واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على قطاع غزة، لليوم الأربعين على التوالى، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، أغلبهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال. واقتحمت القوات، فجر أمس، جزءاً من مجمع الشفاء الطبى، غربى مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السادس على التوالى وسط حالة من الهلع والخوف تسود بين المرضى والنازحين والطواقم الطبية داخل المستشفى، وتمركزت دبابات الاحتلال على أبواب المجمع، وحاصرته من جميع الجهات، وسط قصف وإطلاق نار كثيفين فى محيطه، واقتحم الاحتلال مبنى الباطنة والكلى.

وأكد المتحدث باسم «الصحة الفلسطينية» فى غزة أن جيش الاحتلال لم يسمح لهم بإخراج المرضى والنازحين من المجمع إذ إن من يخرج يتم رميه بالرصاص بشكل فورى، فيما حمّلت وزيرة الصحة الفلسطينية مى الكيلة، قوات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبى والمرضى والنازحين فى المجمع، مشدّدة على أن الاحتلال يرتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى.

واستُشهد عشرات المواطنين وأصيب آخرون جراء سلسلة غارات نفّذتها طائرات الاحتلال الحربية على مناطق متفرّقة فى قطاع غزة، إذ قصفت طائرات الاحتلال عدداً من المنازل فى حى الشيخ رضوان، مما أدى إلى استشهاد 25 مواطناً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما استمر القصف على حى الشيخ رضوان، ومحيط مخيم جباليا وخان يونس، ودير البلح ومخيم النصيرات، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والكثير من المصابين.

من جانبه، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، خلال كلمته فى الذكرى الـ35 لإعلان الاستقلال، إنّ الحرب العدوانية الظالمة بحق شعبنا داخل قطاع غزة هى حرب على الوجود الفلسطينى والهوية الوطنية، وما يجرى وصمة عار فى جبين من يدعمون هذا العدوان ويوفّرون له الغطاء السياسى والعسكرى، مضيفاً أنّ قطاع غزة جزء لا يتجزّأ من أرض دولة فلسطين، وهو ضمن مسئولياتهم الوطنية، وأوضح: رفضنا بكل قوة مخططات التهجير والترحيل لشعبنا، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وأنّ السلام العادل لن يتحقق إلا بالاعتراف بحق شعبنا فى تقرير مصيره.

وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأن الفشل الدولى فى حماية المدنيين ومنازلهم، هو فشل شامل فى توفير الحماية الدولية لشعبنا، وحقه فى الحياة على أرض وطنه، وهو انعكاس مباشر لازدواجية المعايير الدولية التى تميز بين إنسان وآخر، وتفرق فى الحقوق الأساسية لكل منهما، وأدانت جرائم الإبادة الجماعية للمنازل والمنشآت فى قطاع غزة، وهدم المنازل والمنشآت فى عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، التى ترتكبها قوات الاحتلال بعقلية انتقامية عنصرية، وبحُجج وذرائع واهية، أبرزها «عدم الترخيص»، الذى لن يأتى كما هو الحال بالضفة الغربية.

«الاتصالات الفلسطينية» تعلن توقف جميع المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية بالقطاع

من جانبها، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، توقّف كل المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية بالقطاع، لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها، مما قد يؤدى إلى انقطاع الاتصالات خلال ساعات. وأعربت الشركة عن أسفها للإعلان عن توقف كل المولدات العاملة فى المقاسم الرئيسية فى غزة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، إذ إن عناصر الشبكة الأساسية أصبحت تعتمد على ما تبقى من مصادر تخزين الطاقة (البطاريات)، مما يؤدى إلى توقف كل خدمات الاتصالات خلال الساعات المقبلة.

«يونيسف»: رصدنا انتهاكات ضد الأطفال تشمل القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إنّ أهالى غزة تحمّلوا القصف والخسارة والنزوح المتكرّر، ولا يوجد مكان آمن يلجأ إليه أطفال القطاع، مضيفة أنّه تم رصد انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، وتشمل هذه الانتهاكات القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهى أمور تدينها «يونيسف» جميعها.

وذكرت «راسل»، خلال زيارتها قطاع غزة ولقاء الأطفال وعائلاتهم، أنّ الكثير من الأطفال مفقودون ويُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المبانى والمنازل المنهارة، وهو النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجّرة فى المناطق المأهولة، وفى الوقت نفسه، مات أطفال حديثو الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصّصة فى واحد من مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية.

وفى الجبهة اللبنانية، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتى الناقورة وطير حرفا، وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية والجبين والضهيرة وياطر ووادى مريامين فى القطاعين الغربى والأوسط بلبنان. فيما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وحلق الطيران الاستطلاعى المعادى فى أجواء المنطقة، وحتى الساحل البحرى ومجرى نهر الليطانى صعوداً من جسر القاسمية وحتى قعقعية الجسر، وفقاً للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة التهجير قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

السفير حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي يعمل على فكرة التهجير الطوعي للفلسطينيين

قال السفير حسام زكي، أمين عام مساعد الجامعة العربية، إنه مؤمن بأن الفلسطينيين لا يرغبون في مغادرة أرضهم أبدا، لكن قوة الاحتلال الإسرائيلي لا تعمل فقط على فكرة التهجير القسري، أي التهجير بقوة، لكنها أيضا تعمل على فكرة ما يمكن إطلاق عليه التهجير الطوعي، أي تجعل ظروف المعيشة في المكان مستحيلة، بالتالي لا يجد الفرد أمامه إلا أن يغادر هذه الأرض.

أهمية مواجهة الوضع الموجود في قطاع غزة

وأضاف «زكي»، خلال لقاء مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه فور توقف آلة الحرب عن عملها لابد علينا كعرب مواجهة الوضع الموجود في قطاع غزة، والسعي لتوفير مقومات الاستمرار والصمود، لهؤلاء الفلسطينيين الصامدين على أرضهم، مؤكدا أن هذه نقطة أساسية في التفكير الفلسطيني والعربي.

وأشار إلى أن التفكير الموازي لهذا أيضا، يتمثل في إجراءات لوحت بها القمة العربية الإسلامية وتعمل عليها، ودعت دول العالم، خاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى أنها تتخذ هذه الإجراءات، منها ما يخص المستوطنين وقوائمهم ومنتجاتهم.

منع إمكانية الحياة والتنقل الحر

وشدد أمين عام مساعد الجامعة العربية، على كل هذه الأمور الهدف منها منع إمكانية الحياة والتنقل الحر من جانب هؤلاء المستوطنين، الذين هم أناس أثبتت الأيام أنهم لا يرغبون في شيء سوى إيزاء الفلسطينيين أولا، والسيطرة على الأراضي ثانيا، وهذه مسألة مهمة.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال يستهدف العائلات والمباني السكنية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي يعمل على فكرة التهجير الطوعي للفلسطينيين
  • السفير حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي يعمل على فكرة التهجير الطوعي للفلسطينيين
  • إعلام فلسطيني: استشهاد 5 أشخاص في قصف للاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية
  • غزة الآن.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف الأحياء ويستهدف الأطفال
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة طولكرم
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم بالضفة المحتلة