DW عربية:
2025-02-23@00:29:42 GMT

"يوم الكاتب المسجون": حين تتعرض الكلمة الحرة للتهديد

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

إيرينا دانيلوفيتش، جو شيراب جياتسو وكذلك سليمان الريسوني في المغرب وماريا كريستينا جاريدو رودريغيز في كوبا.

في جميع أنحاء العالم، يتعرض الكتّاب والصحفيون والناشرون لاستهداف من قبل أنظمة ظالمة. يدفعون حريتهم ثمنا لشجاعتهم في التعبير عن آرائهم.

مختارات تقرير حقوقي: تراجع "غير مسبوق" في حرية الرأي بالمغرب إطلاق سراح رسام الكاريكاتير التونسي الشهير توفيق عمران البرلمان الأوروبي ينتقد "تدهور حرية الصحافة" في المغرب المغرب.

. تأييد الحكم الابتدائي بسجن الصحفي سليمان الريسوني سلمان رشدي لـ DW: في زمن الحرب "علينا محاولة التعبير عن الألم الهائل"

إيرينا دانيلوفيتش من سكان شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي تحتلها روسيا تقبع في السجن، كذلك جو شيراب جياتسو من إقليم التيبت الذي يتبع لجمهورية الصين الشعبية، وكذلك سليمان الريسوني من المغرب وماريا كريستينا جاريدو رودريغيز من كوبا.

وتحذر الأمانة العامة لـ 140 مركزا لنادي القلم الدولي PEN في نداء مشترك من أن الكتّاب الأربعة "تحت تهديد مباشر". نجم والي، مفوض حرية الكتّاب السجناء في مركز PEN الألماني في دارمشتات، يضيف: "طالما أحدهن أو أحدهم ليس حرًا، فلا أحد يتمتع بالحرية".

إنها قصص مأساوية يسلط نادي القلم الدولي الضوء عليها أمام الرأي العام. "الكتّاب والكاتبات يقاومون، ويتحدون من أجل العدالة  ومجتمعات حرة"، كما يقول والي في حديث مع DW. ويضيف الكاتب العراقي قائلا: "لذلك يتم مطاردتهم، وتهديدهم، ومهاجمتهم، وسجنهم، ونفيهم، وغالبًا ما يتم قتلهم".

ولعل خير مثال على ذلك هو الكاتب البريطاني-الأمريكي المولود في الهند سلمان رشدي. لقد نجا رشدي بأعجوبة من محاولة اغتيال علنية في آب/ أغسطس 2022. رشدي كُرِّم مؤخرًا  في ألمانيا حيث منح جائزة السلام  من قبل جمعية ناشري الكتب الألمانية في فرانكفورت.

بذرائع زائفة

إيرينا دانيلوفيتش، على سبيل المثال، صحافية أوكرانية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، كشفت عن تجاوزات في نظام الرعاية الصحية في شبه جزيرة القرم المحتلة. في 29 نيسان/ إبريل 2022، تم اختطافها، وفي نفس اليوم قامت السلطات الروسية بتفتيش منزلها واستولت على هاتفها وأجهزتها.

بعد أسبوعين، عثر محاميها عليها في سجن تحقيق في سيمفيروبول. متهمة بحيازة متفجرات وتصنيفها كـ "عميلة أجنبية"، وحُكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات. احتجاجًا على سوء الرعاية الطبية في السجن، دخلت إيرينا في إضراب عن الطعام في آذار/ مارس، ووفقًا لأسرتها، فإنها تعاني من مشاكل صحية خطيرة.

إيرينا دانيلوفيتش، صحافية أوكرانية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، كشفت عن تجاوزات في نظام الرعاية الصحية في شبه جزيرة القرم المحتلة.

وبالنسبة للكاتب التيبتي جو شيراب جياتسو، المعروف أيضًا باسم "جوشير"، فإن مصيره يقلق نادي القلم الدولي أيضا بسبب "نقص الرعاية الطبية".

ويقضي جوشير عقوبة سجن لمدة عشر سنوات، حيث حُكم عليه بذلك نهاية عام 2021 بعد محاكمة سرية. اعتقل بواسطة قوات الأمن في مدينة تشنغدو في مقاطعة سيتشوان بتهمة "التحريض على الانفصال".

ونُقل جوشير إلى منطقة التيبت الذاتية الحكم، حيث وجه له اتهام رسمي. في كتاباته، يخصص جوشير نفسه للبوذية التيبتية ولغة وثقافة التيبت. وكان قد انتقد حكومة الصين لتقييدها حصول الأطفال التيبتيين على التعليم بلغتهم الأم.

قلق بشأن صحة معتقل

 الصحفي المغربي سليمان الريسوني، على النقيض، اعتقل في حزيران/ مايو 2020 بتهمة ارتكاب جرائم جنسية ينفيها هو بشدة ويعتبرها ذات دوافع سياسية. قضى عامًا تقريبًا في السجن دون محاكمة، وبعد ذلك، حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.

وأفاد تقرير PEN بوجود تجاوزات في الإجراءات القانونية وأن القضية جرت بدون حضوره أو حضور محاميه، كما تمت مراقبته باستخدام برنامج التجسس  Pegasus-Spyware وبعد إضراب طويل عن الطعام، تدهورت حالته الصحية، ورفض طلب الاستئناف الخاص به.

وعبر البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة عن قلقهما إزاء التعسف في اعتقاله وطالبا بالإفراج عنه.

الصحفي المغربي سليمان الريسوني، على النقيض، اعتقل في حزيران/ مايو 2020 بتهمة ارتكاب جرائم جنسية والتي ينفيها ويعتبرها ذات دوافع سياسية.

كذلك كانت الاتهامات كاذبة تلك الموجهة إلى الشاعرة والناشطة الكوبية ماريا كرستينا غاريدو رودريغيز. فقد أدينت في آذار/ مارس 2022 بالسجن لمدة سبع سنوات بتهم نشر "الفوضى العامة" و"الهجوم" و"التحريض على ارتكاب جريمة" و"الازدراء" و"المقاومة".

وسبق لها المشاركة في احتجاجات سلمية. وتقضي رودريغيز عقوبتها في سجن "غواتاو" للنساء، حيث تتعرض لمعاملة قاسية بحسب ما أفاد به نادي القلم الدوي.

يقول نجم والي "الآليات المستخدمة في مضايقة الكتّاب والكاتبات غير المرغوب فيهم هي نفسها في جميع أنحاء العالم. الدكتاتوريات تخشى من الكلمة الحرة لأنها تعني الذاكرة والتذكر"، وهذا قد يؤدي إلى الاحتجاجات.

"الديكتاتوريات تحكم على أمل أن الناس لم يروا شيئًا ولم يسمعوا شيئًا - وبالتالي يبقون صامتين." تجربة الكاتب والي نفسه كانت حقيقية عندما اعتقل في الثمانيانت في العراق وأُلقي به في السجن وتعرض للتعذيب على يد نظام صدام حسين. ومنذ أيار/ مايو 2022، أصبح والي مندوبًا للكتّاب في السجون ونائبًا لرئيس PEN في المانيا.

نجم والي، مفوض حرية الكتّاب السجناء في مركز PEN الألماني في دارمشتات، يقول: "طالما أحدهن أو أحدهم ليس حرًا، فلا أحد يتمتع بالحرية".

تهديد حرية الرأي على مستوى العالم

وفي الوقت نفسه، يقدم مركز نادي القلم الدولي في لندن صورة مظلمة لوضع حرية الرأي. ويسجل PEN في تقريره السنوي لعام 2022 وجود ما لا يقل عن 68 كاتبًا أو صحفيًا مهددين أو قتلى، "خاصة في شمال وجنوب أمريكا وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط."

وبحسب والي فإن حرية الرأي مهددة بشدة حاليًا في المكسيك، بناءً على عدد الصحفيين والكتّاب الذين قتلوا. ولكن هناك ملاحظات مماثلة في الصين وروسيا وتركيا وسوريا وزيمبابوي والسلفادور. ويقول والي إنه من الصعب تصنيف هذه القضايا. ومع ذلك، هناك "نقاط ساخنة" مثل إيران مع حركة الاحتجاج التي تقودها النساء.

منذ عام 1980، تذكّر  PEN  دائمًا في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر بمصير الكتّاب الذين تعرضوا للاضطهاد. وأطلقت لجنة "الكاتب المسجون" التابعة لنادي القلم الدولي هذا اليوم تعبيرًا عن رد الفعل تجاه "العدد المتزايد من الدول التي تحاول جعل الكتّاب والكاتبات يصمتون من خلال إجراءات قمعية."

شتيفان ديغو/ ع.خ

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حرية الرأي روسيا والقرم دويتشه فيله حرية الرأي روسيا والقرم دويتشه فيله حریة الرأی فی المغرب فی السجن

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب شهر رمضان.. تصاعد الدعوات ومناشدات للإفراج عن معتقلي الرأي بمصر

دعا المحامي الحقوقي وعضو لجنة العفو الرئاسي في مصر، طارق العوضي، رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، بـ"العفو عن سجناء الرأي"، وذلك عبر مقطع فيديو، نشره على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". 

وقال العوضي، عبر المقطع الذي حظي بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي: "مع اقتراب شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، أناشد السيسي أن يمد يده بالعفو والرحمة إلى الأسر المصرية التي تعيش على أمل اللقاء".

وأضاف: "أينما وجدت بوابات السجون، خلفها آلام الأمهات المكلومات وزوجات صابرات، وأطفال لا يعرفون معنى الحرية، آلاف الأسر تنتظر بقلوب محطمة عودة أحبائها الذين حرموا من حقهم في التعبير عن آرائهم دون ارتكاب أي عنف أو حمل أسلحة".

وتابع عضو لجنة العفو الرئاسي في مصر: "الأمهات والزوجات يعانين من ظروف اقتصادية قاسية، إذ أصبحن معيلات لأسرهن، فيما يكافحن في رحلات يومية مليئة بالصعاب لزيارة أحبائهن في السجون".

طارق العوضي المحامي يوجه رسالة إلى السيسي طالبًا منه الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل شهر رمضان المبارك لرفع المعاناة والحزن عن آلاف الأمهات والآباء والأطفال الذين مرت عليهم سنوات دون أن يروا عائلاتهم#خرجوا_المعتقلين pic.twitter.com/Sp9Z5BESox — سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) February 18, 2025
وأكد: "الزيارات أصبحت معاناة يومية، حيث يقفن تحت الشمس الحارقة أو البرد القارس فقط لرؤية أبنائهن لبضع دقائق"، مشددا في الوقت نفسه، على أنّ: "شهر رمضان يمثل وقتا مثاليا لقرار عفو يبعث الأمل في نفوس آلاف الأسر التي أغلقت أبوابها على الحزن".

إلى ذلك، مضى بالقول عبر رسالته المصوّرة للسيسي: "العفو عند المقدرة شجاعة، والمصالحة الحقيقية قوة، ونحن نعلم أن هذا القرار ليس مجرد قرار للإفراج عن أفراد، بل هو بداية لصفحة جديدة من الوحدة الوطنية".

وختم العوضي حديثه بالقول: "اجعلوا هذا الشهر الكريم شهر فرحة وعودة الغائبين، ليملأ البيوت بالفرح بدل الحزن، نثق في قدرتكم على اتخاذ القرار الذي سيعيد الحياة إلى هذه البيوت المكلومة ويعيد الأمل إلى الشعب المصري".


من جهته، طالب نقيب الصحافيين المصريين، خالد البلشي، بالإفراج عن 25 صحافيا مع اقتراب حلول شهر رمضان، وذلك عبر النداء الذي أطلقه، بالقول: "مع اقتراب شهر رمضان، هناك مقاعد شاغرة لأكثر من 25 صحافيا على موائد الإفطار، وأسر تنتظر عودتهم".

وأوضح البلشي، أن مطلبه يمثل نداء إنسانيا، يضمه لعدد كبير من النداءات التي رفعها للجهات المختصة لإغلاق هذا الملف المؤلم، مشيرا إلى أنه: "رغم إطلاق سراح أكثر من 11 صحافيا خلال العامين الماضيين واحتواء أزمات ما يقرب من 10 آخرين بتدخلات فورية، إلا أن العدد لازال كبيراً ولازالت أسر 25 صحافيا تدفع ثمن غيابهم".

وأبرز أنّ: "هناك 25 صحافيا في السجون بينهم، 15 امتدت فترات حبسهم الاحتياطي لأكثر من عامين وبعضهم تجاوزت فترات حبسهم الاحتياطي 5 سنوات كاملة ووصلت إلى 7 سنوات".

أبو خليل: 100 ألف معتقل سياسي في مصر، وصمة عار سيذكرنا التاريخ بها، لجريـ ـمة سلطة غاشمة، ومجتمع غافل. pic.twitter.com/sHXtkEPtQh — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) February 16, 2025
كذلك، شدّد البلشي، على أنّ: "القانون ينص، على أنه في جميع الأحوال لا يجوز أن تتجاوز مدة الحبس الاحتياطي في مرحلة التحقيق الابتدائي، وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث الحد الأقصى للعقوبة السالبة للحرية، بحيث لا تتجاوز 6 أشهر في الجنح، وثمانية عشر شهرا في الجنايات، وسنتين إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة هي السجن المؤبد أو الإعدام".

وأضاف: "قضية الحبس تتجاوز الأرقام لتمتد إلى واقع إنساني صعب يعيشه المحبوسون وأسرهم" فيما ختم النداء مبرزا: "بمناسبة رمضان خاطبت مختلف الجهات وبدأنا تحركات جديدة للفت النظر لأرواح الزملاء المحبوسين الهائمة، وقلوب أسرهم، التي تنتظر الإنقاذ، مجددا مطالب النقابة بإنهاء هذا الملف، وأتمنى أن تكتمل فرحتنا جميعًا بإخلاء سبيلهم، وهو سعي لم ولن نتوقف عنه، مهما كانت العقبات، لكن الآمال ترتفع مع اقتراب الشهر الكريم".

ومساء الأحد الماضي، قال الإعلامي المصري، عمرو أديب، إنّ: "الجبهة الداخلية المصرية في أقوى حالاتها، ومتماسكة" مضيفا: "خلال أيام سيحل علينا شهر رمضان المبارك، لدي أمل في أن تعود حملات الإفراج عن سجناء الرأي؛ أنا مع الحرية للجميع"، وهو ما حظي بموجة تفاعل متسارعة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.


وأشار أديب، خلال حديثه عبر برنامجه "الحكاية" الذي يبثّ على فضائية "إم بي سي مصر"، إلى أنّ: الوقت مناسب للإفراج عن سجناء الرأي، قد حان، حيث نشهد اصطفاف كبيرا وراء القيادة المصرية، وهذا الأمر يزيد من قوة الجبهة الداخلية.

وفي السياق نفسه، تابع الإعلامي المصري بالقول: "كان هناك آلية للإفراج عن مساجين الرأي، وأنا لم أقف عن اسم أشخاص معينين، حتى يتم الإفراج عنهم، بل إنه لا بد أن يتم الإفراج بشكل كامل"، فيما أردف: "قانون الإجراءات الجنائية هو الدستور الثاني، ويعمل على حل القضايا المهمة في المجتمع".

وخلال الأسبوع الماضي، كانت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، قد نظمت يوما تضامنيًا مع سجناء الرأي، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، التي ينجح فيها عدد من السياسيين بأن ينظموا مؤتمرا صحافيّا، يشهد حضور عدد من أهالي السجناء السياسيين للمطالبة بالحرية لهم وإنهاء هذا الملف.

مقالات مشابهة

  • فهمى: ليس أمام الفلسطينيين حرية للتفكير يجب اختيار طرف لإدارة إعمار غزة
  • والي فاس يوبخ العمدة البقالي بعد استفحال ظاهرة الموظفين السلايتية
  • خالد ابواحمد القلم أقوى سلاح في معارك الكرامة
  • صحافية تتعرض للنشل.. اليكم ما جرى معها في مار مخايل
  • وزير الداخلية يُشرف على مراسم تنصيب والي غليزان الجديد
  • وزير الداخلية يُشرف على والي غليزان الجديد
  • الكاتب عبد الرحيم كمال بعد انتدابه رئيسا للرقابة: ربنا يعيننا على المسؤولية
  • وزير الثقافة يُقرر انتداب الكاتب عبد الرحيم كمال مساعدًا لشئون رئاسة الرقابة على المصنفات
  • مع اقتراب شهر رمضان.. تصاعد الدعوات ومناشدات للإفراج عن معتقلي الرأي بمصر
  • تكريم الفائزين بجوائز القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيرًا في الوطن العربي