تستمر الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوقف إطلاق النار في غزة، خاصة بعد توسيع الهجمات الإسرائيلية لتطال خلال الأيام الماضية، عددا من المستشفيات ومراكز الإيواء، أسفرت عن استشهاد المئات، معظمهم من الأطفال والمرضى وكبار السن.

كما تعالت أصوات منظمات دولية وأممية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، في ظل انعدام المساعدات، بما فيها المواد الغذائية ومياه الشرب والمواد الطبية والوقود، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وفي تحول واضح لموقفها الداعم لإسرائيل منذ اليوم الأول، دعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، إلى حماية المدنيين، فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي أتنوني بلينكن، عن أسفه جراء ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين داخل قطاع غزة.

كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نشرت في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين.

وبالتزامن، صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، بأن حكومته الجديدة تنوي الاعتراف بفلسطين كدولة، مشيرًا إلى عمل حكومته في أوروبا وإسبانيا لهذا الهدف.

ورغم تأكيده على وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل من أجل الرد على هجمات حماس، إلا أنه طالب الاحتلال الإسرائيلي بوضع حد لما أسماه "قتل أعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، في تغير واضح للكنة بيدرو تجاه إسرائيل، منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

اقرأ أيضاً

أكثر من ألف مسؤول في وكالة أمريكية يدعون بايدن لوقف إطلاق النار في غزة

وطالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".

الأمر ذاته، ذكره رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، حين قال إن قتل النساء والأطفال والرضع في قطاع غزة المحاصر يجب أن يتوقف، في أشد انتقاداته لإسرائيل منذ اندلاع حربها على غزة قبل 40 يوما.

وتمسكت كندا بموقفها بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها عبّرت عن قلقها المتزايد بشأن ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة، حيث استُشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني 70% منهم أطفال ونساء.

وقال ترودو: "أحث حكومة إسرائيل على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. العالم يشاهد على شاشات التلفزيون وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نستمع لشهادات الأطباء وأفراد الأسر والناجين والأطفال الذين فقدوا والديهم".

من جانبه، جدد وزير الخارجية الأيرلندي ميهول مارتن، الأربعاء، دعم بلاده لوقف إطلاق النار في غزة، ودعم الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعهاته المشروعة في إنشاء دولته المستقلة، ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين.

وقال مارتن، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، إنّ بلاده دعت مرات عديدة إلى وقف إطلاق نار إنساني.

اقرأ أيضاً

حماس: اتصالات مع مصر وقطر للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل

في الوقت نفسه، دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الولايات المتحدة، إلى بذل المزيد من الجهود لوقف "الأعمال الوحشية" في غزة، مطالبا بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وقال ويدودو بعد لقاء مع نظيره الأمريكي جو بايدن، في البيت الأبيض الإثنين: "تناشد إندونيسيا الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد لوقف الأعمال الوحشية في غزة. وقف إطلاق النار أمر لا بد منه من أجل الإنسانية".

كما أكد وزير الدفاع الماليزي محمد حسن، قلق بلاده العميق إزاء الوضع في غزة، والدعوة العاجلة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وشدد الوزير، خلال الاجتماع الـ17 لوزراء دفاع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، والاجتماع الـ10 لوزراء دفاع رابطة الآسيان زائد بجاكرتا، الأربعاء، على الحاجة الملحة لوقف مزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة والدمار، داعيًا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والمشاركة بنشاط في جهود خفض التصعيد.

وقال: "في هذه الأوقات الصعبة، تكرر ماليزيا مطالبتها الثابتة بوقف فوري لإطالق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والرفض القاطع لأية محاولات لنزوح الشعب الفلسطيني من أرضه المشروعة".

وفي أمريكا اللاتينية، انضمت البرازيل على لسان رئيسها لويس إيناسيو دا سيلفا، إلى المطالبين بوقف لإطلاق النار في غزة.

اقرأ أيضاً

الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت تطالب بوقف إطلاق النار في غزة

وخلال حفل رسمي في العاصمة الإثنين، اتّهم الرئيس البرازيلي إسرائيل بـ"قتل أبرياء من دون أيّ معيار" في قطاع غزة، مؤكّداً أنّ ردّ الدولة العبرية "لا يقلّ خطورة" عن الهجوم الذي شنّته عليها "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

في غضون ذلك، تجري اتصالات مصرية – قطرية، من أجل دفع جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى قناة "القاهرة الإخبارية"، المقربة من المخابرات المصرية.

وأكدت المصادر "تكثيف الجهود المصرية - القطرية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن المحتجزين".

فيما ذكرت الرئاسة التركية، أن رئيسها رجب طيب أردوغان، قال لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في اتصال هاتفي الأربعاء، إن أنقرة تتوقع من روما دعما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأفادت الرئاسة، في بيان، بأن أردوغان قال في الاتصال أيضا، إن تركيا ستبذل جهودا لضمان معاقبة إسرائيل في المحاكم الدولية.

وإضافة للدول، تعالت أصوات المنظامات الدولية وناشطين ومؤثرين عالميين، مطالبة بوقف لإطلاق النار في غزة.

اقرأ أيضاً

تميم وبن زايد يشددان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأربعاء باتخاذ إجراءات فورية "لكبح جماح المذبحة" الإسرائيلية الجارية في غزة.

وقال مارتن غريفيث في بيان: "بينما تبلغ المذبحة في غزة مستويات جديدة من الرعب كل يوم، يواصل العالم مشاهدة ذلك في حال من الصدمة بينما تتعرض المستشفيات لإطلاق النار ويموت الأطفال الخدج ويُحرم السكان بأكملهم من وسائل البقاء الأساسية. لا يمكن السماح باستمرار هذا الأمر".

كما أنه بعد أربع محاولات فاشلة، يسعى مجلس الأمن الدولي للمرة الخامسة للتوصل إلى قرار بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان بمقدوره التغلب على الانقسامات الخطيرة بداخله من أجل التوصل إلى إجماع حول صياغة القرار.

وتطالب المسودة الحالية قيد التفاوض بـ"وقف إنساني فوري وممتد" في جميع أنحاء قطاع غزة لتزويد المدنيين بالمساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها.

كما سيطالب "جميع الأطراف" بالامتثال للقانون الإنساني الدولي الذي يتطلب حماية المدنيين، ويدعو إلى حماية خاصة للأطفال، ويحظر احتجاز رهائن.

لكن المسودة، التي اقترحتها مالطا، عضو المجلس، الثلاثاء، لا تتضمن أي إشارة إلى وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاً

قطر تتوسط لإطلاق سراح أسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة

ومن الداعين لوقف إطلاق النار أيضا، الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، التي جددت دعوتها لوقف إطلاق النار، وهي تلبس الكوفية فلسطينية، خلال تظاهرة حول المناخ في أمستردام شارك فيها نحو 70 ألفا.

وقالت أمام المتظاهرين: "بصفتنا حركة من أجل العدالة البيئية، علينا أن ننصت إلى أصوات كل من يتعرضون للقمع وكل الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة".

كما أعلن 939 باحثاً وأكاديمياً من مجموعة دول الشمال (فنلندا والسويد والنرويج وأيسلندا والدنمارك)، تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم للعدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبوا بوقف إطلاق النار، مؤكدين في بيان مشترك أنه "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما تقتل الدولة الإسرائيلية آلاف المدنيين الفلسطينيين".

ورفض الموقعون على البيان، الأربعاء، نظام الفصل العنصري للاحتلال الإسرائيلي، قائلين: "على مدى 75 عاماً تمّ توثيق كيف قامت إسرائيل، باعتبارها قوة استعمارية استيطانية، بتنفيذ أعمال العنف، التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها جرائم حرب، تماماً كما تمّ توثيق فرض إسرائيل للفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني بشكل جيد".

ودعا الموقعون جميع الجامعات في إسكندنافيا ومجموعة دول الشمال إلى تشجيع الجامعات الأوروبية والمؤسسات الأكاديمية كباحثين من دول الشمال لاتخاذ خطوات عملية تشمل المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري، والسماح بدفن الشهداء بشكل كريم ومنع تفشي الأمراض، والاستعادة الضرورية لإمدادات المياه والغذاء والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية، والحماية الفورية للمستشفيات والمراكز الصحية، وإلغاء أوامر الإخلاء غير القانونية واللاإنسانية المفروضة على المستشفيات، وتسهيل المرور الآمن للأشخاص المصابين والمصابين بأمراض خطيرة والذين يحتاجون إلى العلاج الطبي.

في الوقت نفسه، بعث أكثر من 400 مسؤول سياسي أمريكي رسالة إلى بايدن، يحتجون فيها على سياسة إدارته المتعلقة بإسرائيل ودعم الهجمات على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

دون الدعوة لوقف إطلاق النار.. مجموعة السبع تعلن دعم هدنات إنسانية في غزة

وطالب المسؤولون في الرسالة بوقف إطلاق نار عاجل بغزة، وتوجيه دعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي من خلال ضمان الإفراج الفوري عن "الرهائن" الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية من خلال استعادة المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية في القطاع.

وأكدت الرسالة أنه وفقا لاستطلاعات الرأي فإن غالبية الأميركيين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، مضيفة أنهم لا يريدون جر جيش بلادهم إلى حرب أخرى مكلفة وغير مجدية في الشرق الأوسط.

وهذا ما كشف عنه استطلاع "رويترز/إبسوس"، عن تراجع التأييد الشعبي الأمريكي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث اعتبر 68% أن "إسرائيل عليها أن تعلن وقفا لإطلاق النار وتحاول التفاوض".

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن رفضه الضغوط الدولية على إسرائيل، لافتا إلى أن زعماء العالم يجب أن ينددوا بحماس وليس بإسرائيل.

وأضاف بأن "هذه الجرائم التي ترتكبها حماس اليوم في غزة سترتكب غدا في باريس ونيويورك وفي أي مكان في العالم".

وقالت تل أبيب إن مقاتلي حماس، الذين يحتجزون ما يصل إلى 240 رهينة من جنسيات مختلفة تم أسرهم في هجوم الشهر الماضي، سوف يستغلون أي هدنة لإعادة تنظيم صفوفهم إذا كان هناك وقف لإطلاق النار.

اقرأ أيضاً

للمرة الثالثة خلال شهر.. مجلس الأمن يفشل في وقف إطلاق النار بغزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: وقف إطلاق نار ضغوط دولية إسرائيل نتنياهو الأمم المتحدة مجلس الأمن الحرب على غزة لوقف إطلاق النار فی غزة وقف إطلاق النار فی غزة المساعدات الإنسانیة لإطلاق النار فی غزة بوقف إطلاق النار وقف لإطلاق النار الشعب الفلسطینی رئیس الوزراء فی قطاع غزة اقرأ أیضا إلى وقف من أجل

إقرأ أيضاً:

لبنان يطالب أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف خروقات التهدئة

قال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لرويترز اليوم "الثلاثاء" إن كبار المسؤولين اللبنانيين حثوا واشنطن وباريس على الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعد عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية التي اعتبرتها بيروت انتهاكا.

ووضعت الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان وإطلاق حزب الله للصواريخ على موقع عسكري إسرائيلي أمس الاثنين وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الجانبين في موقف هش بشكل متزايد بعد أقل من أسبوع من دخوله حيز التنفيذ.

وقالت المصادر إن رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تفاوض على الاتفاق نيابة عن لبنان، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين وأعربا عن قلقهما بشأن حالة وقف إطلاق النار.

وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين، قائلاً إن الجانبين يجب أن يلتزما بوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر للصحفيين يوم الاثنين إن وقف إطلاق النار "صامد" وإن الولايات المتحدة "توقعت أن تكون هناك انتهاكات".

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر وتمنع إسرائيل من القيام بعمليات عسكرية هجومية في لبنان بينما تلزم لبنان بمنع حزب الله، من شن هجمات على إسرائيل.

وتمنح الهدنة القوات الإسرائيلية 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان.

وتتولى آلية مراقبة برئاسة الولايات المتحدة مهمة مراقبة الهدنة والتحقق منها والمساعدة في فرضها، لكنها لم تبدأ عملها بعد.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: اتصالات مكثفة للجم خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان
  • لبنان: اتصالات مكثفة للجم خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • لبنان يطالب أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف خروقات التهدئة
  • خبير عسكري: رد حزب الله على إسرائيل لا يعد اختراقا لوقف إطلاق النار
  • رداً على حزب الله..إسرائيل تضرب جنوب لبنان
  • بعد ضربة الصواريخ.. إسرائيل تتوعد حزب الله برد قاس
  • أمريكا: “جهودنا” بوقف إطلاق النار في غزة من قبل إسرائيل “لم تنجح”
  • خروقات لا تنتهي لوقف إطلاق النار.. ماذا تريد إسرائيل؟!
  • بن غفير يرفض صفقة الرهائن المنتظرة بين إسرائيل وحماس
  • بعد رفض استئناف إسرائيل.. هل يمكن أن تؤثر الضغوط الدولية على مذكرة اعتقال نتنياهو؟