سودانايل:
2024-07-12@00:27:28 GMT

حرب الأوهام اللعينة: تسابق على الفوز بالعار!!

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

حرب الجنرالين والفلول تدنّت في سفالتها إلى درك بعيد..غايته تدمير الوطن وقطع شرايين تواصله وتعويق وقوفه على قدميه وجر السودانيين إلى دائرة اليأس..وحاشا لله أن يتسلل اليأس إلى قلوب شعب قاد اكبر ثورة سلمية في التاريخ الحديث لإزالة دولة القهر والفساد العضوض...دولة الفلول التي جسّدت تحالف اللصوص والقتلة والنصابين تحت رايات النهب والقتل والإجرام والمتاجرة بالدين.

.!
بعد كل هذه الأهوال يخرج المتحدث باسم انقلاب البرهان ليغالط مليشيا البرهان المدللة حول الجهة التي تسيطر على "قاعدة النجومي" وهي رقعة ارض صغيرة مهجورة خلف خزان جبل اوليا.. (صقيعة خالية) إلا من بعض طائرات هكر (خردة) كسيحة الأجنحة..؟!
إنها ذات المغالطة حول قصف وتحطيم جسر شمبات..!
كل هذه الأهوال ولا يخرج هذا الناطق الرسمي المسكين إلا ليجادل حول الجهة التي تسيطر على شريحة منزوية من الأرض لم يكن بها أحد طوال هذه الحرب الفاجرة..!
هل سمع هذا الناطق الرسمي ما قالته المسؤولة الأممية عن أحوال السودان..؟!
من أين وجد هذا المتحدث الرسمي الكلمات..والمسؤولة الأممية (السيدة كليمنتاين نكويتا سلامي) منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان.. قالت أمس وأنا أنقل تصريحها هنا لأنه لم يحدث مثله من قبل من أي مسؤول أممي..قالت: (تعجز الكلمات عن وصف الفظائع الدائرة في السودان والتي تقترب من الشر المحض..وما يبقيني مستيقظة طوال الليل هو وجوه الأشخاص الذين قابلتهم في السودان..إنهم مثلي ومثلكم يريدون العيش بسلام وإطعام أسرهم وإرسال أطفالهم إلى المدرسة..حماية المدنيين مصدر قلق كبير..السودانيون يعانون من صراع عنيف ومأساة إنسانية تزداد قتامة يوماً بعد يوم طوال سبعة أشهر..التقارير مروّعة ومتواصلة عن العنف الجنسي والجسماني والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.. العنف يتصاعد والهجمات ضد المدنيين في دارفور وفي كل مكان.. إذا لم نتحرّك الآن فإن السودان سيدخل في أزمة طويلة الأمد..لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث...ما يحدث في السودان يشكل تحديا هائلاً.. نعم يعاني العالم من أزمات كثيرة ولكن ليس بحجم هذه الأزمة أو عمق هذا البؤس..أزمة السودان ليس لها مثيل...يحتاج أكثر من نصف السكان- أي 25 مليون شخص- إلى المساعدة والحماية..لقد فرّ أكثر من 6 ملايين شخص من منازلهم داخل وخارج السودان..وتم تدمير القطاع الصحي وخرجت أكثر من 70% من مرافقه عن الخدمة...هذا أمر مقلق للغاية..أقلها تفشي الأمراض المُزمنة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والحصبة..أكثر من 4 مليون شخص تلقوا للمرة الأولى منذ ابريل مساعدات منقذة للحياة..نحذر من أن انتشار القتال في ولاية الجزيرة سلة غذاء السودانيين لإنقاذهم من براثن الجوع..)
وختمت كلامها بالقول: إن التقيد والتزام المتحاربين بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ليس اختياراً.. لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه التجاوز..!!
طبعا يتذكر المتحدث الرسمي أن منظمة "أكليد" المعنية بإحصاء ضحايا الحروب والنزاعات أعلنت أن )حرب الجنرالين( أدت إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل بالقصف والرشاشات والدانات (أرقام تنافس شهداء غزة جراء القصف البربري الصهيوني) ونزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني وفق الأمم المتحدة (عدد نازحي غزة حتى الآن 1.6 مليون)..!
نقول للمتحدث الرسمي المسكين ما هو تعليقكم على الأحداث التالية التي وقعت في الأيام الماضية وخلال نوفمبر الحالي ...ونحن ما زلنا في يوم 14 منه:
- أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لللاجئين وأطباء سودانيين إن مقاتلين من قوة شبه عسكرية وميليشيات متحالفة اجتاحوا بلدة "أردمتا" بولاية غرب دارفور شمال الجنينة وجرى القتل من منزل إلى منزل باستهداف الرجال والصبيان وتم مقتل أكثر من 800 شخص وإحراق مراكز إيواء النازحين..!
- مقتل 40 شخصاً في قصف جوي على سوقين شعبيين بمدينة نيالا
- غارة جوية على شرق النيل سقط على إثرها أكثر من 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال
- قصف سوق شعبي بالخرطوم (مايو) ومقتل 40 شخص معظمهم من الباعة والمتسوقين..
- سقوط 47 قتيلاً و70 جريحاً في قصف عشوائي على أحياء جنوب الخرطوم
- مذبحة "سوق زقلونا" بأم درمان الحارة 15 أدت إلى مقتل أكثر من 20 مواطنًا وأعداد من الجرحى بالقذائف المتبادلة
هذا غير مذبحة سوق (الملجة) الشعبي التي قتل فيها 34 مدنياً بينهم أطفال و14 امرأة جراء قصف عشوائي وتقطعت بعض الجثث بالكامل بفعل قوة القصف (أدان الحادث أمين عام المتحدة انطونيو غوتيريش بنفسه) ولم يصدر حولها تعليق من الجيش أو الدعم السريع..!
- مذبحة ودنوباوي شارع ود البصير
- يتواصل حصار حي الفتيحاب ومنع وصول المواد الغذائية..ويتواصل لليوم الثاني والعشرين انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
- طوارئ الخرطوم بحري تعلن أن المدينة تتعرض لـ“دمار ممنهج وحصار كامل لجزيرة توتي
- مجلس الأمن يعقد جلسة نهاية الأسبوع لبحث الأوضاع المتصاعدة في السودان
ماذا قال متحدث البرهان الرسمي حول الخلاء خلف الخزان الذي يقول إنه قاعدة جوية..؟! وما هو الفرق إذا كان تحت إشراف جماعة الانقلاب أو المليشيات..؟! ومَنْ الذي قصف كبري شمبات..؟! إذا كانت جهة أجنبية..كلمووونا..!!
ولماذا تقول المسؤولة الأممية (الخواجية) إنها لا تستطيع النوم..؟! بينما البرهان الذي يجلس على كرسي قائد جيش السودان يلتقط لنفسه صورة مبتسمة (سيلفي) في فنادق العلمين على الساحل الشمالي..ويذهب لأداء العمرة على حساب أموال المجهود الحربي...الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان أکثر من

إقرأ أيضاً:

الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!

ساحاول كتابة بعض ملاحظاتي عن الحركة الإسلامية التي حدثت لها شروخ كبيرة و عميقة داخل جسدها إبتداءاُ منذ صدور الكتاب الأسود مروراً باستقلال جنوب السودان ثم جاءت القشة التي أخشى أن تكون قاصمة لظهر بعيرها: حرب أبريل ٢٠٢٣ م في الخرطوم.
قبل عام قابلت احد عناصر الحركة الإسلامية حسب معرفتي له فهو عضو فيها منذ كان طالباً حتى تخرج من الجامعة ثم عمل في عدد من حكومات عهد ثورة الإنقاذ الوطني (المسمى الذي ظهر به قائد الانقلاب لأول مرة عمر حسن أحمد البشير عام ١٩٨٩م) و كان أحد الذين ذهبوا إلى معسكر الدكتور حسن عبد الله الترابي في المفاصلة التي أدت إلى انشاء المؤتمر الوطني الشعبي الذي تم تحويله فيما بعد إلى المؤتمر الشعبي، كنت قد سألته مباشرة هل يمكنه المشاركة حوار تجمع إخوانه في الحركة الإسلامية للصلح فكان رده سريعاً قبل إضافتي لأي عبارة فقال: كيف ذلك و هم لهم دولتهم و انا في دولتي المستقلة!!.. لم اتفوه بأي عبارة بعد ذلك تحاول تفنيد الواقع المتناقض الذي اعرف فيه وجود تواصل قوي بين بعض عناصر نفس الحركة الذين كانوا داخل معسكر المؤتمر الوطني و ذهبوا إلى جنوب السودان بحكم الإعلان السياسي الذي اعترف به العالم بوجود دولة مستقلة إسمها جمهورية جنوب السودان .
بعبارة أخرى مع آصطحاب الرأي السائد لدى الغالبية بأن الفكر لا حدود لها، فإن أعضاء الحركة الإسلامية جناح المؤتمر الشعبي في جنوب السودان يختلفون قليلاُ عن نظراءهم في المؤتمر الوطني بحكم أن السلطة عند الاخير ...
عند إشعال الحروب لا يعرف حرارة النيران إلا المكتوين بها و عندها تظهر القرارات التي تخلق الكثير من المواقف المتباينة....
اعتقد بأن كلمة او وصف (الاسلاميين ) في السودان لم تعد هي الكلمة هي نفسها بنفس المعنى قبل أبريل عام ٢٠٢٣ م. كنت اتحدث مع احد زملائي الذين عملت معه في صحيفة السوداني سابقاً و هو من الذين عرفتهم يكرهون المؤتمر الوطني و أثناء حديثه معي ذكر ما يقوم به علي احد كرتي زعيم الحركة الإسلامية السودانية ... حواري البسيط معه إختصرته في تبسيط المسألة بأن الذي يحدث الان في السودان فيه الكثير من تعقيدات حسب وجهة نظري بدأت إجتماعية ثم تحولت إلى معضلات سياسية ظاهرة لدينا الان في شكل فشل إداري انتج لنا الحروب التي تعيشها السودان حتى اليوم في كل اجزاءها(السودان الكبير من نمولي إلى حلفا و من الجنينة إلى طوكر ) و سألت صديقي الذي اعرفه جيدا عن انتماءه الجغرافي فذكره لي ... فقلت له بما إنك من نهر النيل و علي كرتي من نهر النيل هل تفتكر بأن هناك فرق بينك و علي كرتي لدى بعض أفراد الدعم السريع؟.. يعني لو صادف انت و علي كرتي بقيتوا سوا و جاءت قوة عسكرية من الدعم السريع هل ستقاتل علي كرتي ام تدافع عن نفسك ؟!..
نفس الأمر ماذا يحصل أن قوة عسكرية من الجيش الذي يقودها الفريق البرهان ذهبت إلى قرية بمساندة من أفراد ارسلهم علي كرتي إلى قرية فيها قوة من الدعم السريع و في داخل القرية يقطن هناك نائب الرئيس السوداني السابق حسبو عبد الرحمن ... هل سيقاتل حسبو عبد الرحمن ضد الدعم السريع ام يدافع عن نفسه ضد الجيش ؟!..
على العموم انا اعتقد بأن محاولة تعميم صلابة الاسلاميين خلف البرهان يحتاج إلى مراجعة.
يوجد نفاق سياسي تقوم بها بعض الدول التي تملك الأموال في شكل دعاية يومية تحارب الحركات الموصوفة بالاسلامية و هي نفسها (اي تلك الدول ) في قناعة نفسها تقوم بتمويل عناصر تلك التنظيمات سراُ ...
في الوقت الراهن وهنت و ضعفت فكرة الحركة الإسلامية بسبب الانتماءات الجغرافية العنصرية التي قسمت الأعضاء إلى شماليين و جنوبيين و غرابة و ناس وسط .. إلخ، لكن مهما طال الزمن إذا لم تنهض بعض التنظيمات الأخرى من نومها العميق ... أخشى أن تكون كل مستقبل السودان على يد الحركة الإسلامية عندما تتوحد...
يوجد عنصر أساسي و مهم في الحياة الاجتماعية السياسية السودانية شاركت الحركة الإسلامية السودانية في رسم الصورة القبيحة التي عليها السودان اليوم ... و هي الحركة الشيوعية او الفكرة الشيوعية السودانية التي لم تنزل إلى عامة الشعب بل مجرد فكرة نخبوية حكمت فترة قصيرة ثم إنزوت و لم تتلاشى...
وفق ملاحظاتي توجد تشابه كبير في سلوك أفراد الحركة الشيوعية السودانية و أفراد الحركة الإسلامية السودانية فكلهم إقصائيين فمجرد إنتقادك لسلوك فرد منهم ستكون انت ضد التنظيم (عدو الدين و عدو الدولة ) .. إختلاف الحركتين فقط في الشعارات .

بقلم: قير تور
كاتب و صحافي من جنوب السودان.

geertong2022@outlook.com  

مقالات مشابهة

  • الحكومة تنفي تعثر برنامج تأهيل مناطق الزلزال
  • وزير الصحة يلتقي النقابات والزيادة في الأجور على رأس الألويات
  • الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!
  • اعتقال خالد الجهني وشقيقه
  • اقرأ غدًا بالوفد.. الحكومة تسابق الزمن لإنهاء أزمة الكهرباء
  • تسابق مراكز ومدن الشرقية على توريد الذهب الأصفر للصوامع والشون
  • حقيقة الهدف من الحرب اللعينة على لسان الكيزان…!
  • تعرف على المحافظات التي عطلت الدوام الرسمي الخميس بسبب ارتفاع درجات الحرارة
  • حسابات أمنية ومواجهة تحركات مصرية.. لماذا ذهب آبي أحمد إلى السودان؟
  • المشاركون في الجولة الثانية لبطولة المقاتلين المحترفين بالرياض: المنافسات ستكون ندية ومثيرة