اقتحام مستشفى الشفاء في غزة.. ماذا يقول القانون الدولي؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
يسلط دخول القوات الاسرائيلية لمستشفى الشفاء في غزة الضوء على التعقيدات التي يشهدها الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، حيث يهدد القتال بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد مسلحي حركة حماس في مستشفى الشفاء وطالب جميع أعضاء الحركة في المستشفى بالاستسلام، بينما لا يزال آلاف المدنيين يحتمون في الداخل.
وأصبح مصير مستشفى الشفاء مثار قلق دولي خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تدهور الأوضاع داخله، حيث حوصر آلاف المرضى والنازحين وأفراد الأطقم الطبية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي بدأ قبل خمسة أسابيع.
ماذا يقول القانون الدولي؟تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1948 على أنه "لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".
وتتضمن هذه المادة بندا يشير إلى أنه "بالنظر للأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المستشفيات نتيجة لقربها من الأهداف العسكرية، فإنه يجدر الحرص على أن تكون بعيدة ما أمكن عن هذه الأهداف".
أما المادة 19 من ذات الاتفاقية فتشدد أنه "لا يجوز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية إلا إذا استخدمت، خروجا على واجباتها الإنسانية، في القيام بأعمال تضر العدو".
وتضيف كذلك: "لا يجوز وقف الحماية عنها (المستشفيات) إلا بعد توجيه إنذار لها يحدد في جميع الأحوال المناسبة مهلة زمنية معقولة، دون أن يلتفت إليه (من قبل الخصم)".
أما المادة 57 من اتفاقية جنيف الرابعة فتشير إلى أنه "لا يجوز الاستيلاء على المستشفيات المدنية إلا بصفة مؤقتة".
بالتالي فإن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، لكنها قد تفقد هذه الحماية إذا كان المسلحون يعملون من خلالها، كما تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن خبراء قانونيون.
ويرى الخبراء أن طرفي النزاع في غزة مطالبان بحماية المدنيين والبنية التحتية للمستشفيات، وأن أي قرار باقتحام أي مستشفى يتطلب إنذارا مسبقا كافيا وموعدا نهائيا واضحا.
اتهامات إسرائيلية ونفي حماسوفي وقت سابق، الأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري إن القوات الإسرائيلية دخلت مستشفى الشفاء بعد أن حذرت على مدى أسابيع عدة من وجود أنشطة عسكرية لحماس فيه مما يعرض للخطر حماية المجمع بموجب القانون الدولي.
وتقول إسرائيل إن حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، هو الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة "سي إن إن" بأن المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس "محورا مركزيا لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل".
وقالت الولايات المتحدة ، الثلاثاء، إن لديها معلومات مخابراتية تدعم ما تقوله إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على أسلحة و"بنية تحتية خاصة بالإرهابيين" خلال مداهمة داخل المستشفى.
وأضاف المسؤول في تصريحات للصحفيين أنه لم يحدث أي قتال داخل مجمع المستشفى بعد أن وصل الجنود خلال الليل، كما لم يقع أي احتكاك مع الطواقم الطبية أو المرضى الذين قال إنهم موجودون في قسم آخر من المجمع.
بالمقابل تنفي حماس استخدام المستشفى في أي أنشطة عسكرية، واتهمت إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب" بمداهمة المستشفى.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على هجوم الحركة عبر الحدود عليها في السابع من أكتوبر. وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 في الهجوم، معظمهم مدنيون، واحتجزت أكثر من 240.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی القانون الدولی مستشفى الشفاء لا یجوز فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدير مستشفى القلب تاجوراء: المستشفى يدير عملياته بالدين حتى وصل المبلغ إلى 24 مليون دينار
ليبيا – فارس: سيرنا العمل بالمستشفى بالدين حتى وصل إلى 24 مليون دينار
تحديات نقص الكوادر والرواتب المتأخرةأكد مدير مستشفى القلب تاجوراء، عبدالرؤوف فارس، أن المستشفى يعاني من نقص شديد في الكوادر الطبية، خاصةً في قسم التمريض، نتيجة قلة اهتمام الحكومة والجهات المعنية بالمخاطبات المتكررة بهذا الخصوص. وفي تصريحات خاصة لقناة “التناصح” التابعة لمفتي المؤتمر الوطني العام الصادق الغرياني (المعزول من البرلمان)، أشار فارس إلى أن عدم صرف مرتبات الطاقم الطبي الأجنبي المتعاقد معه دفع كثيرين منهم إلى الاستقالة، وأصبح سداد مرتباتهم بالدين غير مجدي.
تأثير نقص الأدوية على جودة العلاجأفاد فارس بأن المستشفى يعاني أيضاً من نقص حاد في الأدوية، لاسيما تلك المخصصة لمرضى القلب، وهو ما يؤثر سلباً على جودة العلاج المقدمة. ورغم ذلك، أكد أن المستشفى يعمل بالإمكانيات المتوفرة لديه ويستمر في تقديم خدماته، لا سيما في مجال جراحة القلب والقسطرة، حيث تُجرى عمليات مكلفة ودقيقة وصعبة.
إنجازات ومبادرات للتطويرأوضح فارس أنه سيتم افتتاح قسم جديد في المستشفى لتشخيص سرطان الثدي المبكر في 22 فبراير الجاري، بالتعاون مع مركز الأورام، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الخدمات الصحية المقدمة. كما أشار إلى أنه تم تسير العمل بالمستشفى بالدين حتى وصل المبلغ في وقت سابق إلى 24 مليون دينار، منها ما يقارب 3 ملايين دينار تم حجبها ولم تصرف للمستشفى في نهاية العام الماضي.
وأوضح فارس أيضًا أن المستشفى قام بعقد توأمة مع قسم القلب في مستشفى صبراتة لتدريب الطاقم الطبي وإجراء عمليات القسطرة، وذلك لتخفيف العبء عن المستشفى وتقديم خدمات أفضل للمواطنين في المنطقة الغربية.
مناشدة للدعم الحكوميختم فارس تصريحاته بالدعوة إلى جميع المسؤولين المعنيين بصرف الميزانية المطلوبة لتسيير العمل، وكذلك بند التحسين والتطوير المتوقف منذ عام 2022، مشددًا على أن سير قوافل طبية لعدة مدن والجهود المبذولة تحتاج إلى دعم ووقفة جادة من الدولة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية على أعلى مستوى.