معاناة قاسية تعيشها الفلسطينيات الحوامل في قطاع غزة، فبدلًا من تجهيز السبوع وفرحة الاستعداد للولادة، يحملن بأنفسهن الماء الساخن الذي يحتاجونه خلال الولادة، وأقصى أمانيهم أصبحت حقنة مخدرة، والحصول على رعاية طبية لائقة خلال فترة نفاسها لها ووليدها.

كفاية أبو عصر.. لم تسمي ابنتها حتى الآن بسبب الحرب

حكايات مؤلمة تتناقلها وسائل إعلام عربية وعالمية عن نساء عشن مأساة كبيرة، فقدن خلالها الفرح بوجود ضيف جديد في الأسرة، لدرجة أن الفلسطينية «كفاية أبو عصر» لم تسمي ابنتها حتى الآن، رغم ميلادها قبل 4 أيام، وتجلس الأم الشابة تحتضن وليدتها، على «حصيرة من القش»، في إحدى زوايا مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في رفح، جنوب قطاع غزة.

التوتر والإرهاق ظهر على وجه الأم التي تعاني من النفاس، وتنام للحظات قليلة على أصوات القذائف والقصف، لتؤكد أن الأمومة لأول مرة، أمر صعب في أي مكان في العالم، فما بالك بالأمومة في أصعب مكان في العالم.

فرت الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً من منزلها في شمال قطاع غزة، مع عائلتها، بعد أن اضطر جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى جنوب قطاع غزة، حفاظاً على سلامتهم، وهي تحمل في أحشائها جنينها، فاضطررت إلى الركض والهرب من مكان إلى آخر.

مشاهد لن تنساها الأم الفلسطينية

جثث ممزقة في الطرقات، شلاء آدمية، أصوات الانفجارات، مشاهد لن تنساها «كفاية أبو عصر» وهي تسير لأميال، حتى تصل إلى مكان آمن لتضع فيه مولودتها، قبل الوصول للمستشفى، فوجئت بعدد هائل من النساء ينتظرن دورهن في الولادة.

مشهد الولادة نفسه أصعب ما يكون، حيث هناك نقص في مسكنات الألم، لذا فإنهم لا يطبقونه إلا إذا أصبح الألم لا يطاق حقًا، وفقط لمن هم في أمس الحاجة إليه، لذلك وبجملة الآلام أنجبت «كفاية أبو عصر» ابنتها بدون المسكنات، وتنتظر كباقي الأمهات انتهاء العدوان لتتمكن من الحصول على مياه نظيفة وحياة آدمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة العدوان الاحتلال فلسطينيات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد سنوات من المعاناة.. البوتوكس يغيّر حياة مريضات بطانة الرحم المهاجرة

عانت أسترالية أربعينية من ألم شديد لمدة 15 عاماً، لدرجة أنه كان يعيق قدرتها على المشي أحياناً، ورغم لجوئها للأطباء، قوبلت شكواها بتشخيص خاطئ، حيث اعتبروا الأعراض مجرد نتيجة للتوتر، لكنها في الحقيقة كانت تعاني من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة تؤثر على أكثر من مليون امرأة في أستراليا.

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب آلاماً شديدة في الحوض والأمعاء والمثانة، وقد يؤدي أيضاً إلى العقم.

اكتشاف متأخر وعمليات جراحية مؤلمة

لم تحصل مور على التشخيص الصحيح حتى بلغت سن الأربعين، رغم بحثها المستمر عن العلاج لمعاناتها من الألم المزمن، التعب، والعقم، وفقاً لما ورد لصحيفة " الغارديان".
وتعليقاً على ذلك، قالت مور: "شعرت أنني تعرضت للتجاهل الطبي، وتعلمت أنه يجب عليك الدفاع عن نفسك للحصول على الرعاية التي تحتاجها."

بعد سنوات من المعاناة، خضعت لعملية تنظير البطن في عام 2021، تلتها عملية استئصال الرحم في 2022، بحثاً عن حل جذري للألم المستمر.

علاج غير متوقع: هل يكون البوتوكس هو الحل؟

في أوائل عام 2025، قررت مور تجربة علاج جديد باستخدام حقن البوتوكس، المعروف غالباً بإزالة التجاعيد، لكن هذه المرة لعلاج ألم الحوض الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة.

استوحت الفكرة من تجربتها السابقة مع البوتوكس لعلاج اضطراب المفصل الفكي الصدغي، حيث لاحظت تحسناً كبيراً. لذا، تساءلت عما إذا كان يمكن أن يُحدث نفس التأثير عند حقنه في عضلات قاع الحوض.

ورغم تردد الأطباء في البداية، بسبب حداثة العلاج، إلا أن النتائج كانت مذهلة، إذ لاحظت تحسناً ملحوظاً في شدة الألم، مع تقليل أيام الألم إلى بضع مرات فقط شهرياً، بالإضافة إلى قدرة أفضل على ممارسة العلاج الطبيعي، والاستغناء عن المسكنات والوسائد الدافية للنوم ليلاً.

"لم يكن علاجاً سحرياً، لكنه غير حياتي تماماً"، هكذا تقول مور.

"ديسبورت".. تقنية حديثة لتخفيف آلام الحوض

أوضح الدكتور ألبيرت يونغ، اختصاصي النساء في مستشفى ماتر الخاص في بريسبان، الذي عالج مور و40 امرأة أخرى، أن العلاج يعتمد على حقن "ديسبورت"، وهو منتج مشابه للبوتوكس، يحتوي على توكسين البوتولينومـ الذي يؤدي إلى شلل مؤقت للعضلات، مما يساعد على تخفيف الألم.

ووفقاً ليونغ، فإن هذه التقنية الحديثة تستمر فعاليتها لمدة تصل إلى 6 أشهر، ولكن لتحقيق أقصى استفادة، يُفضل دمجها مع العلاج الطبيعي.

الحكومة الأسترالية تتدخل لدعم المرضى

في خطوة مهمة، أعلنت الحكومة الأسترالية عن خطط لدعم علاج بطانة الرحم المهاجرة مالياً، بعد أن كان المرضى يتحملون تكاليف تصل إلى 750 دولاراً سنوياً من أموالهم الخاصة.

ويأتي هذا الدعم كجزء من استثمار حكومي يتجاوز 107 ملايين دولار، يهدف إلى تمويل الأبحاث والعلاجات المتقدمة للمرضى.

علّقت مور على هذه الخطوة قائلة: "أنفقت مئات الآلاف من الدولارات على العلاج في السنوات السبع الماضية، لذا فإن الاعتراف الرسمي بهذا العبء المالي هو أمر بالغ الأهمية."

وأضافت أن تكلفة حقن البوتوكس تبلغ 500 دولار، وهو خيار أقل تكلفة وأكثر أماناً، مقارنة بالعديد من العلاجات الأخرى.

نقلة نوعية في علاج بطانة الرحم المهاجرة؟

يبدو أن استخدام البوتوكس و"ديسبورت" قد يُحدث ثورة في علاج بطانة الرحم المهاجرة، مما يوفر خياراً جديداً للنساء اللاتي يعانين من الألم المزمن، ويمنحهن أملًا في حياة أفضل.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 50.357 قتيلا
  • مقتل 322 طفلاً في قطاع غزة خلال 10 أيام
  • بعد سنوات من المعاناة.. البوتوكس يغيّر حياة مريضات بطانة الرحم المهاجرة
  • كيف تفاعل غزيون مع حلول عيد الفطر للعام الثاني تحت القصف؟
  • غزة تستقبل عيد الفطر بالقصف.. شهداء وجرحى في غارات الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات الآلاف من المصلين يؤدون صلاة العيد في مأرب (صور)
  • ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 5 شهداء
  • ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة إلى 5 شهداء
  • عيد الفطر في غزة.. فرحة سرقتها نيران الحرب- صور فيديو
  • عشرات الشهداء والجرحى في تواصل القصف وحرب الإبادة على قطاع غزة (حصيلة)