جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@13:11:27 GMT

انعقاد واجتهاد

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

انعقاد واجتهاد

 

خليفة بن عبيد المشايخي

 khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 

حينما تنام الشعوب آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فإن ثمة عناية ساندتها من رب العزة والجلال، فأتتها البشارات والخيرات تترى من كل حدب وصوب، وأتتها الهبات والمعونات والتوافيق سارات محفزات متتاليات، فهيأت لها السبل ومن كان في قلبه مثقال مجرات من خير، ومن صدق فيما عاهد الله وشعبه عليه، ومن تمثل بالصدق فكان صدوقاً وتجمل به، ومن كان هو للخير عنوانا وتمتع به، وحمل قبلا هم بلد بأكمله، البلد الذي قيض الله له من يعتمل داخله فكر سامٍ عميق، ويتطلع إلى أهداف نبيلة راقية لا تضيق، ونهج رفيع وتوجه شفيع.

كان فعلا أهلا للأمانة التي شرف بها من لدن خالقه ليكون على رأس القوم والأشهاد حاكما عادلا، وسلطانا أمينا باذلا فانعم به. وإذا ما علمنا أن لكل مقام مقال، ولكل تتطور وقيام نهضة تنموية كبرى حركة واجتهاد ومال، فإن الحال كذلك في النهوض بالأمم وبالاعتناء بناسها وأهلها، فبلدنا عمان دولة تشريعات ومؤسسات وقانون ونظام، وبها ما يكفل لمن عليها حياة آمنة مُطمئنة.

إنَّ القوانين في بلدنا جاءت نتيجة جد واجتهاد ومسايرة لكل مرحلة تلو مرحلة، فالأنظمة بها محكمة نافذة متحدثة، والعمل على جعل سلطنة الخير وبلاد السلام ونبذ الخلافات والحروب والصراعات، حمامة سلام ومسرى وئام ومكان تسامح وانسجام وتوافق واحترام، ديدن قائدها وعاهلها المفدى الذي تفضل يوم الثلاثاء الماضي، فافتتح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان بمبنى المجلس بمحافظة مسقط. وألقى جلالته- أعزه الله- خطابا ساميا أكد من خلاله عدم التواني عن تحقيق أهداف وتطلعات عمان 2040، وقال جلالته: "نشيد بنضج تجربة مجلس عُمان وتكاملها مع أجهزة الدولة تعزيزا لفاعلية العمل الوطني".

أكد المقام السامي العزم على الاستمرار في بذل المزيد من الجهود لتنويع مصادر الدخل الوطني، وأن هناك دور أساسي لأبناء عُمان فيما تحقق من إنجازات مُتواصلة في مسار التنمية الشاملة.

وفيما يتعلق بنظام الحماية الاجتماعية، فإنه شامل لكافة فئات المجتمع لينعم الجميع بالعيش الكريم، وكان لإعادة هيكلة الجهاز الإداري أسهام في زيادة فاعلية الأداء الحكومي وكفاءته، وكذلك تطوير مرفق القضاء الذي هدف منه لتحقيق العدالة الناجزة بكفاءة واقتدار.

وفي هذا السياق، وجه جلالته أعضاء مجلس عمان ليكونوا على قدر المسؤولية واضعين مصلحة البلاد نصب أعينهم. ووجه في خطابه شكرا وتقديرا للقطاعات المدنية والعسكرية والأمنية في الدولة على جهودها المستمرة في حفظ الأمن ودعم قطاعات العمل والإنتاج في المجتمع. وأشار- باركه الله- أيضا إلى أننا حققنا نتائج طيبة اجتماعيا واقتصاديا رغم تحديات الاقتصاد العالمي وانعكاساتها السلبية علينا، وأن تنمية المحافظات وترسيخ مبدأ اللامركزية، نهج أسسنا قواعده، والعزم جارٍ على توسيع نطاق اللامركزية وتكريس دور المجتمع المحلي في التنمية، وأن هنالك اختصاصات وأدوار عديدة للمجالس البلدية لتحقيق رفاهية المواطنين سترى النور قريبا.

وفي مسار تصحيح أوضاع التعليم وتحقيق الفائدة منه على المستوى المحلي، قال جلالته: نؤكد ربط مناهج التعليم بمتطلبات النمو الاقتصادي والانفتاح على الآفاق الرحبة للعلوم والمعارف، مع ضرورة التصدي للتأثيرات غير المقبولة على المنظومة الأخلاقية والثقافية للمجتمع، وأهمية ترسيخ الهوية الوطنية والقيم والمبادئ الأصيلة والاهتمام بالأسرة والمجتمع. وجعل الاقتصاد الرقمي أولويةً ورافدا للاقتصاد الوطني، وضرورة إعداد برنامج وطني لتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها، وتسريع إجراءات قطاع الطاقة المتجددة ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه.

وفي الشأن الدولي، قال جلالته: نتابع بكل أسى وأسف ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين المحتلة من عدوانٍ إسرائيلي غاشمٍ، مشددا حفظه الله ورعاه إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته والتزاماته تجاه القضية الفلسطينية.

تلك كانت جوانب مضيئة من الخطاب السامي الذي تابعناه من يومين، ونحن نستشرف آفاق العام المقبل والمستقبل المرتجى، فإننا نعاهد الله أننا سنكون جندا أوفياء وحماة أمناء لوطننا وسلطاننا المفدى. وفي هذه الأيام التي تستعد فيها بلادنا للاحتفال بالعيد الوطني الـ53 المجيد، فإنَّ عمان وأهلها يضرعون إلى الله تعالى بأن يُديم الأمن والأمان على شعوب العالم قاطبة، وأن ينعم على فلسطين وأهلها بالنصر الحاسم الذي يمكنهم من العيش بسلام، وكل عام وأنتم بألف خير وبركة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البشير وبكری، السجين والطليق !!

هاتفته صبيحة يوم إطلاق سراحه، فلم أجده سعيداً، بعد أن أَكَّدَ لیَ الخبر فقال : أخطرونا رسمياً أمس بالقرار، لكننا لم نغادر بعد. وقال كنَّا متآنسين!!

وفهمت إنَّه حزين فی هذا اليوم الذی يفرح فيه أی معتقل ألَّا وهو يوم الإفراج عنه، لكنه كان علی العكس من ذلك بسبب الإبقاء علی رفيقيه قيد الإعتقال، ولم أستغرب منه ذلك، فهو بكري الذی أعرفه رجلٌ شديد الوفاء، حاد الذكاء، يجمع بين الشدة واللين، بحيث لا يستطيع (أَحْرَفْ) مُتحرٍّ أن يخرج منه بكلمة لا يود هو الإفصاح عنها، فإذا فاتحته في موضوعٍ ما، لا يرفض الحديث بشكل مباشر، لكنه يبدأ في الترنم بأُغنية (سارحة مالِك ياحبيبة) بصوته الأجَشّ الذی لا يخلو من حِنِيَّة أهله الدناقلة، لكنه أبعد ما يكون من أي تطريب، ما يجعلك تستشعر النعمة إذ لم يكن بكري مغنياً، يعنی أقفل هذا الموضوع، أو أن يقول لك ???? يااا brother وقت أبرك من وقت وساعة أبرك من ساعة!!) يعنی ليس هذا وقته، بكري الذی لا ينسی أن يُرسل قبل كل رمضان كمية من البلح القنديلة فی مقطف جميل للعديد من إخوانه وأصدقاٸه، بكري الذی يعشق النخيل وزراعته، بكري لم يفتح فمه بكلمة واحدة بعد إعفاٸه المفاجٸ من منصب الناٸب الأول لرٸيس الجمهورية وربما حتی هذه اللحظة، وهو الذي تجمعه بالمشير البشير علاقة ممتدة لسنوات طويلة ويجمع بينهما البورية الأحمر بسلاح المظلات، وهو الوحيد من بين كل أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني الذي بقي في الحكومة حتی قبيل التغيير بشهرين أو نحو ذلك !!

القرار القضاٸي القاضي بإطلاق سراح الفريق أول بكری حسن صالح والعميد يوسف عبد الفتاح بغرض الإستشفاء، والذی أصدره الفريق أول البرهان كان قراراً صاٸباً، لكن ما ينقصه هو أنه لم يستفِد منه المشير عمر حسن أحمد البشير، والفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، اللذان تنطبق عليهما ذات الحيثيات!! ولعل ما منع البرهان من شمول الرجلين بذلك القرار هو (عقدة) المحكمة الجناٸية التی تُسَمَّیٰ دولية، هذه المحكمة التی لا تستطيع أن تجلب مجرم الحرب نتنياهو إلی قاعتها، هذا قبل ان يبلغ ترمب مقعد الرٸاسة فی المكتب البيضاوی، مما سيجعل مثول نتنياهو أمام المحكمة بعد ذلك مُستحيلاً. فما لنا نحن وهذه المحكمة المنبوذة فی معظم دول العالم!!

العميد يوسف عبد الفتاح نزيل المستشفی حتی بعد هذا القرار، والفريق بكري ليس بأحسن حالٍ منه أمَّا حالة الفريق أول عبد الرحيم الصحية فلا تحتاج إلیٰ كثير بيان، ولسنا فی وارد إعادة نشر التقرير الطبی عن حالة المشير البشير الصحية فهي أكثر تعقيداً من كل زملاٸه وهو بالطبع أكبرهم سنَّاً، وكل الرجاء فی أن يكمل الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان ما بدأه من عمل ناجح يُضاف إلیٰ إنتصارات الجيش الباهرة تحت قيادته، ولن نُذكَّره بأن إكرام هٶلاء القادة، وإعطاٸهم واجب الزمالة والأقدمية،جزءٌ لا يتجزأ من إكرام كل جنود وضباط وقادة قوات الشعب المسلحة، ولن نحتاج أن نغني كما يغني بكري ونقول (كَمِّل جميلك تمموا)

وكلنا ثقة فی حسن تقدير القاٸد العام لقوات الشعب المسلحة.

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء


محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البشير وبكری، السجين والطليق !!
  • الاقتصاد الاجتماعي.. رافعة لتمكين التنمية المحلية في سلطنة عمان
  • انعقاد اجتماع الدورة غير العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي
  • أسرة عمان الأهلية تتبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر
  • الشيخ الهجري: هناك أهمية للدور الرقابي الذي يقوم به المجتمع إلى جانب المؤسسات، في سبيل بناء وطن قوي ومتوازن
  • غدًا .. انعقاد مجلس الحديث الأربعين من مسجد الإمام الحسين
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • المركز الوطني للأرصاد يُنبّه من أمطار خفيفة إلى متوسطة على العاصمة المقدسة
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد