سباق لبناء أكبر مزرعة حشرات في العالم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
بغداد اليوم – متابعة
افتتح مؤخرا أكبر مزرعة حشرات في العالم بمدينة نيسلي الفرنسية، وهي منشأة عالية التقنية تمتد على مساحة 35 ألف متر مربع، وستنتج 15 ألف طن متري من البروتين من يرقات الذباب كل عام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيتم في ديسمبر/ كانون الاول المقبل، تدشين مزرعة تبلغ مساحتها 45 ألف متر مربع خارج مدينة أميان الفرنسية، قادرة على إنتاج أكثر من 100 ألف طن متري من البروتين، من ديدان ميلورم "Mealworm"سنويًا، علما أنه بالإمكان تجاوز هذا الرقم القياسي من خلال مزرعتين من المقرر افتتاحهما في عامي 2024 و2025.
وبحسب خبراء، فإن تلك النوعية من المزارع، تسهم في خفض انبعاثات الدفيئة الناجمة عن الأعلاف الحيوانية، إذ أن ديدان Mealworm تنتج بروتينات تضاف إلى علف الماشية وأغذية الحيوانات الأليفة، والأسمدة.
وتقوم تلك المزارع أيضا بإنتاج كميات كبيرة من حشرات أخرى، مثل بعض أنواع الصراصير ويرقات الذباب، من خلال أحواض بلاستيكية يمكن التحكم بدرجة حرارتها، مصممة لمساعدتها على النمو بسرعة.
ويجرى في تلك المنشآت معالجة براز الحشرات وتحويله إلى سماد، بينما تصبح أجسامها بروتينا وزيوتا غنية بالعناصر المغذية للحيوانات الأليفة والأسماك والماشية.
وتتغذى الحشرات على مخلفات الطعام، التي غالبًا ما يتم توصيلها عبر أنابيب من مزارع قريبة أو مصانع تجهيز الأغذية.
كما تتم رعايتها ليلًا ونهارًا بواسطة بشر وروبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي، التي تحافظ على إنتاج البروتينات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
وعلى الرغم من أن البشر كانوا يأكلون الحشرات منذ آلاف السنين وما زال المليارات منهم يفعلون ذلك حتى اليوم، فإن الشركات الناشئة في مجال الحشرات لا تقوم في أغلب الأحيان بتسويق الحشرات للاستهلاك الآدمي.
ويقول العلماء، إنه "إذا تمت تربية الحشرات على مخلفات الطعام، ونمت بالقرب من المزارع أو مصانع تجهيز الأغذية التي ستشتريها في نهاية المطاف، فيمكن أن تصبح مصدرا أكثر استدامة للأعلاف، مثل علف فول الصويا أو مسحوق السمك".
وجمعت الشركات الناشئة في مجال إنتاج الحشرات أكثر من مليار دولار من رأس المال الاستثماري منذ عام 2020، وتتنافس الآن على الهيمنة على السوق الصغيرة لبروتين الحشرات، لكنها تعد بمزيد من النمو.
وقال جيف تومبرلين، أستاذ علم الحشرات في جامعة تكساس إيه آند إم، الذي أسس شركة ناشئة لتربية الذباب تسمى "EVO Conversion.
وتأمل الشركات الناشئة في مجال الحشرات، أن تساعدها مؤسسات عملاقة في الوصول إلى المشترين الكبار في سوق الأسماك وأعلاف الماشية وأغذية الحيوانات الأليفة والأسمدة.
وهنا يوضح أنطوان هوبيرت، المؤسس المشارك لشركة Ynsect، وهي شركة فرنسية ناشئة متخصصة في نوع من الديدان: "إذا كنت تنتج بضعة أطنان أو عشرات الأطنان فقط، فلن يكون لك وجود".
وتابع: "لهذا السبب يتعين علينا تصميم منشآت ضخمة جدًا، لأنك تحتاج إلى آلاف الأطنان إن لم يكن عشرات الآلاف من الأطنان، لكل مشتر".
ويمكن لهذه الصناعة أن يكون لها فوائد بيئية أكبر، طالما أنها تتبع ممارسات معينة مثل تغذية الحشرات بنفايات الطعام وبناء مرافق بالقرب من المزارع ومصانع تجهيز الأغذية.
أما إذا قامت الشركات بتربية الحشرات على الأعلاف المصنعة التي كان من الممكن أن تذهب مباشرة إلى الماشية، فإن الحشرات يمكن أن تكون أسوأ بالنسبة للبيئة، وفقًا لتحليل أجراه باحثون في جامعة هلسنكي وجامعة لابينرنتا للتكنولوجيا في فنلندا، عام 2021.
وفي هذا السياق، قالت ماي والرافين، التي تقود عمليات شركة "Innovafeed" في أمريكا الشمالية: "نريد حقًا أن نكون قادرين على خفض انبعاثات الكربون في سلاسل الغذاء، واستبدال المكونات التي تضغط على الموارد الطبيعية".
بدأت طفرة تربية الحشرات في عام 2014 عندما قامت شركة ناشئة في جنوب إفريقيا تدعى Agriprotein بجمع 11 مليون دولار لبناء مزرعة "ذباب الجندي الأسود" خارج كيب تاون.
وتستخدم يرقات ذباب الجندي الأسود للمساعدة على تحلل المخلفات العضوية، مثل الروث ومخلفات الأطعمة النباتية والحيوانية.
وبحسب خبراء، تعتبر هذه اليرقات من الحشرات الأكثر نفعا في تحويل الكتلة الحيوية إلى علف.
وقد افتتحت شركة Agriprotein تلك المزرعة عام 2015، وكانت الأكبر في العالم وقتها. وتبع ذلك سلسلة من المزارع التي حطمت الأرقام القياسية، واحتلت في بعض الأحيان المركز الأول لمدة أشهر فقط قبل أن تحل محلها مزارع أخرى.
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: من المزارع
إقرأ أيضاً:
مارشان وماكنتوش يتصدران مشهد بطولة العالم للسباحة بسنغافورة
سنغافورة (أ ف ب) - يتصدر البطل الفرنسي ليون مارشان والظاهرة الكندية سامر ماكنتوش المشهد مع عين على أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك حين تنطلق يوم الأحد منافسات السباحة في بطولة العالم للألعاب المائية التي بدأت في سنغافورة في 11 يوليو وتستمر حتى الثالث من أغسطس.
يخوض مارشان مشاركته الكبرى الأولى منذ أن خطف الأضواء في أولمبياد باريس صيف 2024 حين توج بأربع ميداليات ذهبية أمام جمهوره المتحمس، فارضا نفسه أفضل خليفة للأميركي الأسطوري مايكل فيلبس.
قرر ابن الـ23 عاما الانسحاب من بطولة العالم للأحواض القصيرة التي أستضافتها بودابست في ديسمبر، لأنه "مرهق" بعد مجهوده الأولمبي.
عاد إلى المنافسات في مايو وسيركز على السباقات الفردية المتنوعة في سنغافورة.
بعدما حطم الرقم القياسي العالمي لفيلبس في سباق 400 متر متنوعة خلال مونديال اليابان قبل عامين، يضع مارشان نصب عينيه الآن الرقم القياسي الذي يحمله الأميركي الآخر راين لوكتي منذ زمن طويل في سباق 200 متر متنوعة.
وقال ميشال كولوما، رئيس نادي مارشان في تولوز، لوكالة فرانس برس "يريد أن يرى ما سيحدث في سباق 200 متر متنوعة، من دون أن يكون لديه أي سباقات أخرى".
بينما يستعد مارشان للعودة إلى المنافسات بعد انجازاته البطولية في أولمبياد بلاده، تتوجه ماكنتوش إلى سنغافورة وهي في أوج عطائها، إذ حطمت الشابة البالغة 18 عاما ثلاثة أرقام قياسية عالمية في غضون أيام معدودة خلال التجارب الكندية المؤهلة للمونديال الشهر الماضي، بما في ذلك الرقم القياسي الذي حققته المجرية العظيمة كاتينكا هوسو قبل عقد من الزمن في سباق 200 متر متنوعة.
وهذه المرة الأولى التي يحطم فيها أي سباح ثلاثة أرقام قياسية عالمية مختلفة في الأحواض الطويلة في نفس البطولة منذ فيلبس خلال أولمبياد بكين 2008.
فازت ماكنتوش بثلاث ميداليات ذهبية في ألعاب باريس وقالت إنها "متحمسة للغاية" بعد بدايتها الرائعة لعام 2025.
وحذرت الكندية التي ستخوض خمسة سباقات فردية في سنغافورة، قائلة "أعتقد أن هدفي دائما هو أن أكون أسرع، وهذه هي طريقتي في التدريب يوميا".
حطمت ماكنتوش الرقم القياسي العالمي المسجل باسم الأسترالية أريارن تيتموس في سباق 400 متر، لكنهما لن تتنافسا وجها لوجه في سنغافورة لأن الأخيرة قررت الخلود للراحة ضمن استعدادها لألعاب لوس أنجليس 2028.
وسار العديد من السباحين على خطى تيتموس، بينهم البريطاني آدم بيتي والسويدية ساره سيوستروم والمجري كريستوف ميلاك.
ورغم ذلك، لن يكون هناك نقص في النجوم مع تصدر الأميركية الرائعة كايتي ليديكي قائمة الأسماء البارزة.
حطمت ليديكي أيضا رقما قياسيا عالميا هذا العام، مُعززة رقمها في سباق 800 متر حرة الذي حافظت عليه منذ أولمبياد ريو 2016.
تشارك السباحة البالغة 28 عاما في بطولة العالم للمرة السابعة، وتتطلع إلى إضافة المزيد إلى رصيدها من الميداليات الذهبية الـ 21، وهي قالت "لقد شاركت في العديد من هذه البطولات، لكني ما زلت أشعر بنفس الحماس والطاقة من الفريق".
ستتنافس ليديكي وماكنتوش في سباقي 400 متر و800 متر حرة، ويُعتبر الأخير من السباقات الأبرز والأكثر استقطابا في مونديال سنغافورة.
ويضم الفريق الأميركي أيضا غريتشن وولش التي حطمت رقمها القياسي العالمي في سباق 100 متر فراشة مرتين في يوم واحد خلال شهر مايو.
كما يتواجد في الفريق كل من بوبي فينك، توري هاسكي، جاك أليكسي وريغان سميث.
على الجانب الآخر من طيف الخبرة، هناك يو زيدي، ابنة الـ12 ربيعا التي اختارتها الصين للمشاركة في المونديال بعدما أعلنت عن نفسها بأسلوب مذهل خلال بطولة بلادها.
وتأهلت الطفلة النابغة التي ترتدي قبعة سباحة عليها صورة كلب كرتوني، لثلاثة سباقات فردية، وهي جزء من فريق صيني يضم أيضا حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر حرة بان جانلي والمرشح للمنافسة في سباقات الصدر تشين هايانغ.
وستسعى الصين إلى إنهاء جدول ترتيب الميداليات في مركز متقدم، لكنها ستواجه صعوبة بالغة في دخول صراع الصدارة مع الولايات المتحدة وأستراليا.
صحيح أن أستراليا ستفتقد تيتموس، لكن الأبطال الأولمبيين كايلي ماكوين ومولي أوكالاغان وكام ماك إيفوي سيضمنون لها تحقيق الكثير من الميداليات الذهبية.
ويضم الفريق الأسترالي أيضا العديد من الوجوه الجديدة مثل سيينا توهي البالغة 16 عاما.
ووصف المدرب روهان تايلور مونديال سنغافورة بأنه تجربة هامة جدا بالنسبة لأولمبياد 2028، قائلا "الهدف النهائي هو لوس أنجليس، لكن لتحقيق أداء رائع هناك، سيتعلم هذا الفريق الشاب الذي يضم 10 مبتدئين (روكيز)، ما هو مطلوب على الساحة العالمية من خلال (مونديال) سنغافورة".
ويشهد مونديال سنغافورة أيضا مشاركة أبطال أولمبيين كبار آخرين مثل الروماني دافيد بوبوفيتشي، الألماني لوكاس مارتنز والإيطالي توماس تشيكون.