جريدة الوطن:
2025-04-29@16:14:52 GMT

مؤشرات «إسرائيلية» ودلالاتها القاطعة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

مؤشرات «إسرائيلية» ودلالاتها القاطعة

وضعت التطوُّرات الأخيرة الَّتي وقعت في فلسطين، وعلى الأخصِّ مِنْها على جبهة قِطاع غزَّة، حكومة نتنياهو الائتلافيَّة اليمينيَّة الفاشيَّة المتطرِّفة، أمام وضعٍ صعبٍ وحَرجٍ في الوقت نفْسِه، وأمام تحدِّيات داخليَّة عديدة، أبرزها تراجع الثِّقة بها لدى قِطاع واسع من «الإسرائيليِّين». وترافقت الأمور مع التراكمات السلبيَّة الَّتي سبقتها من خلال المساعي الَّتي كان قَدْ بدأ بها نتنياهو لإحداث الانقلاب القضائي منذ تشكيل حكومته في 29 كانون الأوَّل/ ديسمبر 2022.

والَّذي هدف من خلاله إلى إضعاف السُّلطة القضائيَّة وإخضاعها للسُّلطة التنفيذيَّة، كَيْ تتحكمَ بمصير القرارات الحكوميَّة دُونَ كوابح أو عوامل فرملة من قِبل الكنسيت، وذلك على الرغم من معارضة أغلبية «المُجتمع الإسرائيلي»، وخصوصًا المؤسَّسة العسكريَّة ومؤسَّسة الأمن.
وفي لجَّة تلك التطوُّرات، وازدحامها، وبالرغم من الفعل الدَّموي «الإسرائيلي» ضدَّ الشَّعب الفلسطيني المحاصَر في القِطاع، وتلبية حكومة نتنياهو وإشباعها لرغبات اليمين الفاشي الَّذي يكتسح الشارع «الإسرائيلي»، بالرغم من ذلك جاءت استطلاعات «الرأي العامِّ الإسرائيلي»، الَّتي أُجريت بعد السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023، لتُشير إلى استمرار تزايد نِسَب فقدان نتنياهو وائتلافه الحكومي ثقة «الإسرائيليِّين»، وحتَّى الثِّقة داخل حزبه حزب الليكود. فاستطلاعات الرأي العامِّ تُظهر أنَّ أكثر من ثُلُث ناخبي حزبه يريدون شخصًا آخر غيره رئيسًا للحكومة، بل وتمَّ طرح بعض الأسماء من قيادة حزب الليكود للحلول مكان نتنياهو وإنهاء حياته السِّياسيَّة.
وحتَّى نكتبَ بالملموس، أظهر أوَّل استطلاع للرأي العامِّ، أجرته صحيفة (معاريف) «الإسرائيليَّة» بعد السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023، مدى تراجع حضور نتنياهو وحكومته. ويتبَيَّن من خلال هذا الاستطلاع، الَّذي نُشر في 13 تشرين الأوَّل/ أكتوبر على صفحات جريدة (معاريف)، كما نشره موقع (عرب 48)، أنَّ أحزاب الائتلاف الحكومي الَّذي يقوده نتنياهو، ولها (64) مقعدًا في الكنيست الحالي، ستحصل على (42) مقعدًا فقط، إذا جرت انتخابات الكنيست، أمَّا أحزاب المعارضة فستحصل على (78) مقعدًا، بما في ذلك (10) مقاعد للأحزاب العربيَّة.
وأظهر الاستطلاع المشار إليه أعلاه، أنَّ حزب المعسكر الرَّسمي (الوطني) الَّذي يقوده الجنرال بيني جانتس، حصل على (41) مقعدًا في الكنيست، و(19) مقعدًا لحزب الليكود، و(15) مقعدًا لحزب يوجد مستقبل (ييش عتيد). وسبعة مقاعد لحزب شاس (اليهود الشرقيِّين السفارديم)، وسبعة مقاعد لحزب يهوديت هتوراه (اليهود الغربيِّين الإشكناز). وستَّة مقاعد لحزب ميرتس، وعشرة مقاعد للأحزاب العربيَّة.
وفي استطلاع للرأي تلا الاستطلاع الأوَّل، ونشرت نتائجه الصحف «الإسرائيليَّة، ومِنْها صحيفة معاريف بعددها الصَّادر يوم 20 تشرين الأوَّل/ أكتوبر 2023، فإنَّ أحزاب الائتلاف الحكومي، حصلت على (43) مقعدًا، وأحزاب المعارضة الَّتي حصلت على (77) مقعدًا. والمُهمُّ فيه أنَّ (80%) من الإسرائيليِّين يعتقدون أنَّ نتنياهو يجِبُ أن يتحملَ مسؤوليَّة الفشل والتقصير في 7 تشرين الأوَّل/ أكتوبر، ومعه قادة المؤسَّسة العسكريَّة والأمنيَّة بمَنْ فيهم وزير الأمن ورئيس الأركان ورؤساء أذرع الأمن كالاستخبارات العسكريَّة (أمان)، ورئيس المخابرات العامَّة (الشاباك)، وحتَّى رئيس المخابرات الخارجيَّة (الموساد).
وهكذا كانت نتائج استطلاعات الرأي الَّتي تتالت، وغالبيَّتها تعطي دلالاتها بشأن تقييم «الشارع الإسرائيلي» لأداء حكومة نتنياهو، والتفاف ملامح المرحلة التالية.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة مقاعد مقعد ا

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: حملة إسرائيلية ضد قطر وسط مفاوضات غزة لحماية نتنياهو

في تطور لافت يكشف كواليس التوتر داخل غرف التفاوض، نفى مسؤول عربي، يوم الأحد، تقارير إسرائيلية اتهمت قطر بحثّ حركة حماس على رفض مقترح مصري لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن المسؤول - الذي وصفته بأنه مطلع على سير المفاوضات لكنه ليس قطريا - أن هذه المزاعم "مفبركة" من قبل مسؤولين إسرائيليين يسعون لحماية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحميل الطرف الآخر مسؤولية فشل المفاوضات، رغم أن شروط نتنياهو كانت تجعل التوصل لاتفاق شبه مستحيل.

وبحسب المصدر، رفض نتنياهو إنهاء الحرب أو القبول ببقاء حماس كسلطة في قطاع غزة، كما رفضت إسرائيل التقدم نحو إنهاء دائم للحرب حتى ضمن صفقات التبادل المقترحة بداية هذا العام، مما أدى إلى انهيار الاتفاق بعد مرحلته الأولى.

تزامن ذلك مع تقارير عبرية نُشرت نهاية الأسبوع، معظمها دون مصادر موثوقة، زعمت أن قطر شجعت حماس على رفض المبادرة المصرية بزعم قدرتها على تحقيق هدنة طويلة الأمد بشروط أفضل.

وتعد قطر وسيطًا رئيسيًا منذ اندلاع الحرب بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي في السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتستضيف جزءًا من قيادة حماس السياسية، إضافة إلى تمويلها مشاريع إنسانية في القطاع بموافقة إسرائيل، بحسب نفس المصدر.


في السياق ذاته، صرّح رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن المحادثات أحرزت "تقدمًا طفيفًا" في اجتماع الخميس الماضي.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، أن جوهر المفاوضات يتركز على "كيفية إنهاء الحرب"، مؤكدًا أن غياب الهدف المشترك يقلل بشدة من فرص إنهاء الصراع.

وأضاف فيدان أن حماس أبدت استعدادا للتوقيع على اتفاق لا يقتصر فقط على وقف إطلاق النار بل يتناول قضايا سياسية مثل حل الدولتين، وهو ما ناقشه مع وفد حماس خلال محادثات بأنقرة في 19 أبريل.

وفي تطور منفصل، انتقد آل ثاني الحملة الإعلامية المرتبطة بما يسمى "فضيحة قطارغيت"، واصفًا إياها بأنها "دعاية صحفية سياسية لا أساس لها"، وسط اتهامات لمساعدين لنتنياهو بتلقي أموال للترويج لقطر داخل إسرائيل، وأكد آل ثاني أن العقود القطرية مع شركة اتصالات أمريكية كانت تهدف فقط للتصدي لحملات دعائية مضادة.

بحسب التحقيقات الجارية، يُشتبه بأن جوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين - المساعدين السابقين لنتنياهو - تلقوا أموالًا من لوبي أمريكي لتحسين صورة قطر كوسيط في ملف تبادل الأسرى، وهو ما دفع المحققين الإسرائيليين إلى التخطيط لاستجواب اللوبيست الأمريكي جاي فوتليك في الولايات المتحدة.


وكان الصحفي يوآف ليمور كان قد قال في تقرير موسع بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن إسرائيل تدرس حالياً خيار تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، في حال لم تبد حماس مرونة خلال الأسابيع القليلة المقبلة في ملف المفاوضات. وتشمل الخطة تعبئة المزيد من قوات الاحتياط والتوسع في السيطرة على أراضٍ إضافية داخل القطاع، بغرض زيادة الاحتكاك الميداني وتعزيز الضغط المباشر على قيادة الحركة.

وزعم أن قطر دفعت باتجاه إقناع حماس بعدم التعجل في القبول بالتسوية، مقترحة ما وصفته بـ"الصفقة الكبرى": الإفراج عن كافة الأسرى مقابل وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار (من 5 إلى 7 سنوات)، بضمانات دولية، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة للقطاع، وهو ما يعني – وفق التقديرات الإسرائيلية – تثبيت حكم حماس واستبعاد أي تسوية بديلة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: حملة إسرائيلية ضد قطر وسط مفاوضات غزة لحماية نتنياهو
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر
  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع والتعطيش كوسيلة حرب ممنهجة
  • نتنياهو وكاتس: الضاحية الجنوبية لن تكون ملاذا لحزب الله
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة في أكتوبر
  • التفاصيل المثيرة: لماذا أمر نتنياهو بتفجير أجهزة "البيجر" لحزب الله فورًا؟
  • نتنياهو يتهم رئيس الشاباك بالكذب والإهمال: لم يوقظني صباح هجوم 7 أكتوبر
  • في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله
  • سلاح الجو الإسرائيلي يدمر مستودع أسلحة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر