أسطورة “خاوة – خاوة” بعد أحداث السمارة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
بقلم : نورالدين زاوش / عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
رغم أن ممثلي الجزائر في الهيئات الدولية والإقليمية ظلوا يرددون، لقرابة خمسين عاما، نفس الخطاب ونفس التبريرات ونفس المفردات من قبيل: الاستفتاء؛ تقرير مصير الشعب الصحراوي؛ الصحراء الغربية المحتلة؛اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة؛ إلا أنهم لحد اليوم ما زالوا لم يحفظوا هذه الكلمات بعد، وما زالوا في المحافل الدولية والأممية يقرؤون خطاباتهم من الورقة كالعادة، وهم يرتعدون من هول ما يتوقعونه من رد صاعق لأسود الدبلوماسية المغربية.
حينما تصغي بإمعان لحدة نبرة السيد عمر هلال وهو يترافع في موضوع الصحراء المغربية المقدسة، بكل طلاقة ورباطة جأش في الأمم المتحدة، وترى انتفاخ أوداجه، وتغير قسمات وجهه وهو يتفاعل مع كل كلمة يتفوه بها؛ وكأنها لا تخرج من بين شفتيه إنما من صميم فؤاده، تشعر يقينا أن الحق بجانب قضيته العادلة، وأن الزيغ والضلال بجانب قضية أولئك الأوغاد “التاريخيون” الذين يتلكؤون عند قراءة كل كلمة مكتوبة، ويتلعثمون عند كل جملة مسمومة، ويلوون أعناقهم عندما تختلط عليهم الأوراق مثلما اختلطت عليهم من قبل المبادئ.
إن الذي يجعل نظرية “خاوة، خاوة” بين الشعبين المغربي والجزائري مجرد هرطقة خاوية المضمون، أن الشعب الجزائري يعتقد أن قضية الصحراء المغربية مجرد خلاف سياسي بين النظام المغربي ونظيره الجزائري؛ في حين أن الأخوة في مفهوم المواطن المغربي تمر بالضرورة عبر الاعتراف بالصحراء المغربية، نظاما كان أو مؤسسات أو أشخاصا؛ أما أخوة الجزائريين التي تتمترس خلف الصحراء الغربية فيعتبرها أخوة مزيفة وملغومة؛ وحقَّ له ذلك مادام المغاربة مختلفين في كل شيء؛ إلا في دينهم وملكهم وصحرائهم، وهم مستعدون أن ينفروا عن بكرة أبيهم لينصروا ثالوثهم المقدس فعلا وليس قولا؛ وقد صدق فيهم الحجاج بن يوسف الثقفي قوله: “المغاربة لا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم؛ فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض“.
ما يقترحه علينا كثير من الجزائريين مغسولي الدماغ أن نظل إخوة وندع ملف الصحراء بالأمم المتحدة؛ ناسين أو متناسين أن البوليساريو ليسوا بالأمم المتحدة بل يسكنون أرض الجزائر ويتناكحون عليها، ويصدرون المئات من بياناتهم العسكرية المضحكة منها، ويأكلون ويشربون ويتسلحون من ميزانية الدولة الجزائرية، على حساب قوت الجزائري مغسول الدماغ وفاقد البصيرة؛ فأية أخوة يريدها هؤلاء، إن لم تكن أخوة الذئب الشرس للحمل الوديع؟
بعد أحداث السمارة الإرهابية وجب إعادة تقييم علاقاتنا ليس فقط مع النظام الجزائري اللقيط وشعبه المُغيب، بل أيضا مع تلك الحفنة من خونة الداخل الذين يتمرغون في خيرات البلاد ويتغنون بمخيمات “القياطن والعجاج”؛ لكن الضفادع حتى ولو وضعتها في قصر من ذهب، فسوف تحن لا محالة إلى مستنقعاتها العفنة وبِرَكِها الآسنة. لذا، وجب على الدولة والمجتمع، على حد سواء، أن يعيدا النظر في طرق تعاملهما مع هذه الكائنات العجيبة التي تفكر كالضفادع وتتصرف مثلها.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
“نيويورك تايمز”: الأمم المتحدة تستعد لإنهاء عمل “أونروا” في غزة والضفة الغربية
غزة – أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الأمم المتحدة تستعد للإنهاء التدريجي لعمل “الأونروا” بغزة والضفة الغربية بسبب الحظر الذي فرضته إسرائيل على عمل الوكالة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن “المنظمة الأممية تستعد لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في كل من قطاع غزة والضفة الغربية”، مشيرين إلى أن “فرض إسرائيل لقوانين تحظر أنشطة الوكالة سيؤدي إلى منع المسؤولين الإسرائيليين من التعاون مع موظفي الأونروا، مما يجعل التنسيق مع إسرائيل في مجال إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمرا مستحيلا”.
وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل، “على الرغم من أن الحظر على أنشطة الأونروا لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بدأت تنأى بنفسها عن التعاون مع الوكالة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بمنع الأونروا من استخدام المعابر الشمالية لقطاع غزة، حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية مكثفة”.
وفي 28 أكتوبر، وافق “الكنيست” الإسرائيلي على مشروع قانون يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” داخل “المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية”.
وبحسب “الكنيست”، “يهدف القانون إلى منع أي نشاط لأونروا في أراضي دولة إسرائيل، وينص على ألا تقوم أونروا بتشغيل أي مكتب تمثيلي، ولا تقدم أي خدمة، ولا تقوم بأي نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أراضي دولة إسرائيل”.
ومنذ بداية الحرب على غزة، صعدت إسرائيل إجراءاتها ضد الأونروا وقصفت مراكز تابعة لها ما أدى إلى استشهاد عدد من موظفيها.
وتدعي إسرائيل أن عددا من موظفي الأونروا شاركوا في هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس ضد بلدات في غلاف غزة، في 7 أكتوبر الماضي، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.
وتزعم تل أبيب أن 450 من موظفي الوكالة، هم عناصر في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد أدان في وقت سابق سعي إسرائيل إلى منع الأونروا من مزاولة أنشطتها، معتبرا أن ذلك سيشكل انتكاسة هائلة لجهود السلام المستدام وحل الدولتين ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن.
بدوره حذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني من أن تفكيك الوكالة، يعني التضحية “بجيل كامل من الأطفال”، مشيرا إلى أن “الأسوأ لم يأت بعد” في قطاع غزة وأن الأوضاع الإنسانية في حالة مزرية.
المصدر: “نيويورك تايمز”+ RT