المشاركة فى الانتخابات واجب وطنى مهم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
الدين التصويت فى الانتخابات الرئاسية باعتبارها أكبر حدث سياسى تخوضه البلاد حاليًا، ليس ترفًا أو نزهة، وإنما هو واجب وطنى مقدس، منحه القانون والدستور للمواطن، وبالتالى لا يجب أبدًا تفويت هذه الفرصة التى تعد حقًا من حقوق المواطن، والعملية الديمقراطية فى أساسها قائمة على ضرورة المشاركة الإيجابية فى أى انتخابات، خاصة لو كانت فى السباق الرئاسى باعتباره الحدث السياسى الأهم.
قل رأيك بصراحة شديدة ومارس حقوقك التى كفلها لك الدستور والقانون، فالنزول للتصويت ضرورة وطنية مهمة، وفوت على الذين ينادون بالمقاطعة الفرصة، والمصرى بطبيعته حريص على دولته، وعليه ألا يترك للفئة الضالة الطريق يمارسون أغراضهم الدنيئة، والمعروف أن العزوف أو عدم المشاركة يحقق لأهل الشر الذين يناصبون الدولة العداء أغراضهم الدنيئة، لأن هؤلاء لا يشغل بالهم سوى أن يسود الخراب والدمار والفوضى والاضطراب بالبلاد، والمصريون شعب واعٍ ويتمتع بفطنة وكياسة ولا يسمح أبدًا لهؤلاء بأن ينالوا من وطنهم.
المشاركة فى الانتخابات تعنى ممارسة المواطن حقوقه كاملة، والصوت الانتخابى ليس أمانة فحسب وإنما هو صانع للقرار، فالمشاركة فى التصويت لم تعد كما كانت فى عهود الظلام والاستبداد، والتى كان يتم فيها تزوير الانتخابات وتزييف إرادة الأمة.. الآن الأمور كلها تبدلت وتغيرت، وما تبديه من رأى مصون، ولا ولن يتم اللعب فيه، كما أن الديمقراطية الحقيقية تعنى المشاركة فى العملية الانتخابية وعلى رأسها التصويت، لأن هذا ليس رفاهية وإنما ضرورة وطنية يجب على الجميع الامتثال إلى تطبيقها وتفعيلها.. والحقيقة أن الشعب المصرى يتمتع بوعى وكياسة، وهو الآن يضرب المثل فى المشاركة السياسية الفاعلة.. وكلنا يتذكر الملايين التى خرجت فى ثورة 30 يونيو 2013 عندما أعلنت الحرب على الإرهاب وفوضت الدولة فى اقتلاع جذور وأوكار الإرهاب. وقد شهدت البلاد بعد ذلك فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العديد من المشاركات الإيجابية تفعيلاً لحق المواطن فى المشاركة الانتخابية.
الانتخابات الرئاسية هذه المرة فى ظل وجود أربعة مرشحين من تيارات مختلفة، تستوجب على المصريين أن يكونوا أكثر فاعلية بالمشاركة الإيجابية، وفى ظل تحديات ضخمة تواجه البلاد ومخاطر شديدة يتعرض لها الأمن القومى، فلا بد للمصريين بمشاركتهم فيها أن يثبتوا للعالم أجمع أنهم شعب واعٍ جدًا يمارس حقوقه الدستورية والقانونية ولا يفرط فيها، ولا يتخاذل عن أداء دوره الوطنى كما عهدت الدنيا منه.. والعالم كله يترقب هذه الانتخابات الرئاسية، وهناك متربصون يتآمرون من أجل إضعاف عزيمة المصريين. ولذلك يجب تفويت الفرصة على هؤلاء بالمشاركة فى الانتخابات بكثافة تتحاكى بها الدنيا، وهذا ما نعهده فى المصريين عند كل واجب وطنى.
الخلاصة إن هناك متآمرين يحاربون بكل جهودهم لإضعاف الدولة المصرية ويريدون إفشالها بكل السبل والطرق، والواجب الوطنى يحتم على المصريين أن يفوتوا كل الفرص على هؤلاء سواء فى الداخل أو الخارج، ولا بد من إجهاض كل المحاولات اللعينة التى تشوه الانتخابات أو تشوه الدولة المصرية الوطنية القوية التى بات يعمل لها ألف حساب وحساب.. والمشاركة فى الانتخابات تدحض أى مؤامرة يريدها أهل الخراب وتتصدى لكل الحملات المغرضة التى تسعى لمنع المصريين من النزول لصناديق الانتخابات بهدف تشويه الدولة المصرية الجديدة، ولذلك يجب على جموع المصريين ممن لهم حق التصويت ممارسة دورهم الدستورى والقانونى من أجل حماية الوطن والدولة المصرية.
وللحديث بقية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية حدث سياسي حقوق المواطن السباق الرئاسي المشارکة فى الانتخابات الانتخابات الرئاسیة الدولة المصریة
إقرأ أيضاً:
إرث الخالدين
لأسباب سقيمة تشن ماكينة الدعاية الاخوانية حربا نفسية شعواء ضد مشروع العاصمة الادارية منذ ان كان مجرد فكرة اعلن عن تأسيسها فى مارس 2015 اثناء انعقاد مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى، كل فترة تتصاعد موجات عاتية من الشائعات والانتقادات اللاذعة، بالطبع ليس كل من ينتقد توقيت وجدوى المشروع يحسب على معسكر الاخوان، فثمة اصوات معارضة رصينة لديها اسباب تبدو من الوهلة الأولى وجيهة ومنطقية أبرزها تفاقم أمراض الاقتصاد المزمنة لاسيما بعد ثورتين عظيمتين أكلتا الأخضر واليابس انعكست سلباً على عجز جنونى للموازنة وارتفاع تاريخى للدين الخارجى ومعدلات تضخم غير مسبوقة، فى ظل هذه المؤشرات الكاشفة يُطرح تساؤل لماذا تنفق الحكومة كل هذه الأموال الطائلة أليس من الأجدى ضخها فى شرايين قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والصناعة والتركيز على مسألة فقه الأولويات بدلاً من الوجاهة السياسية وحتى اللمز بأنها هروب الصفوة من جحيم القاهرة وخوف الدولة من ثورات مستقبلية.. الخ
بالرغم من هذه الانتقادات المتكررة يصر الرئيس على المضى قدمًا لاعتبارات استراتيجية أهمها الزيادة السكانية الرهيبة التى تبلغ 2.5 مليون مواطن فقد زاد عدد السكان 25 مليون مواطن فى آخر 10 سنوات وهو ما يمثل عددا من الدول فى منطقتنا!! لم يسأل احد أين سيعيش كل هؤلاء؟ بالتأكيد كما عاش غيرهم فى دائرة جهنمية من العشوائيات يتكلف إصلاح تداعياتها أضعاف البناء المخطط، تعد القاهرة واحدة من اسوأ خمس مدن فى العالم بحسب الإحصائيات فهى ترقد تحت أزمة ضخمة نتيجة حجم الكثافة السكانية المأهولة والبنية التحتية المتهالكة والتلوث البيئى وارتفاع معدلات العُنف والجريمة، فهى تتحول مع الوقت إلى مدينة عبثية خارجة على السيطرة الأمنية والسياسية وحتى العمرانية.
تحاول الدولة التعلم من اخطاء الماضى بأن تسبق المواطن بخطوات عن طريق تخطيط عمرانى سليم يستشرف آفاق المستقبل مع خلخلة مدروسة للكتلة السكانية والعمرانية القائمة حيث يقطن 97 % من المصريين على مساحة لا تتجاوز 7 % بمضاعفة المعمور تطمح إلى ان تصل الى نسبة 14 % لتوفير حياة لائقة فى بيئة صحية ومتطورة عن طريق انشاء مدن ذكية مستدامة تُرجِم هذا التفكير الطموح فى انشاء 20 مدينة جديدة على طول البلاد وعرضها.
تبلغ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية 40 ألف فدان أى نصف مساحة القاهرة تقريبا، التى تبلغ نحو 90 ألف فدان.
تؤكد الحكومة مراراً وتكرارا أنها لن تكلف خزينة الدولة مليما واحدا بل هى فرصة استثمارية واعدة ستضخ استثمارات جديدة سواء محلية او بالعملة الأجنبية ففكرتها ببساطة هى ايجاد قيمة مضافة للأرض المقامة عليها ورفع قيمتها وتحويلها إلى مصدر للتمويل بالاضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تصل الى 1.5 مليون وظيفة من جهة أخرى تهدف الدولة العتيقة إلى اللحاق بقطار المستقبل بالتحول من دولاب العمل الورقى البالى إلى آفاق الرقمنة والذكاء الصناعى وهذا لن يتأتى مطلقا فى القاهرة التى تريد جراحة تجميلية عاجلة.
لطالما كان المرجفون فى المدينة يطلقون «الفنكوش» استهزاءً على هذا المشروع العملاق الذى أصبح حقيقة وواقعا ملموسا ستتجاوز قيمته السوقية اكثر من رقم الدين الخارجى 152 مليار دولار والدليل على ذلك هو قيمة صفقة رأس الحكمة 35 مليار دولار فى صحراء جرداء بالاضافة إلى ضخ استثمارات 150 مليار دولار عند انتهاء المشروع.
يدرك السيسى الفارق بين تفكير القوى السياسية التى تعتمد على الشعارات الحماسية بعيداً عن التفكير التنموى للدول لذا يقف فى عين العاصفة وحيداً يتحمل بصبر عجيب كل هذا التطاول الفج لكن ربما يوماً ما سينصفه التاريخ الذى يسجل فقط الآثار العظيمة فقد حكم مصر مئات الفراعنة وآخرون هل يتذكر أحد أى منهم سوى من كان له إرث خالد مثل الأهرامات فهل كان يعلم الملك خوفو وهو يبنى هذا الصرح العظيم من أجل عقيدة دينية او مجد شخصي ان يستفيد منه أجيال اخرى بعد آلاف السنين، التاريخ المصرى مليء بهذا النوع من الجدل بسبب التكوين الثقافى للمصريين الذى يعتقد ضرورة الضغط على الحكومة بمنطق أحينا اليوم وأمتنا غداً ولتنشيط ذاكرتنا السمكية فقد حدث هذا الهجوم على مشروعات كبرى مثل حفر قناة السويس وإنشاء السكة الحديد، و السد العالى ولم يدرك المصريون قيمتها إلا بعد عشرات السنين لتتحول إلى أيقونات فى المستقبل، لا ريب أن الصورة الذهنية لحداثة الدول أحد أهم انواع القوة الناعمة والتى لا تقدر بمال
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.