بسبب حرب غزة.. ناشطتان أردنيتان تتنازلان عن جوائز أميركية
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
عمان – تنازلت ناشطتان أردنيتان عن جائزتين حصلتا عليهما من وزارة الخارجية الأميركية بسبب موقف أميركا المؤيد للعدوان على قطاع غزة، وتزامن ذلك مع إقامة مسيرات تندد بالموقف الأميركي الداعم لإسرائيل.
وقررت الناشطة الحقوقية الأردنية والمديرة التنفيذية لمركز العدل القانوني هديل عبد العزيز التنازل عن "جائزة المرأة الشجاعة الدولية"، التي حصلت عليها من وزارة الخارجية الأميركية في مارس/آذار الماضي، بسبب الدعم الأميركي غير المشروط للعدوان على قطاع غزة.
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت هديل "في هذا الوقت، مثل جميع الأردنيين ينتابني شعور بالألم والعجز، وأؤمن أننا بوصفنا مجتمعا مدنيا علينا استخدام المنصات والشبكات والعلاقات للدفع نحو وقف الإبادة الجماعية للمدنيين والنساء والأطفال في فلسطين".
وأشارت هديل إلى أن الجائزة منحت لها تكريما لعمل منظمتها في الدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان، مضيفة "لم يعد لهذا الجائزة قيمة" في ظل الدعم الأميركي غير المشروط للهجوم على غزة، وتجاهل واشنطن آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وأضافت "لا يمكن أن تقترن من الآن فصاعدا هذه الجائزة في عيوني بالعدالة أو بحماية النساء أو بحقوق الإنسان أو بالشجاعة، لذا اخترت أن أعيدها كخطوة صغيرة، ورغم صغر الموقف، فإنه من الضروري أن يقوم كل منا بما يستطيع لإيصال الصوت والضغط لإحداث فرق".
الاستاذة هديل عبد العزيز برسالة رسمية للسفارة الاميركية تعلن تنازلها عن الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة لسنة 2023 الممنوحة من وزارة الخارجية الامريكية.
هديل مفخرة ????????????
لذلك يا شباب دفاعنا عن القضية الفلسطينيه هو نابع من قوميتنا وعروبتنا والقضيه لست حكر على الانسان الفلسطيني⬇️ pic.twitter.com/YhAwMyISUf
— Ibtisam Al Manaseer????????l ابتسام المناصير (@IbtisamManaseer) November 14, 2023
وحصلت هديل، وهي منسقة "تحالف همم لمؤسسات المجتمع المدني" في الأردن، على الجائزة في مارس/آذار الماضي بحضور كل من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وجيل بايدن زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن، ووجهت خلال تصريح صحفي أمام البيت الأبيض حينها التحية للمرأة الفلسطينية.
ونشرت على حسابها على موقع إكس (تويتر سابقا) "بالفعل أبلغت السفارة الأميركية في رسالة رسمية أنني أتنازل عن الجائزة، لأنها بالنسبة إلي لا يمكن أن تمثل الشجاعة ولا العدالة"، وذلك ردا على مطالبة نشطاء لها بموقف تجاه الأحداث في قطاع غزة خاصة وأن لدى مركز العدل التي تديره تعاونا ومشاريع ممولة من "الوكالة الأميركية للتنمية".
وقالت الخارجية الأميركية، في بيان لها وقت تسليم الجوائز التي أعطيت لـ11 امرأة أخرى من أنحاء العالم، إن "الناشطة في مجال حقوق الإنسان هديل عبد العزيز هي مدافعة في الخطوط الأمامية عن الأشخاص الأكثر ضعفا في الأردن مثل الأحداث واللاجئين والمهاجرين والناجين من العنف الجنسي".
معايير مزدوجةوفي إعلان مماثل، قالت مديرة مركز تمكين لحقوق الإنسان ليندا كلش إنها تخلت عن جائزة "البطلة المكافحة للاتجار بالبشر"، التي تقدم من الخارجية الأميركية عبر برنامج زمالة أميركية، بسبب دعم العضو المؤسس لهذا البرنامج ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون للعدوان على غزة.
وقالت للجزيرة نت "يتفق موقف الولايات المتحدة الأميركية مع موقف الاحتلال الإسرائيلي، ولعبت واشنطن دورا رئيسيا في هندسة الإبادة ضد شعب غزة من خلال تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة والأموال وأشكال مختلفة من الدعم المادي والمعنوي".
ووجهت ليندا رسالة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قالت فيها "هل تعتبر الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني نتيجة مرضية لسياسة حكومتكم في هذه المنطقة؟".
الجائزة الممنوحة للناشطة ليندا كلش (الجزيرة)وكانت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" في الأردن التي تديرها هديل عبد العزيز، قد سلمت في وقت سابق رسالة للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، قالت فيها إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي هو "جريمة حرب"، وإن موقف المفوضية "خجول ولا يليق بدورها".
وتضمنت الرسالة انتقادا لخطاب المفوضية السامية الذي وصفته بالمنحاز، وقالت "لم تسلم مواقف المفوضية السامية من المعايير المزدوجة، فعندما وقعت الحرب في أوكرانيا كان صوتها عاليا وآليات حقوق الإنسان فعالة، وحين وقعت جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ساد الصمت والمراوغة".
مظاهرات منددةوأمس الثلاثاء خرجت مسيرات متزامنة في العاصمة عمان ومدن إربد والزرقاء والكرك ومادبا والطفيلة والعقبة في أقصى جنوب المملكة ضمن فعالية شعبية حملت شعار "أميركا أصل الإرهاب"، تنديدا بالموقف الأميركي الداعم للاحتلال الإسرائيلي عسكريا وسياسيا وإعلاميا.
وفي مدينة معان جنوبي الأردن، شارك الآلاف في مهرجان جماهيري طالبوا فيه بإيقاف العدوان على قطاع غزة، ونددوا بتواطؤ الولايات المتحدة في هذه الحرب، وطالبوا بوقف الوقوع تحت "هيمنة" الولايات المتحدة.
وفي كلمة له، قال النائب في البرلمان الأردني ينال فريحات "إن ما قام به شباب غزة هو هدم لأسطورة جيش الاحتلال، مما دفع البوارج الأميركية والغربية للتحرك لمساندة هذا الجيش الذي نرى نهايته رأي العين".
ووجه ناشطون دعوات للتوجه للسفارة الأميركية بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى الشفاء في غزة صباح اليوم الأربعاء، عقب تصريحات للبيت الأبيض اتهم فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستخدام المستشفى "لأغراض عسكرية"، في إشارة إلى منح الضوء الأخضر للاحتلال في عملية الاقتحام.
وشهدت العاصمة الأردنية عمان عدة مظاهرات قصد فيها المشاركون مبنى السفارة الأميركية في منطقة عبدون، رفضا للدعم الأميركي المباشر للعدوان على قطاع غزة، لكن حالت قوات الأمن الأردنية دون اقترابهم من السفارة، كما فضت بعض هذه المظاهرات بالقوة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تخرج بشكل يومي مسيرات قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمان دعما لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، وللمطالبة بقطع العلاقات الأردنية مع إسرائيل، لا سيما معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز، وأيضا للضغط على الحكومة لعدم الاستمرار في اتفاقية "الماء مقابل الكهرباء" والتي كان مقررا توقيعها نهاية هذا العام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الخارجیة الأمیرکیة الخارجیة الأمیرکی الولایات المتحدة على قطاع غزة للعدوان على
إقرأ أيضاً:
حراك متجدد بعد الانتخابات الأميركية لبلورة تسوية سياسية عمادها الـ1701
كتب عمر البردان في" اللواء": الحراك الدائر، ينتظر ما ستؤول إليه الأمور في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، بهدف التوصل إلى تسوية بين لبنان وإسرائيل على قاعدة القرار الدولي 1701، وخصوصاً المادة الثامنة التي تنص على تحييد المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية وحتى شمال نهر الليطاني بجعلها منزوعة السلاح، وبما يساعد على تعزيز الاستقرار في الجنوب . ولذلك لا يزال لبنان يشدد في في أكثر من مناسبة، وأمام المجتمع الدولي، على التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١، وضرورة إلزام إسرائيل بكامل مندرجاته، ومطالباً بأن يتم إظهار الحدود البرية والانسحاب من المناطق والنقاط المحتلة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية، واعتبار انّ دعم الجيش اللبناني أساسي لتطبيق القرار 1701. ولهذا الغرض يتوقع أن تقر حكومة تصريف الاعمال في جلستها المقبلة، تطويع ألف وخمسمائة عسكري، تحضيراً للمهام التي تنتظر الجيش اللبناني في الجنوب، بعد التوصل إلى وقف النار، استناداً إلى ما سيتم التوافق عليه من حل سياسي بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية ودولية .
ولا يستبعد المراقبون، أن تواجه مفاوضات التسوية المنتظرة، صعوبات على أكثر من صعيد، في ظل محاولات الاحتلال المتكررة فرض شروط تعجيزية على لبنان لوقف العدوان . وقد أكدت الحكومة اللبنانية أنها ليست أبداً في وارد الرضوخ لمطالب الاحتلال التي نقلها موفدون أميركيون وغربيون . وهي أن واشنطن ستكون عاجزة عن وقف الحرب على لبنان، إذا لم توافق بيروت ومعها "حزب الله" على الشروط الاسرائيلية. ولم تكن مصادفة أن تتزامن هذه الأجواء، مع ما نقل من تسريبات أميركية، بأن واشنطن وانطلاقاً من تفهمها للمطالب الإسرائيلية، فإنها ستدعم مواقف الاحتلال في المطالبة بتعديلات على القرار 1701 . وهذا أمر مقلق ويثير الكثير من مخاوف، في ظل الاستعدادات الإسرائيلية الميدانية الهادفة إلى إقامة منطقة عازلة في القرى الحدودية التي تم تدميرها عن بكرة أبيها.وأكدت مصادر دبلوماسية، أنه سواء صحت هذه التسريبات، أم كانت أداة للتهويل، فإن السلطات اللبنانية مطالبة بتكثيف جهودها، لتأمين مظلة أمان للبنان، توازياً مع السعي الدؤوب لتأكيد الالتزام بالقرار 1701، لسحب الذرائع من إسرائيل .