ماذا يدور برأس ماكرون؟.. فرنسا ترفض التبعية لواشنطن وتحقيق مخططات إسرائيل المسمومة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تبحث فرنسا عن دور لها في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والصراع اللا منتهي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي تجدد بشكل عاصف قبل 40 يوما، لكن يبقى دور باريس ونفوذها محدود رغم وجودها التاريخي بالمنطقة؛ وذلك مقارنة بالدور الأمريكي القوي وحتى الروسي والصيني والإيراني.
كما أن مواقف فرنسا غير الحاسمة من بعض أطراف الصراع داخل المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل التي ساندتها في الإبا..دة الجماعية لسكان غزة وتطهير القطاع تحت مسمى "الدفاع عن النفس"، قبل العودة لرشدها والتنديد بجرائم الاحتلال ضد المدنيين العزل خاصة الأطفال "قت/ل أكثر من 11 ألف مواطن"، جعل كثير من الشركاء الإقليميين لها في المنطقة لا يعولون على دورها.
ولم تتوقف باريس عن إرسال مسؤوليها إلى المنطقة وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه منذ تجدد الصراع بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة يوم 7 أكتوبر الماضي، للعب دور الوساطة والتهدئة، ووقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وحل أزمة الرهائن بالتعاون مع الدولة الأكبر بالمنطقة وهي مصر، وإيجاد موضع قدم لها في ظل منافسة قوية من الدول الكبرى لفرض نفوذها وسيطرتها خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن يبقى دور الإليزيه مرهونا بحسم مواقفه تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين.
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، سيباستيان ليكورنو وزير الدفاع الفرنسي، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن وزير القوات المسلحة الفرنسي نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيداً بعلاقات التعاون المتنامية بين البلدين في جميع المجالات، ومعرباً عن الحرص على مواصلة تعزيزها وتطويرها، لا سيما على صعيد التعاون العسكري، وقد نقل الرئيس السيسى تحياته للرئيس الفرنسي، وتم استعراض سبل دفع العلاقات المتميزة بين الدولتين.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول أيضاً الأوضاع الإقليمية، وبالأخص التطورات في قطاع غزة، حيث تم تأكيد أهمية تجنب اتساع دائرة الصراع والتصعيد في المنطقة، واستعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، فضلاً عن استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب.
تهديد علني جديد.. حكاية 8 كلمات قالها السيسي لـ ماكرون عن سيناء 3 مسارات لإنهاء الصراع.. هل تستسلم حركة حماس وتسلم أسلحتها؟ومن جانبه أكد الوزير الفرنسي تثمين بلاده للجهود المصرية المتواصلة، مشيداً بالدور المحورى الذي تقوم به مصر للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأعرب القائد العام للقوات المسلحة، عن تقديره لعلاقات التعاون العسكري الممتدة بين مصر وفرنسا، مؤكداً أهمية تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
جولة وزير الدفاع الفرنسيوأشاد وزير الدفاع الفرنسي، بالجهود المصرية في التعامل مع الأزمة الراهنة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وتسهيل حركة دخول المساعدات عبر معبر رفح البري، مشيراً إلى توافق الرؤى حول مختلف الموضوعات التي تسهم في دعم ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وكشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن أحد الأهداف لزيارة وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو لمصر هو مناقشة مسألة "الأمن الإقليمي"، وأن هذه الرحلة تم التخطيط لها بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما قام العديد من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط وبعض دول المغرب العربي بكتابة وتوقيع مذكرة بشكل جماعي أعربوا فيها عن أسفهم للتحول المؤيد لإسرائيل الذي اتخذه ماكرون في سياق الحرب بين الدولة العبرية وحماس.
ومن شأن هذا الموقف أن يكسر الموقف المتوازن تقليديا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق صحيفة لوفيجارو، فيما وصفت صحيفة لوموند الفرنسية الزيارة بأنها مفاجئة، مضيفة في تقرير لها نشر اليوم، أن ماكرون أرسل ليكورنو للمساعدة في وقف التصعيد الإقليمي.
وقال الصحفي المتخصص في الشأن الفرنسي، خالد شقير، إن زيارة وزير الجيوش الفرنسية سابستيان ليكورنو لمصر تأتي كمحطة أولى وأساسية لاستكشاف الأوضاع في المنطقة والجهود التي تبذلها مصر والتعرف علي الرؤية المصرية؛ لإيجاد حلحله الأزمة الإنسانية في غزة والعمل مع أهم شريك استراتيجي لفرنسا بالمنطقة.
وأضاف شقير - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن وزير الدفاع الفرنسي جاء إلى مصر كمبعوث خاص للرئيس ماكرون وليس بحكمه وزير للجيوش في محاولة من باريس للقيام بدور مساعد في الوصول للتهدئة داخل قطاع غزة، وإقرار اتفاق إنساني، حيث يمكن أن تقوم فرنسا بمساعدة مصر وقطر في الإتفاق مع الإسرائيليين، أكثر اللاعبين بحثا عن فرض الاستقرار داخل الأراضي الفلسطينية.
وتابع: هذه الزيارة ستتعرف على الرؤية المصرية الإنسانية وكيفية العمل معها في مجال عمل مستشفيات ميدانية على الحدود المصرية مع غزة، مشيرا: بعد لقاء الوزير الفرنسي بالرئيس المصري من المنتظر أن يزور دول الخليج وينهي جولته في إسرائيل الجمعة القادم في زيارة أولى لوزير جيوش لإسرائيل منذ عام 2000.
فرنسا تبحث منطقة نفوذمن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة وزير الدفاع الفرنسي للشرق الأوسط والتي بدأت اليوم من مصر تأتي في سياق رغبة فرنسا أن يكون لها دور في القضية، وأنها غير تابعه للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن باريس لا تمتلك المقاومات التي تمتلكها واشنطن أي أنها لم ترسل حاملات طائرات أو أسلحة بسبب وجود بعض المشاكل الاقتصادية في البلاد.
وأضاف البرديسي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرئيس الفرنسي لا يريد وقف إطلاق النار في غزه لاعتقاده بأن هذا يصب في مصلحة حماس وترتيب الصفوف، مؤكدا أن "هذه الزيارة بهدف ظهور باريس في القضية".
وتابع: وضع فرنسا الاقتصادي الحالي ليس جيدا كفاية، حيث أنها لا تمتلك قدرات الولايات المتحدة الأمريكية أو ألمانيا وبريطانيا، موضحا أن "الزيارة تأتي في إطار التواجد الدبلوماسي فقط".
وكان أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط، بناءً على طلب من الرئيس إيمانويل ماكرون؛ لمناقشة الوضع فى غزة وقضايا الأمن الإقليمية.
وقال ليكورنو على حسابه الرسمي على موقع "إكس": إنه بدأ جولة إلى الشرق الأوسط لمناقشة الوضع في غزة وقضايا الأمن الإقليمي بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، مضيفا ليكورنو: "ستبدأ هذه الرحلة من مصر وستستمر في منطقة الخليج، وستنتهي الجمعة في إسرائيل".
وأشاد إيمانويل ماكرون، بدور مصر والرئيس السيسي، في وقف التصعيد الجاري في غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع قبل عدة أيام خلال جولة له بالمنطقة شملت مصر وإسرائيل وعدة دول عربية.
وأعرب ماكرون، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية عقب مباحثات بينهما، عن شكره للرئيس السيسي، لجهود في الوقت الحالي ومنذ السابع من أكتوبر، وجهوده في محاولة الإفراج عن الرهائن، والذين بينهم 9 فرنسيين، بالإضافة إلى إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
مؤتمر باريس لدعم غزةوأضاف ماكرون: أود أن "أشكركم على قيادتكم وعلى القمة التي نظمتموها في القاهرة للبحث عن حلول بأسرع ما يمكن".
وأشار إلى أهمية إيجاد أفق سياسية، ويجب القبول بوجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية يعيشان جنبا إلى جنب لتفادي التوتر.
وعن ازدواجية المعايير، قال إن فرنسا لا تمارس ازدواجية المعايير، وأن قواعد القانون الدولي يجب أن تنطبق على الجميع، وأن كل الضحايا يستحقون التعاطف، مشيرا إلى التزام الرئيس السيسي بهذا الموضوع.
وذكر أن طائرة فرنسية ستصل مصر ، محملة بمعدات طبية وأدوية، كما سيتبعها طائرة أخرى لاحقا، كما أنه قرر إرسال سفينة إلى المنطقة لتقديم الدعم الطبي لمستشفيات غزة.
جدير بالذكر، أن العاصمة الفرنسية باريس، استضافت مؤتمرًا دوليًا بشأن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين بقطاع غزة، وذلك بمبادرة من الرئيس ماكرون.
وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان لها قبيل انعقاد المؤتمر الخميس الماضي، أن المؤتمر يبحث الوضع الإنساني الحرج الذي يواجهه السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة الذين تضرروا كثيرًا جراء القصف والافتقار للتيار الكهربائي والوقود والمياه والإمدادات الطبيّة.
وأكدت الخارجية الفرنسية، أن المؤتمر حشد جهود الجهات الفاعلة الأساسية التي تضطلع بتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة والعازمة على العمل من أجل السكان المدنيين الفلسطينيين.
وشملت هذه الجهات الدول والجهات المانحة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في قطاع غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل إيمانويل ماكرون قطاع غزة عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الفرنسي المساعدات الإنسانیة وزیر الدفاع الفرنسی إیمانویل ماکرون الرئیس الفرنسی الشرق الأوسط فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابها من تشاد والسنغال؟
يشهد الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا تحولاً متسارعاً مع نهاية العام الجاري، حيث قرّر كل من تشاد والسنغال إنهاء اتفاقيات الدفاع التي تربطهما بباريس، وقد جاء هذا القرار دون انتظار ما تنويه فرنسا في المستقبل.
اعلانوعلى الرغم من تقديم جان ماري بوكيل، المبعوث الشخصي للرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدول الأفريقية المعنية بإعادة هيكلة الوجود العسكري الفرنسي، تقريره إلى قصر الإليزيه في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن هذا التقرير الذي لم يُنشر بعد وأصبح متجَاوَزاً.
ومع نهاية عام 2024، اختار شريكان تاريخيان لفرنسا قطع الروابط العسكرية، منهيين بذلك وجوداً عسكرياً يعود إلى حقبة الاستعمار، وخلال أسابيع أو أشهر قليلة، لن يكون هناك أي وجود عسكري فرنسي في داكار، كما سيختفي العلم الفرنسي من معسكر كوسي في نجامينا.
أما في الغابون وساحل العاج، فقد بدأ تطبيق فلسفة جديدة في معسكر ديغول في ليبرفيل وفي أبيدجان، تقوم على مشاركة المواقع العسكرية أولاً، ثم وضعها تحت السلطة الكاملة للدول المضيفة. وبدلاً من القواعد الكبيرة، ستكون هناك وحدات اتصال مشتركة بين القوات، تضم نحو مئة عسكري، مهمتها استقبال وحدات مؤقتة يتغير حجمها وفقاً للتدريبات والعمليات.
Relatedفلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشماليةالقوات الفرنسية في إفريقيا.. هل ينفرط عقدها فتصبح من دون قواعد عسكرية ثابتة؟مالي تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات ومروحيات روسية.. فهل حلت روسيا محل فرنسا في إفريقيا؟وتبقى جيبوتي القاعدة العسكرية الفرنسية الأخيرة في القارة الأفريقية، وهي قاعدة استراتيجية موجهة نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتنشر فرنسا فيها 1500 جندي بشكل دائم لخدمة القاعدة البحرية والجوية، بالقرب من مضيق باب المندب الذي يمر عبره 15% من حركة الملاحة العالمية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أكثر من 33 مليون نيجيري في دائرة الخطر: أزمة الجوع تهدد أكبر دولة في إفريقيا روسيا رغّبت نساء إفريقيات بالمال ومهنة لائقة فانتهى بهن العمل بتصنيع السلاح والمسيّرات لضرب أوكرانيا بدء محاكمة حسين حبري في السينغال المجاعة في إفريقيافرنساقوات عسكريةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حصار وقتل في غزة واتهام متبادل بين حماس وإسرائيل حول عدم الجدية في المفاوضات يعرض الآن Next هل أصبحت "غرف الغضب" في كينيا الحل الأمثل لتخفيف التوتر النفسي؟ يعرض الآن Next اختفاء أربعة أطفال يهز الإكوادور والتحقيقات تقود إلى تورّط عناصر عسكرية يعرض الآن Next وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناهز 82 عاماً في الولايات المتحدة يعرض الآن Next سائق قطار سريع في فرنسا يقفز من قمرة القيادة وينتحر ليلة عيد الميلاد والسلطات تفتح تحقيقا في الحادث اعلانالاكثر قراءة فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة نجاة 32 شخصًا على الأقل من بين 67 كانوا على متن طائرة أذرية تحطمت في كازاخستان هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادالسنة الجديدة- احتفالاتالمسيحيةقطاع غزةسورياضحاياقتلرومانياأعياد مسيحيةتزلجوفاةدونالد ترامبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024