مسقط ـ «الوطن »:
بناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، عقد مجلس الدولة أمس أولى جلساته لدور انعقاده الأول من الفترة الثامنة، برئاسة معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس المجلس، وبحضور المكرمين الأعضاء وسعادة الأمين العام.
في بداية الجلسة دعا معالي الشيخ الرئيس المكرمين الأعضاء لأداء القسم وفقًا لليمين الواردة في المادة (25) من قانون مجلس عمان التالي نصها: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لسلطاني وبلادي، وأن أحترم النظام الأساسي للدولة والقوانين النافذة، وأن أحافظ على سلامة الدولة وعلى المقومات الأساسية للمجتمع العماني وقيمه الأصيلة، وأن أؤدي أعمالي في المجلس ولجانه بالأمانة والصدق».


بعد ذلك افتتح معالي الشيخ رئيس المجلس أعمال الجلسة بكلمة قال فيها: «بعون الله وتوفيقه نفتتح اليوم أعمال الجلسة الإجرائية الأولى لدور الانعقاد العادي الأول من الفترة الثامنة، ويطيب لي في مستهل هذا الاجتماع الترحيب بكم جميعًا، مباركًا لكم الثقة السامية التي حظيتم بها لتكونوا أعضاء بمجلس الدولة، سائلين الله تعالى العون والتوفيق لأداء ما وكلنا به من مسؤولية في خدمة هذا الوطن العزيز».
وأضاف معاليه «يشرفنا مع إطلالة هذه الأيــام المباركة التي تحتفل فيها بلادنا العزيزة بعيدها الوطني الثالث والخمسين المجيد أن نرفع إلى مقام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – أسمى عبارات التهاني والتبريكات، سائلين الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الطيبة على جلالته بموفور الصحة والعمر المديد، وعلى شعبه الوفي وبلادنا في عزة ورخاء، وتقدم وازدهار». وأوضح معاليه خلال كلمته: «نحن اليوم نستشرف بكل فخر من خطاب مولانا جلالة السلطان المعظم – أعزه الله – كثيرا من القضايا المهمة التي تكون لنا نبراساً لمسيرة العمل بالمجلس، وبرنامج عمل متكامل للمرحلة المقبلة لما يتسم به من رؤية واضحة وعملية، ونظرة شمولية يمكن تطبيقها وترجمتها للوصول إلى الغايات المرجوة في مختلف المجالات، ونحو مستقبل مستدام مبني على قواعد متينة تربط الماضي والحاضر وتؤسس لمستقبل مشرف بإذن الله تعالى».
وأشار معالي الشيخ رئيس المجلس أن مما قاله جلالتـه – أيده الله – في كلمته السامية «إن مجلس عُمان لشريك أساسي في منظومة الدولة، وهذه الشراكة تلقي عليكم مسؤولية كبيرة، فكونوا على قدر المسؤولية، واضعين مصلحة البلاد نصب أعينكم، مسترشدين في ذلك بمبادئ النظام الأساسي للدولة وبالقوانين المنظمة لعملكم».
بعد ذلك شرع المجلس في إجراءات انتخاب نائبي رئيس المجلس وفقا للمادة (9) من قانون مجلس عمان التي تنص على أن: «ينتخب مجلس الدولة من بين أعضائه ولمثل فترته – في أول جلسة له – نائبين للرئيس، وذلك بالاقتراع السري المباشر وبالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس، فإذا لم يحصل أي من المترشحين على الأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى، تجرى جولة ثانية يكون الاختيار فيها بالأغلبية النسبية، وإذا خلا مكان أي من نائبي الرئيس ينتخب المجلس من يحل محله إلى نهاية فترته، وتتبع في شأن انتخابه الإجراءات ذاتها المنصوص عليها في الفقرة السابقة، وتبين اللائحة الداخلية للمجلس – في الحالتين – إجراءات انتخاب نائبي الرئيس». حيث أعلن معالي الشيخ رئيس المجلس عن فتح باب الترشح لمنصب نائبي الرئيس، وتقدم 17 عضوا من المكرمين بترشحاتهم للمنصب، حيث أعطي لكل منهم (5) دقائق للتعريف بأنفسهم أمام المجلس، ثم شُرع في الانتخاب عن طريق الاقتراع السري، حيث أسفرت تلك العملية عن فوز كٌلٍ من: المكرم سالم بن مسلم بن علي قطن، والمكرم الشيخ الدكتور هلال بن علي الهنائي ليكونا نائبين للرئيس للفترة الثامنة.
بعد ذلك أعلن معالي الشيخ رئيس المجلس عن فتح باب الترشح لعضوية مكتب المجلس، ليتم انتخاب أربعة أعضاء، ليكونوا ضمن تشكيل المكتب في الفترة الثامنة برئاسة معالي رئيس المجلس وعضوية نائبي الرئيس، وترشح 15 عضواً من المكرمين لعضوية مكتب المجلس، حيث أعطي لكل مترشح (3) دقائق للتعريف بأنفسهم أمام المجلس، ثم شرع المجلس في انتخاب أعضاء المكتب، وجاءت نتائج الفرز بفوز كلٍ من المكرم محمد بن أبو بكر الغساني، والمكرم المهندس أحمد بن صالح الجهضمي، والمكرمة السيدة روان بنت أحمد البوسعيدية، والمكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية ليكونوا أعضاء مكتب المجلس خلال الفترة الثامنة. كما تم خلال الجلسة فتح باب الترشح لعضوية اللجان الدائمة بالمجلس.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاولي معالی الشیخ رئیس المجلس الفترة الثامنة

إقرأ أيضاً:

مهد التأسيس وصناعة الأمجاد.. كيف أصبحت الدرعية نواة الدولة السعودية الأولى؟

سادت حالةٌ من الاستقرار في منطقة وسط الجزيرة العربية حينما قدمت قبيلة بني حنيفة من الحجاز وحلت في المنطقة على ضفاف وادي حنيفة بقيادة عبيد بن ثعلبة، الذي اختار حجر اليمامة مستقرًا له وعشيرته نحو عام 430 م، ثم ازدهرت "حجر" لتكون أعظم مدن اليمامة ويتزعّمها ملك اليمامة في عصره: ثمامة بن أثال الحنفي صاحب القصة الشهيرة مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وتعاقبت الأحداث على وسط الجزيرة العربية وعاشت أزمانًا من الإهمال والفرقة والانقسام حتى تأسست الدرعية على يدي الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850هـ / 1446م، الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - والجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والجد الرابع عشر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله -.
أخبار متعلقة مشاعر الفخر والاعتزاز تتجسد في احتفاء السعوديين بيوم التأسيسإطفاء آلي وإنذار صوتي.. اشتراطات جديدة لمنشآت الرعاية البيطريةوكان تأسيس الدرعية بمثابة نقطة تحول سياسية بتطبيقها لنظرية دولة المدينة التي تفردت بها الدرعية دون غيرها من المدن والبلدات، في حين كان لدولة المدينة تاريخ عريق في منطقة شبه الجزيرة حيث كانت يثرب في بداية هجرة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إليها مثالًا واضحًا لدولة المدينة.
عهد الإمام محمد بن سعود
وفي عهد الإمام محمد بن سعود تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ /1727م وعاصمتها الدرعية واستمرت حتى عام 1233هـ / 1818م، وامتدادًا للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها، تأسست الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود من 1240 - 1309 هـ حتى 1824 - 1891 م، وصولًا إلى تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز الفيصل آل سعود - رحمهم الله جميعًا - عام 1319هـ / 1902م، التي تشهد اليوم تطورات واسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمساندة عضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإمام محمد بن سعود - أرشيفية اليوم
وهذا التاريخ العميق استحق أن يَسْتَذكِر تفاصيله أبناء المملكة العربية السعودية إذ يُعبر عن تاريخ دولتنا العريق والممتد من 3 قرون، لذلك صدر الأمر الملكي الكريم بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس).
وشكّلت المملكة على مدار تاريخها ثقلًا سياسيًا في المنطقة مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز وحكمة قادتها حتى جعلت منها نقطة توازن إقليميًا وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، بينما أكدت المنعطفات التاريخية التي مرت بها الدولة السعودية مدى ما يربط أبناء المملكة وأشقاءهم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات عميقة امتدت قرونًا عديدة وتجذّرت على مدار السنوات، وما نراه اليوم هو نتاج لما أصّله الآباء والأجداد.
وفيما يتعلق بتحديد تاريخ يوم التأسيس، فقد استنتج المؤرخون هذا التاريخ بناءً على عدد من الأحداث التاريخية التي حدثت خلال تلك الفترة قبل وبعد تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية عام 1139هـ / 22 فبراير 1727م، كما شهدت الدولة منذ بداية عهده العديد من الأعمال والإنجازات من أبرزها: تأسيس الدولة السعودية الأولى، وتوحيد شطري الدرعية وتقويتها لتكون عاصمة للدولة، والاهتمام بالأمور الداخلية وتقوية مجتمع الدرعية وتوحيد أفراده.
كما شهدت الدولة السعودية الأولى تنظيم الموارد الاقتصادية، والتفكير في المستقبل، وتم كذلك في هذا العهد، بناء حي جديد في سمحان وهو حي الطرفية والانتقال إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة.
ويمثّل يوم التأسيس مناسبة وطنية عزيزة تبيّن مدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم ونظام الدولة السعودية لنحو ثلاثة قرون، فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود وهي تقوم على مبادئ الإسلام الصحيحة، والحكم الرشيد، والتنمية المستمرة للبلاد، وتعزيز مكانتها محليًا وإقليميًا وعالميًا، وكانت خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية قصوى لأئمة الدولة السعودية وتوارثها ملوك المملكة وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله -.
وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيرًا وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها، ومساندة البلدات المجاورة لتعزيز الاستقرار.
حكم الأمير مانع المريدي
وعودة إلى مرآة تاريخ الدولة السعودية "الدرعية"، فقد حكم الأمير مانع المريدي وأبناؤه وأحفاده الدرعية التي أصبحت مركزًا حضاريًا، تميّزت بموقعها الجغرافي في كونها مركز طرق تجارية بين شمال وجنوب الجزيرة العربية، مما أسهمت في تعزيز حركة التجارة فيها وفي المناطق المجاورة.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود ومن بعده من الأئمة، أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية عريقة مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، و"حي الطريف" الذي وُصف أنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم، وتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو، ومنطقة البجيري ووادي حنيفة في الدرعية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة، الذي وصف أنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منذ فجر التأسيس.. دور ملهم لأئمة الدولة السعودية في بناء هوية المملكة
الدرعية وجهة العلماء
ولقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ، وبعد انتهاء الدولة السعودية الأولى استطاع الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض عام 1240هـ/ 1824م بعد سبع سنوات من العمل والكفاح، والتفت الناس حوله والأسرة المالكة من جديد.
وتمكّن الإمام تركي من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة مستمرًا على المنهج الرصين الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الكتاتيب في الدولة السعودية الأولى
استرداد الرياض وبدء الوحدة
وبعد فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، بدأ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- الخامس عشر من يناير 1902م مسيرة توحيد الدولة السعودية بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويضع لبنةً من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - توحيد المملكة العربية السعودية بعد أحداث تاريخية استمرت 30 عامًا.
واستمر أبناؤه الملوك - رحمهم الله - من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - حيث تشهد المملكة في هذا العهد الميمون المزيد من التطور والنهضة في ظل الرؤية الطموحة رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يُعاد انتخابه رئيسًا لحزب العدالة والتنمية بالإجماع
  • تركيب اللوحات الدلالية للأئمة والملوك على 15 ميدانًا بالرياض.. فيديو
  • تركيب اللوحات الدلالية للأئمة والملوك على 15 ميدانًا بالرياض
  • مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء في الكويت
  • الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض يرفع الشكر للقيادة على إطلاق أسماء الأئمة والملوك على عدد من ميادين الرياض
  • مهد التأسيس وصناعة الأمجاد.. كيف أصبحت الدرعية نواة الدولة السعودية الأولى؟
  • مقطع نادر للملك عبدالعزيز مع أبنائه في قصر المربع قبل 77 عام..فيديو
  • استعدادا لشهر رمضان.. افتتاح 13 مسجدا جديدا في كفر الشيخ| صور
  • احتفال في سيدني بمناسبة انتخاب الرئيس.. وعون يفخر بالجالية
  • انتخاب السعودية رئيسًا لاتحاد صحافيي غرب آسيا