«التضامن» توقع شراكة مع «رؤية حياة» لتنفيذ فصول مدارس حقلية بالمنيا
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
صرحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة «عطاء»، بإنّ الصندوق يختص بدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وخلق البيئة والمناخ الدامج لهم، لمساعدتهم على العيش باستقلالية، من خلال تمويل مشروعات بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات ذات الصلة، إذ جرى توقيع عقد شراكة مع جمعية رؤية حياة، التي نفذت بدورها، بروتوكولات تعاون مع 8 جمعيات قاعدية بمحافظة المنيا، لتنفيذ فصول المدارس الحقلية الزراعية، التي تهدف رفع قدرات 200 شخص من ذوي الإعاقات الذهنية من سن 12 إلى 45 عامًا، على مستوى 8 مراكز بمحافظة المنيا، ليكونوا مؤهلين للعمل والإنتاج.
وأوضحت «القباج» أنه عند تناول أي قضية تخص الأشخاص ذوي الإعاقة، لابد من إشراكهم فيها للتعرف على مشاكلهم والتحديات التي تواجههم، للعمل على تذليل العقبات والصعاب التي تقف حائلًا أمامهم، وتحقيق المستهدف المطلوب في مجال دعم وحماية وتعزيز حقوقهم وتحسين قدراتهم من خلال عدة آليات، منها تنمية الابتكار لديهم والعمل على تحسين سبل الإتاحة والخدمات المقدمة لهم.
ولفتت إلى أنّ الصندوق بدأ في إجراء زيارات للتعرف على الأشخاص المستهدفين من المشروع، وجمع بيانات عنهم لعمل التقييم المبدئي قبل تنفيذ المشروع، من خلال استشاريي الإعاقة بالمشروع، كما عُقدت تدريبات لتوعية الأهالي بالمجتمعات الخمسة المنضمة للمشروع عن قانون الإعاقة والتأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، وكيفية توليد فكرة مشروع، وفكرة مشروع المدارس الحقلية، التي حضرها 188 مشاركًا، وعقد ورشة عمل مع الفريق الاستشاري لإعداد المنهج التدريبي للمدارس الحقلية، كما تم عمل زيارات ميدانية لعينة من المجتمعات التي سوف يعمل بها المشروع للتعرف على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، المرشحين للانضمام للمشروع وتنفيذ لقاءات عدة للتوعية المجتمعية.
تدريب 10 ميسرين في 5 مدارس كمرحلة أولىوأشارت «القباج» إلى أنّ الصندوق، درب 10 ميسرين في 5 مدارس كمرحلة أولى على المنهج التأهيلي للأشخاص ذوي الإعاقة، كما تم تنفيذ تدريب عن المدارس الحقلية «تعريفها ومراحلها ومبادئها والعناصر الأساسية لها وسماتها»، وعناصر نجاح المدارس الحقلية والسجلات المطلوبة للمدارس للميسرين وغفير الأرض بكل مجتمع، كما تم تنفيذ الأنشطة الزراعية والتأهيلية للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية .
ومن أهم الأنشطة التي نفذت في الجزء الزراعي، تعريفهم بالأدوات الزراعية وكيفية استخدامها والتعرف على أنواع التربة وتجهيز الأرض وتنظيفها من الحشائش، وكيفية حرث الأرض وري الزرع وزراعة بعض المحاصيل الزراعية ووضع السماد والتحليل البيئي وكيفية جني المحصول وتجفيف العنب وتحويله لزبيب وتجفيف التين وعمل المربى بمساعدة أولياء الأمور.
وتعليم كيفية تربية الطيور ومراحل نموها والتعريف بأنواع الأعلاف والفرق بينها، التعريف بكمية المياه والغذاء حسب الحجم، مراحل النمو للطيور، الأمراض وكيفية التحصينات، وفي الجزء التأهيلي، تم تدريب الطلاب على مهارات رعاية الذات من حيث النظافة، وتجهيز وجبة بسيطة، والمهارات المعرفية من حيث معرفة فصول السنة وأيام الأسبوع وقراءة الساعة، والأرقام، ومعرفة أسمائها كاملة، كما تم تدريبهم على مهارات الحياة اليومية ومهارات التواصل من حيث التعبير، والتحدث عن الخبرات اليومية والتواصل من خلال تعبير عن مشاعره، كما يتم عمل يوم رياضي لدمجهم مع أفراد المجتمع.
والجدير بالذكر أنه جاري التحضير للمرحلة الثانية من خلال 3 مدارس في 3 مراكز بمحافظة المنيا، ليصبح إجمالي عدد المدارس الحقلية 8 في 8 مراكز لخدمة 200 شخص من ذوي الإعاقة الذهنية، ليتمكنوا من الحصول على فرص للعمل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التضامن الاجتماعي الجمعيات الأهلية المحاصيل الزراعية تربية الطيور عطاء صندوق عطاء المدارس الحقلیة ذوی الإعاقة من خلال کما تم
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: رؤية مصر 2030 تعكس حرص الدولة على توفير حياة كريمة للمواطنين
أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، اليوم، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
أشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
التنمية المستدامة ليست شعاراوقال إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي للقضاء على الفقرأشار وكيل الأزهر الشريف في كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكل صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود جرى إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
أوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، التي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًاوذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.