قوات الاحتلال تقتحم مستشفى الشفاء وتروع المرضى واللاجئين
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": أرغم جنود إسرائيليون كان بعضهم مقنّعا وآخرون يطلقون النار في الهواء، الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة على الاستسلام، بعد اقتحامهم فجر اليوم الأربعاء أكبر مستشفيات القطاع.
وبلغة عربية ركيكة، صرخ جندي اسرائيلي قائلا "كل الشبان من 16 عاما وما فوق، عليكم رفع أيديكم الى فوق والخروج من المبنى إلى الساحة الخارجية وتسليم أنفسكم".
وفورا، بدأ مئات من الشبان الخروج من العديد من الأقسام الطبية.
وكانت تقديرات للأمم المتحدة أشارت الى وجود 2300 شخص على الأقل داخل المجمع، بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية ونازحون.
وقبل المعارك التي اندلعت في محيط المستشفى منذ أيام بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، كان عشرات آلاف النازحين لجأوا الى المستشفى، كما الى غيره من المؤسسات الطبية والتربوية، أملا بحماية أنفسهم من القصف المكثف الذي يتعرض له القطاع منذ السابع من أكتوبر، تاريخ شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل.
وتكثّف القصف بعد بدء الجيش الإسرائيلي عمليات برية واسعة داخل قطاع غزة في 27 تأكتوبر. ومع تقدمه في اتجاه مستشفى الشفاء، خرج آلاف الفلسطينيين ونزحوا جنوبا.
وخرجت طوابير من الفلسطينيين وهم يرفعون أياديهم من أقسام الحروق والولادة والجراحة وغسيل الكلى، بحسب الصحافي العالق في المستشفى بعد ان كان قصده قبل أيام للقيام بتغطية.
وفي ساحة المستشفى، شاهد قرابة ألف شخص مع أياديهم في الهواء، وأرغم جنود الاحتلال البعض على خلع ملابسهم بشكل مهين .
وداخل أروقة المستشفى، كان بعض الجنود يطلقون النار في الهواء عند تنقلهم من غرفة إلى أخرى وهم يقومون بعمليات بحث وتفتيش دقيقة.وتعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في الأقسام المختلفة.
ومقابل قسم الطوارىء، وضع الجنود بوابة إلكترونية نصبت عليها كاميرات.
وتفتعل السلطات الإسرائيلية تبريرات وتزعم ان حماس تستخدم المستشفيات، وبينها الشفاء، لشن هجمات او الاختباء واستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، لكن شهادات الأطباء، وأفراد العائلات، والناجين وقصص المراسلون الصحفيون تفضح زيف رواية الكيان المحتل وادعاءاتهم الكاذبة التي تروجها لتمعن في عدوانها الوحشي .
ورغم ذلك لا تزال الولايات المتحدة تتبنى ادعاءات اسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض جون كيربي الثلاثاء إن حركتي حماس والجهاد الاسلامي لديهما "مركز قيادة ومراقبة انطلاقا من مستشفى الشفاء" لكن دون طرح اية أدلة .
ودخلت دبابات إسرائيلية المجمع، وتمركزت أمام أقسام مختلفة.
- حاضنات - ويقع مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة حيث تدور معارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس على الأرض.
ودارت في محيط مستشفى الشفاء منذ أيام معارك عنيفة ترافقت مع قصف إسرائيلي كثيف.
وكانت الظروف صعبة داخل المجمع خصوصا في ظل انقطاع الكهرباء منذ أيام.
وتوقفت مولدات الكهرباء في الأيام الأخيرة عن العمل بسبب نقص الوقود في المستشفى.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس وفاة 27 مريضا في العناية المكثفة وسبعة من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الأخيرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
ثلاث أكاذيب كبرى للمتحدث السابق باسم جيش الاحتلال هاغاري
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على دور المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة لتبرير الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة وغزة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الأحد أن رئيس الأركان إيال زامير عين آفي دوفرين ناطقًا رسميًا باسم الجيش بعد إقالة المتحدث السابق، دانييل هاغاري، يوم الجمعة.
وباعتباره الناطق باسم أحد أكثر الجيوش اللاأخلاقية في العالم، فقد اتسم إرث هاغاري بالأكاذيب المستمرة التي تهدف إلى إخفاء أو تبرير الجرائم الإسرائيلية.
وقد بدأ ذلك حتى قبل بداية حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ففي أيار/ مايو 2022؛ أكد هاغاري زورًا أن الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة قُتلت على يد مقاتلين فلسطينيين في جنين، وقد سعى من خلال هذا الادعاء، الذي صدر على الرغم من الأدلة الدامغة التي تشير إلى أن القناصة الإسرائيليين هم الجناة، إلى التنصل من مسؤولية جريمة القتل المأساوية بحث الصحفية الفلسطينية المحترمة.
وطوال فترة الإبادة الجماعية المستمرة، تم فضح التلفيقات والمعلومات المزيفة التي نشرها هاغاري وبشكل متكرر ومنهجي، حتى من قبل وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، وقد ساهم هذا النمط من التضليل في عزلة إسرائيل المتزايدة وفقدانها للثقة على الساحة الدولية.
وفيما يلي ثلاثة أمثلة بارزة للادعاءات الكاذبة التي روجها هاغاري:
مستشفى الرنتيسي للأطفال
وذكر الموقع أن هاغاري ادعى في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023؛ أن الجيش الإسرائيلي عثر على مركز قيادة "يحتوي على مخزن للأسلحة بما في ذلك القنابل اليدوية والسترات الانتحارية وغيرها من المتفجرات التي خزنها مقاتلو حماس في الطابق السفلي من مستشفى الرنتيسي، وهو مستشفى للأطفال متخصص في علاج مرضى السرطان".
وهدف هذا الادعاء إلى تبرير الهجمات على مستشفيات غزة ونظام الرعاية الصحية فيها، والتي بدأت في وقت مبكر جدًا من حرب الإبادة الجماعية.
وفي إحاطة متلفزة؛ قال هاغاري إنهم "عثروا أيضًا على دلائل تشير إلى أن حماس تحتجز رهائن هنا"، وإن المسألة "قيد التحقيق".
وتم أيضًا تقديم هذا الادعاء لمجموعة من الصحفيين الذين كانوا يعملون مع الجيش الإسرائيلي وزاروا المستشفى، وعلى الرغم من أن السلطات الصحية المحلية والمعلقين العرب رفضوا هذا الادعاء على الفور، فإن الأمر استغرق ما يقرب من عام حتى تم فضحه من قبل وسائل الإعلام الغربية الرئيسية.
مستشفى الشفاء
وأفاد الموقع بأن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة، للمرة الأولى في 15 تشرين الأول/ نوفمبر 2023؛ حيث أسفر الهجوم عن احتجاز آلاف المرضى واللاجئين داخل المجمع، في حين قُتل وأصيب مئات الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية.
وقبل أسابيع من الهجوم، بدأ هاغاري في بناء قضية علنية؛ ففي 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلال مؤتمر صحفي، قال هاغاري إن الجيش لديه "أدلة ملموسة" على أن العديد من مباني المستشفيات في غزة كانت متورطة بشكل مباشر في أنشطة حماس.
وعلاوة على ذلك، ووفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن المباني كانت مبنية فوق شبكة من الأنفاق تحت الأرض، التي يمكن الوصول إليها من داخل المستشفيات.
وفي 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وبعد أسبوع واحد من الهجوم، ادعى هاغاري في بيان مصور أن "الإرهابيين جاءوا إلى هنا لقيادة عملياتهم".
وفي هذه المرة، كانت صحيفة واشنطن بوست هي التي دحضت الادعاءات الإسرائيلية، حيث أفادت في تقريرها بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023 بأن "الأدلة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية لا تكفي لإثبات أن حماس كانت تستخدم المستشفى كمركز قيادة وتحكم".
وأشار الموقع إلى أن التقرير استند إلى تحليل صحيفة واشنطن بوست لـ"صور مفتوحة المصدر وصور الأقمار الصناعية وجميع المواد التي أصدرها الجيش الإسرائيلي علنًا".
وخلص تحليل الصحيفة إلى أن "الغرف المتصلة بشبكة الأنفاق التي اكتشفها جنود الجيش الإسرائيلي لم تظهر أي دليل فوري على الاستخدام العسكري من قبل حماس". وعلاوة على ذلك، "لم يكن أي من المباني الخمسة للمستشفيات التي حددها هاغاري متصلاً بشبكة الأنفاق"، ولم يكن هناك "دليل على إمكانية الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى".
أخبار كاذبة حول الاعتقالات
وأفاد الموقع بأن القوات الإسرائيلية باقتحام مستشفى الشفاء للمرة الثانية في 18 آذار/ مارس 2024، وبعد حصار استمر لمدة أسبوعين وانتهى في الأول من نيسان/ أبريل، دُمِّر المستشفى بشكل كبير، وتم العثور على مئات الفلسطينيين القتلى في قبور جماعية داخل المستشفى وحوله.
وفي محاولة لتبرير جريمة حرب أخرى، ادعى هاغاري في 22 آذار/ مارس أن الجيش قد اعتقل كبار مسؤولي حماس خلال هجومه على مستشفى الشفاء.
وذكر الموقع أن هناك صورة مجمعة نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر أن قائد كتائب القسام، رائد سعد، كان من بين المعتقلين.
وفي مؤتمر صحفي، تفاخر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باعتقال "قادة كبار للغاية" من حماس، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ولكن بعد بضع ساعات، قال مسؤول أمني من حماس في مقابلة مع قناة الجزيرة إن "قائمة صور المعتقلين في مستشفى الشفاء التي نشرها المتحدث باسم جيش الاحتلال غير دقيقة".
وأضاف المسؤول: "بعض الصور في القائمة تعود لأفراد خارج غزة حاليًا، وصور أخرى لشهداء"، مشيرًا إلى أن "ثلاث صور من الصور في القائمة هي لأطباء أفرج عنهم الاحتلال سابقًا".
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اعترف الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) بنشر تقارير مضللة، ونسبها إلى "خطأ بشري".
وقال الموقع إن هاغاري ليس المسؤول العسكري الإسرائيلي الوحيد الذي سيتلطخ اسمه إلى الأبد بسبب تقديم مبررات كاذبة لإبادة إسرائيل للفلسطينيين. فهو ليس سوى أحد أعراض لمشكلة أعمق بكثير.
واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن اختفاءه المفاجئ عن الساحة، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها العسكرية في غزة، يسلط الضوء على فشل إسرائيل الأوسع على جميع الجبهات، بما في ذلك "هاسبارا"، آلة الدعاية الرسمية التي تعتمد على الأكاذيب.