قصف المستشفيات ونفاد الأدوية.. مرضى السرطان ضحايا العدوان على غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
غزة- حياة 70 مريضا بالسرطان داخل مستشفى الصداقة التركي الخاص بمرضى السرطان في قطاع غزة مهددة بشكل خطير، وفق بيان لوزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة.
وتعرض المستشفى لقصف مباشر خلال الأسبوع الماضي، مما هدد حياة المرضى الذين يخضعون للعلاج فيه حتى قبل العدوان وهم في حالة صحية صعبة، وهو يفتقر الأدوية اللازمة لمرضى السرطان، بسبب منع دخولها إلى القطاع.
ويبلغ عدد مرضى السرطان في غزة نحو 2000 مريض، يعيشون في ظروف صحية كارثية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع ونزوح عدد كبير من السكان، بحسب المصدر ذاته.
تقول ريم أصرف (40 عاما) من مدينة خان يونس وهي ابنة مدينة غزة "أعاني وضعا خطيرا للغاية مع توقف وصول علاجي الخاص بسرطان الغدة الدرقية، بسبب إغلاق معبر بيت حانون الذي يصل بين الضفة الغربية المحتلة وشمال القطاع، مما زاد من تراجع وضعي الصحي والجسدي".
أوضاع سيئةوتضيف "كان يُفترض أن أتوجه إلى مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لإكمال العلاج الكيميائي، وذلك بعد إجراء عمليتين جراحيتين واستئصال الورم من رقبتي، لكن ظروف الحرب على غزة وتوقف التحويلات الطبية حالت بيني وبين خروجي وشفائي".
وتتابع أصرف "نعيش أوضاعا سيئة للغاية، لا أستطيع الحركة أو الوقوف حتى، بسبب تراجع صحتي وعدم توفر المسكنات اللازمة لحالتي".
وتؤكد أن علاجها خاص، ولا يتوفر في الصيدليات التي بالكاد أغلقت أبوابها في ظل الظروف القاسية التي تعيشها غزة، مع انعدام الأفق بتوفر حل قريب وانتهاء الحرب التي تستهدف الجميع.
وتختم ريم أصرف "أمام مشهد القتل والدمار، تعجز الكلمات عن وصف مشاعرنا كمرضى سرطان عانينا منه طوال فترة علاجنا، وتنقلنا بين المستشفيات".
أما المريضة سائدة بربخ (62 عاما) من بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والمصابة بسرطان العظام، فقد نزحت مع عائلتها إلى أحد مراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط مدينة خان يونس.
واستأصلت بربخ جزءا من العصب، وزرعته في مكان الورم قبل أيام قليلة من الحرب في مستشفيات الداخل، وعادت إلى القطاع على أن تُراجع الطبيب بعد أسبوعين.
تقول المريضة "لم أكن أتوقع أن تصل بنا الأمور إلى هذه المرحلة من الخطورة وانعدام الاستقرار والأمان. تركنا بيوتنا ومنازلنا وكل ما نملك وجئنا إلى مركز الإيواء حفاظا على حياة أبنائنا وأطفالنا".
وأوضحت أن بيتها تعرض لدمار كبير نتيجة قصف محيطه الذي أصبح أشبه بمدينة أشباح، وأنها حُرمت من تلقي العلاج بمستشفى الصداقة التركي بعد توقفه نهائيا عن العمل، بسبب تعرضه للقصف في الأيام الماضية.
قصف ونقص أدويةوسائدة هي من بين المرضى الذين تم إخراجهم من المستشفى إلى الجنوب، بسبب القصف ونقص الأدوية. تتابع "عدت إلى القطاع قبل الحرب بيومين بعد إجرائي عملية خطرة للغاية، لكن مراكز الإيواء لا توفر لهم الطعام اللازم ولا الشراب ولا الفراش في ظل اشتداد العدوان وانقطاع التيار الكهربائي والمياه منذ لحظة اندلاع الحرب".
وتؤكد أنها "بحاجة للرعاية والنوم، ولا أستطيع التحرك كثيرا على هذا الكرسي المتحرك، أعيش أصعب لحظات حياتي في هذه الحرب البشعة والمؤلمة".
يقول سالم خريس (40 عاما) وهو مريض بسرطان الدم "لا يوجد بالمستشفى علاج أبدا، نحن نتألم كل يوم ولا أحد يشعر بنا، الأطباء لا يتركوننا ودائما بجوارنا، ولكنهم لا يفعلون شيئا،لأنه لا توجد أدوية، يطمئنوننا ونظراتهم حزينة علينا، وهم متعاطفون معنا بسبب شدة الألم".
ويضيف "لا أستطيع وصف ما نعيشه من ألم، هل يمكن أن نموت من الحصار، لا يكفيهم أننا مصابون بالسرطان الخبيث، أنقذونا من هذا الظلم".
يقول مدير مستشفى الصداقة التركي صبحي سكيك إن "مرضى السرطان تركوا المستشفى مجبورين وحياتهم معرضة للخطر لعدم تلقيهم علاجا أو متابعة صحية، بعد 40 يوما من الحرب".
ويوضح أن الأدوية التي كانت متوفرة لديهم نفدت ولم يتبق منها إلا القليل جدا، وأن بعض المرضى انتقلوا إلى مستشفى دار السلام في خان يونس، "ويقولون إنه آمن، ولكن لا يوجد مكان آمن في غزة أبدا، لا يوجد لديهم أدوية، ونوفر لهم فقط الرعاية السريرية".
ويضيف سكيك أن العلاجات التخصصية لمرضى السرطان مثل الكيميائي لا يمكن توفيرها الآن، "يوميا نفقد اثنين أو ثلاثة منهم، ويوجد في الملاجئ كثيرون دون علاج ويموتون، والمرضى بالمستشفى يطلبون الخروج للملاجئ للموت هناك، لأن المستشفى لا يقدم لهم العلاج".
ويقول مدير المستشفى "في ليلة نقلنا المرضى من مستشفى الصداقة التركي إلى منطقة الوسطى قرب مستشفى شهداء الأقصى، توفي 4 منهم، وفي ليلة سابقة توفي 6 آخرون".
وأضاف مدير مستشفى الصداقة التركي أنه سلم وزارة الصحة ألف تحويلة علاج للخارج لمرضى السرطان قبل الحرب لعدم توفر العلاج في غزة، ويؤكد وفاة بعضهم في أماكن وجودهم الآن، أو انتشار السرطان في جسمهم لعدم تلقيهم العلاج، لأن مقاومة الجسم للسرطان ضعيفة جدا.
وأوضح أنه إذا أصيب أي شخص في مقتبل العمر بسرطان الدم "حتما سيموت"، ويجب أن يتلقى المريض غذاء صحيا مناسبا إلى جانب العلاج "وكلاهما غير متوفر خلال هذه الظروف، لا يوجد لدينا إحصاءات بعدد مرضى السرطان الذين توفوا لأننا في حرب ".
يعيش مرضى السرطان العالقون في قطاع غزة أوضاعا خطرة للغاية في ظل عدم توفر العلاج، فما من خيار غير الانتقال إلى مستشفيات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل لتلقي العلاج المناسب.
كما يعانون الألم بسبب المرض ومواصلة الاحتلال القتل والتدمير، وانعدام الأمان، وإغلاق المعابر، وحرمانهم من التنقل لتلقي العلاج المطلوب، علاوة على تكدس الجرحى بالمستشفيات وإيلائهم الأولوية، مما دفع بعض المستشفيات إلى إفراغ الأسرة للأشخاص الأكثر حاجة لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى الصداقة الترکی مرضى السرطان خان یونس لا یوجد
إقرأ أيضاً:
حصاد الموت المتصاعد.. أكثر من 62 ألف فلسطيني ضحايا الحرب وإسرائيل تهدد
منذ السابع من أكتوبر 2023، يشهد قطاع غزة والضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، خلّف أكثر من 62,000 قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 17,000 طفل، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، حيث تُعَدّ هذه الأرقام الأعلى في تاريخ الصراع، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي دمّر البنية التحتية الصحية والتعليمية، وأدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص.
في السياق، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال حفل تكريم 120 ضابطًا في الجيش، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الجيش قد يوسع العملية القتالية في قطاع غزة إذا تطلب الأمر.
وأشار إلى أن “الجيش يتعامل مع حرب مركبة ومتعددة الجبهات، وهناك تحديات كبيرة أمامنا”، وأكد أن “الجيش خارج كل الخلافات في إسرائيل ولدينا أهداف مشتركة كشعب واحد”.
من جهته، دعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ إلى إعادة الأسرى من غزة، مشددًا على ضرورة ترك الجيش الإسرائيلي فوق كل خلاف.
أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بأن الأسيرين حسن سلامة وعبد الله البرغوثي يتعرضان للاعتداء الجسدي والتجويع والحرمان من العلاج في السجون الإسرائيلية.
وطالب المكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتحرك العاجل لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهما.
احتجاجات في تركيا ضد نقل أسلحة إلى إسرائيل
شهد ميناء مرسين التركي احتجاجات نظمها نشطاء من منصة “متطوعو القدس” ضد محاولات شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” استخدام الميناء لنقل معدات عسكرية إلى إسرائيل.
وتجمع المحتجون في ساحة الجمهورية بمنطقة طاوشانلي، مستنكرين دور الشركة في دعم الآلة العسكرية الإسرائيلية عبر نقل قطع غيار لطائرات “إف-35” ومستلزمات حربية أخرى.
وطالبت المنصة الحكومة التركية بمنع سفن الشركة من استخدام الموانئ التركية ووقف أي تعاون مع الشركات الداعمة للجيش الإسرائيلي.
https://twitter.com/Aksa_Direnis/status/1916614403954450441?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1916614403954450441%7Ctwgr%5Ec0b447e8a76450f96331399d2e57664760f4087d%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Fworld%2F1669596-D8AAD8B1D983D98AD8A7-D8A7D8ADD8AAD8ACD8A7D8ACD8A7D8AA-D981D98A-D985D8B1D8B3D98AD986-D8B6D8AF-D8A7D8B3D8AAD8AED8AFD8A7D985-D985D98AD986D8A7D8A6D987D8A7-D984D986D982D984-D8A3D8B3D984D8ADD8A9-D8A5D984D989-D8A5D8B3D8B1D8A7D8A6D98AD984%2Fأوضاع مبتوري الأطراف في غزة
كشف تقرير أممي عن وجود أكثر من 10,000 شخص في قطاع غزة يعانون من بتر في الأطراف السفلية أو العلوية، أغلبهم أطفال. ويأتي ذلك وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف، بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.
660 ألف طفل في غزة بلا تعليم.. و”الأونروا” تحذر من جيل بلا مدارسكشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن نحو 660 ألف طفل في قطاع غزة باتوا خارج العملية التعليمية تمامًا بسبب استمرار الحرب، محذّرة من أن هذا الوضع يهدد بتكوين جيل بلا مدارس ولا مستقبل.
وفي تغريدة على حسابها في موقع “إكس”، أوضحت الوكالة الأممية أنها لا تزال أكبر مزود لخدمات التعليم الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي في القطاع، رغم التحديات المتفاقمة، مؤكدة أنها تحاول قدر الإمكان أن تمنح الأطفال “بصيص أمل” في ظل الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
وأضافت “الأونروا” أن استئناف القصف الإسرائيلي بعد انتهاء وقف إطلاق النار أدى إلى شلل شبه تام في أنشطة التعلم المؤقتة، التي كانت تُقدم كبدائل محدودة للمدارس الرسمية المدمرة أو المتوقفة عن العمل.
كما أكدت أن أوامر التهجير الأخيرة فاقمت الوضع، وجعلت من الصعب على الأطفال الوصول حتى إلى أنشطة الدعم النفسي أو المساحات الترفيهية، والتي تعتبر ضرورية لمعالجة آثار الحرب على جيل بأكمله.
إصابة جندي إسرائيلي في الضفة الغربية
أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي احتياط نتيجة تفجير بالقرب من بلدة بيتا في الضفة الغربية.
وقال الجيش في بيان له إن “جندي احتياط في الكتيبة 9221 التابعة للواء إفرايم أصيب بجروح خطيرة بتفجير أثناء العمليات في منطقة بيتا للواء السامرة الإقليمي”.
وأضاف الجيش أنه تم نقل الجندي إلى المستشفى مع إبلاغ أفراد عائلته، وأن قواته قامت بتطويق منطقة بيتا وتعمل فيها لتحديد مكان المنفذين.
هذا وشهدت الضفة الغربية منذ بداية عام 2024 تصعيدًا واسعًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، تخللته اقتحامات متكررة للمدن والمخيمات الفلسطينية، خاصة في جنين ونابلس وطولكرم، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 500 فلسطيني حتى نهاية أبريل، بينهم أطفال ونساء، واعتقال آلاف المواطنين في إطار حملات دهم ليلية واعتقالات واسعة.
وتركزت العمليات الإسرائيلية على ما تصفه تل أبيب بـ”تفكيك البنية التحتية للمقاومة” في الضفة، مستخدمة الطائرات المسيرة بشكل متزايد، وهو ما يمثل تطورًا نوعيًا في أسلوب القتال مقارنة بالسنوات السابقة، كما طالت الغارات مباني مدنية ومركبات، وأسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية.
في المقابل، شهدت الضفة تصاعدًا في عمليات إطلاق النار على الحواجز والمستوطنات الإسرائيلية، ما دفع الاحتلال إلى تعزيز وجوده العسكري، لا سيما في محيط نابلس وجنين، وإنشاء حواجز جديدة وفرض قيود على حركة المواطنين.