لاتزال إسرائيل تضرب بكل نداءات المجتمع الدولى عرض الحائط، وتستمر فى حربها على قطاع غزة، لا ترهبها أزمة رهائن، ولا مقتل الجنود، ولا المهجرون من المستوطنات، ولا حتى دعوات واشنطن بهدنة إنسانية مؤقتة.
ويواصل «نتنياهو» ورفاقه من السفاحين والقتلة، قصف المستشفيات وهدم المساجد وقتل الأطفال والنساء فى البيوت والشوارع والمخيمات، لا يرحمون من يبحث عن كسرة خبز وزجاجة مياه بين الأنقاض، فلاصوت يعلو فوق حرق أرض غزة كلها.
لقد اطمأنت دولة الاحتلال على وجود الظهر والسند حولها برا وجوا وبحرا، وبعد أن تيقنت من أن جميع القواعد الأمريكية فى الشرق الاوسط جاهزة لنجدتها فى اى وقت، انطلقت فى خطتها الشيطانية لتغيير خريطة المنطقة، وطرد الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل تحت نيران القصف، وفوق دماء أكثر من 11 ألفا و250 شهيدا حتى الآن.
ولكن لماذا تتحمل إسرائيل هذه المرة إطالة أمد الحرب التى تجاوزت اسبوعها الخامس ؟ وهى التى لم تتحمل فى الحروب السابقة أسبوعين أو ثلاثة ؟ هل الهدف القضاء على حماس وتخليص المنطقة من إرهابها كما تزعم وتدعى ؟ ومحاولة تحسين صورتها فى عيون الاسرائيليين الذين استيقظوا على صواريخ القسام فى السابع من اكتوبر 2023؟ أم هناك سبب آخر حقيقى؟.
كل ما يحدث على أرض غزة من دمار، يعقبه تهجير قسرى للفلسطينيين، ومحاولات لإجبارهم على النزوح إلى سيناء، هدفه المعلن القضاء على حماس؛ ومن ثم تحقيق نصر سياسى وأمنى يحفظ ماء وجه « نتنياهو» فى الانتخابات المقبلة، أما الهدف السرى والخفى للحرب ؛ فهو اقتصادى يرتبط بالغاز الذى تفجر فى غزة منذ سنوات، وأصبح موردا اقتصاديا مهما يعزز من فرص الدولة المحتلة فى السيطرة على مصدر الغاز شمال وشرق البحر المتوسط، وجنى مليارات الدولارات التى تصب فى خزائن سلاح أمريكا الموجه دائما صوب فلسطين.
فما تتكبده إسرائيل من خسائر فادحة الآن فى الجنود والمعدات والدبابات والطائرات سيتم تعويضه من بئر واحدة للغاز المتوافر بأحجام خيالية قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط ويقدر بنحو104 تريليونات قدم مكعب، بالإضافة إلى المنطقة ( ج) وأجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.
إن الحرب على غزة ، ماهى إلا استكمال لخطة استراتيجية صهيونية موضوعة منذ سنوات، وامتداد لحروب وهجمات سابقة تتخذها إسرائيل ذريعة لنهب ثروات المنطقة، ولكى تكون لاعبا أساسيا فى سوق الطاقة الدولى، وذلك بجعل الموانئ المحتلة نافذة الشرق الأوسط إلى أوربا وأمريكا على حساب موانئ مصر ولبنان وسوريا.
والخطة بدأت بالكشف عام 1999 عن حقل الغاز البحرى شمال غزة، وفى عام 2007 ومع وصول حماس للسلطة، شنت تل ابيب هجوما عنيفا بالصواريخ والطائرات، لتعلن بعدها عن حقل غاز «ليفياتان» الذى يقدر مخزونه بنحو 453 مليار دولار، أعقبه الاتجاه نحو إريتريا على البحر الأحمر، لتكمل قبضتها على أهم مصدر للطاقة فى إفريقيا.
وفى عام 2022 توجت حكومة إسرائيل سيطرتها بمذكرات تفاهم مع الاتحاد الاوروبى والكونجرس الأمريكى، ونجح الثلاثى فى فرض عقوبات على الغاز الروسى والإيرانى، ضمن مخطط شامل، يستهدف كسر شوكة مصر والعرب اقتصاديا وسياسيا، وما قناة «بن جورجيون «البديلة لقناة السويس إلا خطوة أخرى لاحقة تعقبها خطوات... وربنا يستر.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل والنساء وزير الثقافة
إقرأ أيضاً:
السيسي: ندعم وحدة واستقرار اليمن وهناك حاجة ملحة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أهمية وقف الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
وذكرت الرئاسة المصرية -في بيان على موقعها الإلكتروني- الرئيس السيسي التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، على هامش أعمال القمة العربية الطارئة، أمس الثلاثاء.
وأكد السيسي دعم مصر الثابت لوحدة واستقلال الدولة اليمنية وسلامة أراضيها، مشيرا إلى أن ارتباط أمن واستقرار اليمن بالأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية والبحر الأحمر.
وتناول اللقاء -حسب البيان- سبل استعادة الأمن والاستقرار في منطقة باب المندب، مؤكدًا على أهمية وقف الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في تلك المنطقة.
وتطرق اللقاء إلى التداعيات الاقتصادية لتلك الهجمات، لافتًا إلى أن مصر خسرت أكثر من سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024 جراء تلك الهجمات.
كما أكد الرئيس السيسي تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.
وقال إن "مصر لديها القناعة الراسخة بأن الأزمة اليمنية لن تحل باستخدام القوة، وإنما ينبغي التركيز على تحقيق تسوية سلمية سياسية تفضي إلى حل شامل ودائم لها".