التعنت الإسرائيلى.. والصمت العالمى
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
ما بين شعب صامد وعالم صامت تمر القضية الفلسطينية بواحدة من أصعب مراحلها، لأنها تواجه معركة مصير، إما أن تبقى فلسطين حاضرة وإما أن تنتهى، فجيش الاحتلال يرفض أن يتراجع عن مخططه بالتهجير الكامل والشامل لأهل غزة ويضرب بكل وحشية، دون أن يأبه بأطفال أو نساء، وتسانده فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعمه بشكل غير مسبوق سواء من خلال مده بالسلاح أو مساندته سياسيًا ودبلوماسيًا لحمايتها من أى قرار أو موقف دولى.
وكالعادة يثبت الشعب الفلسطينى أنه شعب الجبارين بصبره وصموده، وتحديه لمخطط اخراجه من أرضه فيما يشبه النكبة من جديد، ورغم كل ذلك يظل العالم صامتًا ويعجز حتى عن اتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطينى وحمايته من حرب الإبادة الإسرائيلية.
بكل صراحة هذا هو العالم الذى نعيش فيه، ومن كان يظن غير ذلك فهو مخطئ، فلا يجد الفلسطينيون الأبرياء المجنى عليهم من يحميهم، بينما تحظى تل أبيب بإجرامها وقتلتها من يساندها ويدعمها، ويدافع عنها رغم عدوانها المستمر ضد الأبرياء، فهى تخرق القوانين الدولية فى وضح النهار وتدهس القيم الإنسانية تحت دباباتها، ورغم ذلك يدعمها الغرب الذى يصدعنا بحقوق الإنسان ليل نهار، بينما يغمض عينه عامدًا عن جرائم تل أبيب الواضحة.
وإذا كنا نلوم على الغرب هذا الموقف المخزى فإن اللوم الأكبر هو على أنفسنا، لأننا السبب الحقيقى فيما حدث ويحدث للأشقاء الفلسطينيين.
ففى عالم تحكمه القوة وتسيطر عليه اللوبيات لا يمكن أن نطمع من أحد أن يساندنا، بل علينا أن ندافع عن أنفسنا ونقاتل من أجل حقوقنا، ولا نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا امتلكت عناصر القوة وتمسكنا بوحدتنا والتزمنا بأدواتنا، فالأصل أننا لسنا ضعفاء وإنما نحن من نضعف أنفسنا بخلافاتنا وصراعاتنا التى تمنح الطرف الآخر فرصة أن يفعل بنا ما يشاء سواء قتل المدنيين وحصار المدن وتدميرها كاملة مما يؤدى إلى كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.
حتى طلب وقف إطلاق النار لا نجد من يجبر إسرائيل عليه، وعلى ما يبدو فإن الدول والمنظمات الدولية تتجنب التصعيد مع إسرائيل، بل وتفتقر إلى القوة والإرادة للضغط على إسرائيل لوقف العنف واحترام حقوق الإنسان.
تشير الظروف الحالية إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولى لمواجهة التعنت الإسرائيلى والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى. يجب على الدول والمنظمات الدولية تعزيز الضغط السياسى والاقتصادى على إسرائيل لوقف الانتهاكات والتطهير العرقى للفلسطينيين.
إن الصمت العالمى أمام التعنت الإسرائيلى وإصراره على القضاء على الشعب الفلسطينى هو أمر يستدعى القلق العالمى. يجب أن يتحرك المجتمع الدولى ويتخذ إجراءات فعالة لوقف الانتهاكات والظلم الذى يتعرض له الفلسطينيون، ويجب أن تكون العدالة وحقوق الإنسان قضية عالمية، وعلى الدول والمنظمات الدولية أن تتحمل مسئوليتها فى حماية الشعب الفلسطينى وتعزيز حقوقهم الأساسية وإن وقوفه صامتًا لن يؤدى إلا إلى تفاقم الأوضاع والتصعيد العنيف، ويجب أن نعمل جميعًا لتحقيق السلام والعدالة فى المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غير مسبوق الاعتداءات المستمرة الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي في غزة يدعو للضغط على إسرائيل لوقف سرقة المساعدات الإنسانية
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ان الاحتلال يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات حيث يقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار وفق خطة ممنهجة في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية منذ 445 يوما بشكل متواصل
وقال المكتب في بيان له : ما يقوم به الاحتلال من استهداف مباشر ومنهجي لقوافل المساعدات الإنسانية، سواء بمنع دخولها أو عرقلتها أو رعاية سرقتها أو تسهيل نهبها من قبل مجموعات مأجورة وخارجة عن القانون؛ يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفقًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأضافت : نُدين بأشد العبارات الجريمة التي يرتكبها الاحتلال والمتمثلة في رعاية سرقة المساعدات ومنع وصولها للمدنيين والنازحين وقتل عناصر تأمينها، كما وندين استمرار خطة تجويع المدنيين، وكذلك الجهود الكبيرة التي يبذلها الاحتلال بسياسة رفع الأسعار.
وختم الإعلامي الحكومي في غزة بيانه قائلا : نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالتدخل العاجل والضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لضمان تدفق المساعدات دون أي عوائق، وزيادة عددها للقضاء على سياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الاحتلال.