مفتي الجمهورية: الرسالات السماوية جميعًا عُنِيَتْ في المقام الأول ببناء الإنسان
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الرسالات السماوية جميعًا عُنِيَتْ في المقام الأول ببناء الإنسان وتطويرِه وتأهيلِه لخلافة الله في الأرض، والقيامِ بمقتضيات تلك الخلافة، وأَوْلَت الشريعة المحمدية على وجه الخصوص عنايتَها البالغة ببناء هذا الإنسان، بوصفه ركيزة الحضارة، ومناط عملية النهضة والتنمية، وسَعَتْ إلى تشييد هذا البنيان الإنساني على قواعد ثابتة مستقرة".
وأضاف أن الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فالعلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته، مؤكدًا أن الإنسان الذي يسعى الإسلامُ إلى بنائه ينبغي أن يكون مرتبطًا بتراثه العريق الذي يحفظ له هُوِيَّتَه الثقافية، وذاتيته الحضارية.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي أقامته الهيئة الوطنية للإعلام بمناسبة ختام تدريب عدد من الأئمة على مهارات الإعلام، حيث أكد المفتي أهمية بناء القدرات الذي يعد جزءًا من بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يحث على إتقان العمل والتفوق فيه «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»... (قيمة كل امرئ ما يحسنه).
وقال المفتي: "لن يكتمل إتقان العمل إلا بأن تُبنى قدرات الشباب وتُنقل لهم العلوم والخبرات والمهارات من السابقين عليهم، ولكي يتم بناء إنسان منتج يجب أن تتكامل فيه القدرات في سائر الجوانب ويكون على إحاطة بمختلف ما يعنيه في مجاله".
كما شدد المفتي على أهمية التدريب والتأهيل في كل مجال لأنه أساس النجاح، ففاقد الشيء لا يعطيه (المعلم غير المؤهل يضلل طلابه وتلاميذه-الطبيب غير المؤهل يموت مرضاه أو تتفاقم أمراضهم... وهكذا).
وتابع : "إننا نعيش في عصر التأهيل والتدريب وبناء القدرات، لتميز هذا العصر بالمتغيرات والتطورات المستمرة، والتأهيل والتدريب عملية مستمرة على المستوى الفردي والقومي، فإنها أحد مقومات الجمهورية الجديدة؛ يُعبِّر عن ذلك اهتمام الدولة بالتأهيل وبناء القدرات على كافة الأوجه".
وأوضح المفتي أن التأهيل والتدريب لن يكون إلا بزيادة الوعي لدى الشباب، من خلال بيان زيف الأفكار والمعتقدات الهدامة من جهة، ونقيم الوعي الصحيح البنَّاء في مقابلة الوعي غير البنَّاء من جهة أخرى، وتنمية الوعي لا يقف عند حدود الفكر فقط وإنما يمتد إلى الأخطار التي تُهدد الشباب في صحتهم وفي انتمائهم.
وثمَّن فضيلة المفتي جهود الدولة المصرية في الاستثمار في الإنسان، منوهًا بإدراك الدولة لأهمية الاستثمار في الإنسان، لذلك اهتمت الدولة ببناء الإنسان من خلال تطوير البنية التحتية، وتطوير مناهج التعليم، والقضاء على العشوائيات.
وأشار إلى جهود الدولة في التنمية واهتمامها بسد العوز من خلال إقرار معاش «تكافل وكرامة»، وإقامة المشروعات الحيوية في النجوع والقرى الفقيرة (مشروع حياة كريمة)، وكذلك اهتمام الدولة بالمشروعات الصحية وإنشاء المستشفيات والقضاء على أمراض الكبد والكشف عن الأمراض في المراحل المبكرة (مشروع مليون صحة)، واهتمام الرئيس السيسي ببناء الإنسان (جلسة بناء الإنسان ضمن فعاليات يوم الاحتفال بتفوق جامعات مصر-توجيه الرئيس بإنشاء 100 مدرسة جديدة خلال عام بتكلفة 15 مليار جنيه-تشجيع القطاع الخاص للمشاركة في الاستثمار بالتعليم-ضرورة اختيار المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شوقى علام مفتي الجمهورية الانسان البنيان بناء الإنسان
إقرأ أيضاً:
جامعة الزقازيق تستضيف مفتي الجمهورية في ندوة توعوية حول العلاقة بين العلم والدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق فعاليات الندوة العلمية الدينية التوعوية، بعنوان "العلاقة بين العلم والدين" والتي أقيمت بقاعة المنتديات.
تأتي هذه الندوة في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لنشر الفكر الديني المستنير داخل الجامعات المصرية.، بحضور الدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتورة جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور سيد سالم، الأمين العام للجامعة، وعدد من عمداء ووكلاء الكليات والمديرين العموم، وبمشاركة متميزة من اتحاد طلاب الجامعة وتنظيم"طلاب من أجل مصر".
استهلت الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، أعقبها كلمة ترحيبية من الأستاذ الدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، عبّر فيها عن إعتزازه باستضافة المفتي، مؤكدًا أهمية اللقاء في إضاءة العقول والقلوب لأبنائنا الطلاب ومواجهة التحديات الفكرية والدينية التي تعصف بعصرنا الراهن، من خلال خطاب ديني عقلاني قائم على الحكمة والوسطية.
هذا وقد ثمّن المهندس حازم الاشموني محافظ الشرقية جهود دار الإفتاء في دعم قيم التنوير ومواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا تكامل جهودها مع الدولة المصرية، ومع مؤسسات مثل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في إطار أهداف المبادرة الرئاسية "بداية لبناء الإنسان".فكريًا وثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا بما يحقق التنمية الشاملة ويصون الهوية الوطنية.
وقال المحافظ في كلمته "ان دار الإفتاء المصرية تُعد من أعرق المؤسسات الدينية العاملة علي نشر الفتاوى المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف لمواجهة السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا " مؤكدًا ان بناء الوعي الصحيح يتطلب تكاتف جميع المؤسسات لبناء جيل قادر على الفهم والإدراك ومواجهه التحديات والمشاركة في إحداث التنمية المنشودة.
ومن جانبه الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية عن سعادته بهذا اللقاء الجامعي، موضحًا أن العلاقة بين العلم والدين هي علاقة تكاملية، لا تعارض فيها ولا صدام، بل كل منهما يُرشد الآخر نحو تحقيق الخير للبشرية.
وأشار المغتي إلى أن الإشكال في فهم العلاقة بين الوحي والعقل يرجع غالبًا إلى خلط المفاهيم، أو محاولة إخضاع النصوص لفرضيات علمية مؤقتة، داعيًا الطلاب إلى إعمال الفكر والفهم العميق لتكامل هذين المسارين في بناء الإنسان.
شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الطلاب، حيث فُتح باب النقاش لطرح الأسئلة، وحرص فضيلة المفتي على الإجابة عنها بروح علمية وأبوية، مما ترك أثرًا طيبًا في نفوس الحاضرين.
هذا وقد تناولت الندوة الحديث عن موضوع العلاقة بين العلم والدين، وقال فضيلة المفتي إن موضوعالندوة من الأهمية بمكان، وأن الحديث عنه ضرورة حياتية وفريضة دينية، فهذا الموضوع الذي يتهم بسببه الدين، ويظلم بسببه العلم، فالعلاقة بين الدين والعلم علاقة تكامل وتعاضد وإرشاد وتوجيه، وإذا ما وجد ثمة تعارض بين الدين والعلم فلا يرجع ذلك إلى الدين أو العلم؛ وإنما مرده إلى المنتسبين إليهما.
وأشار الي أننا أمام بعض الأمور التي تحدث لبسًا عند بعض الناس في العلاقة بين العقل والنقل،
أولًا: عدم فهم العلاقة بين العقل والنقل، أو بين الوحي والفكر وهذا مرده إلى الدائرة الخاصة بكل منهما، فهناك دوائر يستقل بها الدين، وهناك دوائر يستقل بها العلم، وهناك دوائر يشتبك ويختلط بينهما، إذ إن العلم مصدره العقل، والعقل مصدره الله تبارك وتعالى، والدين مصدره الله تبارك وتعالى، فالمصدر واحد والغاية واحدة، فغاية الدين تحقيق السعادة في الأولى والآخرة، وغاية العلم بسط النفوذ الإنسان على الطبيعة والعمل على إستفادة من الموارد الموجودة في هذا الكون؛ خدمة للإنسان وصولًا للتشييد والعمران، وبالتالي لا يوجد ما يسمى بالتعارض بين العلم والدين، أوالوحي والفكر.
أوضح المفتي أن النقطة الثانية تتمثل في: الخلط بين جوانب العلم وبين جوانب الدين،فالقول بأن العلم يصل إلى كل شيء لكن الكلام ليس صحيحًا على إطلاقاه وإن كان
الإنسان سخر الكون، ولكن مع هذا التقدم لم يستطع أن يدرك حقيقة النفس أو الروح التي تضمن له حقيقة البقاء من عدمه، ولكن يلتقيان في جوانب كثيرة يستفيد منها العلم ويتأكد من خلالها الدين.
وختم المفتي بأن النقطة الثالثة في القول بين التعارض بين العلم والدين مرده إلى إخضاع النظريات العلمية إلى النصوص القرآنية، إذ الحقيقة العلمية تختلف تمامًاعن عن النظرية العلمية.
وفي ختام اللقاء، أهدت جامعة الزقازيق درعها لفضيلة المفتي، تقديرًا لدوره الريادي في نشر تعاليم الدين الوسطية في مختلف المحافل العلمية.