نشاطات ممتعة لإجازة صيفية تنمي مهارات طفلك
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
بيروت- ينتظر الطفل الإجازة الصيفية بفارغ الصبر بحثا عن الراحة والترفيه والمتعة. لذا، من الأفضل وضع خطة لكيفية استغلال هذه الإجازة للأولاد بمجموعة من النشاطات المفيدة والممتعة وغير المكلفة، بهدف إبعادهم عن الكسل والألعاب الإلكترونية والهواتف النقالة.
ويرى خبراء التربية أن الإجازة الصيفية ليست سباقا يدخله الأطفال، إنما هي بالإنجاز الحقيقي الذي يتقنه الطفل وما يحب فعله ويترسّخ في ذهنه طوال السنة، ليبدأ العام الدراسي نشطا وبكامل استعداده الذهني.
وتقول المرشدة التربوية ثمار عرفات إن الأسرة تلعب دورا مهما في تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الاستفادة القصوى من الإجازة الصيفية، من خلال النشاطات العائلية وتشجيعهم على مشاركة آرائهم واهتماماتهم. ومن المهم وضع خطة مسبقة للإجازة وتحديد مواعيد للنشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية، والابتعاد قدر المستطاع عن التكنولوجيا.
تشدّد ثمار عرفات على أهمية الرياضة في بناء الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس، إذ تُدرّب الطفل على كيفية التعامل مع الزملاء، وأهم النشاطات الرياضية التي يمكن ممارستها في الصيف هي السباحة وكرة القدم وكرة السلة والكاراتيه والجودو والجمباز.
وتضيف: "الرياضة تصقل المهارات، ومشاركة الطفل في الرياضات المنظمة والجماعية ستمكّنه من زيادة نشاطاته الجسمانية ومهاراته الاجتماعية، كونها تجعل الجسم قويا وصحيا بشكل دائم من خلال تنمية العضلات وتقويتها، كما تعلّم الطفل تنظيم وقته وتنظيم سلوكياته".
معسكرات الكشافة والمخيمات الصيفيةتنصح ثمار الأهل بالبحث عن النشاطات الكشفية في مناطقهم، بغية إشراك أطفالهم في المخيمات الصيفية التي تساعد في تنمية المهارات واكتساب خبرات جديدة، فضلاً عن الاعتماد على النفس وتكوين صداقات جديدة خارج إطار الدراسة والمدرسة، وتعلّم الطفل كيفية التصرّف من دون وجود الأهل إلى جانبه.
وتقول "إذا كان عمر الطفل يفوق الثماني سنوات، فيمكن أن يشارك في الأعمال التطوعية التي تساعده في تعلّم أهمية مساعدة الآخرين وعدم التفكير بأنانية".
وتضيف: "يمكن للطفل المشاركة في النشاطات الكشفية التي تعلّمه الكثير من المهارات الجديدة. ومع كلّ هذه النشاطات يستحق الطفل طبعا بعض الوقت المخصّص للراحة، لكي يعود بنشاط وحيوية إلى المدرسة".
تلفت المرشدة التربوية إلى أنه يمكن للطفل أن يستكشف كل شيء حوله من تمييز اختلاف شكل أوراق الأشجار، وتعاقب الليل والنهار، والتفاعل مع الحشرات والطيور، ورؤية القمر والنجوم، والفرق بين النجم والكوكب والقمر. كما يمكن تعليمه ظاهرة المد والجزر على الشاطئ، وكذلك الجاذبية الأرضية.
وهنالك الكثير من الاستكشافات البسيطة التي تعلّم الطفل النظريات العميقة، بعيدا من المصطلحات العلمية المعقّدة.
ومن المهم الاستفادة من فصل الصيف لممارسة النشاطات في الهواء الطلق، بالإضافة إلى زيارة المحميات الطبيعية والاستمتاع بالطبيعة الخضراء، ما يُشعر الطفل بالراحة النفسية ويساعده في تفريغ طاقته في الوقت ذاته.
ولتأمين استغلال الإجازة الصيفية للأطفال بشكل إيجابي، يجب الاهتمام بحاجاتهم النفسية والجسدية. كما يجب التأكد من توفير بيئة صحية وآمنة لهم، والغذاء الصحي والمتوازن لتغذية أجسادهم بشكل صحيح.
ويجب أيضا الحرص على تلبية حاجاتهم العاطفية والاجتماعية من خلال توفير الدعم العاطفي والوجود معهم في النشاطات الترفيهية والتعليمية. وبذلك، سيتمكن الأطفال من تحقيق استغلال مثمر للإجازة الصيفية وتحسين نموهم وتطورهم، بحسب ثمار عرفات.
وفقا لموقع " تيكلرايت"، هنالك الكثير من الطرق التي تجمع بين المرح والمتعة والفائدة للأطفال، لتجديد طاقاتهم العقلية والجسدية وحتى لا يشعروا بالملل خلال الإجازة الصيفية. لذا، يجب على الأهل الحرص على المشاركة في هذه النشاطات مع تنظيم أوقاتهم ومساعدتهم في الخروج من الأجواء المشحونة والترفيه عنهم، مع تنمية مهاراتهم وقدراتهم.
ويشدد الموقع على ضرورة تعليم الأطفال الاهتمام بثقافة البيئة والمحافظة عليها مع العناية بالمزروعات خلال العطلة الصيفية.
أما تنمية المهارات الفنية من خلال الرسم والأشغال اليدوية، جنبا إلى جنب مع النشاطات الترفيهية كالشواء على الفحم أو التنزه لتناول البوظة أو الذهاب إلى الشاطئ أو تجربة نوع جديد من المطاعم… فكلها أمور تجعل الأطفال مسرورين.
ويمكن استغلال الإجازة والاستمتاع بها في المنزل مع دخول الطفل إلى المطبخ أو المساعدة في إعداد وجبة المساء أو أي صنف من الحلوى السهلة الإعداد، مع تعليمه ترتيب السرير وجمع الألعاب وجلي الأطباق.
وينصح الموقع الأهل بضرورة إشراك طفلهم في العمل الخيري التطوعي كونه يغرس في نفسه الكثير من المعاني السامية، والأمر نفسه عبر الانخراط في الكشافة التي تعلم روح الجماعة والنظام والاعتماد على النفس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
إدمان الأجهزة لدى الأطفال.. 7 علامات تحذيرية وحلول فعالة
في عصر التكنولوجيا، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تسهّل التعلم، وتوفر الترفيه، وتربط العالم ببعضه. لكن عندما يتحول استخدامها من مجرد أداة تعليمية أو ترفيهية إلى هوس يسيطر على حياة الطفل ويؤثر على صحته الجسدية والنفسية، يصبح الأمر مثيرًا للقلق، فكيف يمكن للوالدين معرفة ما إذا كان طفلهم يعاني من إدمان الأجهزة الإلكترونية؟
وبحسب المستشار والباحث في المهارات أنس محمد الجعوان، هناك عدة مؤشرات واضحة قد تنذر بأن استخدام الطفل للأجهزة الذكية قد تحول إلى إدمان، وأولى هذه العلامات هي الانشغال الدائم بالأجهزة، حيث يمضي الطفل معظم وقته أمام الهاتف أو الجهاز اللوحي، حتى أثناء الوجبات العائلية أو قبل النوم، مما قد يعكس تعلقًا غير صحي بها. يرافق ذلك نوبات من الغضب أو الانفعال الشديد عند منعه من استخدامها، حيث يصبح الطفل عصبيًا أو حتى عدوانيًا عند تقليل وقت الشاشة، مما يشير إلى فقدانه السيطرة على سلوكه عند الحرمان منها.
كما يظهر إهمال واضح للأنشطة الأخرى، إذ يصبح الطفل غير مهتم باللعب في الخارج أو ممارسة هواياته المفضلة أو حتى التفاعل مع أفراد العائلة، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تراجع الأداء الدراسي، حيث يبدأ الطفل بفقدان التركيز في دراسته، وتتراجع درجاته، ويهمل واجباته المدرسية بسبب انشغاله المستمر بالأجهزة الإلكترونية.
ومن العلامات التي لا يمكن تجاهلها اضطرابات النوم، إذ يفضل بعض الأطفال السهر لوقت متأخر بسبب استخدام الأجهزة، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم نتيجة التعرض المستمر للشاشات وتأثيرها على الدماغ، ويزداد الأمر سوءًا إذا كان الطفل يستخدم الأجهزة للهروب من الواقع، فيجد فيها ملاذًا لتجنب المشكلات العائلية أو الاجتماعية، أو للتخفيف من مشاعر القلق والتوتر بدلاً من مواجهتها وحلها.
ومن المؤشرات التي تدل على وعي داخلي لدى الطفل بأن استخدامه للأجهزة مفرط، الكذب بشأن وقت الشاشة، حيث يبدأ بإخفاء مدة استخدامه للأجهزة أو خداع والديه بشأن الوقت الذي يقضيه عليها، لكنه غير قادر على التوقف بمفرده.
كيف يمكن للوالدين التعامل مع هذه المشكلة؟
لحل هذه المشكلة، من المهم أن يضع الآباء قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة، مثل تحديد أوقات معينة لاستخدامها ومنعها أثناء الوجبات أو قبل النوم، كما يجب تقديم بدائل ممتعة للطفل، مثل تشجيعه على ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو اللعب مع الأصدقاء لتعويض الوقت الذي كان يقضيه أمام الشاشة.
ومن العوامل المهمة في الحد من الإدمان، أن يكون الآباء قدوة حسنة، فإذا كان الوالدان مدمنين على أجهزتهم، فمن الصعب إقناع الطفل بالتقليل من استخدامها؛ لذا، يجب تقليل استخدام الأجهزة أمام الأطفال لتعزيز السلوك الإيجابي لديهم.
كذلك، يمكن استخدام تطبيقات المراقبة الأبوية، لكن دون اللجوء إلى الأسلوب السلطوي الصارم، لأن ذلك قد يدفع الطفل للتمسك بالأجهزة أكثر بدلاً من التقليل منها، وفي الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري استشارة مختص في علم النفس أو التربية، إذا كان الإدمان يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل وسلوكه.
التكنولوجيا ليست العدو.. لكن التوازن هو الحل!
في النهاية، لا يمكن اعتبار الأجهزة الإلكترونية مشكلة بحد ذاتها، بل أن الإفراط في استخدامها هو ما يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الطفل النفسية والجسدية، ومن خلال الملاحظة الدقيقة والتدخل المبكر، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تحقيق توازن صحي بين التكنولوجيا والحياة الواقعية، مما يضمن لهم نمواً سليماً في بيئة متوازنة تجمع بين التعليم والترفيه والتفاعل الاجتماعي.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب