جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@13:24:58 GMT

الحقائق عنيدة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

الحقائق عنيدة

 

محمد بن رامس الرواس

 

الاحتشاد العالمي الذي يحصل اليوم من مظاهرات واحتجاجات تجتاح العالم خاصة بالولايات المتحدة والدول الغربية إنما هي وليد إيمان هذه الشعوب بعدالة القضية الفلسطينية وتعاطفها الإنساني بعيدًا عن "البروبوجاندا" وتأثير وسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية ببلدانها المنحازة وبشدة لطرح فكرة أن إسرائيل هي الضحية وأن المقاومة جماعات إرهابية وعلى رأسها كتائب القسام وأنهم هم الإرهابيون الذين يرتكبوا الجرائم وإن أهل غزة بالتحديد هم المعتدون في هذه الحرب القائمة.

لقد درجت هذه الآلة الإعلامية لتجيش كل قنواتها وإعلامييها وكتابها ليغرسوا هذه الصورة بالمتلقى لديهم، لكن وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "التيك توك" و"الفيس بوك" وإكس (تويتر) وغيرها أظهرت عكس ذلك عبر ما تنقله من حقائق وصور ومقاطع بتواصل ثقافي عالمي بين الشعوب فانتفت هذه الافتراءات برغم ما فرضت عليها بلدانها من رقابة وحظر للمحتوى المؤيد للقضية الفلسطينية وأحداث غزة تحديداً، لقد أظهرت وسائل التواصل بالصوت والصورة ما يحصل في غزة من حصار وتجويع وتهجير وقتل للمدنيين من نساء وأطفال وكبار السن والعجزة وما يصاحبه من قصف للمستشفيات والمساجد والكنائس وبيوت الآمنيين فجسدت الحقائق.

أثر بارز وفعال لنشطاء التواصل الاجتماعي والجاليات العربية المقيمة بالغرب والولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية في توصيل صورة الألم الذي تعانيه غزة للعالم بوسائل التواصل الاجتماعي جعلت الافتراءات السردية الإسرائيلية المهيمنة على جيل التسعينات وما قبل ذلك تتزعزع وتنهار أما الحقائق فالحقائق دائمًا عنيدة خاصة اليوم في ظل (السوشال ميديا العالمية).

لقد كانت فئة الشباب هم غالبية المشاركين في هذه الحشود والمظاهرات في عدد من المدن الكبرى بالولايات المتحدة والمدن الغربية مثل لندن وباريس والمدن الإسبانية، ولم يكن ليحصل ذلك إلا بسبب ما قامت به تكنولوجيا المعلومات من دمج لثقافات العالم فأوجدت مفاهيم واضحة للحقائق من خلال المعلومات المتاحة على الشبكة العالمية الإنترنت واستسقاء الأخبار من أكثر من مصدر، وحرية التفكير للحكم على الأمور.

لقد كان لوقع الصورة التي نشرتها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ لها ولمجموعة من صديقاتها أكبر الأثر لمتابعيها حول العالم وهي تحمل لافتة كتب عليها (تضامن مع غزة) بينما حملت باقي صديقاتها لافتات معنونة (فلسطين حرة)، وغريتا ليست إلا مثالا لملايين الشباب الواعي الذي يمتلك كامل حريته في التعبير عن ما يريد في ظل تواصل عالمي جعل العالم كقرية واحدة بحق وحقيقة.

إن الفرق الآيديلوجي الموجود حاليًا بين جيل التسعينات من الأوروبيين والأمريكان، والذي كان يتأثر بالقنوات والخطب الرسمية في الحقب السابقة وجيل الشباب من أبنائهم الذي يمتلك وسائل التواصل الاجتماعي، قد رجَّح الكفة لصالح الحقيقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقرير :بعد 20 عاما على تسونامي ... شبكات التواصل الاجتماعي تساعد في الإنقاذ من الكوارث

جاكرتا "أ ف ب": عندما ضربت أمواج تسونامي دولا على ساحل المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004، استغرق الأمر أياما لمعرفة نطاق الكارثة في بعض المناطق، بسبب عدم توفّر وسائل اتصال. بعد عشرين عاما، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي قادرة على متابعة الكوارث الطبيعية في الوقت الفعلي واستباق حدوثها في بعض الأحيان.

فيما كانت شبكات التواصل الاجتماعي لا تزال غير معروفة، كان مارك أوبرلي يحرز تقدّما على طريق الحداثة في العام 2004 عبر مدوّنته التي سمحت له بإبلاغ عائلته وأصدقائه وحتى أشخاص غير معروفين بالنسبة إليه، عن كارثة تسونامي التي نجا منها.

كان هذا السائح الأمريكي يمضي إجازته في مدينة فوكيت التايلاندية التي طالتها أمواج عملاقة، كما هو حال أماكن أخرى.

ظنّ الجميع هناك أن التسونامي كان محليا. ولكن مركز الزلزال كان في الواقع في إندونيسيا بالقرب من جزيرة سومطرة.

وبلغت قوة الزلزال 9,1 درجات على مقياس ريختر، وتسبّب في حدوث أمواج ضخمة اجتاحت السواحل وأسفرت عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص في 14 دولة. كما تحرّكت الأمواج بسرعة قصوى بلغت حوالى 800 كيلومتر في الساعة.

ويقول أوبرلي وهو طبيب ساعد الضحايا "من خلال الرسائل النصية التي أرسلها الأصدقاء في بلداننا، بدأنا ندرك حجم الكارثة".

ويضيف "كتبت هذه المدوّنة لأنّ كان هناك العديد من الأصدقاء والأقارب الذين أرادوا معرفة المزيد. كما تلقّيت الكثير من الطلبات من مجهولين. كان الناس يائسين لتلقي أنباء جيدة".

"مأساة"

في العام 2004، كان المدوّنون يعامَلون على أنّهم من الرواد إلى حدّ أنّهم حصلوا على لقب "شخصية العام" من قبل قناة "اي بي سي نيوز" الأمريكية.

وكان موقع فيسبوك الذي أُطلق في وقت سابق من ذاك العام، لا يزال في مراحله الأولى.

ورغم أنّ بعض صور تسونامي نُشرت على موقع "فليكر"، إلا أنّها لم تُنشر في وقت حدوث الكارثة كما هو الحال اليوم على منصة إكس أو إنستغرام أو بلوسكاي.

ومؤخرا، قالت لورا كونغ رئيسة المركز الدولي للمعلومات بشأن تسونامي ومقرّه هونولولو، إن كارثة العام 2004 "كانت مأساة"، مضيفة "حتى لو كنّا نعلم أنّ شيئا ما يحدث، لم يكن بوسعنا أن نخبر أحدا".

من جانبه، يشير جيفري بليفينس أستاذ دراسات الصحافة في جامعة سينسيناتي الأمريكية، إلى أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي كان من الممكن أن تساعد على الفور في تحديد مكان الناجين الآخرين وجمع المعلومات".

ويضيف "ربما كان من الممكن تحذيرهم مسبقا".

أجرى دانييل ألدريخ الأستاذ في "نورثإيسترن يونيفيرسيتي" في بوسطن في الولايات المتحدة، مقابلات مع ناجين في منطقة تاميل نادو في الهند، أخبروه أنّه لم تكن لديهم أي فكرة في العام 2004 عن ماهية التسونامي، ولم يتلقّوا أي تحذيرات.

ويقول "في الهند، كان هناك حوالى 6 آلاف شخص غير مستعدّين للأمر، وغرقوا". اليوم، يبرز تناقض واضح مع العام 2004. ففي فبراير، تمّ إنقاذ طالب يبلغ من العمر 20 عاما من تحت الأنقاض في تركيا التي ضربها زلزال، بعدما نشر موقعه عبر الإنترنت.

وخلال فيضانات اجتاحت جنوب إسبانيا في أكتوبر، لجأ متطوّعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في البحث عن مفقودين.

مخاطر

فضلا عن ذلك، يسمح العدد الكبير من الصور المنشورة عبر الإنترنت في فهم أسباب الكوارث الطبيعية بشكل أفضل.

وفي العام 2018، جمع علماء مقاطع فيديو لموجات تسونامي في مدينة بالو الإندونيسية قتلت أكثر من أربعة آلاف شخص، وذلك بهدف إعادة بناء مسارها والوقت المنقضي بين الموجات.

وخلصوا إلى أنّ سرعة التسونامي كانت كبيرة بسبب انزلاقات التربة تحت الماء بالقرب من الساحل.

غير أنّ انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في كلّ مكان ليس خاليا من المخاطر.

ويحذر متخصّصون من خطر نشر معلومات مغلوطة وشائعات، كما حصل خلال إعصار هيلين الذي ضرب الولايات المتحدة في سبتمبر.

فقد واجهت جهود المنقذين عراقيل هناك، بسبب توترات مع السكان على خلفية نظريات مؤامرات تقول إنّ المساعدات تمّ تحويلها إلى مكان آخر، وتمّت التغطية على العدد الفعلي للضحايا.

ويوضح ألدريخ أنّ المسعفين أبلغوا عن تهديدات من قبل ميليشيات مسلّحة واضطرّوا إلى نقل بعض أنشطتهم وتكييفها.

ويخلص إلى إنّ "شبكات التواصل الاجتماعي غيّرت طريقة الاستجابة للكوارث، للأفضل وللأسوأ".

مقالات مشابهة

  • وسائل التواصل بين تأثير ضئيل على الصحة العقلية وهواجس جسدية مدمرة.. دراسة تكشف
  • كاسبرسكي تكشف عن مخطط احتيال جديد يستهدف الشركات عبر وسائل التواصل
  • دراسة: وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها تأثير يذكر على الصحة العقلية
  • طبيب يُحذّر: إدمان وسائل التواصل يسبب تعفن الدماغ
  • مقترح قانون لتحديد السن القانوني للأطفال في 16 سنة لولوج مواقع التواصل الاجتماعي
  • شركة تكنولوجيا مصرية توقف إعلاناتها على منصات التواصل الاجتماعي
  • تأثير وسائل تواصل الاجتماعي على الشباب.. ندوة بثقافة أسيوط
  • تقرير :بعد 20 عاما على تسونامي ... شبكات التواصل الاجتماعي تساعد في الإنقاذ من الكوارث
  • صورة في مدرسة تثير الجدل في تركيا
  • مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي فى ندوة للتوعية بأسيوط