هبوط طارئ لطائرة في روما... والسبب راكب مصري كتب أحب الله على ورقة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
إعداد: Corentin Bainier إعلان اقرأ المزيد
كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عندما كانت رحلة شركة فويلنغ رقم VL8522 التي أقلعت من العاصمة الفرنسية باريس باتجاه العاصمة المصرية القاهرة، وبالتحديد عندما كانت تحلق فوق جزيرة براتش في كرواتيا لتنعطف بشكل مفاجئ غربا وتهبط في مطار فومتشينو في العاصمة الإيطالية روما.
Playback of flight VY8522 / VLG8522 (Diverted to FCO)https://t.co/3dHRkZzaO1
1/ The A321 flight of the Vueling company, which left Paris Orly at 11.40 am towards Cairo, was forced to make an emergency landing at Rome Fiumicino airport. pic.twitter.com/879GiyOaGJ
على متن هذه الطائرة، أجبر تصرف مسافر يبلغ من العمر 29 عاما فريق القيادة إلى تغيير وجهة الرحلة الجوية. وحسب سلطات الجمارك الإيطالية التي تواصل معها فريق تحرير مراقبون فرانس24، فإن الرجل تعرض لوعكة صحية وطلب أخذ دواء. "وكان عليه إمضاء ورقة يقر فيها أنه تناول هذا الدواء بناء على مسؤوليته التامة. ويبدو أن أحد أفراد طاقم الطائرة قرأ على الورقة عبارة 'أحب الله'، ما جعل قائد الطائرة يقرر الهبوط بشكل طارئ". وتقول الشرطة الإيطالية إنه لم يتم اطلاعها على هذه الورقة.
وحال الهبوط في مطار فومتشينو في العاصمة الإيطالية روما، تولت الشرطة أمر هذا الرجل. ويوثق تسجيلان مصوران حصل عليهما فريق تحرير مراقبون فرانس24 عملية توقيفه. ونرى من خلال الصور هذا الراكب يصرخ وهو يقول "لم أفعل شيء، لم أتسبب في إثارة أية مشاكل" "أنا في حاجة للمساعدة" "أنا من مصر". ويبدو أنه أعطى رجال الشرطة عنوانا بريديا باللغة العربية.
مقطع فيديو التقط من قبل مسافر على متن رحلة جوية لشركة فويلنغ رقم VL8522 في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عندما كانت الطائرة في طريقها لتنفيذ هبوط طارئ في مطار روما. وقد أوقف رجال الشرطة الإيطالية الرجل.
وتؤكد سلطات الجمارك في إيطاليا بأن "قيادة الطائرة طلبت تنفيذ الهبوط" بدون أن "تقدم سببا" لهذا الهبوط الطارئ في المطار الذي تواصلت معه.
من جهتها، اكتفت شركة فويلنغ للطيران بالقول بأن تم "تغيير" وجهة هذه الرحلة إلى روما "لأسباب تتعلق بالسلامة بعد سلوك غير طبيعي من أحد المسافرين". وتحت تعلة "سلامة الراكبين"، تقول الشركة أن طاقم الطائرة "اتبع الإجراءات المعمول بها" وطلب "تدخل قوات الأمن" بدون تقديم أي توضيحات إضافية. وبعد أن اتصل بها فريق تحرير مراقبون، أكدت إدارة شركة الطيران أنها ليست قادرة على تقديم الأسباب التي دفعت طاقم الطائرة إلى الإعلام بسلوك مستغرب لهذا الراكب خصوصا إذا ما تعلق ذلك "بما كتبه على إقراره المسؤولية بأخذ الدواء أو بسبب سلوكه".
"ذلك يعزز قناعة مشاعر المسلمين بما يظنه الغرب بهم"
مراقبنا بيار (اسم مستعار) كان على متن الطائرة جالسا بالقرب من هذا المسافر مؤكدا أنه لم لا يلاحظ أية ظروف غير عادية إلى غاية الهبوط الاضطراري في مطار روما. حيث يقول:
كان من المفترض أن تقلع الرحلة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، ولكن كان هناك تأخير بنحو 20 دقيقة ومن ثم أعلن قائد الطائرة عن وجود عطل إلكتروني وبعد 30 دقيقة تم إخراجنا من الطائرة وقيل لنا إننا سنركب طائرة أخرى. في الأخير، أقلعت الرحلة بتأخير يصل إلى نحو ثلاث ساعات.
كنت أجلس في مكان قريب جدا من هذا الرجل الشاب. ولم أر أي مشكلة معه طوال الرحلة. لم يصرخ أبدا أو يشتم أحدا أو قام بتصرف يثير الشبهات طيلة الرحلة. لم أره عندما أخذ الدواء، يمكن أنني لم أنتبه لذلك أو كنت منشغلا.
بعد ساعة من الإقلاع، توجهت إلى مرحاض الطائرة وفي خلفية الطائرة رأيت إحدى المضيفات بصدد البكاء. وأثار الأمر قلقي وقلت في نفسي إن الأمر يتعلق بأمر شخصي وحاولت أن أتناسى الأمر حتى لا يتسلل الشك إلى مشاعري. وفي الأخير بعد ساعة من ذلك، قيل لنا إن الطائرة ستهبط بدون تقديم أي إيضاحات.
"كنا نتساءل فيما بيننا ما الذي حدث، وهل هناك قنبلة على متن الطائرة.."
بدأت الأمور بالتوتر شيئا ما ولكن من بين المسافرين، كان هناك مسافرون يتبادلون المزاح حول الموضوع ومن بينهم هذا الرجل. وعندما هبطت الطائرة على المدرج، وفي حدود الساعة السادسة مساء، طلبت امرأة قريبة من مكان جلوس هذا الرجل أن تذهب إلى المرحاض مؤكدة أن الأمر مستعجل لكن أحد أفراد طاقم الطائرة صرخ في وجهها طالبا منها العودة إلى مكانها وأن رجال الشرطة صعدوا إلى الطائرة لتنفيذ إجراء مستعجل. وهو ما جعلنا نتساءل فيما بيننا ما الذي حدث وما إذا كان الأمر يتعلق بقنبلة على متن الطائرة، ومن ثم بعد وقت قصير - في حدود السادسة والربع- صعد رجال الشرطة إلى الطائرة و اقتادوا الرجل الشاب الذي بدأ بالصراخ بأنه لم يفعل شيئا.
بقينا في الطائرة لساعة أخرى بدون أن تقدم لنا أية معلومات قبل أن يطلب منا النزول في روما. ولم نقلع مجددا إلا في حدود منتصف الليل والربع في رحلة جوية جديدة مع طاقم جديد. طلبت من أحد أفراد الطاقم الجديد معرفة ما حدث لكنه لم يقل لي شيئا. لم أر أي داع لتغيير وجهة طائرة وإيقاف أحد الركاب لمجرد أنه كتب عبارة أحب الله على ورقة. هذه القصة اقشعر لها بدني. مثل هذه الأحداث تزيد من قناعة مشاعر المسلمين بشأن ظنون الغرب بهم.
من جانبها، تؤكد سلطات الجمارك الإيطالية -عكس ما قالته وسائل الإعلام في إيطاليا- بأنه لم يكن هناك أية قناصة محترفون على مدرج الهبوط أثناء عملية اقتياد الرجل ولكن الأمر يتعلق بـ"إجراءات سلامة عادية مع رجال شرطة مسلحين". وقد تم إطلاق سراح الرجل المظنون به سريعا بدون "اتخاذ أي إجراءات قضائية ضده" وفق ما وثقته نفس هذه السلطات الجمركية.
في المقابل، أكد مصدر مصري محلي تواصل مع عدد من أقارب هذا المسافر في قريته، لفريق تحرير مراقبون فرانس24 يوم الجمعة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بأن الرجل وصل في الأخير إلى بلاده ولكنه لم يحصل على أية معلومات إضافية إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إيطاليا الإسلام مصر فرنسا بيئة طاقم الطائرة رجال الشرطة هذا الرجل فی حدود فی مطار على متن
إقرأ أيضاً:
ولاية المتغلب.. بين صيانة الدماء وتمكين الاستبداد
ويتفق أهل السنة والجماعة على أن الشرع جعل أمر الحاكم موكولا إلى مبدأ الشورى بين المسلمين، وترك لهم الاجتهاد في الطرق والأساليب التي يتحقق بها هذا المبدأ.
وناقشت حلقة (2024/11/20) من برنامج "موازين" موضوع الحاكم أو الوالي المتغلب، وحدود طاعة هذا الحاكم، وواجب العلماء حيال حالات التغلب المعاصرة.
وعن الطرق التي تثبت بها شرعية الحاكم في الإسلام، يوضح أستاذ النظرية السياسية المساعد في جامعة صنعاء هاني المغلس أن الأصل في مسألة تولي السلطة هو الاختيار، وهو أمر مجمع عليه عند أهل السنة، وقد تولى الخلفاء الراشدون الخلافة عبر الاختيار الطوعي والحر، وعلى هذا الأساس جرت الممارسة الإسلامية في العهد الأول.
وقال المغلس إن وسائل وآليات إسناد السلطة في الفترات اللاحقة لم تقتصر على الاختيار وحده، بل وجدت آليات أخرى عندما اتجه الفكر الإسلامي إلى البحث في تكييف الاختيار مع الواقع المتغير، مشيرا إلى نقاشات عديدة أجريت بشأن هذه المسألة.
وأشار الأستاذ اليمني إلى أن التغلب -ويعني أن يفرض شخص إرادته على الأمة- بدأ بعد انقضاء فترة الخلافة الراشدة مباشرة.
من جهته، يعرّف المفكر الإسلامي المغربي محمد طلابي -في حديث لبرنامج "موازين"- التغلب بأنه "اعتماد القوة الصلبة في الوصول إلى الحكم وإدارته"، وقال إن التغلب بدأ بعد ما سماها "فوبيا الفتنة الكبرى"، والتي أدت إلى شتات الأمة ووقوع مذابح فيها.
ورأى أن" الفتنة الكبرى هي بداية تشكل التغلب وفقه التغلب"، مشيرا إلى أن التغلب ظهر نتيجة ظروف موضوعية وليس لظروف ذاتية عند حاكم ما.
وعما إذا كان المتغلب يعد وليا للأمر رغم اغتصابه السلطة، أوضح المفكر المغربي أن "القاعدة في النص القرآني هي أن السلطة للأمة، لكن في تاريخ المسلمين احتكر الحاكم هذه السلطة".
كما اعتبر أن "الخروج عن الحاكم بات ضرورة تاريخية" في المرحلة الحالية، ولكن ليس عن طريق العنف السياسي، بل عن طريق ما سماه الرأس المدني، أي الانتفاضات المدنية كما حصل في تونس واليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية.
ويستشهد أستاذ العقيدة في كلية الشريعة بجامعة قطر حسن الخطاف في مداخلته ضمن برنامج "موازين" بآيات قرآنية تثبت أن الله -عز وجل- قرن الطاعة به وبرسوله عليه الصلاة والسلام، ومنها قوله عز وجل في سورة النساء ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾.
وقال الخطاف إن الله -عز وجل- لم يذكر كلمة الطاعة في حديثه عن ولي الأمر، وقال ﴿وأولي الأمر منكم﴾ حتى يبين الله تعالى حدود الطاعة وأنها ليست مطلقة، لأن الله تعالى هو المشرع والنبي الكريم هو المشرع، و"من ينفذ الأحكام هو الحاكم وولي الأمر، أي أن لهما سلطة تنفيذية فقط وليست تشريعية".
وقال الخطاف إن الطاعة تكون بالمعروف "وإذا تجاوز الحاكم حدوده فلن تكون له طاعة مطلقا".
وعن الموقف الشرعي من الانقلابات العسكرية، اعتبر أن الأمر لا يجوز إذا كان الانقلاب جاء بغرض غصب حق الأمة في الترشيح والترشح.
20/11/2024