سوناك يتلقى ضربة ساحقة في ملف المهاجرين
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قضت المحكمة العليا في بريطانيا الأربعاء، بأن برنامج الحكومة لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا غير قانوني ما يوجه ضربة قاصمة لرئيس الوزراء ريشي سوناك قبل الانتخابات المتوقعة العام المقبل.
وبموجب الخطة، تعتزم بريطانيا ترحيل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء، الذين وصلوا إلى شواطئها بصورة غير قانونية، إلى رواندا الواقعة في شرق أفريقيا في محاولة لردع المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي من أوروبا في قوارب صغيرة.وصدر قرار بالإجماع من المحكمة العليا اليوم الأربعاء أنه لا يمكن ترحيل المهاجرين إلى رواندا لأنه لا يمكن اعتبارها بلداً ثالثاً آمناً.
أصبح ريشي سوناك أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصول آسيوية، إليكم أبرز الحكام من أبناء المهاجرين#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVzWMb pic.twitter.com/kQ7ecciSlk
وأثار الحكم استياء بعض المشرعين من الجناح اليميني لحزب المحافظين الذي يتزعمه سوناك الذين قالوا إن الحكومة يجب أن تفكر في الانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان على الرغم من أن المحكمة أوضحت أن قرارها يستند إلى عدد من القوانين والمعاهدات وليس إلى الاتفاقية وحدها.
واكتسب الحكم أهمية سياسية أكبر في الأيام الماضية بعد أن أقال سوناك وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان والتي كانت لها شعبية في الجناح اليميني للحزب وكان من ضمن اختصاصاتها التعامل مع قضايا الهجرة.
وانتقدت بريفرمان رئيس الوزراء بشدة الثلاثاء، قائلة إنه أخلف وعوده بشأن معالجة قضية الهجرة وخان الشعب البريطاني.
وقال سوناك إن الحكومة خططت لكل الاحتمالات وستفعل كل ما بوسعها لمنع الهجرة غير الشرعية.
وقال في بيان "الهجرة غير الشرعية تدمر حياة الناس وتكلف دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات الإسترلينية سنوياً" وأضاف "نريد وضع حد لهذا الأمر ولن ندخر جهداً في ذلك".
سوناك: ملف #بريكست لن يُفتح بأي شكل https://t.co/Csfw7K3gxT
— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2023 ووصل أكثر من 27 ألف شخص إلى الساحل الجنوبي الإنجليزي هذا العام وبلغ الرقم مستوى قياسياً العام الماضي عند 45755.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا ريشي سوناك رواندا
إقرأ أيضاً:
كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
في مثل هذا الشهر قبل واحدٍ وثلاثين عامًا، غرق العالم في صمت قاتل أمام واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث. منذ واحدٍ وثلاثين عامًا، حلّ الظلام على رواندا وخلال مئة يوم فقط، قُتل أكثر من مليون إنسان بدم بارد، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.كويبوكورفض تكرار الجريمة.
في السابع من شهر أبريل حيت رواندا ذكرى كويبوكا الحادية والثلاثين، وفي الخامس عشر من أبريل حلت علينا في السودان ذكري كارثة نشوب الحرب والحرب مستمرة للعام الثالث التي تفرض علينا الذاكرة مسؤولية ان ننهض جميعا في وجه الحرب التي دمرت البلاد وقتلت عشرات الآلاف او أكثر وشردت وأفقرت الملايين وحولت البلاد الي اكبر كارثة إنسانية في العالم .
السودان: حرب تُغذيها الكراهية
منذ أبريل ٢٠٢٣، دخل السودان دوامة حرب مدمرة، حرب بدأت بصراع سياسي وعسكري حول السلطة والثروة لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى تهديد وجودي للوطن بأكمله.
العام الثالث من الحرب لا يحمل فقط استمرارًا للدمار، بل إشارات خطيرة على تحوّل الصراع إلى حرب أهلية واسعة النطاق. فوق الركام والجراح، تتسلل خطابات العنصرية والكراهية، معلنة مشروعًا مدمرًا:
• مشروع يهدف إلى إعادة السلطة بالقوة والقضاء على الثورة، حتى لو إدي الي تشظي وتقسيم السودان
• مشروع قائم على تحريض إثني وعرقي ممنهج.
• مشروع لا يرى في السودان وطنًا مشتركًا، بل غنيمة لمن ينجو من المجزرة.
التاريخ لا يكرر نفسه إلا إذا سمحنا له.
ما نشهده اليوم من تطبيع لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن تبرير للانتهاكات العرقية والمناطقية، يثير قلقًا عميقًا.
فالكلمات التي قتلت في رواندا مليون إنسان، تُقال اليوم في السودان.
والمجتمع الدولي، كما في ١٩٩٤، يبدو مترددًا وعاجزًا، يراقب المأساة تتفاقم دون تدخل حاسم.
في رواندا، بدأ كل شيء بخطاب. بالتحريض، بالتقسيم، بتجريد الضحايا من إنسانيتهم.
وفي السودان اليوم، تتكرر البدايات ذاتها وتستمر الحرب الي نفس المآلات والمغيبون من الشعب يقادون بالأكاذيب باعلام نظام التفاهة الممول بما تم نهبه من موارد السودان خلال عقود التيه وتحكم الفاسدين والمجرمين الذي يهللون اليوم بالوطنية والكرامة لحرب في حقيقتها صراع حول السلطة والثروة ضحيتها الاولي والأخيرة السودان وشعب السودان
كويبوكا: التذكّر مقاومة إحياء ذكرى كويبوكا ليس مجرد مناسبة، بل فعل مقاومة ضد الصمت. نتذكّر لكيلا نصبح شهودًا جبناء على مذبحة أخرى.
من جراح رواندا نتعلم أن الإبادة لا تحدث فجأة، بل تُزرع في العقول أولاً. ومن واقع السودان اليوم ندرك أن الخطاب العنصري ليس مجرد خطر محتمل، بل طريق معبد نحو كارثة جماعية.
لهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم ان نرفض استمرار الحرب وتقف ضد الأصوات التي تزرع الفتنة ليظل السودان وطنًا واحدًا، لا ساحة لتصفية الحسابات.
كلمة أخيرة التاريخ يراقب. والشعوب التي لا تتعلم من جراحها محكوم عليها أن تنزف من جديد.
o.sidahmed09@gmail.com