قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم «مجمع الشفاء».. والرئيس الفلسطيني: رفضنا مخططات التهجير
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على قطاع غزة، لليوم الأربعين على التوالى، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، أغلبهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال. واقتحمت القوات، فجر أمس، جزءاً من مجمع الشفاء الطبى، غربى مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السادس على التوالى وسط حالة من الهلع والخوف تسود بين المرضى والنازحين والطواقم الطبية داخل المستشفى، وتمركزت دبابات الاحتلال على أبواب المجمع، وحاصرته من جميع الجهات، وسط قصف وإطلاق نار كثيفين فى محيطه، واقتحم الاحتلال مبنى الباطنة والكلى.
وأكد المتحدث باسم «الصحة الفلسطينية» فى غزة أن جيش الاحتلال لم يسمح لهم بإخراج المرضى والنازحين من المجمع إذ إن من يخرج يتم رميه بالرصاص بشكل فورى، فيما حمّلت وزيرة الصحة الفلسطينية مى الكيلة، قوات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبى والمرضى والنازحين فى المجمع، مشدّدة على أن الاحتلال يرتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى.
واستُشهد عشرات المواطنين وأصيب آخرون جراء سلسلة غارات نفّذتها طائرات الاحتلال الحربية على مناطق متفرّقة فى قطاع غزة، إذ قصفت طائرات الاحتلال عدداً من المنازل فى حى الشيخ رضوان، مما أدى إلى استشهاد 25 مواطناً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما استمر القصف على حى الشيخ رضوان، ومحيط مخيم جباليا وخان يونس، ودير البلح ومخيم النصيرات، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والكثير من المصابين.
من جانبه، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، خلال كلمته فى الذكرى الـ35 لإعلان الاستقلال، إنّ الحرب العدوانية الظالمة بحق شعبنا داخل قطاع غزة هى حرب على الوجود الفلسطينى والهوية الوطنية، وما يجرى وصمة عار فى جبين من يدعمون هذا العدوان ويوفّرون له الغطاء السياسى والعسكرى، مضيفاً أنّ قطاع غزة جزء لا يتجزّأ من أرض دولة فلسطين، وهو ضمن مسئولياتهم الوطنية، وأوضح: رفضنا بكل قوة مخططات التهجير والترحيل لشعبنا، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وأنّ السلام العادل لن يتحقق إلا بالاعتراف بحق شعبنا فى تقرير مصيره.
وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأن الفشل الدولى فى حماية المدنيين ومنازلهم، هو فشل شامل فى توفير الحماية الدولية لشعبنا، وحقه فى الحياة على أرض وطنه، وهو انعكاس مباشر لازدواجية المعايير الدولية التى تميز بين إنسان وآخر، وتفرق فى الحقوق الأساسية لكل منهما، وأدانت جرائم الإبادة الجماعية للمنازل والمنشآت فى قطاع غزة، وهدم المنازل والمنشآت فى عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، التى ترتكبها قوات الاحتلال بعقلية انتقامية عنصرية، وبحُجج وذرائع واهية، أبرزها «عدم الترخيص»، الذى لن يأتى كما هو الحال بالضفة الغربية.
«الاتصالات الفلسطينية» تعلن توقف جميع المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية بالقطاعمن جانبها، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، توقّف كل المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية بالقطاع، لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها، مما قد يؤدى إلى انقطاع الاتصالات خلال ساعات. وأعربت الشركة عن أسفها للإعلان عن توقف كل المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية فى غزة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، إذ إن عناصر الشبكة الأساسية أصبحت تعتمد على ما تبقى من مصادر تخزين الطاقة (البطاريات)، مما يؤدى إلى توقف كل خدمات الاتصالات خلال الساعات المقبلة.
«يونيسف»: رصدنا انتهاكات ضد الأطفال تشمل القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفياتوقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إنّ أهالى غزة تحمّلوا القصف والخسارة والنزوح المتكرّر، ولا يوجد مكان آمن يلجأ إليه أطفال القطاع، مضيفة أنّه تم رصد انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، وتشمل هذه الانتهاكات القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهى أمور تدينها «يونيسف» جميعها.
وذكرت «راسل»، خلال زيارتها قطاع غزة ولقاء الأطفال وعائلاتهم، أنّ الكثير من الأطفال مفقودون ويُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المبانى والمنازل المنهارة، وهو النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجّرة فى المناطق المأهولة، وفى الوقت نفسه، مات أطفال حديثو الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصّصة فى واحد من مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية.
وفى الجبهة اللبنانية، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتى الناقورة وطير حرفا، وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية والجبين والضهيرة وياطر ووادى مريامين فى القطاعين الغربى والأوسط بلبنان. فيما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وحلق الطيران الاستطلاعى المعادى فى أجواء المنطقة، وحتى الساحل البحرى ومجرى نهر الليطانى صعوداً من جسر القاسمية وحتى قعقعية الجسر، وفقاً للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة التهجير قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
رئيس «الدراسات المستقبلية»: مصر حجر الزاوية في القضية الفلسطينية
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس، إنّ الاحتلال الإسرائيلى ليس لديه أى رغبة فى تسوية حقيقية، ويرفض حصول الشعب الفلسطينى على كرامته واستقلال دولته، ما أدى إلى حدوث هجمات 7 أكتوبر 2023.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى الجهود المصرية فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين؟
- انشغال مصر بالقضية الفلسطينية تاريخى وليس وليد اللحظة، ويرتبط بالصراع العربى - الإسرائيلى منذ عقود طويلة، وفى مسألة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، فالدور المصرى حثيث ومهم للغاية بالتنسيق مع الوسطاء، فـ«القاهرة» لا تعمل كوسيط فقط أو مع الصليب الأحمر أو كمحايد، لكنها شريك فى كل الملفات، مصر دائماً نفوذها مؤثر للغاية عند خروجها للإقليم، وبالتالى الجهود المصرية حقيقية وتواجه التعنت الإسرائيلى والشروط التعجيزية التى يضعها الاحتلال وأيضاً دعم المطالب الفلسطينية، ومهمة مصر صعبة للغاية لأنها رغم أنها شريكة فإنها تريد أن تبدو وسيطة.
ما توقعاتك للقمة العربية الطارئة؟ وما أهم الرسائل التى ستوجهها؟
- نتوقع من القمة العربية الطارئة، التى ستُعقد فى القاهرة، أن تخرج بخطة عملية تطبق فعلياً من أجل التصدى للمخططات الإسرائيلية والأمريكية، وأن تدافع ليس فقط عن الفلسطينيين وعن دولتهم ومستقبلهم، بل تدافع عن الأمن القومى والمصلحة الوطنية لكل الدول والشعوب العربية؛ لأن فكرة التهجير أو تفكيك الشعب الفلسطينى تضر بأمن المنطقة وبالمصالح الأمنية والقومية، وبالتالى نتوقع برنامجاً عملياً حقيقياً عبر خطوات لها سقف زمنى محدد ومعايير وآليات للتنفيذ، وتكون له أظافر وأسنان، ولتكن الخطة العربية قوية وتدافع عن نفسها وتفرض نفسها على المجتمع الدولى، دعنا نقل إننا ننتظر من هذه القمة الأفعال وليس الرسائل فقط، والتأكيد على أن أى رسائل تكون موجهة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى حذر مراراً وتكراراً من اتساع دائرة الصراع، بعد أحداث 7 أكتوبر.. كيف استغلت بعض الأطراف هذا الصراع؟ وما رؤيتك للدور المصرى فى هذا الشأن؟
- الجميع يدرك أهمية الدور المصرى جيداً، فهى لم تنعزل عن التطورات أو الأحداث فى الشرق الأوسط، مصر دولة نوعية وثقيلة الوزن، ذات نفوذ وتأثير فى المنطقة، وتمثل حجر الزاوية فى الاستقرار، والجميع يدعمها لفرض رؤيتها، ولهذا السبب فالتحركات الدبلوماسية المصرية قوية للغاية، وهذا ما جعل الاحتلال الإسرائيلى يهاجمها طيلة الحرب على قطاع غزة، والرؤية المصرية مطلوبة ومهمة وفاعلة أيضاً.
إلى أى مدى تتحمل حكومة الاحتلال المسئولية عما حدث فى 7 أكتوبر 2023؟
- الاحتلال يتحمل المسئولية كاملة، فمنذ العام 1967 حتى السابع من أكتوبر 2023 لم يعط الفلسطينيين أملاً نهائياً، فاتفاقية أوسلو قام الاحتلال بتجويفها وتفريغها وحوّلها إلى استيطان، كما وجّه الاحتلال الكثير من الاتهامات للسلطة الفلسطينية، وفى قطاع غزة حاصر الأهالى لمدة 17 عاماً متصلة، وشن على غزة 5 حروب خلال تلك السنوات. وإسرائيل ليس لديها أى رغبة فى تسوية حقيقية، وترفض حصول الشعب الفلسطينى على كرامته واستقلاله ودولته، ما أدى إلى هذه الانفجارات فى السابع من أكتوبر 2023، وبالتالى سنرى انفجارات أخرى ناجمة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلى، وطالما يوجد إرهاب وحصار واستيطان فالمقاومة بأشكالها المختلفة ستكون موجودة على الساحة.
ما أهداف الاحتلال الإسرائيلى خلال عام 2025؟
- تتمثل أهداف الاحتلال الإسرائيلى خلال العام الجارى فى ضم الضفة الغربية، وتهجير الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة عبر التفريغ الديموغرافى والقضاء على حل الدولتين، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتظهر تلك الأهداف جلياً فى الضفة الغربية من خلال العملية العسكرية التى يشنها الاحتلال فى الشمال ومساعيه لتهجير سكان المدن والمخيمات الفلسطينية.
كيف استخدم الاحتلال سلاح الأكاذيب وترويج الشائعات خلال الـ15 شهراً الماضية؟ ولماذا يستمر فيها عقب اتفاق وقف إطلاق النار؟
- الاحتلال الإسرائيلى يستخدم سلاح الأكاذيب والشائعات من أجل خلق حقائق أخرى من خلال آلة دعائية تخدمها صحافة صهيونية عالمية بعدة لغات، والاحتلال قام بالترويج لأكاذيب عبر منصات عالمية قامت أيضاً بحذف الأخبار والتدوينات والمنشورات المساندة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطينى والرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أن إسرائيل لديها روابط وعلاقات وثيقة مع اللوبيات اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
ماذا عن إعادة إعمار قطاع غزة؟
- لا يمكن أن يكون إلا بتوافق سياسى فلسطينى - فلسطينى، وعربى - دولى، فالإعمار ليس فقط بناء وشق طرق وبنية تحتية، فالمسألة ليست تقنية، حتى يكون ضماناً للمستثمر ولا يمكن هدم ما يُبنى، وعدم تغيير ما يتم الاتفاق عليه، فضلاً عن الضمان الدولى لعدم الاعتداء.
لماذا تستهدف إسرائيل المنظمات الإنسانية مثل «الأونروا»؟
- الاحتلال يستهدف «الأونروا»؛ لأنه يعتبرها دليلاً على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويتهم العاملين فى المنظمة الأممية بالإرهاب ومساعدة حركة حماس من خلال استغلال مبانى المنظمة، وأن الموظفين بها منضمون للفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، لكن المسألة الحقيقية هى أن إسرائيل لا تريد أن تدوّل القضية الفلسطينية، وألا تكون أى منظمة دولية معنية بالصراع العربى - الإسرائيلى، وتعتقد أن «الأونروا» تنفق على اللاجئين الفلسطينيين وتقدم لهم الخدمات.