بوابة الوفد:
2024-11-24@07:35:33 GMT

التريند.. ومصيبتنا السودة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

من يتابع «التريند» فى مصر يوميا، سيكتشف مدى الكارثة التى وصلنا إليها ومدى الخطر الذى يحيط بمستقبلنا.. فـ «تريند» كل يوم يفضحنا أمام أنفسنا.. يزيل عنا مساحيق التجميل فتبدو حقيقتنا التى نخفيها تحت جلدنا وملابسنا الملونة.. فمرة تجد التريند «بيومى فؤاد» ومرة تجده «عاشور» ومرة تجده «أبو سكسوكة»  ومرة تجده «محمد صلاح» ومرة تجده «انتش وأجرى» ومرة تجده «سطلانا»  ومرة تجده كلمات إباحية!.

.

وحقيقتنا التى يكشفها مثل هذه التريندات هى أننا مجتمع التفاهات والسطحية، مجتمع بلا قضية ولا حلم ولا أمل ولا هدف، مجتمع يفتقد البوصلة الحقيقية، فلا يعرف وجهته التى ينبغي  أن يسير فيها، ولا يعرف إلى أين تأخذه الأيام، فهو كسفينة  لاتعرف وجهتها   ومثل تلك السفينة تكون كل الرياح غير مواتية لها، ومصيرها فى الغالب الغرق  أو على أحسن الأحوال الدوران حول نفسها فتظل « محلك سر» لا تتقدم للأمام أبدا..

التريند يكشف أيضا  أننا مجتمع يضيع عمره ويفرغ طاقته فى معارك وهمية، ويتصور وهو يخوضها أنه يناضل نضالا مقدسا فى ساحة الوطنية، فصرنا أشبه بـ « دون كيشوت»  فى الرواية الشهيرة التى كتبها الأديب الأسبانى ميجيل دى سيرفانتيس سافيدر فى القرن السابع عشر، وهذا  الـ(دون كيشوت)  كان يحارب طواحين الهواء ويتصور أنه يحارب التنانيين، وينقذ البشر من شرورها!..

وظل هذا الفارس الوهمى يتصارع مع خرافات وأوهام حتى انتهى به الأمر إلى الموت دون أن يحقق شيئًا إلا وصف الناس له بالجنون.

والمجتمع المصرى يعيش حالة شبيهة بحالة «دون كيشوت» وتلك هى «مصيبتنا السودة» الحقيقية، فليس أخطر مشكلاتنا تراجع قيمة الجنيه، ولا الغلاء  ولا الفقر، ولا ضعف الإنتاجية و قلة الصادرات،  ولا كثرة الواردات، ولا الفساد،  ولا الغش،  ولا استغلال البعض لأزماتنا من أجل التربح وتحقيق ثروات طائلة من دم المصريين..

وليس أخطر أزماتنا التراجع الثقافى المخيف، ولا التدنى الأخلاقى المروع، والذى تبدو ملامحه فيما نشاهده يوميا فى الشارع المصرى، وفى علاقات الجيران وفى الجرائم الأسرية على وجه التحديد..

وليست أخطر أزماتنا تراجع أداء عدد غير قليل من المسئولين فى مختلف المواقع من الخفراء وحتى رئاسة الوزراء..

وليس أخطر أزماتنا انتشار ضباع الأعداء الذين يتربصون بمصر وشعبها من الشرق والجنوب والغرب  والشمال أيضا..

وكل تلك المخاطر ليست هى أخطر مشكلاتنا  لأنه يمكن التصدى لها ومواجهتها، ولكن الأخطر منها جميعا و«مصيبتنا السودة «إننا – كمجتمع» مش عارفين إحنا عاوزين إيه مش عارفين ما يجب علينا فعله اليوم ليكون «بكره أحلى من النهارده»..

نحن مجتمع يعيش يومه، ولا يرى حتى تحت قدميه،  ولا يهتم بغده، وليس له حلم عام  يسعى لتحقيقه ومثل هذه المجتمعات غدها ليس أفضل من يومها ولا أمسها!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمات مجدي سلامة التريند مصر محمد صلاح

إقرأ أيضاً:

الحياة الفطرية تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة

أبها

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع شركة السودة للتطوير 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في بيئتها الطبيعية في منطقة السودة وبحضور الرئيس التنفيذي للسودة للتطوير المهندس صالح العريني، والمشرف العام للتخطيط والتمكين مدير عام الدعم الفني بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عبد المحسن بن نواف الشنيف.

ويأتي ذلك ضمن برنامج إكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض، وجهود إعادة تأهيل النظم البيئية وإثراء التنوع الأحيائي في المملكة ، كما يهدف الإطلاق لتعزيز التنوع الأحيائي في المنطقة ورفع جاذبيتها السياحية ودعم جهود الاستدامة البيئية.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان أن الإطلاق في المتنزهات الوطنية ، يأتي بعد دراسة التنوع الأحيائي بالمتنزه للوصول إلى تصور عن الوضع الحالي والمستقبلي وأثر عمليات التعزيز، كما أن جهود المركز في إثراء التنوع الأحيائي فيها يعزز من واقع السياحة البيئية في المملكة وخلق المزيد من الروافد الاقتصادية.

ويمتلك المركز ، حاليًا مراكز تعدّ في طليعة المراكز العالمية المتخصصة بإكثار الكائنات المهددة بالانقراض وتوطينها في بيئاتها الطبيعية حسب أدق المعايير العالمية، وينفذ أبحاثًا تتعلق بظروف عيشها، كما يتابع ويرصد التنوع الأحيائي في المناطق المحمية باستخدام التقنيات الحديثة لتعقب المجموعات الفطرية وجمع البيانات وفهم الممكنات والمخاطر التي تواجه الحياة الفطرية.

ويُذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يقوم منذ تأسيسه بتنفيذ حزمة من الخطط الفاعلة لحماية الحياة الفطرية والحفاظ على التنوع الأحيائي واستعادة النظم البيئية وتعزيز استدامتها، ويعمل المركز على إثراء التنوع الأحيائي من خلال إكثار الكائنات المهددة بالانقراض في مراكز متخصصة تابعة له، وإعادة إطلاقها في بيئاتها الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: السندباد رمز لتحرر الإنسان العربي وليس شخصية خيالية
  • القبض على أخطر هاكر اخترق مؤسسات مصرية وباع بياناتها
  • أستراليا تواجه انتقادات ماسك: حماية الأطفال أولويتنا وليس التحكم بالفضاء الرقمي
  • أولمرت: الصهيونية الدينية أخطر على إسرائيل من التهديدات الخارجية وجيشنا ارتكب جرائم حرب
  • أسباب وأعراض انفصام الشخصية أخطر الاضطرابات النفسية.. إليك طرق العلاج
  • تنظيم ندوة أسرة مستقرة تساوي مجتمع آمن بعلوم الأقصر
  • كلام عن أخطر تيارين في الأردن
  • متنزه السودة.. "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض
  • الحياة الفطرية تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة
  • الرئيس الأوكراني: سنستعيد شبه جزيرة القرم من خلال الدبلوماسية وليس القوة