جريدة الوطن:
2025-02-22@03:22:32 GMT

إهانة أمة المليار تستوجب التحرك .. وهنا يمكن الحل

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

إهانة أمة المليار تستوجب التحرك .. وهنا يمكن الحل

بمزيدٍ من عبارات الأسى والإحباط والخذلان يعيش النِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي حالة من العجز والوهن الَّذي دبَّ في هذه الجغرافيا الكبرى، الَّتي تمتدُّ من المغرب إلى إندونيسيا، ومن تركيا إلى غرب إفريقيا، وهو ـ بلا شك ـ وهَنٌ رسمي نتيجة للاختلاف وغياب الوحدة وعدم الثِّقة المتجسِّد في هذه الكيانات الرسميَّة الممثِّلة لهذه الأُمَّة، وكمواطن عربي مُسلِم أشعر بالكثير من الإهانة بعد مرور (40) يومًا على المجازر الَّتي ترتكبها آلة الحرب والإرهاب الصهيونيَّة المُجرِمة بحقِّ أهلنا في قِطاع غزَّة ممَّا يدعو إلى مزيدٍ من الإحباط والخذلان والخجل أنَّ النِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي بمختلف كياناته السِّياسيَّة الـ(57) الَّتي تضم ُّما يناهز مليارًا ونصف المليار أصبح عاجزًا أمام هذا الكيان المجرم الَّذي لَمْ يتوانَ في التغوُّل والتوغُّل في انتهاكاته اللاإنسانيَّة.

فماذا سنقول للأجيال القادمة وماذا سيكتب عنَّا التاريخ بعد اجتماع (57) دَولة عُقد في بلاد الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ يوم السبت الماضي بتاريخ 11/‏11/‏ 2023م، والمؤسِف أنَّه عُقد بعد (35) يومًا من المذابح الَّتي ارتكبها العدوُّ الصهيوني بشكلٍ يومي في قِطاع غزَّة المنكوب والمُحاصِر لكُلِّ مفردات الحياة فيه، بل طالت جريمته بعض المُدُن الفلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة أمام سمع وبصر العالَم، وهذه الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة تتحشَّد مستنفرة في منطقة الانتظار تنتظر بلهفة المقهور ماذا سيسفر عَنْه اجتماع قادة الدوَل الإسلاميَّة بعد أن خيَّبت القمَّة العربيَّة آمالهم فلَمْ تسجِّل أيَّ موقف للتاريخ والإنسانيَّة بشكلٍ موازِ لحجم الجريمة المهولة الَّتي نُفِّذت بحقِّ الأطفال والنِّساء في قِطاع غزَّة. فهذه الأُمَّة الَّتي وصفها الله سبحانه بأنَّها خير أُمَّة أخرجت للنَّاس تثور وتغلي مع كُلِّ مشهد من مشاهد الجريمة الفاشيَّة الوحشيَّة الهمجيَّة الصهيونيَّة الغادرة الجبانة ضدَّ الأطفال والنِّساء والمَدنيِّين العُزَّل في قِطاع غزَّة الصَّابرة، غزَّة الَّتي تدافع عن شرَف وكرامة هذه الأُمَّة وتُمثِّل البقيَّة الباقية من النِّضال العربي الإسلامي والرباط المقدَّس الَّذي سيُتوِّجه الوعد الإلهي بالنَّصر والتَّمكين والفتح المبَيْنَ وتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، والله غالب على أمْرِه ولكن أكثر النَّاس لا يعلمون.
هكذا كان حال أبناء الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بعد انتهاء قمَّة العجز والخذلان والإحباط الَّتي ظنَّنا أنَّها قَدْ تجاوبت مع ثالث الحرمَيْنِ ومَسرَى الرسول وأُولى القِبلتَيْنِ وأرض الرسالات والأنبياء الَّتي يعيث فيها بنو صهيون الفساد، فلله الأمْرُ من قَبل ومن بَعد.
(40) يومًا ولَمْ يرتوِ هذا الكيان الغاصب من دماء الأبرياء وقَدْ تجاوز تعداد الشهداء أكثر من (14) ألفًا مِنْهم أكثر من (2500) ما زالوا تحت الأنقاض والركام في مشهد إجرامي لَمْ يعهده التاريخ، ولكنَّ هذا الكيان الصهيوني المُجرِم وحاضنته الأمنيَّة الأميركيَّة الشريكة في الجريمة لَمْ يتورعا عن تكريس مشاهد متنوِّعة من تقطيع الأشلاء وتوسيع الدَّمار، فلَمْ يسلَمِ الحجر أو البَشَر في ذلك المشهد المُظلم، وقُطعت كلُّ مظاهر الحياة، وحُوصر سكَّان غزَّة داخل المستشفيات الَّتي لجأوا إليها، ومارس الباغي منتهى الطغيان والإجرام والعالَم العربي والإسلامي يشاهد كُلَّ ذلك المشهد المأساوي، ولَمْ يتحرَّك الضمير الإنساني العالَمي حتَّى اللحظة، فلا مؤسَّسات المُجتمع الدولي الَّتي تتشدَّق بالقانون الإنساني تحرَّكت، ولا الكيانات العربيَّة الرَّسميَّة وجامعة الدوَل الخائرة الَّتي تأسَّس ميثاقها في مادَّته الثَّالثة على: «اتِّخاذ التدابير اللازمة لدفع العدوان الفعلي أو المحتمل الَّذي قَدْ يقع على إحدى الدوَل الأعضاء»؟! فلَيْتَ قمَّة الخذلان العربيَّة لَمْ تُعقد وليْتَ قمَّة الإحباط الإسلاميَّة لَمْ تلتئم فقَدْ كرَّستا كُلَّ مفردات الذُّل والإهانة على هذه الجغرافيا والتاريخ والهُوِيَّة والمصير.
قَبل الحديث عن الحلِّ لهذا الوضع العربي والإسلامي الرَّسمي المتأزم يستوجب الإشارة إلى الانتصار العظيم الَّذي حقَّقته المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة الَّتي لقَّنت العدوَّ الصهيوني الدروس منذ السَّابع من أكتوبر وما زالت الدروس لا تُعدُّ ولا تُحصى فيما لَمْ يستطع العدوِّ إسقاط موقع أو مفرزة صواريخ أو إيقاف انطلاق صواريخ الشَّرف والكرامة، ولَمْ يتمكَّن من استعادة أسيرٍ واحد، بل يتعرَّض للكمائن بعدما يتمُّ استدراجه إلى مناطق تقتيل مختارة، وبالتَّالي فإنَّ جيش الاحتلال قَدْ وقَعَ في مستنقع غزَّة، فلا هو قادر على مجابهة رجال المقاومة، ولا هو التزم أخلاقيَّات الحروب وأوقف جرائمه عن النِّساء والأطفال، فاستكمل جريمته اللاأخلاقيَّة وانتهاكاته اللاإنسانيَّة على المَدنيِّين العُزَّل، وعَلَيْه كان يجِبُ أن تتوافر لهؤلاء الأبرياء حماية دوليَّة إن كانت هناك أخلاقيَّات في النِّظام العالَمي الَّذي يرفع اِّدعاءات حقوق الإنسان، ولكنَّه لَمْ يستطع إلجام هذا الطغيان الصهيوني بسبب وجود أطراف دوليَّة تتبنَّى جرائمه، بل هم شركاء في الجريمة. وهنا نوَجِّه نداءنا الأخير للنِّظام الرَّسمي العربي والإسلامي عدم الوقوف أمام إرادة الشعوب للقيام بواجبها والانتصار لأولئك الأطفال والنِّساء والمَدنيِّين العُزَّل أشقَّاء الدِّين والدَّم والهُوِيَّة، وهو يًمثِّل ترجمة للأوامر الإلهيَّة الَّتي وردت في عددٍ من سور القرآن وتضمَّنت سورتَي الأنفال والتوبة الدَّعوة للجهاد والحضِّ على نصرة هؤلاء الأشقَّاء المظلومين، ولَمْ يتبقَّ إلَّا التلويح بورقة الشعوب الَّتي ينبغي أن تكُونَ جزءًا من المعادلة.
اتفاقيَّات السَّلام الآثمة الَّتي وفَّرت السِّياج الآمن لهذا الكيان الغاصب لِيمارسَ جرائمه دُونَ رادع ينبغي أن يتمَّ تجميدها، وإجراء تعديلات عَلَيْها بعدم العمل بها في حال حدوث انتهاكات صهيونيَّة باستهداف أبناء الشَّعب الفلسطيني، كما أنَّ نظام التصويت لاعتماد قرارات جامعة الدول العربيَّة ينبغي تعديلها بحيث تكُونُ الأغلبية ويشار هنا إلى أنَّ عددًا من الدوَل العربيَّة قدَّمت مقترحات داعمة للقضيَّة حسب وسائل الإعلام، لكنَّها أُجهضت بسبب وجود معارضة دوَل أخرى.
وختامًا نؤكِّد أنَّ الشعوب هي مصدر السُّلطات وينبغي عدم الوقوف أمام إرادة الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة الثائرة أمام مشاهد الجريمة الانتقاميَّة البربريَّة الصهيونيَّة، فهذه الشعوب يُمكِن أن تستردَّ الكرامة لهذه الأُمَّة، وسيعلمُ الَّذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العربی والإسلامی هذا الکیان الکیان ال هذه الأ م الدو ل

إقرأ أيضاً:

تركيا تلقي القبض على شخص في سوريا بتهمة إهانة أردوغان

أعلنت وزارة الداخلية التركية إلقاء القبض على شخص في سوريا بتهمة "إهانة" الرئيس رجب طيب أردوغان بمنشور عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت الداخلية التركية في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، الأربعاء، أنه "وبعد تحقيق أجرته رئاسة إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، تم تحديد أن الشخص الذي نشر مشاركات تتضمن إهانة لرئيس الجمهورية على وسائل التواصل الاجتماعي".

Siber Suçlarla Mücadele Daire Başkanlığımızca yapılan çalışmada, sosyal medyada Sayın Cumhurbaşkanımıza hakaret içeren paylaşımlar yapan şahsın 49 yaşındaki T.G. olduğu belirlenmiştir.

İstanbul Küçükçekmece’de ikamet eden şahsın Suriye’ye gittiği anlaşılmıştır.

Şahıs hakkında… pic.twitter.com/Qusp47hjKy — T.C. İçişleri Bakanlığı (@TC_icisleri) February 19, 2025
وأضافت أن المتهم "هو المدعو T.G. البالغ من العمر 49 عاما"، مشيرة إلى أنه "مقيم في منطقة كوتشوك تشكمجه بمدينة إسطنبول، وتبين أنه غادر إلى سوريا".

وبحسب البيان، فقد "صدر أمر بالقبض عليه من قبل النيابة العامة في إسطنبول".


وأوضحت وزارة الداخلية التركية أنه جرى إلقاء القبض على المتهم في سوريا بالتعاون بين رئاسة الاستخبارات العامة وبدعم من رئاسة إدارة الأمن العام ومديريات الاستخبارات في هاتاي.

وأضافت أن رئاسة "مكافحة الجرائم الإلكترونية بدأت إجراءات قانونية بحق 97 حسابًا قاموا بمشاركة المحتوى المذكور، وتم حجب جميع هذه الحسابات بقرار من المحكمة".

ولم تحدد وزارة الداخلية التركية هوية أو جنسية الشخص المتهم بـ"إهانة" الرئيس التركي، كما لم تعلق الحكومة السورية في دمشق على الحادثة.


يشار إلى أن حالات اعتقال تركيا أشخاصا في سوريا تكررت خلال السنوات الماضي، وغالبا ما يسود الطابع الأمني على مثل هذه الاعتقالات التي تتم داخل الأراضي التركية.

وتستهدف مثل هذه الاعتقالات مواطنين أتراكا في الغالب، وفق موقع "عنب بلدي"، بسبب ما تراه أنقرة فيهم من تهديد للأمن القومي أو انخراطهم في تنفيذ عمليات تصفها تركيا بـ"الإرهابية".

وتعتبر حادثة إلقاء القبض على المتهم بـ"إهانة" الرئيس التركي في سوريا، الأولى من نوعها حيث استهدفت أحد المطلوبين على ذمة قضية جنائية.

مقالات مشابهة

  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش
  • النور يبحث عن النهائي الخليجي أمام العربي القطري
  • لماذا يعرف مسرح الجريمة بـ«الشاهد الصامت»؟.. خبير يوضح في بودكاست «أول الخيط»
  • بعد إطلاق وثيقة دعم عمال غزة.. مجدي البدوي: إعادة الإعمار الحل لغلق الطريق أمام التهجير
  • تركيا تلقي القبض على شخص في سوريا بتهمة إهانة أردوغان
  • مدير «بروكسل للدراسات»: الدعم العربي للفلسطينيين حائط صد أمام مخطط التهجير
  • حالات تستوجب تشديد العقوبة التأديبية على الموظف وفقا للقانون
  • ترامب: على "الديكتاتور" زيلينسكي التحرك سريعًا للسلام وإلّا سيفقد أوكرانيا
  • بعد إثارتها للجدل.. حقيقة المليار مشاهدة لبرومو مسلسل ياسمين عبد العزيز "وتقابل حبيب"
  • السودان.. التحرك نحو تشكيل سلطة موازية