمثل السفارات رموزًا قوية لحضور الدول وأولوياتها، وتجسّد شبكة العلاقات الثنائية بين الأمم. واليوم، ثمة خلاف حاد في بريطانيا حول الموقع الجديد المقترح للسفارة الصينية في لندن.
تسعى بكين منذ سنوات إلى نقل سفارتها من موقعها الحالي في شارع بورتلاند إلى مجمعٍ أوسع وأكثر حداثة في موقع «أولد رويال منت كورت» التاريخي. ظاهريًا يبدو الأمر مجرد تطوير دبلوماسي روتيني، لكن المشروع واجه اعتراضات محلية ومخاوف أمنية أدت إلى جمودٍ تام في الإجراءات.
وترى الصين أن هذا التعطيل انتهاك للأعراف الدبلوماسية، مؤكدة أن من حقها كدولة ذات سيادة تأمين بعثاتها الدبلوماسية، وهو مبدأ نصّت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وتعدّ بكين الرفض البريطاني قرارًا سياسيًا تغذيه الشكوك الغربية تجاه صعودها العالمي، ويمسّ بسيادتها وكرامتها.
ويبدو أن في ذلك ازدواجية معايير صارخة، وهي ظاهرة باتت الدول الغربية الديمقراطية تُتقنها مؤخرًا، إذ إن مبنى السفارة الأمريكية الضخم على ضفة نهر التايمز لم يواجه أي عقبات مماثلة.
من المرجّح أن واشنطن مارست ضغوطًا على لندن لمراجعة موقع السفارة الصينية، إلا أنه سيكون غريبًا أن تخضع حكومة كير ستارمر لذلك، وهي التي أبدت جرأة في الآونة الأخيرة حين خالفت الموقف الأمريكي باعترافها بدولة فلسطين.
ورغم خصوصية هذه القضية، فإنها تثير سؤالًا أوسع، وهي أنه في القرن الحادي والعشرين، يجب احترام مبدأ السيادة الوطنية بالتساوي بين جميع الدول، فلا يجوز أن يكون مفهومًا مرنًا يُطبّق وفق مصالح الديمقراطيات الغربية فقط.
تقويض النظام الدولي
لطالما قدّمت الولايات المتحدة نفسها دولة حامية للنظام العالمي القائم على القوانين العادلة، وهو نظام يستند إلى مبدأ السيادة الذي أقرّته معاهدة وستفاليا في القرن السابع عشر، إلا أن ممارساتها المتكررة أثبتت أنها من أكثر الدول انتهاكًا لذلك المبدأ.
فمن حرب كوسوفو عام 1999 إلى غزو العراق عام 2003 الذي بُرّر بادعاءات باطلة حول «أسلحة الدمار الشامل»، نرى سجلًا حافلًا من التجاوزات. وقد جرى الغزو دون تفويض واضح من مجلس الأمن، ما اعتُبر انتهاكًا صريحًا لسيادة العراق.
كما أن برامج الطائرات الأمريكية من دون طيار في باكستان واليمن والصومال وغيرها، والتي نفّذت «اغتيالات محددة» خارج أراضيها ومن دون إعلان حرب، تمثّل تحديًا صارخًا لمبدأ السيادة. فبينما تزعم واشنطن أن تلك العمليات دفاعٌ مشروع عن النفس ضد الإرهاب، ترى الدول المستهدفة أنها خرقٌ لسلامتها الإقليمية.
يضاف إلى ذلك القوانين الأمريكية العابرة للحدود، مثل العقوبات المفروضة على الشركات التي تتعامل مع إيران أو كوبا، إذ تُجبر الكيانات الأجنبية على الالتزام بالسياسة الأمريكية تحت طائلة الطرد من النظام المالي الأمريكي، وهو ما يعدّه كثيرون تغوّلًا سياسيًا واقتصاديًا أمريكيًا.
المفارقة إذن واضحة، فعندما تنتهك الولايات المتحدة سيادة الدول الأخرى، تُبرّر أفعالها باسم «الأمن العالمي» أو «حقوق الإنسان» أو «الحفاظ على النظام الدولي». أما عندما تسعى الصين إلى ممارسة حقوقها الدبلوماسية، فتُواجَه بمعايير مختلفة ولجان تخطيط ومخاوف «أمنية».
إن الخلاف حول السفارة الصينية في لندن يختزل خللًا أعمق في النظام الدولي المعاصر، حيث لم يعد مبدأ السيادة قانونًا ثابتًا، بل أداة دبلوماسية تُستخدم بمرونة تبعًا لقوة الدولة وموقعها الجيوسياسي.
لكن السيادة لا يمكن أن تكون طريقًا باتجاهٍ واحد. فإلى أن تتفق القوى الكبرى على تطبيق هذا المبدأ الأساسي بالتساوي على نفسها كما على خصومها، ستظل أسس القانون الدولي والاحترام المتبادل هشة، وسيسود الشك وعدم الاستقرار لسنوات قادمة. إن الفوضى العالمية الراهنة لن تتوقف، بل ربما تتفاقم.
ماركو كارنيلوس دبلوماسي إيطالي سابق
الترجمة عن ميدل إيست آي