منذُ الإعلان عن اعتماد اللامركزيَّة نظامًا إداريًّا جديدًا في البلاد، وتوجيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة إعطاء دَوْر أكبر للمُحافَظات والمُحافِظين في رسم ملامح التنمية الَّتي تتناسب مع مُقوِّمات كُلِّ محافَظة، وذلك عَبْرَ إصدار نظام المُحافَظات وقانون المجالس البلديَّة، اللَّذيْنِ كانا لهما دَوْر بارز في تسريع عجلة التنمية؛ نظرًا لِمَا تتَّسم به اللامركزيَّة كنظام إداريٍّ ناجع، يعمل على تذليل العقبات على أرض الواقع، ويُسهم في مشاركة مُجتمعيَّة أكثر فاعليَّة، تساند مُتَّخذي القرار في المحافَظات المختلفة في وضع التصوُّر التنمويِّ المنشود الَّذي يُواكِب احتياجات وتطلُّعات السكَّان المحلِّيين، وهو ما يكُونُ له تأثير إيجابيٌّ في رفع مستويات الأداء، وتحفيز النُّموِّ الاقتصاديِّ في كافَّة رُبوع سلطنة عُمان.


وقَدْ أكَّد جلالة القائد المُفدَّى هذا النَّهج اللامركزيّ لدَى تفضُّله بافتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي الأوَّل للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان، مشيرًا جلالته ـ أيَّده الله ـ إلى ضرورة اعتماد التجربة، سواءً في التخطيط أو التنفيذ؛ بهدف تمكين المُجتمع المحلِّيِّ من إدارة شُؤونه والإسهام في بناء وطنه، حيث تؤدِّي المجالس البلديَّة وفق المنظور السَّامي دَوْرًا كبيرًا وفاعلًا في الاتِّجاه نَحْوَ التنمية الشَّاملة، تخطَّى الشَّأن البلديَّ المحلِّيَّ، حيث أُسنِدَت إليها اختصاصات وأدوار عديدة، يجِبُ على أعضاء هذه المجالس استغلال ما أُتِيحَ لَهُمْ من مُمَكِّنات، للعمل بِطُرُقٍ مبتكرة، وفِكْرٍ متقدِّمٍ تنعكس آثارُه الإيجابيَّة على سعادة المواطنين ورفاهيَّتهم، وهو الهدف الأسمى الَّذي من أجْلِه تتضافر كافَّة الجهود لِتحقيقِه. فالمواطن وفق النَّهج السَّامي لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ الأداة والغاية الَّتي تصنع المستقبل الَّذي يليقُ بسلطنة عُمان.
ونظرًا لأهمِّية هذا النَّهج اللامركزيّ في الإدارة، وترسيخًا لسياسة التدرُّج الَّتي يعتمدها عاهل البلاد المُفدَّى، فقَدْ وَجَّه جلالته ـ أبقاه الله ـ الحكومة ومؤسَّسات الدَّولة بضرورة متابعة لِمَا سيُثمر من نتائج مأمولة من واقع تنفيذ سياسة اللامركزيَّة في المحافَظات، حيث أكَّد جلالة السُّلطان المُعظَّم في خِطابه على عقد العزم على تقييم هذه التجربة باستمرارٍ، وتوسيع نطاقها بحيث تشمل قِطاعات مُتعدِّدة، ومناحيَ شَتَّى، تَكريسًا لِدَوْر المُجتمع المحلِّيِّ في التنمية والتطوير، حيث يؤمن جلالته بضرورة الاهتمام المتزايد بتجربة الإدارة المحليَّة الوليدة لِتمكينِها من تحقيق الأهداف المنوطة بها ضِمْنَ مَسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعيَّة الشَّاملة، الَّتي خطَتْ خطوات واسعة منذ تولِّي جلالة السُلطان المُعظَّم مقاليد الحُكم، فقَدْ حقَّقت سلطنة عُمان ـ في سنوات قليلة ـ قفزةً كبرى على الصعيدَيْنِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، رغم التحدِّيات الكبرى.
إنَّ تلك القفزة الكبرى لَمْ تعتمد على تغيير النَّمط الإداريِّ فقط والتوَجُّه نَحْوَ اللامركزيَّة، بل عملت ـ وفق التَّوجيهات السَّديدة لجلالة السُّلطان ـ على إعادة هيكلة الجهاز الإداريِّ للدَّولة، بشكلٍ أسْهَمَ في زيادة فاعليَّة الأداء الحكوميِّ وكَفاءته، بالإضافة إلى الحرص السَّامي على تطوير المنظومة القضائيَّة وتعزيزها بالقُدُرات البَشَريَّة، الَّتي أسْهَمتْ في تحقيق العدالة النَّاجزة، بكفاءة واقتدار، كما حرصت التَّوجيهات السَّامية على استمرار مَسيرة تطوير قِطاعات الصحَّة والتعليم والخدمات، بشكلٍ يُواكِب التزايُد في عدد السكَّان، ما كان له صدى واسع فيما تَحقَّق من منجز يشهد به القاصي والدَّاني.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ه الله

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر في يوم الشهيد: الشهادة في سبيل الله أرفع المنازل وأعظم الأعمال

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الاحتفال بيوم الشهيد يؤكد قيم الوفاء عند المصريين في الاعتراف بحق مَن ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن.

في يوم الشهيد وانتصارات العاشر من رمضان.. عفت السادات يدعو للوحدة واستلهام روح النصرفي ذكرى يوم الشهيد.. ماذا تقدم القوات المسلحة لأسر الشهداء والمصابين

وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن من أصعب الأحزان هو ألم الفراق لكن عندما يكون الموت والفراق لغاية سامية وللارتقاء لمنزلة أعلى عند الله فهو أمر يستوجب الثناء؛ لأن الشهادة في سبيل الله من أفضل الألقاب وأجل الأعمال التي تعلي قدر صاحبها في الآخرة وتخلد ذكره في الدنيا.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن عزاءنا لأسر الشهداء أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم سيظلون يطوقون أعناقنا بحسن فِعَالهم وتضحياتهم بأرواحهم  لنعيش في أمن وسلام.

وقدم رئيس الجامعة تحية إعزاز وإجلال لكل أسر الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين.

آثارهم خالدة في وجدان الأمة

كما تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأسمى آيات الاعتزاز والاحترام لأرواح الشهداء ولأهليهم وللوطن أجمع، قيادةً وحكومةً وشعبًا، لقاءَ ما قدموا من قدوة عزّ مثيلها، ومآثر خالدة في وجدان الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ إذْ صدقوا الله فصدقهم، وأقسموا على فداء الوطن فأبروا، ووعدوا بصون المواطن فأوفوا.

وأكد الوزير أن الشهادة في سبيل الله والوطن كما بر الوالدين – هما دَيْن لا يُرَد، ولا يقدر على الثواب عليه إلا الله وحده، وليس هذا المعنى الأوحد للشهادة، فالشهاد بِرٌّ وفداء، وبذل وعطاء، واستعداد وسمو؛ فمن عاش معاني الشهادة دانت له أسبابها وحاز فضلها.

وفي هذا المقام، توجه بالوزير بأسمى عبارات الاعتزاز والطمأنينة والافتخار إلى أهالي الشهداء وزملائهم ومؤسساتهم؛ مؤكدًا أن آلام الفقد مبرحة، ولا تبارح النفس والعقل وإن طال الزمن، لكن الصبر والسلوان من نعم الله الرحيم الحكيم، والنعيم المقيم في الآخرة وعد صادق، وليس أرقى ولا أسمى من بذل النفس في سبيل الله والوطن حتى نأمن بعد خوف، ونعمل بعد تعطل، ونصون الدين والوطن بما يليق بجلالهما في شرع الله وعيون من استشهدوا وأشهدونا على تضحياتهم ليكونوا لنا نبراسًا هاديًا، بعد أن جعلوا لنا -بأمر الله- من ضيقنا مَخرجًا. ونحن إذ نحيي يوم الشهيد فإننا نحيي في أنفسنا وفي أبنائنا معاني القدوة، وصون الوطن، وإتقان العمل، وامتزاج القيادة بصفوف المرؤوسين، والتفاني من أجل الوطن، والوعي الرشيد، واستلهام العبر والدروس من الماضي، واستشراف المستقبل بقلب واثق، وعقل واعٍٍ، وعزم كعزم الشهداء – لا يلين... أسكنهم الله أعالي الجنان، وأفاض علينا من رحماته وبركاته كي نصون مآثرهم ونهتدي بقيمهم.

كما أفاد الوزير أن حياة الوطن -جيلاً بعد جيل- تظل مدينة لأرواح الشهداء التي سطرت التاريخ وأنارت المستقبل؛ فبهم صار الوطن عزيزًا لا يضام، وأصبح المواطن آمنًا من خوف؛ فالشهداء بوابة المستقبل وإن لم يشهدوه، وهم درّة التاج وإن لم يلبسوه، وصمام أمان الوطن وإن غادروه... فرحم الله كل مَن وطّأَ ومهَّد، وهيَّأ وتعهَّد، ثم استُشهد قبل أن يَشهد.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الشعبية بمحلية قلى تعلن جاهزيتها للمشاركة فى قافلة النصر الكبري المتوجهة لمحلية الجبلين
  • في يوم الشهد.. السيسي: "رحم الله تعالى الشهداء وحفظ مصر من شرور الأعداء"
  • رئيس جامعة الأزهر في يوم الشهيد: الشهادة في سبيل الله أرفع المنازل وأعظم الأعمال
  • وزير الأوقاف: حياة الوطن جيلاً بعد جيل تظل مدينة لأرواح الشهداء
  • والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • نائب أمير منطقة عسير : تبرع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد للحملة الوطنية للعمل الخيري أسهم في تعزيز روح الترابط والتكاتف المجتمعي
  • تيته: تعزيز المشاركة الفعالة للمرأة أمر أساسي لتحقيق السلام الدائم في ليبيا
  • الرئيس السيسي: المرأة المصريةشريكة فاعلة في التنمية وسند الوطن
  • جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل
  • أمير المنطقة الشرقية: الحملة الوطنية للعمل الخيري تعكس حرص القيادة على تعزيز التكافل الاجتماعي