عربي21:
2025-02-16@22:15:45 GMT

سلاح الذكاء الاصطناعي أم الرؤوس النووية؟

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

"خطر الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من خطر الرؤوس الحربية النووية. تذكروا كلامي هذا، الذكاء الاصطناعي أخطر بكثير من الأسلحة النووية"، هكذا عبر الملياردير العالمي إيلون ماسك، صاحب أكبر الشركات التقنية على مستوى العالم والمبنية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، عن خطر أبرز ما قدمته الثورة الصناعية الرابعة باعتبارها أداة فاعلة ووسيلة قوية لم يشهد لها عالم تكنولوجيا المعلومات مثيلا من ذي قبل ويمكنها أن تغير شكل العالم، وخاصة إذا ما استخدمت هذه التقنيات الذكية في جانب الشر.



خطر الذكاء الاصطناعي لا بذاته بل بتوظيفه في خدمة الشر أثار اهتمام العديد من الأشخاص والمؤسسات وحتى الدول، لتحديد استخدامه وفق أنظمة مضبوطة. كما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أكثر من مناسبة عن الذكاء الاصطناعي بكونه خطرا يهدد وجود البشرية، ودعا إلى وضع أنظمة، ومؤسسات على مستوى دولي لمراقبة استخدامها، وضمان المنفعة العامة، لتوجه تطبيقاته إلى ما يمكن أن يرفع من سوية الخدمات المقدمة وبما لا يخرج عن مصلحة البشرية، وفي حالة استحداث شكل جديد من الخدمات فإنها يجب أن تكون ضمن السياق ذاته بما يعزز التحسين المستمر في المستويات النافعة الخيّرة.

ظهرت تجليات استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية التي فتكت بحياة المدنيين وهدمت المجمعات السكنية، وقضت على جميع تفاصيل الحياة في أقسى ما عرفته البشرية حتى اليوم من خروج عن منطلقات الإنسانية والتعامل بمنهجية المخالب والأنياب.

إن ما نشهده اليوم في العدوان الإسرائيلي على غزة عبر العديد من الأنظمة الذكية التي تحدد الأهداف بدقة عالية وتفتك بكل من يقف أمامها ضمن عوامل معقدة متداخلة كالتوقيت، وحجم الذخيرة، ودقة الأهداف، وغيرها تتيح لآلة الحرب الإسرائيلية أن تتفنن في رسم أبشع صور الموت بحرفية عالية لتنتج مشاهد مختلفة من المأساة والألم للأبرياء.

أتاحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على التعلم المراقَب بالإضافة إلى التعلم المدعوم؛ فرصة لخلق محتوى جديد من خلال مجموعة من الأوامر أو التعليمات، حيث يتم دراسة قواعد البيانات لمعرفة واستخراج الأنماط، ومن ثم إنتاج محتوى جديد؛ حيث يعتبر تطبيق "تشات جي بي تي" من أهم التطبيقات التي تم تصميمها وفقا لهذه المنهجية، ولاقت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة على نطاق واسع جدا.

وجدت إسرائيل هذه التقنية فرصة جيدة لمحاولة رسم صورة حرب أمام العالم ممتلئة بالظلم والدمار بريشة التكنولوجيا وألوان الكذب، لتبث في كل حدب وصوب صورا تفطر لها قلب العالم وأثارت الرأي العام العالمي بكل قوة لكف المعاناة والألم عن إسرائيل، وحيث أن حبال الكذب أقصر بكثير مما تظن، كشفت برمجيات ذكية متطورة أن ما تصدره إسرائيل من صور متعلقة بقتل سكانها وحرق الأطفال تم إنتاجه افتراضيا ليس حقيقة، وأن من صدق أو تداول أو صرح بمحتوى هذه الصور أصبح محرجا، كما اضطر البيت الأبيض لأن يتراجع عن تصريحات رئيسيه حول قطع رؤوس الأطفال والادعاء بأن هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية.

من جانب آخر، وحيث أن الحرب النفسية أحد أهم المحاور التي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، تحاول الإدارة الإسرائيلية رفع الروح المعنوية للإسرائيليين بأحداث أو انتصارات كاذبة مدعومة بالصور والتسجيلات الصوتية وبثها عبر المنصات المختلفة، لخلق توازنات بين الأطياف المختلفة بما يضمن إدارة الموقف الداخلي لحين انتهاء الحرب.

أراد العالم أن تكون منصات التواصل الاجتماعي المنضدة الأولى التي توضع عليها كل ما يجري في أي من أرجائه ليراها الجميع دون أي قيود، بعدما أذابت العولمة التكنولوجية جميع الحدود والحواجز، وأصبح العالم قرية صغيرة نتجول بين أروقتها بحرية وسهولة، ولكن سرعان ما وضعت إسرائيل حدودا وعقبات في هذا الفضاء الإلكتروني لتسمح بمرور الأخبار والمحتويات التي تريدها فقط دونما قيد أو شرط، وتخفي كل ما يصور حقيقتها الدموية عن العالم عبر توجيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي لفرز محتوى ما يُنشر، ومنع إيصال أي محتوى يصور معاناة الشعب الفلسطيني من قتل وهدم وحرق الممتلكات. كل ذلك يتم إخفاؤه عبر استخدام الخوارزميات الذكية المتعلقة بمعالجة اللغات الطبيعية لتحديده أولا ومن ثم إلغائه. وفي المقابل يتم توجيه الخوارزميات لتعمل على نشر المحتويات المتعلقة بمعاناة الإسرائيليين وتوسيع نشرها على أوسع نطاق، لكسب التعاطف من المجتمعات الدولية والتأثير على صناعة القرارات الداعمة والمؤيدة لكل ما تقوم به إسرائيل من سياسات الحرب والتدمير.

علينا أن ندرك بأننا ندفع اليوم ثمن تغريدنا خارج سرب الثورة التكنولوجية، وأن بقاءنا طوال الوقت ضمن فصيلة المستهلكين لما يقدمه العالم الأول من تقنيات وأنظمة وتطبيقات تكنولوجية أبقتنا تحت رحمة من يمتلكها ليقرر عنا فحوى رسائلنا للعالم، وأن امتلاك هذه التقنيات المتطورة والعمل على تطويرها بأيد عربية ستفتح المجال لنا بأن نصدّر للعالم ما يمكن من خلاله أن نكون رقما صعبا يصعب تجاوزه أو استغفاله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية الفلسطيني إسرائيل فلسطين الدعاية الذكاء الاصطناعي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح جديدة لقطاعي الأمن والدفاع

يوسف العربي (أبوظبي)
يرسم الذكاء الاصطناعي ملامح جديدة لقطاعي الأمن والدفاع حيث مكّن الأنظمة الأمنية والدفاعية من تحليل البيانات الضخمة، والتعلم المستمر من البيئات التشغيلية، مما أدى إلى تحسين دقة التنبؤ والكشف عن التهديدات، حسب خبراء ومتخصصين.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» إنه بفضل خوارزميات التعلم الآلي والتحليل في الوقت الفعلي، باتت الأنظمة الأمنية قادرة على التمييز بين الأنشطة العادية والسلوكيات المشبوهة، ما يعزز سرعة الاستجابة ويحدّ من المخاطر الأمنية المحتملة. وأضافوا: يقوم الذكاء الاصطناعي بإعادة رسم قواعد الأمن العسكري من خلال تولّي دور المهاجم والمدافع في آنٍ واحد كما يراقب الذكاء الاصطناعي الدفاعي حركة البيانات داخل الشبكات، فيكتشف ما يبدو غريباً ويحوّله للتحقيق المعمّق دون تعطيل عمليات الشبكة المعتادة.   وأكدوا أنه مع تنامي التهديدات الأمنية وتعقيدها على المستوى العالمي، أصبح الاعتماد على الأنظمة الذكية القابلة للتكيف أمراً ضرورياً لمواكبة بيئات التشغيل الديناميكية والتحديات المتزايدة.
التعلم الآلي 
ومن جانبه قال وليد لحود، مدير المبيعات الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «أترمس»: إن  قطاعي الأمن والدفاع يشهدان تحولاً جذرياً مدفوعين بالتطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتشغيل الآلي، وتكامل أجهزة الاستشعار، ما يعزز بشكل غير مسبوق قدرات المراقبة والكشف عن التهديدات بذكاء ودقة عالية، ومع تنامي التهديدات الأمنية وتعقيدها على المستوى العالمي، أصبح الاعتماد على الأنظمة الذكية القابلة للتكيف أمراً ضرورياً لمواكبة بيئات التشغيل الديناميكية والتحديات المتزايدة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أحدث طفرة في مجال الأمن والمراقبة، حيث مكّن الأنظمة الدفاعية من تحليل البيانات الضخمة والتعلم المستمر من البيئات التشغيلية، مما أدى إلى تحسين دقة التنبؤ والكشف عن التهديدات وتقليل الإنذارات الكاذبة، وبفضل خوارزميات التعلم الآلي والتحليل في الوقت الفعلي باتت الأنظمة الأمنية قادرة على التمييز بين الأنشطة العادية والسلوكيات المشبوهة، ما يعزز سرعة الاستجابة ويحدّ من المخاطر الأمنية المحتملة.
وأوضح أنه في هذا السياق، تعدّ حلول مثل « SURICATE » حلاً متكاملاً يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير مستويات عالية من الحماية والاستجابة السريعة للمتغيرات الأمنية إذ تساهم هذه الحلول في المراقبة الذكية، والتحليل اللحظي بحيث تعتمد على تقنيات التعلّم الآلي وتحليل البيانات الضخمة للقيام بعمليات المراقبة المستمرة والآلية، ما يتيح كشف التهديدات بسرعة عالية، سواء كانت طائرات مسيّرة أو مركبات أو عناصر بشرية مشبوهة.
وأضاف أن نظام SURICATE  هو حلّ ذكيّ للمراقبة يعتمد على دمج الكاميرات النهارية والحرارية في وحدة واحدة، مما يتيح تغطية مستمرة في مختلف ظروف الإضاءة ويتميز النظام بقدرته على التحليل الفوري للمشاهد من خلال الذكاء الاصطناعي المتقدم، الذي يعمل مباشرة على الجهاز (Edge AI) دون الحاجة إلى معالجة خارجية، وبفضل هذه التقنية يمكن للنظام رصد وتتبع الأجسام المتحركة بفعالية، مع تصنيفها تلقائياً بناءً على خصائصها البصرية والحرارية. 
ونوه بأن ما يميز النظام هو آلية التعلّم العميق (Deep Learning) التي تمكّنه من التطوّر المستمر حيث يستفيد النظام من الإنذارات السابقة لتحسين أدائه وتعزيز قاعدة بياناته ومع مرور الوقت، يصبح النظام أكثر دقة في التعرف على التهديدات الحقيقية والتقليل من الإنذارات الخاطئة، مما يساعد الفرق الأمنية والدفاعية على الاستجابة بسرعة وفعالية للمواقف المختلفة. 
حلقة تفاعلية
ومن ناحيته قال جاريث برايثويت، المدير العام للأسواق الناشئة في «جيجامون»: إن  الذكاء الاصطناعي يعيد رسم قواعد الأمن العسكري من خلال تولّي دور المهاجم والمدافع في آنٍ واحد.
وأضاف أنه على مدار أربعة عقود في هذا المجال تطوّرت التهديدات من فيروسات بسيطة إلى برمجيات خبيثة بالغة التعقيد مدعومة بالذكاء الاصطناعي. 
وأوضح أن الأنظمة العدائية تدرس أخطاءها وتحسّن أساليبها مباشرةً، دافعةً بالحدود إلى الأمام باستمرار وفي الجهة الأخرى، يراقب الذكاء الاصطناعي الدفاعي حركة البيانات داخل الشبكات، فيكتشف ما يبدو غريباً ويحوّله للتحقيق المعمّق دون تعطيل عمليات الشبكة المعتادة. 
ولفت إلى أن هذه الحلقة التفاعلية تزيد من قدرة الذكاء الاصطناعي المهاجم على تطوير تكتيكاته، وتقابلها ضرورة توقع الذكاء الدفاعي للحركة التالية وتساعد تحديثات التواقيع والخوارزميات المتغيرة على توقّع التهديدات الناشئة وإحباطها فيما يشبه حرب كرّ وفرّ يتفوّق فيها الذكاء الأقوى، لكنها سباق لا يعرف نهاية.
ضرورة حتمية
وقال إيليا ليونوف، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «بوزيتف تكنولوجيز» إنه في عالم يتصاعد فيه خطر التهديدات السيبرانية بوتيرة متسارعة، لم يعد تبني الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لحماية منشآت النفط والغاز والشبكات العسكرية وأنظمة الدفاع خياراً ثانوياً، بل أصبح ضرورة حتمية حيث تُوظّف هذه التقنيات على نطاق واسع لأتمتة الكشف والاستجابة والتحقيق، ما يختصر بشكل لافت زمن الاستجابة (MTTR)، وهو عنصر جوهري في عمليات الدفاع السيبراني الحديثة.
ولفت إلى أن نهج «الأمن السيبراني القائم على النتائج» من «بوزيتف تكنولوجيز» يقدم نموذجاً بارزاً في هذا السياق، إذ يهدف إلى تقليص زمن الاستجابة ليكون أقصر من زمن الهجوم (MTTA) ويجمع هذا الإطار بين أفضل الممارسات وأحدث الأدوات المتطورة، ما ينتج عنه دفاع عالي الكفاءة وقد ثبتت جدواه مراراً في بيئات تشغيلية فعلية، خصوصاً في خضم تزايد الأنشطة المرتبطة بالحروب الإلكترونية.
وقال: غير أن مجرمي الإنترنت ليسوا غافلين عن هذه التقنيات، فهم أيضاً يوظفون الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستطلاع وغيرها من مراحل الهجوم وفي خضم هذا السباق التكنولوجي، يصبح تبني استراتيجيات معززة بالذكاء الاصطناعي ضرورة للمحافظة على التفوق الدفاعي.
وأضاف أنه أمام التهديدات السيبرانية المعقدة بنحو متزايد، يظل تسريع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي لحماية البنى التحتية الحيوية من أهم السبل لترسيخ القدرة على الصمود وحماية الأمن في عصر تسوده الحروب الرقمية.

مسرع قوي 
قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس» إنه في الوقت الذي تتطلع فيه قوات الدفاع إلى  تحقيق الابتكار في عام 2025 وما بعده، يشكل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في مسيرة التحول.
 وأضاف: في تاليس، كنا ندرك ونتوقع هذا التطور التكنولوجي، وحرصنا على  قيادة التغيير، حيث إننا ولأكثر من عقد من الزمان، قمنا بتضمين الذكاء الاصطناعي البسيط والقابل للتفسير والشفاف في حلولنا التي تخدم القوات المسلحة.
ولفت إلى أن تاليس تعتبر لاعباً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي في هذه البيئات المعقدة وتعد الشركة من كبار المتقدمين للحصول على براءات الاختراع - في أوروبا في هذا المجال، وتكرس الكثير من الجهد للبحث في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء داخلياً أو من خلال الشراكات الأكاديمية والصناعية ولتحقيق المزيد من التقدم في هذه المهمة، وضعنا خبرتنا في مجال الذكاء الاصطناعي في CortAIx وهو مسرع قوي يضم أكثر من 600 مهندس وباحث متفرغين لتطوير الذكاء الاصطناعي الموجه للتطبيقات الحساسة.
ونوه بأنه على عكس الذكاء الاصطناعي المخصص للمستهلك، تم تصميم أنظمتنا للبيئات التي تكون فيها الأرواح والأمن القومي والبنية الأساسية بالغة الأهمية وهذا يعني إعادة التفكير في نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية، وضمان الامتثال للوائح الصارمة، وإعطاء الأولوية لإمكانية التضمين والاقتصاد في الإعدادات التشغيلية المعقدة.
وأوضح أن ما يميز الذكاء الاصطناعي الذي تطوره «تاليس» هو مقاربتنا الهجينة التي تتجاوز النماذج اللغوية الكبيرة التي تعتمد على كميات هائلة من البيانات والطاقة ويضمن الذكاء الاصطناعي في تاليس مستويات عالية من الشفافية والأمن السيبراني والممارسات الأخلاقية، ما يجعله مؤثراً ومستداماً ويعتمد  الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه تاليس، والذي يسمى الذكاء الاصطناعي الهجين، على البيانات، ما يتيح الفرصة  للاستفادة من قوة الأساليب الإحصائية المثبتة، ومن النماذج التي يمكن أن تكون هندسية أو رياضية أو رمزية وهذا مهم جداً لأن هذا الذكاء الاصطناعي شفاف، وليس صندوقاً أسود. وقال: إن هذه الطريقة تسمح لنا بشرح سبب ارتكاب الذكاء الاصطناعي لخطأ ما، على سبيل المثال، ومن الممكن تصحيحه وتحسينه، تماماً مثل الإنسان مضيفاً: نحن أيضاً رواد الذكاء الاصطناعي البسيط، الذي يستفيد من المعالجات عالية الكفاءة وتقنيات التشكيل العصبي المتطورة التي تحاكي الدماغ البشري، وتستهلك ما يصل إلى 1000 مرة طاقة أقل من الأنظمة التقليدية. وفي هذا المجال، نجحت تاليس في الحفاظ على مركزها الرائد  في مجال  التكنولوجيا.

أخبار ذات صلة تحت رعاية رئيس الدولة.. «آيدكس» و«نافدكس» ينطلقان اليوم «أترمس» الفرنسية تكشف عن تقنيات جديدة بأنظمة المراقبة آيدكس ونافدكس تابع التغطية كاملة

894 مليار درهم
قالت الدكتورة نعمت الجيار - مدير برنامج الدراسات العليا للذكاء الاصطناعي في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة هيريوت وات – دبي، إن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في شتى المجالات ووفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن «ستاتيستا» من المتوقع أن يصل حجم السوق في سوق الذكاء الاصطناعي إلى 243.70 مليار دولار في عام 2025 ما يعادل 894 مليار درهم ومن المتوقع أن يُظهر حجم السوق معدل نمو سنوي (CAGR 2025-2030) بنسبة 27.67%، مما يؤدي إلى حجم سوق يبلغ 826.70 مليار دولار بحلول عام 2030.
وقالت إنه تم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات عديدة حيث أصبح ضرورة وليس رفاهية، ففي قطاع الأمن والدفاع الحديث تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف ورصد التهديدات واتخاذ القرارات المناسبة، وبالتالي رفع مستوى الكفاءة التشغيلية وتعتمد الحكومات والمؤسسات الخاصة على التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير لحماية الأصول، ومكافحة التهديدات السيبرانية، وتعزيز الدفاع الوطني.
وأضافت أنه في مجال الأمن السيبراني والذي لا يقل أهمية عن الأمن المادي (وهو الإجراءات الأمنية التي يتم تبنيها لحماية مواقع البناء والمعدات وكل المعلومات والبرامج الموجودة فيها) وبسبب التطور التكنولوجي الذي نشهده زادت نسب الهجمات السيبرانية فوفقًا لأحدث التقارير بلغت الخسائر جراء الهجمات السيبرانية نحو 10 تريليونات دولار عام 2023، وفي عام 2024 قدرت الخسائر بنحو 9 تريليونات دولار.
ونوهت بأنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات السيبرانية ومنعها في الوقت الفعلي و تقوم خوارزميات التعلم الآلي بتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط المرتبطة بالبرامج المشبوهة ومحاولات الاحتيال، كما يمكن للأنظمة الأمنية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التعرف ورصد الأنشطة الغير مألوفة والتنبؤ بالتهديدات المحتملة والاستجابة بشكل أسرع من المحللين البشريين، وهذا مهم بشكل خاص لتأمين المعلومات الحيوية وحماية البنية التحتية.
وفي مجال الأمن المادي، تستخدم أنظمة المراقبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجه، وتحليل السلوك، والكشف عن التحركات المريبة ومراقبة الأماكن العامة والمرافق الحيوية كما تساعد الكاميرات والطائرات بدون طيار (الدرونز) المعززة بالذكاء الاصطناعي في أمن الحدود، وفحص المطارات، ومراقبة الحشود.
ويعمل الذكاء الاصطناعي أيضًا على تعزيز الأمن في العمليات العسكرية وتستخدم الطائرات بدون طيار والأنظمة الآلية ذاتية التحكم في الاستطلاع والمراقبة والخدمات اللوجستية، مما يعزز الأمن ويقلل من المخاطر فيوفر للقادة العسكريين رؤى في الوقت الفعلي لتعزيز التخطيط الاستراتيجي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح جديدة لقطاعي الأمن والدفاع
  • ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟
  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ميتا تقترب من فك شفرة الأفكار البشرية
  • ول هاتف في العالم يدعم الذكاء الاصطناعي DeepSeek
  • الذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان يخطط لدمج جميع نماذج الذكاء الاصطناعي في نموذج جديد
  • ثورة في الذكاء الاصطناعي.. Gemini يتذكر كل شيء
  • GPT-5 سيتاح لمستخدمي الذكاء الاصطناعي مجانا
  • آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي