القدس المحتلة-سانا

مجمع الشفاء أكبر المجمعات الطبية في قطاع غزة المحاصر، بات ساحة مفتوحة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم الـ 40، حيث اقتحمته قواته فجر اليوم، بعد حصاره لليوم السادس على التوالي، وتعرضت ساحاته قبل ذلك وخلال الحصار لقصف متكرر، أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.

الاحتلال اقتحم المجمع منذ ساعات الفجر الأولى، بأكثر من 30 دبابة وآلية ومئات الجنود المدججين بجميع أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة والطائرات المسيرة، بدؤوا بإطلاق النار داخل المجمع، ما أثار الذعر بين الجرحى والمرضى والنازحين، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال الذي ما زال يرتكب الجرائم والمجازر المختلفة.

قوات الاحتلال اقتحمت مباني المجمع وسط إطلاق وابل كثيف من النيران، وفجرت أغلب بوابات المجمع ومستودعي أدوية وأجهزة طبية في مبنيي الجراحات والولادة، واحتجزت العديد من النازحين وذوي الشهداء والجرحى في مبنى التخصصات، واقتادتهم مجردين من معظم ملابسهم مقيدين ومعصوبي الأعين إلى جهات غير معلومة، ولا أحد يعلم مصير آلاف الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين، بسبب قطع الاحتلال الاتصالات قبيل اقتحام المجمع، وعدم قدرة الموجودين فيه على الخروج منه، أو حتى الإطلال من نوافذه بسبب كثافة الرصاص والقذائف.

المكتب الإعلامي في غزة أكد أن الأكاذيب التي يروج لها الاحتلال عن وجود ما يسميه “ممرات آمنة” مجرد دعاية قذرة وادعاءات ليس لها أساس من الصحة، فهي في الحقيقة ممرات موت وقتل، حيث إن قوات الاحتلال أعدمت ميدانياً أكثر من 30 فلسطينياً، وأصابت العشرات ممن حاولوا الخروج من المجمع، وذلك ضمن المحرقة والجرائم المنظمة والمخطط لها التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، والتي تأتي بعد حملة من التحريض وتضليل الرأي العام حول المجمع.

مجمع الشفاء التابع لوزارة الصحة الفلسطينية، تأسس عام 1946، ويعد أكبر مؤسسة طبية في القطاع، حيث تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع، وسعته نحو 700 سرير، ويضم ثلاثة مستشفيات متخصصة هي الجراحة، والأمراض الباطنية، والنساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، والأشعة، وبنك الدم، والتخطيط.

ويبلغ عدد العاملين في المجمع ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع، إذ يعمل فيه نحو 1500 موظف، منهم أكثر من 500 طبيب، و760 ممرضاً، و32 صيدلانياً، و200 موظف إداري، ويوجد فيه اليوم نحو 650 مريضاً، بينهم 100 من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج، إضافة إلى نحو 500 من الكوادر الطبية، و10 آلاف نازح من الأطفال والنساء وكبار السن، في ظروف صعبة تهدد حياتهم، نتيجة اقتحام قوات الاحتلال للمجمع، وانقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود والماء والطعام.

الفلسطينيون يؤكدون أن الاحتلال سيخرج من مجمع الشفاء الطبي عاجلاً أم آجلاً، وسيجر أذيال الخزي والعار والهزيمة، وسيفشل في تحقيق أي من الأكاذيب والروايات الزائفة التي ينشرها للرأي العام، مشددين على أن صمت الأمم المتحدة، ودعم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة للاحتلال، لن يثنيهم عن التمسك بأرضهم، وحقوقهم الوطنية المشروعة، والدفاع عنها، فغزة ستبقى مقبرة للغزاة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.

وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.

وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.

ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.

والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.


تأسيس المنظمة

يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.

ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.


التخلص من الفلسطينيين

تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.

ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.

ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.

وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.

كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.

السيطرة على الجيش

كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.

وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.

وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.

مناطق التواجد

تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.

مقالات مشابهة

  • ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
  • قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
  • حماس: مقتل إحدى المحتجزات في منطقة تتعرض لعدوان إسرائيلي شمال غزة
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف ومواقع تاريخية
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف وموقع معركة أحد
  • «اللهم لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك».. دعاء الفجر للمريض لطلب الشفاء
  • الصحة العالمية: هجمات جيش الاحتلال على القطاع الطبي في غزة ولبنان يجب أن تتوقف فورًا
  • 130 فدان| إنشاء أكبر مجمع حكومى مميكن في الوادي الجديد
  • دعاء للمريض بالشفاء العاجل .. ردده الآن يعالج الآلام في دقائق
  • الإغاثة الطبية بغزة: القطاع الطبي في انهيار مستمر ويعمل بأقل الإمكانات المتوفرة