عربي21:
2024-09-18@06:25:30 GMT

سلاح الذكاء الاصطناعي أم الرؤوس النووية؟

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

"خطر الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من خطر الرؤوس الحربية النووية. تذكروا كلامي هذا، الذكاء الاصطناعي أخطر بكثير من الأسلحة النووية"، هكذا عبر الملياردير العالمي إيلون ماسك، صاحب أكبر الشركات التقنية على مستوى العالم والمبنية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، عن خطر أبرز ما قدمته الثورة الصناعية الرابعة باعتبارها أداة فاعلة ووسيلة قوية لم يشهد لها عالم تكنولوجيا المعلومات مثيلا من ذي قبل ويمكنها أن تغير شكل العالم، وخاصة إذا ما استخدمت هذه التقنيات الذكية في جانب الشر.



خطر الذكاء الاصطناعي لا بذاته بل بتوظيفه في خدمة الشر أثار اهتمام العديد من الأشخاص والمؤسسات وحتى الدول، لتحديد استخدامه وفق أنظمة مضبوطة. كما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أكثر من مناسبة عن الذكاء الاصطناعي بكونه خطرا يهدد وجود البشرية، ودعا إلى وضع أنظمة، ومؤسسات على مستوى دولي لمراقبة استخدامها، وضمان المنفعة العامة، لتوجه تطبيقاته إلى ما يمكن أن يرفع من سوية الخدمات المقدمة وبما لا يخرج عن مصلحة البشرية، وفي حالة استحداث شكل جديد من الخدمات فإنها يجب أن تكون ضمن السياق ذاته بما يعزز التحسين المستمر في المستويات النافعة الخيّرة.

ظهرت تجليات استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية التي فتكت بحياة المدنيين وهدمت المجمعات السكنية، وقضت على جميع تفاصيل الحياة في أقسى ما عرفته البشرية حتى اليوم من خروج عن منطلقات الإنسانية والتعامل بمنهجية المخالب والأنياب.

إن ما نشهده اليوم في العدوان الإسرائيلي على غزة عبر العديد من الأنظمة الذكية التي تحدد الأهداف بدقة عالية وتفتك بكل من يقف أمامها ضمن عوامل معقدة متداخلة كالتوقيت، وحجم الذخيرة، ودقة الأهداف، وغيرها تتيح لآلة الحرب الإسرائيلية أن تتفنن في رسم أبشع صور الموت بحرفية عالية لتنتج مشاهد مختلفة من المأساة والألم للأبرياء.

أتاحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على التعلم المراقَب بالإضافة إلى التعلم المدعوم؛ فرصة لخلق محتوى جديد من خلال مجموعة من الأوامر أو التعليمات، حيث يتم دراسة قواعد البيانات لمعرفة واستخراج الأنماط، ومن ثم إنتاج محتوى جديد؛ حيث يعتبر تطبيق "تشات جي بي تي" من أهم التطبيقات التي تم تصميمها وفقا لهذه المنهجية، ولاقت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة على نطاق واسع جدا.

وجدت إسرائيل هذه التقنية فرصة جيدة لمحاولة رسم صورة حرب أمام العالم ممتلئة بالظلم والدمار بريشة التكنولوجيا وألوان الكذب، لتبث في كل حدب وصوب صورا تفطر لها قلب العالم وأثارت الرأي العام العالمي بكل قوة لكف المعاناة والألم عن إسرائيل، وحيث أن حبال الكذب أقصر بكثير مما تظن، كشفت برمجيات ذكية متطورة أن ما تصدره إسرائيل من صور متعلقة بقتل سكانها وحرق الأطفال تم إنتاجه افتراضيا ليس حقيقة، وأن من صدق أو تداول أو صرح بمحتوى هذه الصور أصبح محرجا، كما اضطر البيت الأبيض لأن يتراجع عن تصريحات رئيسيه حول قطع رؤوس الأطفال والادعاء بأن هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية.

من جانب آخر، وحيث أن الحرب النفسية أحد أهم المحاور التي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، تحاول الإدارة الإسرائيلية رفع الروح المعنوية للإسرائيليين بأحداث أو انتصارات كاذبة مدعومة بالصور والتسجيلات الصوتية وبثها عبر المنصات المختلفة، لخلق توازنات بين الأطياف المختلفة بما يضمن إدارة الموقف الداخلي لحين انتهاء الحرب.

أراد العالم أن تكون منصات التواصل الاجتماعي المنضدة الأولى التي توضع عليها كل ما يجري في أي من أرجائه ليراها الجميع دون أي قيود، بعدما أذابت العولمة التكنولوجية جميع الحدود والحواجز، وأصبح العالم قرية صغيرة نتجول بين أروقتها بحرية وسهولة، ولكن سرعان ما وضعت إسرائيل حدودا وعقبات في هذا الفضاء الإلكتروني لتسمح بمرور الأخبار والمحتويات التي تريدها فقط دونما قيد أو شرط، وتخفي كل ما يصور حقيقتها الدموية عن العالم عبر توجيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي لفرز محتوى ما يُنشر، ومنع إيصال أي محتوى يصور معاناة الشعب الفلسطيني من قتل وهدم وحرق الممتلكات. كل ذلك يتم إخفاؤه عبر استخدام الخوارزميات الذكية المتعلقة بمعالجة اللغات الطبيعية لتحديده أولا ومن ثم إلغائه. وفي المقابل يتم توجيه الخوارزميات لتعمل على نشر المحتويات المتعلقة بمعاناة الإسرائيليين وتوسيع نشرها على أوسع نطاق، لكسب التعاطف من المجتمعات الدولية والتأثير على صناعة القرارات الداعمة والمؤيدة لكل ما تقوم به إسرائيل من سياسات الحرب والتدمير.

علينا أن ندرك بأننا ندفع اليوم ثمن تغريدنا خارج سرب الثورة التكنولوجية، وأن بقاءنا طوال الوقت ضمن فصيلة المستهلكين لما يقدمه العالم الأول من تقنيات وأنظمة وتطبيقات تكنولوجية أبقتنا تحت رحمة من يمتلكها ليقرر عنا فحوى رسائلنا للعالم، وأن امتلاك هذه التقنيات المتطورة والعمل على تطويرها بأيد عربية ستفتح المجال لنا بأن نصدّر للعالم ما يمكن من خلاله أن نكون رقما صعبا يصعب تجاوزه أو استغفاله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية الفلسطيني إسرائيل فلسطين الدعاية الذكاء الاصطناعي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. أداة يحبها ترامب وتتجنبها هاريس

في مناظرتهما الأولى، وربما الوحيدة، تحدث مرشحا انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب حول الذكاء الاصطناعي.

لكن، حسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الدروس الحقيقية كانت في أعقاب المناظرة، حيث كشف التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي بشأن المنافسة، أن الجمهوريين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتوضيح وجهات نظرهم السياسية، أما الديمقراطيون فلا يفعلون ذلك.

استخدام الجمهوريين للذكاء الاصطناعي

وركز تفاعل الجمهوريين بشأن الذكاء الاصطناعي على ادعاء من قبل مرشحهم تم دحضه، حيث قال ترامب أثناء المنظرة إن المهاجرين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو "يأكلون الكلاب والقطط".

ولم يكن التصريح صحيحا، حيث تحقق المشرفون على محطة "إيه بي سي" من صحة أقواله بمعلومات من مفوض مراقبة الحيوانات في المدينة، الذي لم يتلق أي مكالمات حول مثل هذه الوقائع، وبعد ذلك بات المهاجرون في المدينة يواجهون عنفا حقيقيا بسبب ادعاء ترامب الكاذب.

وفي غياب صور حقيقية لمثل هذا التصرف الذي لم يحدث بالفعل، لجأ ترامب وشركاؤه إلى صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقبل أن تبدأ المناظرة، غرد دونالد ترامب الابن بصور لوالده وهو يمتطي قطا عملاقا ويحمل مسدسا، وكتب: "أنقذوا حيواناتنا الأليفة".

وجاء في منشور لترامب الابن أثناء المناظرة: "إنهم يعرفون من يشجعون الليلة"، مع صورة غير حقيقية لـ3 قطط وبطة أو أوزة، تشاهد مواجهة المرشحين على شاشة التلفزيون.

وتحمل الصور علامة مميزة للمواد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وبعد يومين من المناظرة، نشر ترامب صورة لنفسه على متن طائرة محاطا بالقطط والأوز، وأخرى لقط يحمل لافتة كتب عليها "كامالا تكرهني"، وثالثة له وهو يتحدث في تجمع "قطط من أجل ترامب".

كما غرد أعضاء في لجنة القضاء بمجلس النواب الأميركي، بصورة لترامب وهو يحتضن الحيوانات في الماء، مع تعليق: "احموا بطنا وقططنا الصغيرة في أوهايو".

وانضم الملياردير إيلون ماسك بدوره إلى التغريد بلقطات لمنشورات ترامب على موقع "تروث سوشيال"، مصحوبة برمز تعبيري للضحك والبكاء.

استخدام الديمقراطيين للذكاء الاصطناعي

وفي الساعات التي أعقبت انتهاء المناظرة، لم تكن هاريس هي التي ردت على استخدام الجمهوريين للذكاء الاصطناعي، بل كانت نجمة البوب العالمية تايلور سويفت، التي استهدفت صراحة الصور غير الحقيقية التي نشرت لها وهي تدعم ترامب.

وكتبت سويفت على "إنستغرام": "علمت مؤخرا أن الذكاء الاصطناعي الذي يظهرني وأنا أؤيد زورا ترشح دونالد ترامب للرئاسة قد نشر على موقعه. أثار ذلك مخاوفي حقا بشأن الذكاء الاصطناعي ومخاطر نشر المعلومات المضللة. أوصلني إلى استنتاج مفاده أنني بحاجة إلى أن أكون شفافة للغاية بشأن خططي الفعلية لهذه الانتخابات كناخب".

وأكدت ترامب، التي لها جمهور من مئات الملايين حول العالم، تأييدها لهاريس.

ولم تنشر هاريس نفسها أي صور "اصطناعية" سواء كانت متعلقة بالمناظرة أو غيرها، بل في الأيام التي أعقبت النقاش مع ترامب نشرت حملتها صور كامالا وهي طفلة تزور أجدادها في الهند.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي «يعالج» السرطان
  • الذكاء الاصطناعي يكافح السرطان
  • ماذا قال الذكاء الاصطناعي عن فرضية اختراق وتفجير البيجر في لبنان؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل النادي الأهلي المصري
  • لمحة حول ويندوز 11 مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في الحواسيب المحمولة
  • ملتقى بالرستاق حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • للمنافسة في الذكاء الاصطناعي.. سويسرا تكشف عن حاسوبها الجديد «إي آي بي إس»
  • الذكاء الاصطناعي.. أداة يحبها ترامب وتتجنبها هاريس
  • بعد نجاح ألبومها.. أنغام تهاجم الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستفيد الخدمات المالية من الذكاء الاصطناعي؟