عمار العركي – زيارة البرهان لـ اثيوبيا …. دواعي ودلالات
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
• زيارة البرهان لإثيوبيا بذات الوفد الذي زار كينيا توقعناها وأشرنا لها فى الحين ، وذلك نتيجة لتقييم وتحليل تطورات (منبر جدة وقمة الرياض،) المعلنة وغير المعلنة ، اضافة للإرتباط الوثيق واللصيق بين (اثيوبيا وكينيا) بالأزمة والأحداث فى السودان ، بما يمثلانه من ثقل سياسي إفريقي وإقليمي بشكل عام ، وبشكل خاص في (مفاوضات جدة) من خلال شراكتهم للوساطة (السعودية والأمريكية)، كميسرين للعملية التفاوضية.
• (أثيوبيا ورئيسها ابي احمد) لهم تأثير رسمي وشخصي على الاتحاد الإفريقي خاصة مفوضيته التى يرأسها التشادي (موسى فكي)، والتى يشغل ديوانها وينطق باسمها فيما يخص السُودان الموربتانى ( ولد لبات) ، أما (كينيا ورئيسها روتو ) بذات التأثيرالشخصى والرسمى على المحيط الاقليمي الممثل في (هيئة الإيقاد) التي يرأس دورتها الحالية الرئيس الكيني (وليام روتو) ومديرها التنفيذي الأثيوبي (ورقنه قبيهو)، • هذه المميزات جعلت كل من اثيوبيا وكينيا في وضعية تُسهم بشكل مباشر وفاعل في (تشكيل) الرأي العام الافريقي و(التأثير) على الإقليمي والدولي حيال الوضع في السُودان بدرجة كبيرة بحسب درجة ضغط ( الجهات المهيمنة والنافذة).
• بتجميع حروف الأسماء والجهات المبعثرة بين (الأقواس) ، وإسقاطها على تحركات وردود أفعال السُودان الذي يقود حربه العسكرية ومعركته السياسية الفريق اول عبد الفتاح البرهان – بحكم رئاسته مجلس السيادة السياسي ، ومجلس الحرب العسكري – نجد أن البرهان قاد المعركة السياسية التي نصفها دائماً (بغير المرئية) بشكل جيد .
• استطاع البرهان تحقيق العديد من الانتصارات في شباك الجناح السياسي للميلشيا وشل مقاومتها وتأثيرها بعد الإطاحة بفولكر واتفاقه الإطاري ، ثم لاحقها فى عرينها الذى لجأت اليه ( منبر جدة) ، وأبعدها من خلال عدم تعاطى المنبر مع القضايا السياسية ، وذلك بعد أن حشدت الميلشيا وجناحها السياسي كل ما تبقى لديها من عدة وعتاد ودعم وتأييد سياسي اقليمي ودولي بشكل أخاف وأرعب الجميع بما فيهم أقرب الأقربين والمناصرين للبرهان الذى استطاع تحييد (الداعميين والراعيين).
• أما المتشككين وغير الواثقين من تحركات وزيارات (البرهان) لعدم الفهم والقراءة الصحيحة والإلمام التام بتكتيكات المعركة السياسية ، سارعوا بأحكام التنكيل والإدانة للبرهان بخضوعه واستسلامه امام مواقف ورغبات الخارج خصماً على (كرامة وجودية) الحرب.
• زيارة كينيا بالامس واثيوبيا اليوم جاءت استباقاً لجلسة مجلس الامن يوم غد الخميس ما هي الا قراءة وتحليل لواقع سياسي جديد (غير مرئي)، بدأ يتشكل منذ خروج البرهان من القيادة ، بدأت ملامح ذلك الواقع تتضح وتستبين في (كينيا) و لمحت الى فشل (منبر جدة) بشكل دبلوماسي حين وصفته (بالبطء) ثم التلميح لضرورة (إطار جديد) (لحوار شامل).
• فكان لابد من زيارة اثيوبيا من بعد كينيا والتي اضافة الى ما ذكُر عنها ، (تُمثل أكبر معاقل و ملاجيء الجناح السياسي للميلشيا ) ، وبالتالى لا نستبعد في عدم التوجه مباشرة الى اثيوبيا من كينيا والعودة للخرطوم ثم التوجه الى اديس ان يكون ذلك تكتيك مُرتب ومقصود بغرض منح نيروبي واديس الزمن الكافى للتداول والنقاش حول المخرجات والتفاهمات التي تمت في زيارة كينيا ، والتي نتوقع لها التبلور النهائي وقطف ثمارها في زيارة اديس اليوم .
• خلاصة القول ومنتهاه:
• التحولات الدراماتيكية تجاه كينيا وروتو ، واثيوبيا وابي احمد ، والتى جأءت مباشرة اعقاب تطورات منبر مفاوضا جدة ، وقمة الرياض السعودية الافريقية ، بعد قراءتها وتحليلها نتوقع حدوث التالى:
• تحييد الموقف الاقليمي بشكل (مقبول) فى جلسة مجلس الأمن ، شبيه بالموقف الدولي الذي اجمع وتشكل في الاسبوع الماضي بإدانة وتجريم الميلشيا ، وبإعتبار أن كل التطورات الإيجابية هذه ليس ببعيدة عن (علم ورضا) ، السعودية وامريكا.
• الحد او لربما التضييق الاثيوبي من دعم الجناح السياسي للميلشيا ، ولربما يكون قدوم “يوسف عزت” لأديس تزامناً مع زيارة البرهان بغرض (تنويره) ومناقشته حول المستجدات هذه.
• لا نتوقع بروز منبر تفاوضي جديد ، ولكن نتوقع اتضاح معالم شكل جديد للتفاوض من خلال الإبقاء على (منبر جدة) برمزيته ووساطته الحالية مع (أفرقة) كواليسه بمنح الميسرين الأفارقة كآفة صلاحيات التسيير والرعاية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: البرهان العركي زيارة عمار لـ اثيوبيا منبر جدة
إقرأ أيضاً:
البرهان يدعو الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لوقف إدخال السلاح إلى دارفور
دعا عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور.
قائد القوات الأوغندية يهدد السودان بعد اعتذار بلاده ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح
وبحسب"روسيا اليوم"، استقبل البرهان، بمدينة بورتسودان بشرقي السودان اليوم الإثنين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة.
وتابع، وفقا لبيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات.
وأشار البرهان إلى التزام حكومة السودان بحماية المدنيين، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.
وشدد "على ضرورة أن تتخذ المنظمة الدولية الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر".
ومن جانبه قال المبعوث الأممي، "لقد تناول اللقاء الأوضاع في السودان
وأضاف، "أكدت خلال اللقاء انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان"، موضحا أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.
وقال "إن الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا، وإن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها"، مؤكدا استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد في 13 يونيو الماضي قرارا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، وهو الحصار المستمر منذ 10 مايو الماضي.