مؤشرات «إسرائيلية» ودلالاتها القاطعة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
وضعت التطوُّرات الأخيرة الَّتي وقعت في فلسطين، وعلى الأخصِّ مِنْها على جبهة قِطاع غزَّة، حكومة نتنياهو الائتلافيَّة اليمينيَّة الفاشيَّة المتطرِّفة، أمام وضعٍ صعبٍ وحَرجٍ في الوقت نفْسِه، وأمام تحدِّيات داخليَّة عديدة، أبرزها تراجع الثِّقة بها لدى قِطاع واسع من «الإسرائيليِّين». وترافقت الأمور مع التراكمات السلبيَّة الَّتي سبقتها من خلال المساعي الَّتي كان قَدْ بدأ بها نتنياهو لإحداث الانقلاب القضائي منذ تشكيل حكومته في 29 كانون الأوَّل/ ديسمبر 2022.
وفي لجَّة تلك التطوُّرات، وازدحامها، وبالرغم من الفعل الدَّموي «الإسرائيلي» ضدَّ الشَّعب الفلسطيني المحاصَر في القِطاع، وتلبية حكومة نتنياهو وإشباعها لرغبات اليمين الفاشي الَّذي يكتسح الشارع «الإسرائيلي»، بالرغم من ذلك جاءت استطلاعات «الرأي العامِّ الإسرائيلي»، الَّتي أُجريت بعد السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023، لتُشير إلى استمرار تزايد نِسَب فقدان نتنياهو وائتلافه الحكومي ثقة «الإسرائيليِّين»، وحتَّى الثِّقة داخل حزبه حزب الليكود. فاستطلاعات الرأي العامِّ تُظهر أنَّ أكثر من ثُلُث ناخبي حزبه يريدون شخصًا آخر غيره رئيسًا للحكومة، بل وتمَّ طرح بعض الأسماء من قيادة حزب الليكود للحلول مكان نتنياهو وإنهاء حياته السِّياسيَّة.
وحتَّى نكتبَ بالملموس، أظهر أوَّل استطلاع للرأي العامِّ، أجرته صحيفة (معاريف) «الإسرائيليَّة» بعد السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2023، مدى تراجع حضور نتنياهو وحكومته. ويتبَيَّن من خلال هذا الاستطلاع، الَّذي نُشر في 13 تشرين الأوَّل/ أكتوبر على صفحات جريدة (معاريف)، كما نشره موقع (عرب 48)، أنَّ أحزاب الائتلاف الحكومي الَّذي يقوده نتنياهو، ولها (64) مقعدًا في الكنيست الحالي، ستحصل على (42) مقعدًا فقط، إذا جرت انتخابات الكنيست، أمَّا أحزاب المعارضة فستحصل على (78) مقعدًا، بما في ذلك (10) مقاعد للأحزاب العربيَّة.
وأظهر الاستطلاع المشار إليه أعلاه، أنَّ حزب المعسكر الرَّسمي (الوطني) الَّذي يقوده الجنرال بيني جانتس، حصل على (41) مقعدًا في الكنيست، و(19) مقعدًا لحزب الليكود، و(15) مقعدًا لحزب يوجد مستقبل (ييش عتيد). وسبعة مقاعد لحزب شاس (اليهود الشرقيِّين السفارديم)، وسبعة مقاعد لحزب يهوديت هتوراه (اليهود الغربيِّين الإشكناز). وستَّة مقاعد لحزب ميرتس، وعشرة مقاعد للأحزاب العربيَّة.
وفي استطلاع للرأي تلا الاستطلاع الأوَّل، ونشرت نتائجه الصحف «الإسرائيليَّة، ومِنْها صحيفة معاريف بعددها الصَّادر يوم 20 تشرين الأوَّل/ أكتوبر 2023، فإنَّ أحزاب الائتلاف الحكومي، حصلت على (43) مقعدًا، وأحزاب المعارضة الَّتي حصلت على (77) مقعدًا. والمُهمُّ فيه أنَّ (80%) من الإسرائيليِّين يعتقدون أنَّ نتنياهو يجِبُ أن يتحملَ مسؤوليَّة الفشل والتقصير في 7 تشرين الأوَّل/ أكتوبر، ومعه قادة المؤسَّسة العسكريَّة والأمنيَّة بمَنْ فيهم وزير الأمن ورئيس الأركان ورؤساء أذرع الأمن كالاستخبارات العسكريَّة (أمان)، ورئيس المخابرات العامَّة (الشاباك)، وحتَّى رئيس المخابرات الخارجيَّة (الموساد).
وهكذا كانت نتائج استطلاعات الرأي الَّتي تتالت، وغالبيَّتها تعطي دلالاتها بشأن تقييم «الشارع الإسرائيلي» لأداء حكومة نتنياهو، والتفاف ملامح المرحلة التالية.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قائد منظومة صواريخ تابعة لـ «حزب الله»
أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن قواته تمكنت من القضاء على قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لـ”حزب الله”.
وقال الجيش في بيان إن “طائرات حربية تابعة لسلاح الجو هاجمت أمس (الاثنين) في كفرجوز بجنوب لبنان، بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، وقضت على “علي توفيق الدويك”، قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله”.
وذكر أن “الدويك كان يتولى قيادة منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى منذ شهر سبتمبر 2024، خلفا لقائد المنظومة السابق الذي تمت تصفيته، وكان مسؤولا عن إطلاق أكثر من 300 قذيفة صاروخية باتجاه أراضي دولة إسرائيل، بما في ذلك منطقة حيفا ووسط البلاد”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن “الفرقة 98” بدأت بعملية مداهمة واسعة تستهدف معقلا رئيسيا “لحزب الله” في جنوب لبنان.
وتأتي هذه العملية، وفقا لبيان للجيش الإسرائيلي، في إطار “الجهود المستمرة لإزالة تهديدات محتملة ضد الأراضي الإسرائيلية، وذلك بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة”.
وأفاد البيان، بأن عمليات “الفرقة 98” تستهدف “مواقع متعددة لحزب الله، تشمل مقرات قيادة ومستودعات أسلحة ومواقع إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، ويتم تنفيذ المداهمات بتغطية نارية مكثفة لضمان تحقيق الأهداف”.
وبحسب المصدر ذاته، “تمكنت القوات حتى الآن من استهداف عشرات المواقع التي تُعد مصدراً لإطلاق القذائف الصاروخية ومواقع استطلاعية لحزب الله”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن العملية ستستمر حتى تحقيق أهدفها، مشيراً إلى التزامه بالعمل وفق التقديرات الأمنية لحماية أمن المواطنين.
وواصلت القوات الإسرائيلية غاراتها المكثفة فيما جدد حزب الله استهداف وسط وشمال إسرائيل، بالتزمن مع الحديث عن قرب التوصل لتسوية بين لبنان وإسرائيل مع وصول الموفد الأمريكي إلى بيروت،
اليونيفيل: قدرتنا على المراقبة محدودة للغاية بسبب الأضرار التي لحقت بأبراجنا
وقال متحدث باسم قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان اليونيفيل، الثلاثاء، “إن قدرة القوات على المراقبة عند حدود لبنان الجنوبية “محدودة للغاية” بسبب الأضرار التي تعرضت لها مواقعها”.
وأضاف أن الأرجنتين أخطرت بعثة حفظ السلام الأممية في لبنان بأنها ستسحب 3 من ضباطها.
وكانت إسرائيل طالبت قوات اليونيفيل بالانسحاب من مواقعها جنوب لبنان، وهو أمر رفضته القوة الدولية.
واتهمت (اليونيفيل) القوات الإسرائيلية بمهاجمة قواعدها عمدا، بما في ذلك إطلاق النار على قوات حفظ السلام وتدمير أبراج مراقبة.
وتم إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في مارس 1978 بموجب قراري مجلس الأمن رقم 425 و426، بهدف تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، إعادة السلام والأمن الدوليين إلى المنطقة، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في جنوب البلاد.
ويبلغ عدد قوات اليونيفيل في لبنان حوالي 10,150 جنديا من 48 دولة. بينها إندونيسيا، الهند، إيطاليا، ماليزيا، نيبال، وفرنسا.