فتحٌ من الله ونصرٌ قريب
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
لم يكن يوم السابع من أكتوبر يومًا عاديًا في تاريخ العالم؛ بل يمثل انتصارًا للإرادة الفلسطينية على العدو المغتصب، وتتضامن اليوم كل شعوب العالم مع النصر الفلسطيني، حيث كان محمد الضيف قائد كتائب القسام يؤمن بأنَّ ألف مقاتل قادرون على أن يهزموا إسرائيل منذ عمر مبكر، ولكن في ذاك الوقت لم يكن تحت قيادته هذا العدد من المقاتلين.
أما اليوم فهذا ما تحقق على أرض الواقع، وضمن خطط محكمَة ومدروسة، وعندما تهيأت لهم الظروف، وتوفر العدد ألف مقاتل وأكثر، يتفاوت بين النخبة (وحدات التدخل السريع)، وغيرهم من المتطوعين وطلبة الجامعات من الشباب وأكثر انطلقت أحداث "طوفان الأقصى"؛ حيث خلال ساعتين من فجر السبت السابع من أكتوبر، قامت هذه الفئة القليلة من المؤمنين بالانتصار على واحد من أكبر الجيوش في العالم التي تصرف عليهم المليارات بدعم أمريكي ظالم، قامت هذه الفئة من المجاهدين الفلسطينيين بعملية جريئة شجاعة بأسلحة محدودة، لتدك الأسوار والحصار الذي فرض على غزة المجد، وتصل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، واجتياز الحدود، والدخول لتنفيذ عمليات إلى 21 موقعا عسكريا من أهمها (مركز الشاباك الإسرائيلي، المخابرات الإسرائيلية في إريز، وقاعدة راعين، وقاعدة فرقة غزة الاحتلالية، وقاعدة 8200 وهي قاعدة منطقة التجسس في منطقة الشرق الأوسط الموجودة في أراضي 48)، مستخدمين أسلحة والطائرات المسيرة، والمظليات وأنفاق حفرت لأعماق عميقة تحت الأرض، وصواريخ وأسلحة استثنائية لأول مرة، وحضور إعلامي مُتقن، كل هذه الاحترافية من أرض غزة لمواجهة الجبروت الإسرائيلي الأمريكي ليسجل التاريخ أنَّ أهل غزة قاوموا هذا العدو دون أن يكون هناك حراك عالمي مباشر في ظل غضب الشعوب.
الهجوم المنظم الدقيق الناجح، الذي وجه ضربة قوية للجيش الإسرائيلي وكل من يدعم الجيش الإسرائيلي من الدول الغربية الذي هُزم هزيمة ساحقة، فاجأ العالم؛ حيث كان هناك نوعًا من تزييف الوعي وخلق صورة غير حقيقية عن هذا الجيش بأنَّه الجيش الذي لا يُقهر!! ولكن في الحقيقة الذي يفرق بين الفلسطيني والإسرائيلي هو (الإيمان)، فالصهاينة ليسوا سوى مرتزقة جاءوا من كل دول العالم من أجل المال فقط تحت وهم "الصهيونية العالمية"، التي تدعمهم كثير من الدول الغربية حتى تمسح عقدة الذنب التي لديها من اضطهاد اليهود في أوروبا، أمام شعب فلسطيني صامد يدافع عن أرضه مضحيين بالمال والدم، لا يوجد لديهم شيء يخسرونه أمام الدفاع عن الوطن ومؤازرة المقاومة مهما بلغت تضحياتهم وفاقت كل الحدود أمام وحشية الكيان الصهيوني، أثبت أهالي غزة أنهم أصحاب أرض الزيتون بإصرارهم وإرادتهم وعزيمتهم وثباتهم وتضحياتهم من أجل النصر، رافعين شعارهم "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".
رافق هذه التضحيات إعلام عسكري محترف، وظهور إعلامي مُتزن للقادة المتحدثين أبي عبيدة وأبي حمزة، إلى جانب الاحترافية في توثيق الأحداث والهجمات التي تبث عبر القنوات الإعلامية للحركات الهجومية من النقطة صفر وغيرها من المشاهد لتصل لجميع العالم. كما صاحب هذه التضحيات والإرادة غضب للشعوب، حيث خرج المتظاهرون في الدول الغربية لمظاهرات مليونية شهدتها لندن ولوس أنجلوس وكيب تاون في أفريقيا وغيرها من دول العالم تضامنًا مع غزة، فاستطاع أن يصل صوت غزة وفلسطين لكافة دول العالم بعد أن كانت أهدافهم إخماد الصوت الفلسطيني.
وهنا نؤكد دور عُمان المُشرِّف، فقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في خطابه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان، موقف سلطنة عُمان الثابت تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث قال أعزه الله: "إننا إذ نتابع بكل أسى ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين المحتلة، من عدوانٍ إسرائيلي غاشمٍ، وحصارٍ جائرٍ؛ لنؤكد على مبادئنا الثابتة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومؤكدين على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتزاماته تجاه القضية الفلسطينية، والمسارعة في إيجاد حلولٍ جذريةٍ لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المُستقلة، وبذلك يعم السلام في منطقتنا وينعم العالم أجمع بالأمن والأمان".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
المواطنون الكرام سيذيع عليكم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادي بيانا هاماً فترقبوه.
بيان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان:
“إلى جماهير الشعب السوداني الصابر الصامد والواقف على ثغور البلاد بسواعده ودمه وابنائه تضحياته التي أذهلت العالم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته قال تعالى: هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين* ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” صدق الله العظيم.
إنها كلمات مختصرة ومفردات تعد على الأصابع الممسكة بالسلاح والقابضة على الزناد، كلمات في وجة العاصفة والكلام في وجة العواصف أصدق ما فيه ما قل ودل.
لقد ظلت قواتكم المسلحة وكل المنظومة العسكرية والأمنية تقدم الغالي والنفيس في معارك الشرف والعزة والبطولة والكرامة والتضحيات، ما لانت لهم يوماً قناة ولا توارت صدوهم العارية عن المواجهة، ومن على الميمنة والميسرة منهم وقفت قوات الإسناد والمستنفرين والمقاومة الشعبية رابضون كالليوث وصامدون كالجبال الراسيات، ولأن المرحلة القادمة هي مرحلة التحرير والتغيير والتعمير فهي بهذه الشعارات ستكون وتظل معركة الشعب كله بكل قبائله وفئاته وقواعده وقواه الحية من الجنينة غربا إلى طوكر شرقاً ومن حلفا شمالاً إلى الرنك جنوباً.
معركة لا تستثني أحداً ولم ولن يتخلف عنها أحد، إنها النفرة العظمى التي تنتظر الجميع البندقية على الأكتاف والأنفس على الأكف حتى نطهر أرضنا شبراً شبراً من عصابات المرتزقة والقتلة واللصوص. معركة ليس فيها هدنة ولا استراحة محارب حتى نعيد الأرض خالصة للنماء والأنهار صافية بالقراح والجماهير موشحة بالكفاح، ومنذ اليوم سيكون كلما نملك مشاعاً للمعركة، لا ثروة لأحد إلا بعد الانتصار ولا ابناء لأحد إلا بعد الجلاء، ولا وقت لأحد إلا بعد الاستقلال الذي عرفه رافع رايته الأولى “مثل صحن الصيني لا فيهو شق لا فيهو طق”.
موائدنا منذ اليوم هي موائد الأشعريين في باحات المساجد وقارعة الطريق، نتساوى في الفقر قبل أن نتساوى في الغنى، ونتساوي في الجراح قبل أن نتساوى في المجد. فانفروا خفافاً وثقالاً فإن كل شعوب العالم الحر وقوى الخير والسلام تنتظر بفارغ الصبر انتصاركم الباهر والمزلزل على قوى الظلام والارهاب والضلالة والردة.
وستبقي رايتنا القادمة في يد الشباب الناهض الذي سيبني سودان الكفاية والعدل والعلم والايمان، السودان الذي سيشرف الانسانية جمعاء باعلان الولايات المتحدة السودانية
شباب لم تحطمه الليالي
ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الساحات يوما
وقد ملؤوا نواديهم مجونا
فما عرفوا التهتك في بنات
ولا عرفوا التخنث في بنينا
الله اكبر والعزة للسودان
الجندي/ عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان.
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب