زعمت اسرائيل العثور على اسلحة وبنية تحتية عسكرية داخل مستشفى الشفاء الذي اقتحمته قواتها فجر الاربعاء، فيما توعدت بمطاردة قادة حماس داخل القطاع وفي كل انحاء العالم.

واقتحم الجيش الاسرائيلي مجمع الشفاء، اكبر مستشفيات قطاع غزة، بعدما زعم مطولا ان حركة حماس تستخدمه كمقر قيادة للعمليات العسكرية، كما هي الحال مع مستشفيات اخرى في القطاع.

اقرأ ايضاًاقتحام مستشفى الشفاء.. الاردن يدين صمت مجلس الامن والسلطة تعتبره انتهاكا صارخا

ونفت حماس مرارا هذا الاتهام، والذي اعتبرته عذرا تسوقه قوات الاحتلال للمضي في التدمير الممنهج الذي تنفذه في قطاع غزة منذ اعلانها الحرب قبل 40 يوما، ردا على هجوم مفاجئ شنته الحركة على الدولة العبرية في 7 اكتوبر وقتلت خلاله مئات من الجنود والمستوطنين.

وتقول اسرائيل التي قتلت حتى الان اكثر من 11 الف فلسطيني في القطاع، ان حماس احتجزت نحو 240 رهينة خلال هجومها واقتادتهم الى قطاع غزة، حيث تقوم الان بمساومة الدولة العبرية عليهم.

وقال مسؤول في الجيش الاسرائيلي في تصريحات للصحفيين ان الجنود عثروا في منطقة واحدة محددة داخل مستشفى الشفاء على اسلحة وبنية تحتية عسكرية.

واكد المسؤول انه لم يقع اي احتكاك بين القوات الاسرائيلية والطواقم الطبية والمرضى في المستشفى، كما لم يقع اي قتال داخله، رغم ان الجيش اعلن في وقت سابق انه قتل خمسة مسلحين في محيط المستشفى قبيل عملية الاقتحام.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي في وقت سابق الاربعاء، عن مسؤول اسرائيلي قوله ان القوات لم تعثر داخل المستشفى على اثر لاي من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وكان يعتقد انها قد تكون خبأت عددا منهم هناك.

مطاردة حماس

وفي الاثناء، هدد بيني غانتس، عضو حكومة الحرب التي شكلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمطاردة قادة حماس داخل قطاع غزة وفي كل مكان في العالم للاقتصاص منهم على خلفية هجومهم الدامي على الدولة العبرية.

وقال غانتس الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية انه لن تكون هناك مدن امنة ليحتمي فيا قادة حماس ولن يكون هناك مكان امن في كل انحاء قطاع غزة الذي يواصل الجيش عملياته فيه وفي عمق مدينة غزة خصوصا.

واضاف ان الجيش الاسرائيلي سيذهب الى اي مكان يتطلبه الامر من اجل القضاء على قيادات وعناصر حماس، سواء كان فوق او تحت الارض او في اي مكان في العالم.

وتابع غانتس ان اي وقف مؤقت ومحدود لاطلاق النار وان حدث فانه لن يوقف الحرب التي تستهدف القضاء على حماس واستعادة الرهائن الى جانب خلق واقع جديد لا يعود معه القطاع مصدر تهديد لاسرائيل.

اقرأ ايضاًالجيش الاسرائيلي يحول مستشفى الشفاء الى معسكر اعتقال وتحقيق

وحذر من ان ما يفعله الجيش الاسرائيلي من تدمير وقتل وحصار في قطاع غزة قد يتم تنفيذه ايضا في الشمال وحسب مقتضيات الحاجة، في اشارة الى لبنان.

وتصاعدت المواجهات الحدودية بين حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وسط تحذيرات من احتمال اتساع نطاق الحرب الى مناطق اخرى في المنطقة.

وكرر غانتس بذلك مضمون تهديدات وزير الدفاع يوأف غالانت الذي توعد سكان العاصمة اللبنانية بيروت بمصير مماثل لاهالي مدينة غزة الذين قالوا انهم الان يرفعون الرايات البيضاء بينما هم يفرون من منازلهم تحت القصف الاسرائيلي.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف الجیش الاسرائیلی مستشفى الشفاء قادة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قادة حماس منفصلون عن واقع سكان غزة ومعاناتهم

مضت الذكرى الـ37 لتأسيس حركة حماس، المصادفة ليوم 14 ديسمبر (كانون الأول)، كحدث عابر دون زخم إعلامي يُذكر، حتى أن أكبر المنابر الإعلامية العربية الداعمة للحركة لم تكلف نفسها عناء إعداد تقرير يحتفي بهذه الذكرى على غرار ما عهدناه في السنوات السابقة.

 ربما غطى الحدث السوري على مجمل الأحداث الأخرى بما فيها تأسيس الحركة وهي تكابد وسط حرب وجودية، أو ربما يخفي هذا التجاهل الإعلامي في باطنه من الإيحاءات ما يكفي لتوجيه رسائل قوية إلى قادة الحركة.
بيان الحركة بمناسبة هذه الذكرى حمل التأكيد على استمرار المقاومة المسلحة ضد إسرائيل إلى حين بلوغ التحرير الشامل، معلنًا رفض أيّ شكل من أشكال التسوية القائمة على حل الدولتين. وهي مواقف تكشف اتساع الهوة ما بين قيادات حماس ومعاناة سكان غزة الآملين بأن تفضي وساطة القاهرة والدوحة إلى التوصل إلى هدنة تنهي كابوس الحرب التي يوشك أن يتخطى عدد قتلاها 45 ألف قتيل.
ثم تستمر الحركة من خلال هذا البيان في تأكيد انفصالها التام عن الواقع عندما تحيّي “الصمود الأسطوري” لشعب غزة بعد كل ما تحمله من تبعات كارثية لما سمي بـ”طوفان الأقصى”، متجاهلة بأن تكاليف هذا الصمود قد تجاوزت بأضعاف مضاعفة ما يمكن أن يصل إليه سقف مطالبها في مفاوضات الهدنة. هذا الصمود الذي تختزله جملة واحدة: تدمير كل شيء من أجل لا شيء في المحصلة.
لا عجب في أن قادة حماس لا يكتفون من ترديد نفس المفردات والخطاب بعد كل ما ألحقته سياستهم من ضرر بالغ بقطاع غزة وعلى القضية الفلسطينية برمّتها، ولا عجب في وقوعهم في نفس الأخطاء رغم كل تلك التجارب التي خاضوها، أو أن يتحدثوا عن التحرير الشامل في الوقت الذي تبدي فيه مرونة بقبولها لانسحابات جزئية من المحاور الرئيسة في فيلادلفيا ونتساريم ومناطق بشمال غزة بعد أن كانت تصر على الانسحاب الشامل، أو أن يطالبوا بإقامة دولة فلسطينية بعد أن كرّروا مرارًا رفضهم لأيّ حل سياسي جاد يفضي إلى حل الدولتين. لا عجب أيضًا في أن يرفع القيادي خالد مشعل علم الثورة السورية بيده اليمنى ثم يصافح بشار الأسد بيده اليسرى ليعود في الأخير ويبارك سقوطه.
أحيت حماس الذكرى الـ37 لتأسيسها في خضم مرحلة مفصلية من تاريخها، بعد أن تجاوزت انعكاسات مغامرة يحيى السنوار العبثية حدود قطاع غزة لتقود إلى تكسير أوصال محور المقاومة، وأفقدت إيران ثقلها في لبنان بعد ما تكبده حزب الله في حرب الإسناد. ومع كل ما أحاط بالتجربة الحمساوية من فشل، لا يمكن لأيّ جهة من داخل الحركة أن تتجرأ على القيام بنقد ذاتي قد يدفع بالحركة إلى تصويب مسارها، ما يجعلها رهينة أيديولوجيتها التي لا تسمح لها بأن تكون حركة سياسية قادرة على فهم المتغيرات الجيوسياسية والتكيف مع تطورات المشهد السياسي الإقليمي بواقعية بعيدة عن الشعارات والخطابات الحماسية التي لا تضيف شيئًا إلى القضية الفلسطينية.
حماس اليوم لم تعد رقماً صعباً في المعادلة الفلسطينية بعد أن فقدت قوتها العسكرية وعلاقتها الإستراتيجية مع داعمها السياسي في المنطقة. أما فقدان حاضنتها الشعبية في الداخل فهو إعلان مبكر لنهاية تجربتها السياسية قبل أن تضع الحرب أوزارها. ومع ذلك، لن يمثل انسحابها من المشهد نهاية الطريق المظلم الذي سلكه الغزيون منذ انقلابها واستيلائها على السلطة، ذلك لأن تركتها الثقيلة على قطاع غزة ستحتاج إلى سنوات أطول من تلك التي أمضاها الناس تحت حكمها.
الناس في قطاع غزة لا يكترثون كثيرًا لمستقبل حركة حماس ولا لبياناتها التي تحيّيهم على “صمودهم الأسطوري” بقدر تركيزهم على ضرورة التوصل إلى صفقة تنهي بشكل عاجل الكارثة الإنسانية التي حلت بهم جراء الحرب. وإذا وفّر سقوط حماس وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع واقعًا مغايرًا ينهي مسلسل الصراع الدموي وجلب الدعم الدولي الكفيل بإعادة الإعمار، فإن ذلك هو مطلب الغزيين جميعًا البعيدين عن تفاصيل السياسة وصراع الكراسي.

مقالات مشابهة

  • التعديات الاسرائيلية مستمرة.. اليكم ما فعله الجيش الاسرائيلي مساء اليوم
  • محاصرون بمستشفى كمال عدوان: نواجه خطر الموت جوعا
  • اسرائيل تواصل غاراتها الوحشية وتهاجم مدرسة تؤوي نازحين
  • الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته في بيت حانون شمال قطاع غزة
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • علي الحاج: قادة الجيش والدعم السريع من أشعلوا الحرب ورئيس المؤتمر الوطني ونائبه ممن كانوا معي في السجن قالا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
  • الجيش الإسرائيلي يدمر أنفاقاً لحماس في بيت لاهيا
  • حماس تدعو لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني
  • حماس تطالب بمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني
  • قادة حماس منفصلون عن واقع سكان غزة ومعاناتهم