رأي الوطن: تعزيز المشاركة الشعبية تحقيقا للامركزية
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
منذُ الإعلان عن اعتماد اللامركزيَّة نظامًا إداريًّا جديدًا في البلاد، وتوجيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة إعطاء دَوْر أكبر للمُحافَظات والمُحافِظين في رسم ملامح التنمية الَّتي تتناسب مع مُقوِّمات كُلِّ محافَظة، وذلك عَبْرَ إصدار نظام المُحافَظات وقانون المجالس البلديَّة، اللَّذيْنِ كانا لهما دَوْر بارز في تسريع عجلة التنمية؛ نظرًا لِمَا تتَّسم به اللامركزيَّة كنظام إداريٍّ ناجع، يعمل على تذليل العقبات على أرض الواقع، ويُسهم في مشاركة مُجتمعيَّة أكثر فاعليَّة، تساند مُتَّخذي القرار في المحافَظات المختلفة في وضع التصوُّر التنمويِّ المنشود الَّذي يُواكِب احتياجات وتطلُّعات السكَّان المحلِّيين، وهو ما يكُونُ له تأثير إيجابيٌّ في رفع مستويات الأداء، وتحفيز النُّموِّ الاقتصاديِّ في كافَّة رُبوع سلطنة عُمان.
وقَدْ أكَّد جلالة القائد المُفدَّى هذا النَّهج اللامركزيّ لدَى تفضُّله بافتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي الأوَّل للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان، مشيرًا جلالته ـ أيَّده الله ـ إلى ضرورة اعتماد التجربة، سواءً في التخطيط أو التنفيذ؛ بهدف تمكين المُجتمع المحلِّيِّ من إدارة شُؤونه والإسهام في بناء وطنه، حيث تؤدِّي المجالس البلديَّة وفق المنظور السَّامي دَوْرًا كبيرًا وفاعلًا في الاتِّجاه نَحْوَ التنمية الشَّاملة، تخطَّى الشَّأن البلديَّ المحلِّيَّ، حيث أُسنِدَت إليها اختصاصات وأدوار عديدة، يجِبُ على أعضاء هذه المجالس استغلال ما أُتِيحَ لَهُمْ من مُمَكِّنات، للعمل بِطُرُقٍ مبتكرة، وفِكْرٍ متقدِّمٍ تنعكس آثارُه الإيجابيَّة على سعادة المواطنين ورفاهيَّتهم، وهو الهدف الأسمى الَّذي من أجْلِه تتضافر كافَّة الجهود لِتحقيقِه. فالمواطن وفق النَّهج السَّامي لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ الأداة والغاية الَّتي تصنع المستقبل الَّذي يليقُ بسلطنة عُمان.
ونظرًا لأهمِّية هذا النَّهج اللامركزيّ في الإدارة، وترسيخًا لسياسة التدرُّج الَّتي يعتمدها عاهل البلاد المُفدَّى، فقَدْ وَجَّه جلالته ـ أبقاه الله ـ الحكومة ومؤسَّسات الدَّولة بضرورة متابعة لِمَا سيُثمر من نتائج مأمولة من واقع تنفيذ سياسة اللامركزيَّة في المحافَظات، حيث أكَّد جلالة السُّلطان المُعظَّم في خِطابه على عقد العزم على تقييم هذه التجربة باستمرارٍ، وتوسيع نطاقها بحيث تشمل قِطاعات مُتعدِّدة، ومناحيَ شَتَّى، تَكريسًا لِدَوْر المُجتمع المحلِّيِّ في التنمية والتطوير، حيث يؤمن جلالته بضرورة الاهتمام المتزايد بتجربة الإدارة المحليَّة الوليدة لِتمكينِها من تحقيق الأهداف المنوطة بها ضِمْنَ مَسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعيَّة الشَّاملة، الَّتي خطَتْ خطوات واسعة منذ تولِّي جلالة السُلطان المُعظَّم مقاليد الحُكم، فقَدْ حقَّقت سلطنة عُمان ـ في سنوات قليلة ـ قفزةً كبرى على الصعيدَيْنِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، رغم التحدِّيات الكبرى.
إنَّ تلك القفزة الكبرى لَمْ تعتمد على تغيير النَّمط الإداريِّ فقط والتوَجُّه نَحْوَ اللامركزيَّة، بل عملت ـ وفق التَّوجيهات السَّديدة لجلالة السُّلطان ـ على إعادة هيكلة الجهاز الإداريِّ للدَّولة، بشكلٍ أسْهَمَ في زيادة فاعليَّة الأداء الحكوميِّ وكَفاءته، بالإضافة إلى الحرص السَّامي على تطوير المنظومة القضائيَّة وتعزيزها بالقُدُرات البَشَريَّة، الَّتي أسْهَمتْ في تحقيق العدالة النَّاجزة، بكفاءة واقتدار، كما حرصت التَّوجيهات السَّامية على استمرار مَسيرة تطوير قِطاعات الصحَّة والتعليم والخدمات، بشكلٍ يُواكِب التزايُد في عدد السكَّان، ما كان له صدى واسع فيما تَحقَّق من منجز يشهد به القاصي والدَّاني.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ه الله
إقرأ أيضاً:
عزّالدين من معروب: لبنان لا يحتمل رئيس تحدٍّ
أحيا "حزب الله" الاحتفال التكريمي للشهيدين حسين ناجي جمعة وإبراهيم أحمد سليم، والشهيدتين حفيدتي عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين فاطمة وسارة علي عز الدين، في بلدة معروب الجنوبية، في حضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين حسن عزّ الدين وحسين جشّي، عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ خضر نور الدين.
واعتبر النائب حسن عزّ الدين في كلمة، أن "لبنان لا يحتمل رئيس تحدٍّ ولا يبنى إلا بالتفاهم الوطني والعيش الواحد، ولذلك على صعيد الانتخابات نريد تنافساً شريفاً وحراً وهذا لا يقدح بأحد، ونذهب إلى صندوق الاقتراع وكل نائب يضع المرشح الذي يحمل المواصفات والمعايير التي يصلح من خلالها لإدارة هذه الدولة وإصلاحها وما يتعلق بالإنجاز الدستوري وتفعيل المؤسسات التي نحن بأمس الحاجة إليها في ورشة إعادة الإعمار والبناء، وتأمين كل احتياجات المواطنين".
وقال: "لا يظن أحد أنّ ما حصل أضعف حزب الله، بمعنى أن يتجاوز سائر الأفرقاء هذا المكون الأساسي في البلد، هذا الحزب وهذه المقاومة التي روت بدماء هؤلاء الشهداء أرض الوطن دفاعاً عن ترابه وثرواته وسيادته واستقلاله، ولولا هذه الدماء لكان الإسرائيلي في صيدا أو بيروت مستبيحاً لكل هذه الأرض، ودائماً ما تعاطينا بنفس المبدأ وقلنا بأنه لا يستطيع أحد في هذا البلد أن يلغي أحداً على الإطلاق، ولا نريد أن نلغي أحداً".
أضاف: "على مستوى الرئاسة حتى اللحظة لا يوجد اسم مرجّح على اسم، وكثنائي وطني شيعي "أمل" و"حزب الله" هما كتلة صلبة مكونة من 30 نائباً متوحدين ويتفاهمون على الاسم الذي يجمع المواصفات المطلوبة، ويتحاورون مع الآخرين لأجل الوصول إلى إنجاح المرشح الذي يريدون".
وبالنسبة الى الخروق الإسرائيلية، رأى أنّ "العدو ما زال يتمادى بشكل أرعن غير آبهٍ بمجتمع دولي و"يونيفيل" ولجنة خماسية، متحديًا للإرادة الدولية، وأنّ الاعتداءات التي يقوم بها من إطلاق نار وتدمير منازل وجرف بساتين وإزالة حواجز للجيش الوطني اللبناني، إنّما تدلّ على أن هذا العدو ما زال يحمل مشروع التوسع والاحتلال في عقله الباطني ويعمل على أساسه، والدليل ما حصل في سوريا فهي لم تشارك في الحرب ولم تساند معركة "طوفان الأقصى" ولم تحرك ساكناً وكان يستبيح سماءها ويقصف أهدافاً فيها، وفي هذه الفرصة التي سنحت له بعدما حدث في سوريا بدأ بالقضم من الأراضي السورية واحتل المرتفعات الاستراتيجية".
ختم: "نحن نرفض أن يصبح الجيش اللبناني محصياً لعدد الخروق والاعتداءات، لأن هذا الجيش مهمته الدفاع عن الوطن والشعب، أمّا المقاومة وفي ظلّ الظروف الحساسة والدقيقة التي نمرّ بها وفي نفس اللحظة التي ترفض بها الاعتداءات، حريصة على الوطن والناس ومصالحهم، إنّما تراقب وتدرك الوقت المناسب التي ترى فيه مصلحةً لتعلن ردها، فهي صاحبة حكمة، وأثبتت بشجاعتها وحكمتها أنّها تتصرف بما يؤمّن مصلحة الوطن والشعب".