جريدة الوطن:
2024-07-06@15:07:26 GMT

إهانة أمة المليار تستوجب التحرك .. وهنا يمكن الحل

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

إهانة أمة المليار تستوجب التحرك .. وهنا يمكن الحل

بمزيدٍ من عبارات الأسى والإحباط والخذلان يعيش النِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي حالة من العجز والوهن الَّذي دبَّ في هذه الجغرافيا الكبرى، الَّتي تمتدُّ من المغرب إلى إندونيسيا، ومن تركيا إلى غرب إفريقيا، وهو ـ بلا شك ـ وهَنٌ رسمي نتيجة للاختلاف وغياب الوحدة وعدم الثِّقة المتجسِّد في هذه الكيانات الرسميَّة الممثِّلة لهذه الأُمَّة، وكمواطن عربي مُسلِم أشعر بالكثير من الإهانة بعد مرور (40) يومًا على المجازر الَّتي ترتكبها آلة الحرب والإرهاب الصهيونيَّة المُجرِمة بحقِّ أهلنا في قِطاع غزَّة ممَّا يدعو إلى مزيدٍ من الإحباط والخذلان والخجل أنَّ النِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي بمختلف كياناته السِّياسيَّة الـ(57) الَّتي تضم ُّما يناهز مليارًا ونصف المليار أصبح عاجزًا أمام هذا الكيان المجرم الَّذي لَمْ يتوانَ في التغوُّل والتوغُّل في انتهاكاته اللاإنسانيَّة.

فماذا سنقول للأجيال القادمة وماذا سيكتب عنَّا التاريخ بعد اجتماع (57) دَولة عُقد في بلاد الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ يوم السبت الماضي بتاريخ 11/‏11/‏ 2023م، والمؤسِف أنَّه عُقد بعد (35) يومًا من المذابح الَّتي ارتكبها العدوُّ الصهيوني بشكلٍ يومي في قِطاع غزَّة المنكوب والمُحاصِر لكُلِّ مفردات الحياة فيه، بل طالت جريمته بعض المُدُن الفلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة أمام سمع وبصر العالَم، وهذه الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة تتحشَّد مستنفرة في منطقة الانتظار تنتظر بلهفة المقهور ماذا سيسفر عَنْه اجتماع قادة الدوَل الإسلاميَّة بعد أن خيَّبت القمَّة العربيَّة آمالهم فلَمْ تسجِّل أيَّ موقف للتاريخ والإنسانيَّة بشكلٍ موازِ لحجم الجريمة المهولة الَّتي نُفِّذت بحقِّ الأطفال والنِّساء في قِطاع غزَّة. فهذه الأُمَّة الَّتي وصفها الله سبحانه بأنَّها خير أُمَّة أخرجت للنَّاس تثور وتغلي مع كُلِّ مشهد من مشاهد الجريمة الفاشيَّة الوحشيَّة الهمجيَّة الصهيونيَّة الغادرة الجبانة ضدَّ الأطفال والنِّساء والمَدنيِّين العُزَّل في قِطاع غزَّة الصَّابرة، غزَّة الَّتي تدافع عن شرَف وكرامة هذه الأُمَّة وتُمثِّل البقيَّة الباقية من النِّضال العربي الإسلامي والرباط المقدَّس الَّذي سيُتوِّجه الوعد الإلهي بالنَّصر والتَّمكين والفتح المبَيْنَ وتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، والله غالب على أمْرِه ولكن أكثر النَّاس لا يعلمون.
هكذا كان حال أبناء الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بعد انتهاء قمَّة العجز والخذلان والإحباط الَّتي ظنَّنا أنَّها قَدْ تجاوبت مع ثالث الحرمَيْنِ ومَسرَى الرسول وأُولى القِبلتَيْنِ وأرض الرسالات والأنبياء الَّتي يعيث فيها بنو صهيون الفساد، فلله الأمْرُ من قَبل ومن بَعد.
(40) يومًا ولَمْ يرتوِ هذا الكيان الغاصب من دماء الأبرياء وقَدْ تجاوز تعداد الشهداء أكثر من (14) ألفًا مِنْهم أكثر من (2500) ما زالوا تحت الأنقاض والركام في مشهد إجرامي لَمْ يعهده التاريخ، ولكنَّ هذا الكيان الصهيوني المُجرِم وحاضنته الأمنيَّة الأميركيَّة الشريكة في الجريمة لَمْ يتورعا عن تكريس مشاهد متنوِّعة من تقطيع الأشلاء وتوسيع الدَّمار، فلَمْ يسلَمِ الحجر أو البَشَر في ذلك المشهد المُظلم، وقُطعت كلُّ مظاهر الحياة، وحُوصر سكَّان غزَّة داخل المستشفيات الَّتي لجأوا إليها، ومارس الباغي منتهى الطغيان والإجرام والعالَم العربي والإسلامي يشاهد كُلَّ ذلك المشهد المأساوي، ولَمْ يتحرَّك الضمير الإنساني العالَمي حتَّى اللحظة، فلا مؤسَّسات المُجتمع الدولي الَّتي تتشدَّق بالقانون الإنساني تحرَّكت، ولا الكيانات العربيَّة الرَّسميَّة وجامعة الدوَل الخائرة الَّتي تأسَّس ميثاقها في مادَّته الثَّالثة على: «اتِّخاذ التدابير اللازمة لدفع العدوان الفعلي أو المحتمل الَّذي قَدْ يقع على إحدى الدوَل الأعضاء»؟! فلَيْتَ قمَّة الخذلان العربيَّة لَمْ تُعقد وليْتَ قمَّة الإحباط الإسلاميَّة لَمْ تلتئم فقَدْ كرَّستا كُلَّ مفردات الذُّل والإهانة على هذه الجغرافيا والتاريخ والهُوِيَّة والمصير.
قَبل الحديث عن الحلِّ لهذا الوضع العربي والإسلامي الرَّسمي المتأزم يستوجب الإشارة إلى الانتصار العظيم الَّذي حقَّقته المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة الَّتي لقَّنت العدوَّ الصهيوني الدروس منذ السَّابع من أكتوبر وما زالت الدروس لا تُعدُّ ولا تُحصى فيما لَمْ يستطع العدوِّ إسقاط موقع أو مفرزة صواريخ أو إيقاف انطلاق صواريخ الشَّرف والكرامة، ولَمْ يتمكَّن من استعادة أسيرٍ واحد، بل يتعرَّض للكمائن بعدما يتمُّ استدراجه إلى مناطق تقتيل مختارة، وبالتَّالي فإنَّ جيش الاحتلال قَدْ وقَعَ في مستنقع غزَّة، فلا هو قادر على مجابهة رجال المقاومة، ولا هو التزم أخلاقيَّات الحروب وأوقف جرائمه عن النِّساء والأطفال، فاستكمل جريمته اللاأخلاقيَّة وانتهاكاته اللاإنسانيَّة على المَدنيِّين العُزَّل، وعَلَيْه كان يجِبُ أن تتوافر لهؤلاء الأبرياء حماية دوليَّة إن كانت هناك أخلاقيَّات في النِّظام العالَمي الَّذي يرفع اِّدعاءات حقوق الإنسان، ولكنَّه لَمْ يستطع إلجام هذا الطغيان الصهيوني بسبب وجود أطراف دوليَّة تتبنَّى جرائمه، بل هم شركاء في الجريمة. وهنا نوَجِّه نداءنا الأخير للنِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي عدم الوقوف أمام إرادة الشعوب للقيام بواجبها والانتصار لأولئك الأطفال والنِّساء والمَدنيِّين العُزَّل أشقَّاء الدِّين والدَّم والهُوِيَّة، وهو يًمثِّل ترجمة للأوامر الإلهيَّة الَّتي وردت في عددٍ من سور القرآن وتضمَّنت سورتَي الأنفال والتوبة الدَّعوة للجهاد والحضِّ على نصرة هؤلاء الأشقَّاء المظلومين، ولَمْ يتبقَّ إلَّا التلويح بورقة الشعوب الَّتي ينبغي أن تكُونَ جزءًا من المعادلة.
اتفاقيَّات السَّلام الآثمة الَّتي وفَّرت السِّياج الآمن لهذا الكيان الغاصب لِيمارسَ جرائمه دُونَ رادع ينبغي أن يتمَّ تجميدها، وإجراء تعديلات عَلَيْها بعدم العمل بها في حال حدوث انتهاكات صهيونيَّة باستهداف أبناء الشَّعب الفلسطيني، كما أنَّ نظام التصويت لاعتماد قرارات جامعة الدول العربيَّة ينبغي تعديلها بحيث تكُونُ الأغلبية ويشار هنا إلى أنَّ عددًا من الدوَل العربيَّة قدَّمت مقترحات داعمة للقضيَّة حسب وسائل الإعلام، لكنَّها أُجهضت بسبب وجود معارضة دوَل أخرى.
وختامًا نؤكِّد أنَّ الشعوب هي مصدر السُّلطات وينبغي عدم الوقوف أمام إرادة الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة الثائرة أمام مشاهد الجريمة الانتقاميَّة البربريَّة الصهيونيَّة، فهذه الشعوب يُمكِن أن تستردَّ الكرامة لهذه الأُمَّة، وسيعلمُ الَّذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العربی والإسلامی هذا الکیان الکیان ال هذه الأ م الدو ل

إقرأ أيضاً:

الاستاذ مصطفى شردى جعلنى «حوادثاجية»

كأننى أراه الآن يحدثنى ويلقى إلينا بتعليماته بطريقته الهادئة، فعلى الرغم أننى تتلمذت على يديه لمدة عامين و«شوية»، إلا أننى أحفظ عنه حكم كثيرة وملاحظاته الدقيقة التى كان يبديها بهدوءه الدائم، فقد كان له بصمات فى تعليم كل من عمل معه سواء بالشكل المباشر أو من خلال رؤساء الأقسام، فهو لا يغلق باب مكتبه نهائى، إنه الأستاذ الصحفى الكبير مصطفى شردىن فهو عندما تدخل مكتبه لا تجد من يسألك فى إيه؟ أو عنده اجتماع، فقد كنا أسرة واحدة نتجمع ساعات وسرعان ما ينطلق كل منا إلى حاله بحثا عن الأخبار ومشاكل الناس لنشرها وعرضها على المسئولين لإيجاد حلول لهم، وبحثا عن جلب الأخبار والمتابعات، فلم يكن تسلل النت إلى الصحافة ليقضى عليها مثل الأن أو يتناقل البعض أخباره عن مواقع أو غير ذلك، فلم يكن هناك صحافة «إنقل من البعض وإجرى»، لكنه علمنا الصحافة الحقيقية فعلا أو الصحافة الحقة التى لا ميل فيها ولا هوى، كما علمنا أن نحافظ على مصادرنا وأن تكون علاقتنا بهم قوية، فبلأمس القريب كانت ذكرى رحيل فارس الكلمة والرأى الذى خاض معارك ضارية من أجل الوطن وانحياذه الدائم للفقراء، وكان دورى أن أجرى حوارات فنية مع أساطير الفن أو حوارات سياسية، فتلك الحوارات كانت سببا فى دخولى الجريدة أو أجرى تحقيقات تخص المشاكل الحياتية للناس وأعطيها للأستاذ محمود السنجرى أنذاك، وفى ذات يوم من بداية عام 1988 أخبرنى الأستاذ مصطفى شردى أمام الأستاذين جمال بدوى كان مدير التحرير ومساعده أستاذ سعيد عبد الخالق، بأننى أعمل بالحوادث، وهنا كانت الطامة الكبرى فأمام كاريزمته أجبت، ياريس أنا لم أدخل قسم شرطة إلا لاستخراج البطاقة الشخصية فقط ولا أستطيع أن أرى حادثة، فانا أجرى حوارات بصحف عربية ومحلية مع الفنانين والسياسين ومنهم الباشا، فقال لى عارف وأنا ماعنديش غير الحوادث، ثم وجه كلامه للأستاذ سعيد: خليها تحت إشرافك أنت وعباس بيه، وهنا أسقط فى يدى فأنا اقف بين أساطين الصحافة ولا أملك رفاهية الاختيار، فظللت أبكى حتى تم توزيعى من خلال رئيس الديسك المركزى وأعطانى مصادر، وفى اليوم التانى وقع حادث تصادم كبير وأنا ذاهبة للاجتماع الصباحى  وكان هناك ضحايا على الأرض فتحديت نفسى ونزعت الخوف من قلبى وأعصابى ونزلت من الميكروباص وهات يا تدوين أسماء المصابين ووصفت الحادث فى بضعة وريقات الدشت التى كانت معى ولم يكن آنذاك بحوزتى أية تليفونات ولم يكن المحمول أكتشف بعد، وأثناء دخولى الجريدة ومعى صيدى الثمين هذا أبلغنى مسؤل H R أننى اليوم غياب ومحولة للتحقيق فلم أهتم سوى بما حصلت عليه من تغطية حادث راح ضحيته وقتها 21 متوفى بالإضافة لأعداد المصابين وكتبته وكنت أول مرة أكتب حادث أو أغطيه لأفاجأ فى اليوم التالى بتعليق ورقة على اللوحة بحصولى على مكافأة مالية قدرها عشرون جنيها وكانت قيمتها كبيرة جدا فى ذلك الوقت، ثم ذهب المصور مجدى حنا الجهبذ لتصوير الحادث الذى سود الصفحة الاولى والثالثة بمفردى، وبعد ذلك تغيب الزميل حمدى شفيق عن تغطية قضية ثورة مصر التى كانت تضم ابن رئيس سابق وأخرين لأقوم بتغطية هذه القضية حتى الحكم، ثم قمت بتغطية جميع الحوادث الإرهابية جميعها ومن بينها قضية مفتى الجماعة الاسلامية عمر عبدالرحمن وقضية اغتيال المحجوب ومرافقية وحوادث قتل السائحين على مستوى مصر لتتهافت على الصحف ووكالتين أنباء لكبريات الدول الأوروبية، وهنا ينتهى هذا المشهد بأن أصاب استاذنا مصطفى شردى وكنت أنا على خطاء، وأصبحت طبقا لكلام أساتذتى وزملائى نجمة الحوادث، حقا كما قال العلى القدير فى كتابه «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»، لقد نجح أستاذنا مصطفى شردى ومعه الكوكبة الصحفية التى شرفت أن أكون أنا من بين هذه الكوكبة فى أن تكون أداة رقابية على كل متسكع أو محتال أومن يستحل مال الوطن والمواطنيين فتبنت الجريدة الكثيرمن قضايا الفساد، حتى أصبح يخشاها ويهابها الكثير من المسئولين وكادت أن تتلاشى أمامها كبريات الصحف الحكومية آنذاك، لقد صنع أجيال تتباهى بها الجماعة الصحفية للأن فيقول الزملاء بالصحف «دول من مدرسة مصطفى شردى» وهى جملة تعنى أننا تعلمنا الصحافة على أصولها و تعبنا وشقينا فى بلاط صاحبة الجلالة أيام صولجانها الحقيقى، أما المشهد الثانى والأخير فكان عندما استيقظنا اليوم الأول من يوليو عام 1989 على سحائب كثيفة قاتمة خيمت علينا وعلى محبيه بالحزن لتتساقط دموعنا عليه فى ميدان التحرير والشوارع المؤدية لجامع عمر مكرم وطوال رحلتنا خلف نعشه حتى مثواه الأخير فى مسقط رأسه المدينة الباسلة بورسعيد التى خرجت تودعه أيضا حتى مقابر الأسرة بسرادق على طول الطريق رحم الله الاستاذ.

 

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان العربي يؤكد مواصلة التحرك مع جميع البرلمانات لإيقاف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • رئيس البرلمان العربي يؤكد مواصلة التحرك مع جميع البرلمانات
  • وزير الأوقاف.. يتلقى تهنئة من وزراء الأوقاف ومفتين وعلماء في العالم العربي والإسلامي
  • سام: محاولة اختطاف فتاة على يد مقربين من قيادي في الانتقالي جريمة تستوجب المساءلة
  • "الأزهري" يتلقى خطابات تهنئة من وزراء الأوقاف والمفتين في العالم العربي والإسلامي
  • أسامه الازهري تلقى خطابات تهنئة من وزراء الأوقاف والمفتين والعلماء في العالم العربي والإسلامي
  • الاستاذ مصطفى شردى جعلنى «حوادثاجية»
  • ملف الدعم.. الحكومة حائرة بين المادي والعيني.. وخبراء اقتصاد يقدمون الحل
  • «المرور»: 5 حالات تستوجب الالتزام بأقصى الجانب الأيمن من الطريق
  • “سؤال المليار”.. هل نحن على حافة حرب عالمية ثالثة؟