قال ثلاثة مسؤولين كبار إن الزعيم الأعلى الإيراني وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر تشرين الثاني، قائلا إن حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل ومن ثم فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها.

وقال آية الله علي خامنئي لإسماعيل هنية إن إيران -التي تدعم حماس منذ فترة طويلة- ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسبما أفاد المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم حتى يتسنى لهم التحدث بحرية.

وذكر مسؤول من حماس لرويترز أن الزعيم الأعلى الإيراني حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وحزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.

حماس تطلب مساعدة محور المقاومة

تقاتل حماس التي تسيطر على السلطة في قطاع غزة من أجل البقاء في مواجهة انتقام إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على الحركة وشنت هجوما على القطاع الصغير أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني.

وفي السابع من أكتوبر تشرين الأول دعا قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف حلفاء محور المقاومة إلى الانضمام إلى النضال. وقال في رسالة صوتية “يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين”.

وبدا الإحباط في تصريحات علنية بعد ذلك لقادة حماس، ومن بينهم خالد مشعل الذي شكر حزب الله في مقابلة تلفزيونية يوم 16 أكتوبر تشرين الأول وقال “حزب الله قام مشكورا بخطوات لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كاف”.

ويرى ستة مسؤولين على دراية مباشرة بتفكير طهران ورفضوا الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الأمر أن إيران زعيمة التحالف لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وقال المسؤولون إنه بدلا من ذلك يخطط حكام إيران لمواصلة استخدام محور المقاومة من الحلفاء المسلحين، بما في ذلك حزب الله، لشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية وأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط.

وأضافوا أن هذه الاستراتيجية تهدف لإظهار التضامن مع حماس في غزة وإرهاق القوات الإسرائيلية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن تستقطب الولايات المتحدة.

وقال دنيس روس، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد أبحاث واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “هذه هي طريقتهم في الردع… طريقة تقول ‘انظروا، طالما لم تهاجمونا فستبقى الأمور على هذا الوضع. ولكن إذا هاجمتمونا سيتغير كل شيء”.
 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

أمين حزب الله يهدد: المقاومة لن تتهاون مع مماطلة إسرائيل.. والرد قادم!

في خطاب متلفز اليوم الأحد، أدلى نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بعدد من التصريحات التي تناولت الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، مع التركيز على قضايا محورية مثل منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة. 

كما شدد على دور الحكومة اللبنانية في ضمان السيادة الوطنية، ورفض التدخلات الخارجية التي تستهدف استقرار البلاد.  

رفض منع الطائرات الإيرانية: قرار سياسي بإملاء إسرائيلي  

في مستهل كلمته، انتقد الشيخ نعيم قاسم قرار الحكومة اللبنانية منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت الدولي، معتبرًا أنه يخضع لتوجيهات إسرائيلية تهدف إلى عزل لبنان عن حلفائه الإقليميين. 

وقال في هذا السياق “لا يمكن القبول بهذا القرار الذي يخدم المصالح الإسرائيلية، على الحكومة اللبنانية أن تتحمل مسؤوليتها السيادية، وأن تتخذ قراراتها وفقًا لمصلحة الشعب اللبناني، وليس وفقًا للضغوط الخارجية.”  

وأكد قاسم أن إيران لطالما كانت داعمًا رئيسيًا للبنان في الأزمات الكبرى، وأن أي محاولات لإضعاف هذا التعاون تمثل إضرارًا بالاقتصاد اللبناني وبمصالح الشعب اللبناني، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في هذا القرار من قبل الحكومة.  

الضغط السياسي لضمان الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب

وعلى صعيد التطورات العسكرية، أكد نعيم قاسم أن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان يجب أن يكون أولوية وطنية، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى تكثيف الضغوط السياسية والدبلوماسية لضمان الانسحاب الكامل بحلول 18 فبراير الجاري، وفقًا للاتفاقيات والقرارات الدولية.  

وقال في هذا الشأن “إسرائيل لا تملك أي ذريعة للبقاء في الأراضي اللبنانية، وعلى الحكومة أن تتحرك بكل الاتجاهات لضمان تنفيذ هذا الانسحاب في الموعد المحدد.”  

كما شدد على أن الجيش اللبناني والحكومة مسؤولان عن ضمان عدم استمرار أي وجود إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي مماطلة إسرائيلية في تنفيذ الانسحاب.  

إعادة الإعمار: مسؤولية الدولة اللبنانية  

فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالمناطق اللبنانية جراء الحرب الأخيرة، أكد نعيم قاسم أن إعادة الإعمار مسؤولية الحكومة اللبنانية وحدها، داعيًا الدولة إلى وضع خطط واضحة لتأمين الموارد المالية اللازمة لتعويض المتضررين وإعادة بناء البنية التحتية.  

وأضاف “لا يمكن تحميل المواطنين عبء إعادة الإعمار، الدولة هي المسؤولة عن تأمين حياة كريمة لشعبها، وعليها أن تتحرك سريعًا لمعالجة هذه الأزمة قبل أن تتفاقم تداعياتها.” 

وأشار إلى أن أي تأخير في هذه العملية سيزيد من معاناة اللبنانيين ويعكس تقاعس الحكومة عن مسؤولياتها الأساسية.  

القضية الفلسطينية: رفض أي محاولات للتهجير  

في سياق متصل، تطرق قاسم إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا موقف حزب الله الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ورفض أي مخططات تهدف إلى تهجيره من أرضه.  

وقال “ما نشهده اليوم هو محاولة جديدة لفرض الإبادة السياسية على الفلسطينيين، لكننا في حزب الله، ومعنا القوى المقاومة، لن نسمح بتمرير أي مخطط يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني أو إنهاء قضيته.”  

كما شدد على ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية؛ لمواجهة أي محاولات أمريكية أو إسرائيلية لفرض حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني.  

دعوة للمشاركة في التشييع والتأكيد على المقاومة

 وفي ختام كلمته، وجه الشيخ نعيم قاسم دعوة إلى جماهير المقاومة للمشاركة الواسعة في تشييع الشهيدين حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، المقرر في 23 فبراير الجاري، مؤكدًا أن هذه المشاركة تعكس الوفاء لنهج المقاومة والتضامن مع الشهداء الذين ضحوا في سبيل الدفاع عن لبنان وفلسطين.  

ومع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، تبقى قدرة الحكومة اللبنانية على التعامل مع هذه التحديات موضع تساؤل، فبينما يدعو حزب الله إلى موقف سيادي مستقل في القضايا الوطنية والإقليمية، تواجه الحكومة ضغوطًا دولية وعربية لإعادة التوازن في سياستها الخارجية.  

مقالات مشابهة

  • أمين حزب الله يهدد: المقاومة لن تتهاون مع مماطلة إسرائيل.. والرد قادم!
  • نتنياهو يتعهد بـإنهاء المهمة ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما قاله عن خطته حول غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نتنياهو.. هل توجد علاقة بمهلة ترامب لحماس؟
  • معضلة خلافة خامنئي في إيران.. هل يكون المرشد الأعلى القادم هو الأخير؟
  • أسامة حمدان: من سيحل مكان إسرائيل في غزة سنتعامل معه كالاحتلال (شاهد)
  • بعد إنذار ترامب لحماس.. إسرائيل تبحث استمرار اتفاق غزة
  • إسرائيل.. اجتماع أمني لبحث "إنذار ترامب" لحماس
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • ما هي رسائل المقاومة التي ظهرت على منصة التسليم ؟
  • إيران تتهم إسرائيل بتعطيل الحركة الجوية مع لبنان