قوات السلطان المسلحة.. السياج المنيع والحامي العتيد لمنجزات مسيرة النهضة المباركة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
◄ صفحات مضيئة من النهضة والفداء والتفاني لبناء الوطن
◄ تحقيق إنجازات في العدة والعتاد وتطور مستوى التخطيط والتدريب
◄ سلاح الجو السلطاني يحظى بنصيب وافر من التطوير والتحديث
◄ البحرية السلطانية تمتلك أسطولا حديثا متطورا
◄ الحرس السلطاني قوة عسكرية متكاملة في الجاهزية القتالية والمعرفة الفكرية
◄ التوجيه المعنوي يضطلع بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني لقوات السلطان المسلحة
مسقط- الرؤية
تحتفل سلطنة عُمان في الثامن عشر من نوفمبر 2023م بالعيد الوطني الثالث والخمسين، وقد شهدت نهضة متجددة وإنجازات واعدة مواصلة مسيرة البناء والتعمير بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي أكد سعيه واهتمامه لتعزيز مكانة عُمان في شتى المجالات، وأن يكون المواطن العُماني شريكا في تنمية البلاد الشاملة.
لقد حظيت قوات السلطان المسلحة على مدى 53 عاما من مسيرة النهضة المباركة بالعديد من أوجه التطوير والتحديث ومظاهر التقدم والازدهار في ظل الاهتمام السامي والرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- انطلاقا من واجباتها الوطنية الجسيمة، وصون منجزات مسيرة النهضة المباركة والمحافظة على مكتسباتها الطاهرة، وهي بكافة أسلحتها وألويتها وقواعدها لتؤكد جاهزيتها التامة للقيام بأدوارها الجليلة، وأداء رسالتها النبيلة في حماية الوطن، والذود عن حياضه، سياجاً منيعاً وحامياً يقظاً، لتبقى راية عُمان دائما عالية خفاقة في سماء المجد والسؤدد.
وتعد قوات السلطان المسلحة أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المغفور له- بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيدـ طيب الله ثراه- وترسّم نهجه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله- الذي أكد على رعايته واهتمامه بها في خطابه السامي في 23/2/2020م والذي جاء فيه: "نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية، القائمين على حماية هذا الوطن العزيز، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته، مؤكدين على رعايتنا لهم، واهتمامنا بهم، لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين، والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه".
ويأتي ذلك انطلاقا من دور قوات السلطان المسلحة الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائما متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن الغالي، وتذود عن مقدساته الطاهرة، حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، واقتناء الأسلحة والمعدات وفق المخطط المدروس، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها، لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، والحامي العتيد لمنجزات نهضتها الشامخة.
ويشكل العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة دوما موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من قبل جلالة القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
لقد حرصت سلطنة عُمان على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت سلطنة عُمان خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على الوجه الأكمل، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.
الجيش السلطاني العُماني
الجيش السلطاني العُماني حقق على مدى أعوام مسيرة النهضة المباركة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات، وسلاح الإشارة، ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية.
كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبما زودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة، ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العُماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العُمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن الغالي وصون منجزات النهضة العُمانية الحديثة.
سلاح الجو السلطاني
شهد سلاح الجو السلطاني العُماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العُمانية الشاملة، وفق منهج مخطط مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين اللتين يتمتع بهما منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث مرفقات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام سلاح الجو السلطاني العُماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عُمان مصونة عزيزة، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات.
إن هذا التحديث الذي شهده السلاح صاحبه تطوير في الموارد البشرية لتكون مؤهلة للتعامل مع هذه الطائرات والأجهزة والمعدات وتحقيقا لتوجهات النهضة المباركة التي جعلت من الإنسان هدفا للتنمية وركيزة أساسية من ركائزها، فقد عني السلاح بتأهيل منتسبيه فكريا وبدنيا من خلال الدورات المختلفة والتحفيز المستمر للارتقاء بقدراتهم وليكونوا قادرين على مواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة.
وفي إطار التحديث والتطوير انضمت إلى السلاح مجموعة من الطائرات الهوك التدريبية والتايفون المقاتلة، والتي تتميز باحتوائها على العديد من الأنظمة المتطورة التي تمنحها قدرات عالية، هذا بالإضافة إلى ما جهزت به هذه الطائرات من أنظمة التسليح المتطورة التي تؤهلها للتعامل مع مختلف الظروف والأحوال، ومن المخطط له انضمام طائرات أخرى لاحقا إلى قواعد السلاح المنتشرة في ربوع الوطن، ولتعمل على أداء مهامها الوطنية إلى جانب الطائرات الحديثة الأخرى كطائرات (F16).
وتعد أكاديمية السلطان قابوس الجوية أحد أهم الصروح التدريبية بسلاح الجو السلطاني العُماني، وقد حظيت هذه الأكاديمية بإعداد وتأهيل الضباط والطيارين، والمساهمة في تأهيل منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى.
البحرية السلطانية
تمتلك سلطنة عُمان قوة بحرية حديثه والمتمثلة في البحرية السلطانية العُمانية ، ويزخر أسطولها البحري بالعديد من السفن المتطورة والمتنوعة بالمهام والواجبات ، والتي تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحر الإقليمي العُماني، حيث تضم أسطولاً مزوداً بالأجهزة والمعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العُمانية، وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية، ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل سلطنة عُمان ، وإسنادها للعمليات الدفاعية، وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحري، فضلاً عن تمتع عناصرها بتأهيل عالٍ ليكونوا قادرين وبكفاءة على التعامل مع التحديات التي تواجههم أثناء أداء مهامهم الوطنية، وقد تشرفت البحرية السلطانية العُمانية بتنظيم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي، حيث يتم تسليم الجائزة في ختام المؤتمر السنوي للإبحار الشراعي الذي تنظمه الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي، للسفينة الفائزة نظير إنجازاتها في عالم الإبحار الشراعي، وبعد تنافس مع باقي المنظمات والجمعيات الدولية الحكومية والخاصة المعنية بالإبحار الشراعي من مختلف دول العالم.
واستمرارا لتحديث أسطول البحرية السلطانية العُمانية، فقد تم خلال السنوات القليلة الماضية تزويد البحرية السلطانية العُمانية بالعديد من السفن الحديثة المتنوعة ضمن مشاريع حديثة ومنها مشروع (خريف) ومشروع (الأفق)، ومشروع (بحر عُمان)، وتعد هذه المشاريع التي انضمت رافدا عملياتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العُمانية، وبما زودت به من أجهزة ومعدات حديثة تمكنها من أداء مهامها في مختلف الظروف البحرية لفترات طويلة في عرض البحر، والعمل وفق منظومة العمليات المشتركة ومع الدوريات الساحلية ومجالات الإغاثة والبحث والإنقاذ وتعزيز وجود سفنها في أعالي البحار، وفرض السيادة الوطنية على البحار العُمانية وسلامة الملاحة البحرية فيها.
كما تضم البحرية السلطانية العُمانية بين جنبات منشآتها المتعددة غرفة معادلة الضغط في وحدة طب الأعماق والعلاج بالأكسجين، والتي تختص بعلاج آثار حوادث الغوص المتنوعة والأمراض المزمنة على مستوى سلطنة عُمان، هذا فضلاً عن الأدوار التنموية العديدة التي تسهم بها البحرية السلطانية العُمانية.
وترفد أكاديمية السلطان قابوس البحرية الأسطول بالكفاءات المدربة والمؤهلة من خلال عقد الدورات التدريبية والتأهيلية التخصصية العسكرية التي تستهدف صقل مهارات وقدرات المنتسبين، وتدريبهم في مختلف العلوم البحرية المتصلة بمهامهم الوظيفية وتطوير مهاراتهم وأداء أعمالهم بكل كفاءة واقتدار.
الحرس السلطاني
الحرس السلطاني العُماني يعد أحد الأسلحة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي يحظى كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه -حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية. وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة لعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتواكب مع متطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.
وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العُماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكفاءات المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بالمواهب العُمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقاً موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العُماني عروضاً متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.
وتنفذ وحدات الحرس السلطاني العُماني عدداً من التمارين التعبوية على مدار العام إضافة إلى المشاركة في مسابقات الرماية السنوية، كما يشارك الحرس السلطاني العُماني في التمارين العسكرية المشتركة مع أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى، إلى جانب مشاركة فريق القفز الحر بالحرس السلطاني العُماني في العديد من المحافل الإقليمية والعالمية.
التوجيه المعنوي
يعد التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية مرآة قوات السلطان المسلحة والدوائر الأخرى بوزارة الدفاع والناطق الرسمي باسمها، وهو يجسـد وظائف الإعلام العسكري المتمثلة في الأخبار العسكرية والتوعية والتثقيف بمختلف أنواعه وأشكاله والتحصين المعنوي والنفسي، ودعم العمليات العسكرية.
ويضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات العسكرية والاجتماعية والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، ويضطلع بسلسلة من الإصدارات والمطبوعات المتنوعة الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للضباط والأفراد، وإعداد الأعمال البرامجية التلفزيونية والإذاعية، وتقديم التقارير والبرامج العسكرية بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البحریة السلطانیة الع مانیة سلاح الجو السلطانی الع مانی الحرس السلطانی الع مانی الجیش السلطانی الع مانی قوات السلطان المسلحة التوجیه المعنوی حفظه الله ورعاه السلطان قابوس القائد الأعلى التعامل مع فی مختلف إلى جانب من خلال
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة وزارة الأوقاف.. «سيناء - الأرض المباركة»
خطبة الجمعة.. تزايد البحث من قبل الكثير من الأئمة والخطباء عن نص خطبة الجمعة غدا، حيث حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة غدا بعنوان: «الأرض المباركة».
وأكدت وزارة الأوقاف أن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بمكانة أرض سيناء المباركة أرض التجلي، علما بأن الخطبة الثانية تتناول بيان خطورة التحرش، ودور الأسرة في مواجهته.
وإلى نص الخطبة:
«الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيــبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، حمدا يليق بعظمة جلاله وكمال ألوهيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقف أيها العقل عند منتهاك، فبين يديك ذكرى تحرير سيناء، الأرض المباركة، أرض التجليات، مجمع الرسالات، مهبط الأنبياء، ساحة الأبرار، ممر الحجاج الكرام إلى بيت الله الحرام، فعلى أديمها الطاهر سارت الأقدام المباركة، وعلى ترابها الميمون ارتفعت الأكف الضارعة وعرجت الأرواح الهائمة، فكلما خطوت في سيناء خطوة استشعرت بركة قسم رب العالمين بأرضنا المباركة، حيث قال سبحانه: {والتين والزيتون * وطور سينين}.
أيها الناس، تخيلوا معي ذلك المشهد الإلهي الكوني المهيب، مشهد لم يشهد الزمان مثله، حين اصطفى الله جل جلاله لكليمه موسى عليه السلام أشرف الأزمان وأرقاها، واختار له أسمى الأماكن وأبركها، فتجلى الرب جل جلاله لنبيه موسى عليه السلام على جبل الطور، فاهتز الجبل خشية وتدكدك عظمة، بينما كان قلب موسى عليه السلام يستقبل نور الهداية ويتشرب حكمة السماء، إن هذه اللحظة الفريدة رمز أبدي لعظمة الوحي الذي يضيء دروب الحائرين، وكأن ذرات رمال سيناء تحمل بين طياتها صدى كلمات الله تعالى التي تجلت على جبلها المبارك {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة الـمباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين}، {فلما أتاها نودي ياموسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}.
أيها المصريون، استشعروا نعمة الله جل جلاله على مصر وأهلها، فأي شرف وأي مجد وأي بركة وأي نور وأي بصيرة أفيضت من الله عز وجل على تلك البقعة الغراء من أرض مصر! أي فضل وكرم ومنحة وعطاء من الله لنا أهل مصر، لمـا أن اصطفى الله تعالى بقعة من أرضنا الطاهرة ليتجلى عليها مصطفيا نبيه موسى عليه السلام!
أيها المصريون، إن هذا التجلي لم يكن آخر العهد بأرض سيناء، بل إنه ما أن مضت السنوات، واشتاقت أرض سيناء وجبالها ووديانها لتلك الأنوار والبركات، حتى أتى الوحي الشريف من الله جل جلاله لموسى عليه السلام يدعوه الله لميقاته سبحانه، فاستشرفت أرض سيناء من جديد لشهود هذا التجلي العظيم {ولـما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}.
أيها الكرام، فلنستلهم من صمت سيناء الحكمة، ومن وعورة دروبها القوة، ومن شمسها الساطعة النور، تعالوا نتأمل في جبالها الشماء التي تشبه في صمودها قلوب المصريين، وفي وديانها الفسيحة التي تحتضن آمال المستبشرين، إن سيناء المباركة أرض ترابها ذهب، ونخيلها عجب، ومعادن رجالها تحب، رمالها فيروز، وخزائنها كنوز، أرضنا سيناء كتاب مفتوح يقرأ فيه العارفون سطور العظمة الإلهية، والبطولة المصرية، ففي كل حجر حكاية، وفي كل واد قصة، وعلى كل شبر ملحمة!
أيها الكرام، بثوا في نفوس أولادكم أن سيناء الأرض المباركة عنوان الثبات والنصر، وأرض الملاحم والبطولات والعزة والإباء والكرامة، ارتوت أرضها بدماء الشهداء، وكل ذرة فيها تشهد لجنود مصر الأوفياء، فاقدروا لتلك الأرض المباركة قدرها، فإن الخامس والعشرين من أبريل شاهد أن سيناء تنفي خبثها، حيث يجتمع في هذا اليوم العظيم شرف الزمان والمكان والإنسان ممزوجا بتكبيرات النصر ونظرات الأمل في مستقبل يحمل الخير والبركة والنماء.
وإلى نص خطبة الجمعة ما بعد جلسة الاستراحة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن التحرش اعتداء على حرمات الناس المصونة، وتعد صارخ على القيم الإنسانية، ومخالفة للفطر السوية، يستبيح حرمة الناس، ويترك في نفوسهم جروحا غائرة قد لا تندمل، فيا أيها الكرام أدوا دوركم، ولا تترددوا في فتح هذا الموضوع الحساس مع ذويكم، ابحثوا عن الأسلوب المناسب والكلمة الملائمة، واشرحوا لهم أن براءتهم حصن منيع لا يحق لأحد اختراقه، وأن أجسادهم ملك لهم وحدهم، فلا يحق لأي شخص أن يلمسها أو يقترب منها.
أيها السادة، بثوا في نفوس من حولكم قوة الرفض في التعامل مع كل شخص غريب أو فعل مريب، وجهوهم إلى الإبلاغ عن أي حالة تحرش، وأدخلوا في قلوبهم السكينة والطمأنينة أنكم ستصدقونهم وستقفون سندا لهم، حتى ينالوا حقوقهم القانونية.
أيها الكرام، إن التوعية ليست مجرد كلمات تقال، بل هي سلوك وممارسة، فكونوا قدوة حسنة في احترام الآخرين وحدودهم، وكونوا يقظين لأي علامات تدل على تعرض من تحبون للأذى، كالانطواء المفاجئ، أو تغير المزاج، أو الخوف غير المبرر".
اقرأ أيضاً«الأرض المباركة».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
سيناء «الأرض المباركة».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف كلمة «أنا» نور ونار