نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، عدد من الندوات التوعوية بعنوان "الإتقان سبيل الأمم المتحضرة" وذلك بعدد من مساجد المحافظة.

يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية الأوقاف بالفيوم، من خلال تنظيم القوافل الدعوية والندوات التوعوية للمواطنين بالمساجد.

خلال ذلك نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم، فعاليات المنبر الثابت بعدد من المساجد الكبرى بالتعاون مع علماء الأزهر الشريف تحت عنوان:" الإتقان سبيل الأمم المتحضرة"، وذلك ضمن برامج وزارة الأوقاف التوعوية.

خلال اللقاء استعرض العلماء الآيات الكونية، وبديع صنع الله سبحانه في خلقه، فقال سبحانه: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

ومن الشواهد على كمال قدرته وبديع صنعته أن جعل سبحانه (فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ) فيها أنواع الأشجار مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ وغير ذلك، والنخيل التي بعضها «صِنْوَانٌ» أي: عدة أشجار في أصل واحد، وَ«غَيْرُ صِنْوَانٍ»بأن كان كل شجرة على حدتها، والجميع يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وأرضه واحدة “وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ لونًا وطعمًا ونفعًا ولذةً؛ فهذه أرض طيبة تنبت الكلأ والعشب الكثير والأشجار والزروع، وهذه أرض تلاصقها لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء، وهذه تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، وهذه تنبت الزرع والأشجار ولا تنبت الكلأ، وهذه الثمرة حلوة وهذه مرة وهذه بين ذلك، وهذا تقدير العزيز الرحيم سبحانه.

العلماء: الإتقان من أهم المسائل التي عالجها القرآن الكريم 

وأشار العلماء إلى أن إتقان العمل من أهم المسائل التي عالجها القرآن الكريم، فإن من أسباب رقي الإنسان وتقدمه ونجاحه إتقانه لعمله، والحرص على الإتيان به على أفضل وجه، وبأفضل الوسائل المتاحة، حيث إن الإنسان بفطرته السوية يحب العمل المتقن، وقد تكلم القرآن الكريم عن الإتقان في الخلق، فالله (سبحانه وتعالى) خلق كل شيء بإتقان وإحكام، فقال: (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، وهذا تصوير للاهتمام بالتفاصيل ودقائق الإبداع، ويقول سبحانه: «قلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ،» وعندما نتأمل قوله تعالى :"بَهْجَةٍ"، تبعث في النفس الراحة والسرور والطمأنينة، ويقول سبحانه: «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».

وعندما نتأمل قوله سبحانه «وَزِينَةً» نرى أن المطلوب ليس مجرد العمل بل الإتقان فيه إلى أبعد حد، وهذا دليل على دقيق صنع الله سبحانه كما وضح القرآن الكريم، فمطلوب الشرع هو إتقان العمل في كل شيء وليس مجرد الإتيان بالعمل، حتى في العبادات، حيث يقول سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتقان العلماء القرآن الكريم الاوقاف مديرية الأوقاف بالفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد القرآن الکریم ف ی ال أ ص ن و ان

إقرأ أيضاً:

المنيا تحتفي بـ 1500 حافظ للقرآن الكريم وتهديهم 12 عمرة وعشرات التأشيرات

في مشهد مهيب يعكس الاهتمام بكتاب الله، شهدت قرية البيهو بمركز سمالوط في محافظة المنيا مساء السبت حفلًا ضخمًا لتكريم 1500 متسابق من حفظة القرآن الكريم من مختلف أنحاء المحافظة.

أقيمت المسابقة للعام الـ17 على التوالي برعاية كريمة من ابن القرية، المواطن عصام رفعت البدري، الذي يسعى من خلال هذه الفعالية السنوية إلى إحياء ذكرى والدته المرحومة رفعت البدري وتعزيز قيم التمسك بالتراث الإسلامي والقرآني في أوساط الشباب.

حضر الحفل لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والسياسية والدينية بالمحافظة، من بينهم النائب اللواء إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، والنواب محمد نشأت العمدة ومجدي ملك وتوحيد تامر، والمستشار هاني عبد الجابر نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة، والشيخ أحمد طلب الشريف من الأزهر الشريف، والمهندس عويس قاسم رئيس مركز ومدينة سمالوط، والدكتور أحمد مخلوف مدير إدارة أوقاف المنيا، ومندي عكاشة وكيل وزارة الشباب والرياضة، والدكتور سعيد محمد رئيس مركز ومدينة المنيا، والنائبة الدكتورة رشا المهدي عضو مجلس الشيوخ، والبرلماني السابق علاء السبيعي، وخيري فؤاد نقيب معلمي سمالوط، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء الجمعيات الأهلية ورجال المجتمع المدني.

وخلال مراسم التكريم، فاجأ راعي المسابقة، عصام رفعت البدري، الحضور بإعلانه عن منح جميع الفائزين بحفظ القرآن الكريم كاملًا رحلات عمرة. كما شمل التكريم منح عمرة واحدة لحفظة الـ 15 جزءًا، بالإضافة إلى توزيع عدد كبير من التأشيرات لحفظة الـ 10 أجزاء والـ 5 أجزاء.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، حيث أعلن النائب مجدي ملك عن تقديمه رحلة عمرة لمعلمي القرآن الكريم، وتبعه رجل الأعمال عارف راجح بتقديم رحلة عمرة أخرى، بالإضافة إلى تبرعات بعمرات من الحاج خالد محمد حسن والحاج محمود عبد الدايم والحاج محمود عويس عبده والدكتور علي الكندري من دولة الكويت، ليبلغ إجمالي رحلات العمرة المقدمة 12 عمرة بالإضافة إلى عدد كبير من التأشيرات.

وأكدت اللجنة المنظمة أن هذه المسابقة القرآنية الرمضانية تعتبر الأكبر على مستوى الجمهورية من حيث عدد المشاركين، حيث بلغ عدد المتقدمين ما يقارب 37 ألف متسابق، تم اختيار 1500 منهم بعد تصفيات تنافسية شملت مختلف مستويات حفظ وتلاوة كتاب الله.

وقد تميزت المسابقة بشموليتها واستهدفها لجميع الفئات العمرية، حيث تضمنت تصفيات للمتقنين لحفظ القرآن كاملًا والمتفوقين في حفظ أجزاء منه، الأمر الذي أكسبها ثقة واسعة لدى أهالي المحافظة وجعلها حدثًا سنويًا ينتظره الجميع بشغف.

جدير بالذكر أن لجنة التحكيم التي قامت بتقييم المتسابقين خلال شهر رمضان المبارك ضمت 60 شيخًا من ذوي الخبرة والاختصاص في علوم القرآن والتجويد والقراءات، وقد أشرف على أعمال اللجنة الشيخ محمد سيد أبو القاسم، وذلك بمقر الجمعية الشرعية بقرية البيهو، لضمان نزاهة المنافسة ودقة التقييم.

ولم تقتصر جوائز المسابقة على رحلات العمرة والتأشيرات فحسب، بل تضمنت أيضًا جوائز قيمة أخرى سيتم الكشف عنها خلال الحفل الختامي الذي سيقام في أيام عيد الفطر المبارك.

وفي تصريحات صحفية له، أكد عصام البدري على الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة الدينية في تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي بين أبناء المحافظة، معربًا عن سعادته باستمرار تنظيم المسابقة للعام السابع عشر على التوالي، ومؤكدًا أنها تمثل فرصة ثمينة لإبراز مواهب الشباب في حفظ القرآن الكريم وتعميق القيم والأخلاق الرفيعة في المجتمع.

وأضاف البدري أنه لاحظ خلال فعاليات اليوم مشاركة ملحوظة لذوي الهمم والقدرات الخاصة، مؤكدًا على تخصيص اهتمام خاص بهم في حفل التكريم، وقدم شكره وتقديره لجميع المتسابقين وأسرهم على جهودهم واهتمامهم بكتاب الله.

مقالات مشابهة

  • كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر تفعل نظام البصمة للحضور والانصراف.. صور
  • بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم
  • مدير جامعة القرآن الكريم يتفقد مقر الجامعة بأمدرمان
  • 35 ألف مستفيد من ندوات توعوية لصحة الفم والأسنان بالمنوفية خلال مارس 2025
  • تفاصيل المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم 2025/2026
  • المفتي العام يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • المنيا تحتفي بـ 1500 حافظ للقرآن الكريم وتهديهم 12 عمرة وعشرات التأشيرات
  • توتر في هولندا اثر حرق نسخة من القرآن الكريم
  • غضب واستنكار واسع بعد حرق «نسخة من القرآن الكريم» في هولندا
  • حكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضح